الفهرس 
الفصل الثـاني / السواحـل والمدرجات البحريــة في شبه جزيرة سيناءيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 282 |  |  |
| | | from | 282 | | |
المستخلص
تتناول الدراسة التغيرات في مستوى سطح البحر والتغيرات المناخية خلال الزمن الرابع والأدلة الجيومورفولوجية والجيوآركيولوجية وأثرها على أشكال سطح الأرض واستقرار الإنسان في شبه جزيرة سيناء باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
وذلك بالتطبيق على موضوعات السواحل والمدرجات البحرية وأنظمة التصريف النهري والبحيرات العذبة القديمة ومناطق استقرار الإنسان القديم ، وأماكن توزيع رواسب الزمن الرابع في شبه جزيرة سيناء ؛ دراسة جيومورفولوجية جيوآركيولوجية.
وتشمل منطقة الدراسة شبه جزيرة سيناء مع التركيز على مناطق تواجد تكوينات الزمن الرابع وبالتطبيق على مناطق رأس محمد وأودية العريش ووتير والسدرة وفيران.
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها:
الانتشار الواسع لتكوينات ورواسب الزمن الرابع في سيناء حيث تغطي نحو 45% من أجمالي مساحتها وتتباين بين : أشكال تطورت في بيئات جافة وأخرى تطورت في بيئات رطبة وأشكال تطورت في بيئات بحرية ؛ والذي له دلالة أكيدة على تغير مستوى سطح البحر وتعاقب فترات رطبة وأخرى جافة خلال الزمن الرابع.
وفيما يخص عنصر السواحل والمدرجات البحرية:
فتضم سواحل جنوبي سيناء على البحر الأحمر نحو خمس مدرجات:
1. مدرج (I) على منسوب (25-30 متر) للفترة (MIS-11) أكثر من 300 ألف سنة.
2. مدرج (II) على منسوب (15-25متر) للفترة (MIS-9) 280ألف إلى 300 ألف سنة.
3. مدرج (III) على منسوب (10-12متر) للفترة (MIS-7) 200 ألف سنة.
4. مدرج (IV) على منسوب (3-6 متر) للفترة (MIS-5e) 118-125 ألف سنة.
5. مدرج (V) وهو مدرج غارق على منسوب سطح البحر (صفر – 1 متر) للفترة 4000 سنة ق.م وحتى الآن يمثلها الفترة (MIS-1).
وفيما يخص عنصر التعرية النهرية ومصاطب الأودية:
فتضم سيناء مصاطب الأودية بمستويات مختلفة في عدد من أودية الدراسة ، حيث تضم كلاً من:
- وادي العريش مصاطب على مستويات : (33م – 22م – 15م 17م – 2م 5م).
- ووادي وتير : (30م – 15م – 9م – 6م – 3م).
- وادي فيران : (30م – 15م – 6م – 2م).
وأما بالنسبة لعنصر البحيرات العذبة القديمة فتضم سيناء نحو اثني عشر أهمها:
- بلايا العريش والتي تمتد لمساحة 350 كم2 ويقدر عمر رواسب بين (92.000 / 67.000 سنة قبل الوقت الحاضر).
- بلايا وادي فيران والطرفة والتي قد تمتد إلى نحو 30كم2 وتقدر عمر الطبقات السفلى منها إلى 35 ألف سنة والعليا ترجع إلى 12 ألف سنة قبل الوقت الحاضر.
هذا إلى جانب آثار الإنسان القديم وجيوآركيولوجية سيناء:
حيث تؤكد المواقع الأثرية المكتشفة في نحو 2000 موقع منتشرة في كل سيناء على استقرار الإنسان القديم بها منذ فترة مبكرة من الزمن الرابع ، حيث تمّ التوصّل إلى عدد من المواقع الأثرية تضم أبنية حجرية للدفن تحتوي على عظام بشرية كاملة ومواقع أخرى يُرجّح أنها قرى تضم أماكن للعبادة والسكن وحظائر لتربية الماشية.
حيث تشير تلك النتائج إلى أن الإنسان القديم انتشر في كل ربوع سيناء وكان استقراره على مدى زمني طويل حيث يرجع أقدم المواقع إلى 40 ألف سنة يعود إلى أواخر البليستوسين ، وتشير الدلائل أنه مارس حرفة الرعي في فترة مبكرة إلى جانب الصيد ، حيث تركزت معظم المواقع المكتشفة حول مصادر المياه العذبة بالقرب من البحيرات العذبة القديمة وفي الأحواض الجبلية وجوانب ومصبات الأودية.
مما يؤكد توفر بيئة رطبة شبه دائمة على مدار العام وفرت بيئة مناسبة للاستقرار ومراعي خصبة لرعي الحيوان وتكاثر قطعان الحيوانات آكلة العشب للصيد ، وقد تطورت تلك المجتمعات حتى بات لها نسق اجتماعي منظّم وطقوس للعبادة والدفن والتي استمرت حتى 3500 سنة قبل الوقت الحاضر.
ويتضح من خلال الدراسة أن التغيرات المناخية هي العامل المحدد الأكبر في تشكيل سطح الأرض في شبه جزيرة سيناء ويكاد ينحسر تأثير تغير مستوى سطح البحر في تشكل سطح الأرض على المناطق الساحلية وعلى مصبات الأودية ومصطبها الدنيا وقد يمتد قليلاً إلى الداخل.
ويمكن القول بأن بيئة الزمن الرابع في شبه جزيرة سيناء كانت تحظى بمناخ رطب منذ أواسط البليستوسين (40 ألف سنة قبل الوقت الحاضر) ذات قمة أو قمتين للمطر خلال العام مع جريان سطحي متكرر وفر بيئة خصبة من الحشائش للرعي وإنتشار الحيوانات البرية ، ثم بدأ يحل الجفاف تباعاً وتعاقب نحو أربعة إلى خمس فترات رطبة تخللتها فترات جافة تتضح في طبقات رواسب بلايا وادي فيران ورواسب مصاطب الأودية ، ثم أخيراً بداية فترة جافة طويلة بدأت منذ ± 11.7 ألف سنة حتى الوقت الحاضر تخللها بعض الذبذات الرطبة.
وأخيراً توصيات الدراسة بأهمية إعتماد مشروع بحثي علمي متكامل متعدد التخصصات لدراسة جغرافية الزمن الرابع في سيناء والتغيرات المناخية والبيئية وتطور أشكال السطح بشكل مفصل مع عمل سجل حفري للمواقع المهمة في سيناء وحمايتها من امتداد الأنشطة البشرية ، وضرورة تسجيل مواقع آثار ماقبل التاريخ وحمايتها.