Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور المرأة في المجتمع الهندي في عصر سلاطين دهلي :
المؤلف
مصطفى، أميرة طارق.
هيئة الاعداد
باحث / أميرة طارق مصطفى محمد دياب
مشرف / آمال محمد حسن
مشرف / صفى علي محمد
مشرف / شيرين شلبي العشماوي
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
303ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 303

from 303

المستخلص

ملخص الرسالة:
تعد الدراسات العلمية الخاصة بالمرأة بشكل عام من الموضوعات التي شغلت في الآونة الأخيرة المجتمع العالمي، حيث اهتم بوجود أبحاث أكاديمية تتعلق بالمرأة وحياتها ودورها وتأثيرها في المجتمع على مر العصور ومختلف المجتمعات، وكان لباحثي علم الاجتماع والتاريخ والحضارة دور كبير في مجال هذه الدراسات، فاهتم باحثو علم الاجتماع بشئون المرأة والقضايا التي تخصها وحقوقها وواجباتها لتمكينها في المجتمع المعاصر، والحقيقة أن ذلك لن يتحقق إلا بوجود دراسات تاريخية تبرز دور المرأة في مجتمعاتها على مر العصور، والوقوف على إسهاماتها وقدراتها في جميع نواحي الحياة في ظل ظروف كل المجتمعات المختلفة، سواء كانت هذه الظروف ثابتة أو متغيرة، والتعرف على مدى تكيف المرأة مع هذه الظروف وقدرتها على العطاء فيها، ولذلك أهمية كبيرة من أجل التعرف على المجالات التي برعت فيها المرأة أكثر من غيرها حتى يتم توجيهها إليها، والظروف التي تدفعها للإبداع فنعمل على تهيئتها، ومن هنا جاء اختيار موضوع هذه الدراسة: ”دور المرأة في المجتمع الهندي في عصر سلاطين دهلي”.
تعددت الأسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع، أولها الاتجاه نحو دراسات المرأة باعتبارها النواة الأولى للمجتمع، ولا يخفى أن هناك مجتمعات بعينها محملة بأعباء قضايا المرأة وعلى رأسها المجتمع الهندي _ميدان الدراسة، أما عن تحديد الفترة الزمنية بعصر سلاطين دهلي الذي امتد إلى ما يزيد عن ثلاثة قرون (602ه-932ه/1206م-1526م)؛ فيعود إلى أنها الفترة الأولى التي شهدت خلالها الهند قيام سلطنة إسلامية مستقلة اتخذت من دهلي عاصمة لها بعدما كانت على مدار قرون عدة مجرد مجموعة من المدن التابعة للدول الإسلامية الموجودة في الغرب، فكان لابد من تتبع أثر نشأة دولة جديدة مختلفة دينيا وثقافيا عن المجتمع المحكوم التي كانت المرأة فيها جزءا من المجتمع سواء في الطبقة الحاكمة أو المحكومة، والتعرف على دور المرأة وإسهاماتها ومدى تكيفها في ظل الظروف السياسية والدينية والثقافية الجديدة، ومدى إلمــام السلطة الجديـدة بقضايا المـرأة آنذاك وكيفية مواجهتها.
توصلت الدراسة إلى أن دور المرأة في المجتمع الهندي خلال عصر السلطنة الذي امتد ما يقارب ثلاثة قرون، قد شمل كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية والاجتماعية، ولم يكن مجرد دور عابر، بل كان فعالًا مؤثرًا.
كشفت الدراسة عن دور فعال للمرأة في المجال السياسي خلال عصر السلطنة، واستمر هذا الدور خلال قوة الدولة وضعفها مع اختلاف ماهية الدور وتأثيره في أوقات القوة أو الضعف، حيث حظيت المرأة بمكانة كبيرة وصلاحيات كثيرة استطاعت من خلالها التدخل في شئون الحكم والإدارة، وامتلك بعضهن طموحًا سياسيًّا، أوصلها إلى صعود العرش في حالة من الحالات القليلة التي شهد خلالها العالم الإسلامي المرأة تنفرد بالعرش. أثبتت الدراسة أن للمرأة دورًا عسكريًّا لعبته خلال عصر السلطنة، فقد نجحن في الدفاع عن دهلي ضد هجمات الأعداء، كما استطاعت المرأة أن تقدم للجيوش المساعدة بوضع الخطط العسكرية، وتحويل الهزيمة لانتصار، ومشاركتها ضمن صفوف المقاتلين، وقاد المرأة لأداء هذا الدور إما الدفاع عن وطنها وشرفها، أو الانتقام.
أبرزت الدراسة الدور الإداري الذي قامت المرأة به خلال عصر سلاطين دهلي، حيث كُلفت بعض نساء البلاط بمهام إدارية، وكان هذا التكليف يأخذ الطابع الرسمي تارة وغير الرسمي تارة أخرى، ولم تقتصر المهام الإدارية على نساء العائلة الملكية فحسب، بل امتد إلى نساء أخريات، أبانت الدراسة أن الدور السياسي والإداري امتد إلى طبقة العوام من النساء والجواري، حيث كلفتهن الدولة بمهام كان لها أبلغ أثر على سياسة الدولة.
أوضحت الدراسة الإسهامات القوية للمرأة في المجال الاقتصادي خلال عصر سلطنة دهلي، وذلك بشكل مباشر لكونها شخصًا منتجًا داخل المجتمع في شتى نواحي الحياة الاقتصادية سواء كانت الزراعة أو الصناعة أو التجارة، اتضح أيضًا من خلال الدراسة دور المرأة غير المباشر في الحياة الاقتصادية بكونها مستهلكًا صاحب قوة شرائية كبيرة لبعض المنتجات.
أثبتت الدراسة أن الدين كان صاحب تأثير كبير على المرأة في المجتمع الهندي، وسيطر على حياتها وثقافتها هندوكية ومسلمة، وعلى اختلاف الطبقات، وظهر ذلك جليًّا في دورها. كما أبانت الدراسة الدور الثقافي الذي قامت به المرأة في المجتمع الهندي خلال عصر السلطنة.
أسفرت الدراسة عن أن أكبر أدوار المرأة خلال عصر سلاطين دهلي وأضخمها كان الدور الاجتماعي الذي مارسته في مجتمعها الصغير المتمثل في أسرتها أو المجتمع الأكبر، فكانت المرأة المنوطة برعاية كل أفراد الأسرة كأم وأخت وزوجة وابنة، كذلك لم يقتصر دور المرأة الاجتماعي على حدود أسرتها، بل امتد للمجتمع كله، وظهر ذلك في عدة مجالات كالعمل الخيري، والترفية، ومجال الخدمة، أوضحت الدراسة أيضًا الدور الفعال للمرأة في الحفاظ على العادات والتقاليد داخل المجتمع، وبينت الدراسة أن دور المرأة خلال المناسبات والأعياد أقوى الأدوار الاجتماعية وأكثرها استمرارية.