Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المـــرأة الأجنبيــــــــة
في الحضــارة المصرية القديمـــة :
المؤلف
محمد، ممــدوح فاروق.
هيئة الاعداد
باحث / ممــدوح فاروق محمد
مشرف / زكيــه يوسف طبوزاده
مشرف / نور جلال عبد الحميد.
مناقش / ثناء الرشيدي
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
373ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الآثار (الآداب والعلوم الإنسانية)
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الآثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 373

from 373

المستخلص

ملخص الدراسة باللغة العربية.
تُشير لنا العديد من المشاهد التصويرية، والكتابات المُدونَّة علي المصادر المصرية القديمة، علي دراية المصريون القدماء بدرجة كافية، بالثقافات والحضارات الأـخري، وفهمهم للتنوع العرقي، والطبيعة الجغرافية للأجناس الأجنبية، التي اتصلت بالحضارة المصرية القديمة بشكل مباشر أو غير مباشر. فتعتبر الأنثي الأجنبية، عنصرًا مهمًا في حركة وانتقال المجموعات ذات العرقيات المختلفة، داخل مصر، بواسطة عدة طرق: أسري الحروب، تجارة الرقيق، الوفود الدبلوماسية، أو الهجرة.
استطاع المصري القديم تصوير المرأة الأجنبية ببراعة في النقوش والمناظر المصرية القديمة، مع الحفاظ علي اظهار هويتها العرقية، الجغرافية، والثقافية. ولقد نجح في إبراز أربعة أجناس عرقية للمرأة الأجنبية في المصادر المصرية القديمة: الأسيوية، الليبية، الكوشية، والبونتية. وقد قسم الباحث موضوع البحث إلى خمسة فصول، طبقًا لمنهجية الدراسة اللغوية، الاجتماعية، السياسية، الفنية، والدينية، وإعطاء شمولية اكبر لتتبع مسار الأنثي الأجنبية في الحضارة المصرية القديمة.
الفصل الأول: جاءت المرأة الأجنبية لمصر برفقة مجموعات عرقية متعددة، مثل ”العامو”، ”النحسيو”، و”التحنو”..الخ، بواسطة عدة طرق: (اسري الحروب، تجارة الرقيق، الوفود الأجنبية الدبلوماسية، توريث العبيد، الهجرات، والزواج السياسي). فلقد تم تصوير الأنثي الليبية، في الدولة القديمة، علي جدران المعابد الجنزية والطرق الصاعدة، لملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، (”ساحو رع”، ني وسر رع”، ”اوناس”، بيبي الأول”، ”بيبي الثاني” نتيجة الحملات التأديبية والعلاقات التجارية. ثم جئن الأسري الإناث إلى مصر بأعداد هائلة قُدرت بالآلآف تحت مسمي ”حمت” اي فئة العبيد الخدم، في فترتي الدولة الوسطي والحديثة. فكُنَّ مُكافأة للقادة العسكريين من الملك، وايضًا محظيات وخادمات للملوك، والبقية منهن قد تم بيعهن لكبار الموظفين والنخبة في المجتمع المصري. وقد عبر لفظ ”سرتي” srTi عن الأسيرة السامية في ”بردية لانسنج”، في عهد الملك ”رمسيس الثالث”، والتي لاقت عناية جيدة من الملك أثناء رحلتها إلى مصر مع الجنود المصريين. وكان يتم تمصير الذكور والإناث الأجانب، بتعليمهم اللغة المصرية القديمة.
وكان لتجارة الرقيق دور كبير في احضار الإناث الأجانب إلى مصر، خاصًة من آسيا عن طريق تجار الشام. ورصدت مناظر عديدة، توافد مجموعات من الأجنبيات بمختلف اجناسهم، ضمن الوفود الدبلوماسية، التي كانت تقدم لحاكم الإقليم أو الملك، هدايا أو جزية لإظهار فروض الولاء والطاعة وتوطيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما في مقابر ”خنوم حتب الثاني” بالمنيا، ”رخميرع” بطيبة، و”حوي” بطيبة. وقد نقلت وثائق نقل الملكية، خاصًة في التوريث، بعض حالات توريث الخادمات الأجانب، كملكية منقولة من شخص لآخر، ويتحدد مصير الأبناء الأجانب طبقًا لوضع الأم، كما في بردية القاهرة رقم 20161. ورصدت بعض النقوش الصخرية في منطقة ”سيرابيط الخادم” بسيناء، علي بعض حركات الهجرة الآسيوية، لسيدة تمتطي حمارًا ومعها بعض الرجال من جنس ”الرتنو”، للعمل في المناجم والمحاجر المصرية.
الفصل الثاني. ناقش الوضع الاجتماعي والديني للمرأة الأجنبية في المجتمع المصري القديم، فلقد خضعت للخدمة الإجبارية تحت مُسمي فئة ”حمت”، في البيت الملكي، فالحسنوات منهن (فئة نفرت)، يصبحن محظيات، والأقل جمالًا، يكلفن بمهام أخرى في خدمة القصر، مثل صناعة الأقمشة، وأعمال الحرث، وتربية الماشية، وزراعة القمح، أو كمنشدات، وراقصات (مدفوعين الأجر احيانًا). وآشارت النصوص المصرية، إلى ان المعابد المصرية امتلأت بالعبيد الذكور والإناث للخدمة في مؤسسات الدولة، مثل مستودعات الإله ”شنعو” (مخازن وورش المعابد). ولدينا بعض الإشارات إلى وجود مستوطنات لإنتاج الخدم الأجانب، مثل: dmiw لإنتاج الخدم السوريين من أبناء الحكام السوريين، أو مستوطنة ”جرج وعب نت حموت”، لإنتاج الخدم من النساء السوريين. وقد عملوا أيضًا في تنظيف بحيرات المعابد، والمشاركة في اقامة الطقوس الدينية. وقد ظهرت المرأة الأسيوية، كجدة، ”ام”، اخت”، أو زوجة للرجل المصري (لوحات ابيدوس). وعلي نفس اللوحات، ظهرت كخادمة في بيوت الأفراد خاصًة في اعمال في صناعة الخبز والجعة، والعمل في الحقول، وحمل القرابين لسيدها، ويتضح ذلك في مخصص اسم السيدة الأجنبية ”بتاح حتب” ptH- Htp.
ناقش الجزء الثاني من الفصل، الحقوق الاجتماعية والقانونية للمرأة الأجنبية، فكانت خادمة بلا حقوق اجتماعية أو قانونية، وتارًة اخري، تُمنح الحرية وتتزوج من ذكور مصريين. وكان يتم معاملتها بشكل جيد، وتذكر إحدي البرديات، أنها لم تُجبر للعمل في الأيام الحارة المُشمسة. وآشارت ”بردية التبني” إلى تحريرها من العبودية، ثم كان يحق لها الزواج من رجل حر. وإشارة أخرى إلى تحريرها في المدينة تحت مسمي ”عنخت نت نيوت”، بمعني ”المرأة التي منحت الحياة في المدينة”. وعليها تكون أنثي خادمة متنقلة، لدي عدة افراد، طبقًا لموافقة مالكيها. وتلقي بعض الوثائق القانونية ”سونت” الضوء علي عقود البيع والشراء، والتأجير للخادمات الأجنبيات، وتوضح انها كانت تؤجر لفترة أو تباع مُقابل ابقار، قماش، أو بقيمة وحدات ”دبن” أو ”شعتي” من الفضة. وهناك نوع آخر من العقود يسمي ”إميت بِر”، يحرر فيها انتقال الخادمات الأجنبيات كملكية مورثة بين الأشخاص، مقابل عدد وحدات ”دبن”، و”شعتي”، أو بعض السلع والمنتجات خاصةً الأقمشة.
اما الجزء الثالث من الفصل، فلقد ناقش تتبع آثار المرأة الأجنبية في المواقع الجغرافية المصرية، سواء علي الآثار المنقولة مثل اللوحات الجنزية، أو مناظر جدران مقابر الأفراد. وتبين أن جنس ”العامو” كان اكثر تواجداً في مصر، وقد حدثت عدة مصاهرات بين المصريين الذكور، والإناث الأجانب، مما نتج عن عائلات مصرية آسيوية مُهجنة. وآشارت لنا بعض الدلائل ان المرأة الأجنبية، اكتسبت العادات والتقاليد المصرية، في المعيشة والطقوس الدينية.
وتحدث الجزء الرابع عن الوضع الديني للمرأة الأجنبية، في ضوء عادات الدفن وطرز المقابر في ”تل الضبعة”، وتل المسخوطة” في منطقة الدلتا، في فترة الإحتلال الهكسوسي. واسفرت نتائج الحفائر عن طرق وعادات دفن غربية، غير معتادة. فظهر في مقابر عائلات كبار القوم في الفترة بين الأسرتين 12، 13، دفنات مصاحبة، دُفن فيها إناث مختلفي الأعمار في وضع ومستوي مختلف عن ارضية دفن اسيادهن، امام مدخل المقبرة الرئيسية. ويعتقد بعض الباحثين، انهن ”أضحيات قربانية” لأسيادهن. وآشارت الدلائل الاثرية، كودائع الدفن، وطرق دفن الحيوانات مثل الحمير، الخيول، والغزلان، عن تأثير الطابع الأسيوي في ثقافتهن وعاداتهن. وعلي الجانب الآخر، آشارت بعض الأدلة الأثرية التي عثر عليها في بعض التجمعات السكنية، التي تواجدت بها بعض العناصر الأجنبية، علي ممارسة الأجنبيات لعاداتهم وعبادتهم بشكل حر. فلقد تمصرت المرأة الأجنبية في اسمائها، هيئاتها، وممارستها بعد اندماجها في المجتمع المصري، سواء كانت خادمة، أحد اعضاء الاسرة، أو زوجة ملكية، كما آشارت بعض اللوحات الجنزية للأفراد. وعلي الجانب الآخر عُثر علي ادوات طقسية ذات طابع أجنبي تشير إلى ممارستهن طقوسهم وشعائرهم الأجنبية، خاصًة في التجمعات المختلطة عرقيًا مثل مجتمعات” منف”، ”اللاهون”، و”غراب”.
• الفصل الثالث. تناول هذا الفصل دور وتأثير المرأة الأجنبية في البلاط الملكي المصري، فنتيجة المتغيرات والمتطلبات السياسية. قام ملوك الدولة الحديثة بإبرام بعض الإتفاقيات والمعاهدات السياسية مع ملوك وحكام دول أسيا، واهمها المصاهرة السياسية التي أصبحت سمة مميزة في تاريخ الملوك المصريين منذ الأسرة 18 حتي نهاية الاسرة 19، لتحقيق السلام، وتوطيد العلاقات السياسية، ومن هؤلاء الملوك: (”تحتمس الرابع”، ”امنحتب الثالث”، ”امنحتب الرابع”، ”تحتمس الثالث”، ”رمسيس الثاني”، ”رمسيس الثالث”). فبدأت اولي الإشارات في الأسرة الرابعة، إلى أن الملكة ”مر اس عنخ الثالثة” زوجة الملك ”خع إف رع”، أصلها ليبيي. وربما تزوج الملك ”ساحورع” من أميرة وافدة من ”جُبيل”؟. ولدينا بعض الدلائل، ان الملك ”منتوحتب الثاني”، قد تزوج من سيدات نوبيات، مثل الملكات ”عاشيت”، و”كمسيت”.
بدأت سياسة المصاهرة بين ملوك مصر وحكام الدول المجاورة، من الأسرة 18، في عهد الملك ”تحتمس الثالث”، الذي تزوج من ثلاث أميرات سوريات، وأصبحن ضمن حريم الملك، ودُفنَّ معاً في جنوب مقابر وادي الملكات. وقد تزوج الملك ”تحتمس الرابع” من الأميرة الميتانية ابنة ”ارتاتاما” (ربما تكون الملكة ”موت ام ويا”). سار ”امنحتب الثالث” على سياسة ابيه ”تحتمس الرابع”، فتزوج من الأميرة ”جيلوخيبا” kyr-gy-pA ابنة الملك الميتانى ”شوتارنا الثانى”، وقد سُجل الحدث علي اربع مجموعات من الجعارين، ثم أوفد رسولًا فى العام السادس والثلاثين من حكمه يطلب الزواج من ابنته ”تادوخيبا”، ثم تزوج علي الأقل سيدتين من ”بابل”، احدهما ابنة ملك ”كاردونياش”، والثانية بنت اخيه الملك ”كادشمان خاربى او(كادشيمان انليل)” أو ”كاليما سين” حسب المصادر البابلية. ذُكرت في المصادر البابلية أن الملك ”امنحتب الثالث” ارسل رسولاً إلى حاكم ”ارزاوا”، ليتزوج ابنته ”تارخوندارادو”، بعد سكب الزيت العطري علي رأسها واحُضرت إلى مصر. اتخذ اخناتون” على الأقل زوجتين أجنبيتين، الأولى هى الأميرة الميتانية ”تادوخيبا”، التى ارسلها ”توشراتا” إلى حريم ابيه، ثم انضمت إلى حريم ”اخناتون” بعد موت ”امنحتب الثالث”.
شهد العام الرابع والثلاثين من حكم الملك ”رعمسيس الثانى” أشهر حالة زواج سياسي بينه وبين الإبنة الكبرى للملك الحيثى ”خاتوسيل الثالث”، الذي رافق ابنته إلى مصر ليحضر زفافها إلى الملك، وقد سُجل الحدث علي لوحات، عثر عليها فى ”ابو سمبل” و”الكرنك” و”اليفانتين. لم تكن فكرة زواج السيدات المصريات من الأجانب مقبولة لدي المصريين، لكن هناك عدة حالات تثير التساؤل والجدال حولها، في آواخر عصر الهكسوس في مصر، يبدو أن الأميرة ”حريت” المصرية، احدي جدات الملك ”امنحتب الأول” تزوجت من أحد الغزاة ويدعي ”ابو فيس”؟. وقد إحتلت الزوجة الأجنبية مكانة هامة في قلوب الملوك المصريين، فكان مهرها ثمين جدا، كالخيول والعربات المغلفة بالذهب، لكنها لم تصبح زوجة رئيسية.
الفصل الرابع. تناول هذا الفصل تتبع مناظر ونقوش المرأة الأجنبية علي جدران المعابد والمقابر، وآثار اخري. فلقد اظهرها الفنان المصري القديم بشكل مُختلف نوعًا ما عن المرأة المصرية، في عرض الهيئات والتمثيلات المختلفة لأربعة اجناس من الإناث الأجنبيات: الليبية، الأسيوية، النوبية الكوشية، والبونتية. ظهرت السيدات الليبيات في نقوش المعابد الجنزية لملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، برداء قصير فوق الركبة، يربطه حزام في الوسط يتدلي للأمام، وحزامان متقاطعان من اعلي، لكنهما لا يغطيان الصدر. اما في نقوش الدولة الوسطي، ظهرن بتنورة طويلة مفتوحة وواسعة من اسفل تصل إلى بطن الساق بكنار(نهاية الرداء من اسفل) مموج (مشرشر) أو مستقيم، كما في مقبرة النبيل ”خنوم حتب الأول”.
اما المرأة الأسيوية، ظهرت في نقوش الدولة القديمة، بشعر قصير حتي الرقبة (لوحة المجاعة)، اما في الدولة الوسطي فتميزت تسريحات الشعر والباروكات، بالشعر القصير حتي العنق (عهد ”امنمحات الأول)، ثم أصبح الشعر مُضفر بثلاث جدائل، جديلتين رفيعتين علي الكتف، والجديلة الأكبر منسدلة علي الظهر، وترتدي رباطة رأس بيضاء أو فضية (مقبرة ”خنوم حتب الثاني)،وقد ظهر نوع غريب لبشعر منتفخ علي شكل بصلة ذو نتوء، اقرب إلى شكل الكعكة، وفيها يتم تثبيت وتدين خشبيين، وتُربط علي الجبهة عصابة رأس( مقبرة ”واخ حتب”)، أو الشعر مجدول ومُجمع في ضفيرة واحدة خلفية رفيعة مرتفعة لأعلي (لوحتي متحف المتروبوليتان). تعددت أنماط تسريحات الشعر في الدولة الحديثة، فتميزت بتسريحة شعر مجدول إلى ثلاث جدائل، اثنتين منسدلتين علي الكتف، والجديلة الخلفية رفيعة منسدلة علي الظهر، تنتهي بتجمع شعر كروي مرتفع لأعلي (مقبرة ”نب آمون”). تنوعت الأزياء الخاصة بالأسيويات، في نقوش ومناظر المصادر المصرية، فبدأت منذ الدولة الوسطي، برداء فضفاض واسع، طويل حتي ما قبل الكعبين، اما الرداء المميز بزقرشته الملونة وخطوطه الهندسية ( مقبرة ”خنوم حتب الثاني”). وفي الدولة الحديثة، نري رداء طويل أبيض شفاف أو شبه شفاف، ربما قطعة واحدة، من أعلي رداء واسع (بلوزة) ذات أكمام واسعة يغلق علي الرقبة، والجزء السفلي تنورة طويلة متدرجة (ثلاث طبقات) إما بالخياطة أو بلبس بعضها فوق بعض، أي عبارة عن تنورات تلبس إحداهما فوق الأخرى، يربطه حزام من الوسط (مقبرة الأمير ”حور محب” بسقارة). وظهرن النساء الأسيويات يصطحبن أطفالهن معهن في صفوف، اما علي اكتافهن، أو داخل سلة، أو يمسكن بأيديهم.
وعن المرأة النوبية: ظهرت المرأة علي جدران المقابر تحمل أو تقود عادًة أطفالها، ببشرة سوداء اللون وثدي متدلي، ويرتدين رداء طويل مصنوع من الجلد أو القماش، مربوط بحزام حول خصرها، وكان نصفها العلوي عاري. تمسك الأطفال الكبار في يديها، اما الصغار تحملهن في حقيبة مثبته علي ظهرها. إما بشعر قصير يأخذ شكل الطاقية (مقبرة” رخميرع”، ”حور ام حب” بطيبة)، أو بتسريحة شعر ذات خصلات تغطي الأذن وخلفية العنق وهي تسريحة الشعر الأنثوية التي تشبه في الطول والشكل الباروكة المصرية (مقبرة ”حوي”). ظهرت المرأة البونتية علي نقوش معبد الملكة ”حتشبسوت”، بصفات جسدية غير معتادة، بجسم ممتلئ، ذات ارداف ثقيلة، ترتدي تنورة بيضاء تصل ما قبل الكعبين، والرداء مكشوف الذراعين. ذات شعر كثيف ينسدل للخلف ويغطي العنق، ومربوط بعصابة رأس.
تنوعت تمثيلات المرأة الأجنبية علي النقوش والمناظر، فنجدها في مشاهد احضار الأسري الأجانب، تقف في صفوف تحمل ابنها علي كتفها أو داخل سلة، أو تصطحبه في يدها، أو تساند ذويها من الرجال عند مناظر مهاجمة الحصون الأجنبية بواسطة الجنود المصريين. وهناك مشاهد توضح المرأة الأجنبية كحاملة قرابين، مهاجرة تمتطي حمارًا، تتبادل السلع في مناظر السوق المصري، بصحبة زوجها، أو راقصة تؤدي طقوس معينة في مناظر مقابر الأفراد.
الفصل الخامس: تناول الفصل المعالجة اللغوية لأسماء ومصطلحات السيدات الأجنبيات، اللاتي ذكرن في المصادر المصرية القديمة. تعددت أسماء السيدات الأجنبيات، وإختلاف منشأهن الجغرافي وتنوعهن الإثنوغرافي، نتيجة التداخل الثقافي بين الشعوب الأجنبية والمصرية، فلدينا العديد من أسماء الأجنبيات، تحمل في تراكيبها الجذور الأجنبية، خاصًة اللغات السامية ولهجاتها (الكنعانية، الأمورية، الأوجاريتية، الحورية، الأكادية..الخ). وطبقًا لمنهجية بعض الباحثين، تم تحليل التراكيب اللغوية من خلال تقريب المنطوق الصوتي، وتحليل انظمة كتابتها في اللغة المصرية القديمة، فتبين ان أسماء الأجنبيات، تتكون من مجموعات كتابية متعددة المقاطع مثل gAgA، وهناك أسماء تبدأ بالمقطع tA وهي اداة التعريف المؤنثة في اللغة المصرية القديمة، أو أسماء تبدأ بالمقطع ii كما في كلمة ”ايتا”.
نلاحظ ندرة أسماء السيدات الليبيات أو الكوشيات، في النصوص المصرية القديمة، فتميزت الأسماء الليبية بالمقطع tmHw أو tHnw . اما الكوشية، فقد تميزت بالمقطع nHsy، وذلك يشير إلى الجنس العرقي لهم. وقد اتسمت معظم مخصصات الأسماء الأجنبية بعلامة البلد الأجنبي xAst وعلامة الرعي aAm. لمدلولهما الجغرافي والثقافي. وهناك بعض أسماء الأجنبيات التي تحمل في طياتها مدلولات مختلفة، كالدينية، النعتية، الجغرافية، والإثنواغرافية. فلقد توالت الهجرات وقدوم اعداد هائلة من الإناث الأجانب، فاتخذت السيدات الأجنبيات أسماء مصرية، بجانب اسمائهن ذات الجذر الأجنبي، بنهاية الأسرة 12، نتيجة اندماجهن وانغماسهن في المجتمع المصري خاصةً الجنس الأسيوي. وفي الدولة الحديثة، أمر الملوك المصريين، خاصةً الملك ”رمسيس الثالث” بوسم الأسري الأجانب بأسماء مصرية.