Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور الآلهـــة فـي روايــة ”التحـولات” لأبوليوس /
المؤلف
حمــــــدان، منـــــى فتحـــــي أحمـــــد.
هيئة الاعداد
باحث / منـــــى فتحـــــي أحمـــــد حمـدان
مشرف / هــانم محمــد فــوزي سليمان
مشرف / طــه محمــد زكي عبد المعطي
مناقش / حاتم ربيع حسن
مناقش / علاء الدين علي صابر
الموضوع
المعتقدات الدينية. الأدب اليوناني- تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2022م.
عدد الصفحات
195 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/9/2022
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - الدراسات اليونانية واللاتينية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 214

from 214

المستخلص

تعد ”التحولات” بلا شك هي أكثر أعمال أبوليوس براعة والتي يشار إليها كثيرًا باسم ”الحمار الذهبي؛ فمن المؤكد أن هذه الرواية المسلية التي تتحدث عن المغامرة هي أفضل أعماله التي وصلت إلينا كاملة. عندما ينظر المرء إلى أعمال أبوليوس بأكملها, فإن أكثر ما يلفت الانتباه هو مدى اهتمام الكاتب بفن السحر, وهو الكاتب الأكثر شهرة بسبب روايته ”التحولات” التي كانت تعد جنبًا إلى جنب مع ساتيريكا بترونيوس يمثلان ذلك النوع الأدبي المراوغ من الأدب اللاتيني. تروي رواية أبوليوس قصة الراوي وهو لوكيوس الكورنثي, الذي كان الجنس والسحر يثيران فضوله؛ حيث سافر إلى بلد السحر الأسود ثيساليا، وهناك يتحول إلى حمار عن طريق الخطأ؛ وذلك نتيجة فضوله في شئون أسرة ساحرة محلية, وهو في هيئة الحمار, فإنه يتعرض إلى سلسلة من المغامرات مع شخصيات إجرامية, ومن ضمن هذه المغامرات, مغامرته مع اللصوص المحتالين في الشؤن الدينية, ويسمع العديد من القصص الكوميدية والجنسية التي يرويها للقارئ تباعًا, وكان على وشك أن يقدم عرضه الجنسي في المدرج في كورنثا مسقط رأسه مع امرأة مدانة, وذلك قبل أن يُعاد إلى هيئته البشرية بسبب تدخل الإلهة إيزيس, ثم بعد ذلك يكرس لوكيوس نفسه للخدمة الدينية لتلك الإلهة وقرينها الإله أوزوريس, في البداية في اليونان، ثم بعد ذلك ينتقل إلى روما.
أما بالنسبة للمنهج المتع في الرسالة فقد اعتمدت الباحثة علي المنهج التحليلي لرواية التحولات، مع دعمها البحث أحياناً على المنهج التحليلي المقارن وذلك ببعض الاستشهاديات من المصادر الإغريقية المتعلقة بالموضوع.
وقد قسمت الباحثة دراستها إلى ثلاثة فصول, يحمل الفصل الأول عنوان ” أبوليوس وعصره”, وينقسم إلى مبحثين؛ المبحث الأول يتناول عنوان ” حياة أبوليوس وأعماله”، وتتناول فيه الباحثة حياة المؤلف وأعماله مع التركيز على رواية التحولات. أما المبحث الثاني فيحمل عنوان ” الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية المعاصرة لأبوليوس” وتتناول فيه الباحثة الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية المعاصرة لأبوليوس.
أما الفصل الثاني فيحمل عنوان ”دور الرَّبَّة فينوس في أقصوصة كيوبيد وبسيخي”؛ وهو مقسم أيضًا إلى مبحثين, يحمل المبحث الأول عنوان ”غضب الربة فينوس”, وتتناول فيه الباحثة سبب غضب الربة فينوس في الرواية والصراع فيما بينها وبين بسيخي وابنها كيوبيد، وكذلك تتناول فيه انتقام الربة منهما. أما المبحث الثاني فيحمل عنوان ” مغزى أقصوصة ”كيوبيد وبسيخي”، وتتناول فيه الباحثة أقصوصة كيوبيد وبسيخي وكذلك المغزى منها، والمغزى من تناول أبوليوس لهذه الأقصوصة في روايته.
أما الفصل الثالث فيحمل عنوان ”دور آلهة آخرين في التحولات”، وهو مقسم إلى مبحثين, يحمل المبحث الأول عنوان ”الربة إيزيس” وفيه تحاول الباحثة عرض دور الربة إيزيس في التحولات وكذلك وصف الربة وألقابها وطقوس عبادتها.
اما المبحث الثاني فيحمل عنوان ” دور كيريس ويونو-أبولّو وبان- جوبيتر وميركوريوس” وتتناول فيه الباحثة دور كلٍّ من هؤلاء الآلهة في مجرى أحداث الرواية.
وفي نهاية البحث جاءت الخاتمة, وهي تشتمل على أهم النتائج التي أوجزت خلاصتها فيما يلي:
1- أن أبوليوس ينتمي إلى الفترة التاريخية التي تسمى ”المرحلة الثانية من الفلسفة السوفسطائية” وهي فترة من الأدب يرجع تاريخها إلى الفترة بين عهد الإمبراطور هادريانوس وفترة حكم الإمبراطور أنطونيوس بيوس, وماركوس أوريليوس.
2- أن أبوليوس قد تناول في خطبته ”الدفاع” موضوع السحر, وهي خطبة حقيقية كان يدافع بها عن نفسه بشأن تهمة السحر, وهو موضوع روايته ”التحولات”. وأن اهتمامات أبوليوس كانت تتمحور حول الدين والفلسفة والسحر, كما هو واضح من خلال روايته ”التحولات”, وكذلك من توليه منصب الكاهن كما ذكر في عمله ”القطوف”.
3- ومن خلال التعرف على ”التحولات” يتضح لنا أن هذه الرواية أفضل أعمال أبوليوس التي وصلت إلينا كاملة، وهى التي تبين مدى اهتمام الكاتب بفن السحر كما أنها تركز على موضوع ”الفضول”، كما أن معنى التحول يتراوح ما بين التغيير الحقيقي في الشكل وما بين التحول الديني.
4- قد عاش أبوليوس في فترة سلام وازدهار شهدت تغيرًا اجتماعيًا وروحيًا عظيمًا للإمبراطورية الرومانية. وأن هذه الفترة قد بلغت فيها أحوال الجنس البشري ذروة السعادة والازدهار. أما بالنسبة للحياة الدينية فقد خلصت الباحثة إلى أن الرومان قد اعتبروا أن مختلف ألوان العبادة صادقة حقة على قدم المساواة؛ مما أدى إلى أن يسود التسامح والوئام الديني بين الناس. كذلك توصلت الباحثة إلى أن السحر كان شائعًا منتشرًا على نطاق واسع في ذلك الزمن.
5- كان جمال بسيخي هو سبب تعاستها ومعاناتها من غضب وانتقام الربة فينوس، كما أن الربة فينوس عندما يتملكها الغضب والغيرة يكون انتقامها وغضبها شديدين. كذلك نجد أن لكل إله دوره الخاص به، ولا يمكن لإله التعدي على دور الآخر.
6- على الرغم من أن أبوليوس يرسم في البداية صورة الإله كيوبيد بأنه متهور ومفتقر للياقة العامة وله اساليب شريرة، وأنه يقتحم المنازل في الليل ويدمر الزيجات؛ إلا أنه يصوره بعد ذلك بأنه قد أصبح الآن شابًّا ناضجًا وقد كان هذا الوصف علامة واضحة على الصبغة الإبداعية لهذه الرواية. أما بالنسبة إلى محاولة كيوبيد في إخفاء هويته الحقيقية عن بسيخي فقد كان يهدف إلى حمايتها. أما بالنسبة إلى أن غضب الربة فينوس من ابنها كيوبيد فقد كان بسبب عصيانه لها, وأنه تزوج من امرأة دون المستوى وعلاوة على ذلك فإن هذه الزوجة هي عدوتها اللدود. كما أن الإله كيوبيد على الرغم من كونه يظهر بوصفه مستعبدًا لوالدته إلا أن لديه سلطة خاصة مخيفة للدرجة التي تجعل جميع الآلهة يخافون منه للدرجة التي جعلت جوبيتر نفسه يطلق على بسيخي أنها ”قيد” مناسب لإبقاء الإله الشرير تحت السيطرة.
7- كل الحكايات التي وردت في ”التحولات” بدون استثناء لها غرض تعليمي, على الرغم من أنها غالبًا تقدم على أنها ترفيهية, إلا أن هذه الحكايات تعليمية بقدر ما هي مسلية. فقد أدرج أبوليوس العديد من الافكار الفلسفية الأفلاطونية في روايته, والأكثر وضوحًا منها نجدها في أقصوصة كيوبيد وبسيخي, ربما أراد أبوليوس من ذلك أن يكون للرواية غرضًا فلسفيًا أو تعليميًا. ونتستخلص من ذلك أن أقصوصة كيوبيد وبسيخي لها مغزى ديني وآخر فلسفي. كما أن المغزى الحقيقي منها هو صراع بسيخي مع الفضول ”curiositas” والقدر ”fortuna”.
8- رسالة الرواية هي أن ممارسة السحر شيء غير تقي, كما أنها شيء غير مجدي لكشف الأسرار؛ حيث يوجد بها العديد من التحذيرات من ممارسة السحر وإدانة الفضول؛ فقد وُصف الفضول على لسان كيوبيد ”بالفضول المدنس” ”sacrilege curiositas”, كذلك وُصف في سياق آخر بأنه ”فضول متهور” ”temeraia curiositas”.
9- يري أبوليوس أن المخاطر الناجمة عن الشكل الخاطئ للفضول هو شكل من أشكال عدم التقوى. ومن خلال رواية ”التحولات” حاولت الباحثة تسليط الضوء على تأثير الفلسفة الأفلاطونية على حكاية بسيخي وزوجها الغامض ونلحظ تأثر أبوليوس بفلسفة أفلاطون في الرواية وفي هذه الأقصوصة تحديدًا. كما نلحظ أيضًا أن هناك مغزى آخر من أقصوصة كيوبيد وبسيخي هو أنها يمكن اعتبارها مصدرًا للتاريخ الاجتماعي. ومن خلال أقصوصة كيوبيد وبسيخي حاولت الباحثة إلقاء الضوء على قانون الطلاق الروماني.
10- الجزء الأكثر براعة في رواية أبوليوس هو الكتاب الحادي عشر حيث يوجد به الكثير من المعلومات التفصيلية عن عبادة الربة إيزيس. كما أن وصف أبوليوس لعبادة إيزيس يمكن دعمه بالأدلة الخارجية؛ مما جعل النقاد يستخدمون وصفه للأنشطة الدينية, بما في ذلك نظام العبادة وطقوس ”السيامة”, بوصفه عنصرًا أساسيًّا للدراسات التاريخية.
11- كما أنه على الرغم من أن التحولات عمل أدبي إلا أنها تقدم سردًا دقيقًا وشاهد عيان لعبادة إيزيس في القرن الثاني الميلادي في العالم اليوناني والروماني. كما نستخلص أيضًا أن أبوليوس نفسه قد قام بطقوس السيامة في عبادة إيزيس. كما أن الرؤى كانت سمة مشتركة في التجربة الدينية للمتعبدين بالديانات الهللينيستية.
12- كان لدي الربة إيزيس كان العديد من الألقاب والسمات, كما أنه كان لها موكب خاص بها. كما أنها كان لها دور في الرواية وهو دور ”المُخلِّص” ”salus”، كما نستخلص أيضًا أن طقوس السيامة كانت مكلفة حتي على الشخص الثري. كما خلصت الباحثة إلى أن وجود إيزيس كامن طوال الكتب العشرة الأولى من الرواية من خلال التلميح بالأساليب الرمزية والمجازية, كما حدد الدارسون تصرفات فورتوناتا على أنها تصرفات إيزيس.
13- أن دافع يونو وكيريس في الدفاع عن كيوبيد كان الخوف من سهامه. كما أن الربات يونو وكيريس يفشلون في تهدئة غضب الربة فينوس. كذلك جاء رفض كيريس مساعدة بسيخي للخوف من فينوس. كما أن سبب رفض يونو بأنها ادعت الحب والاحترام لابنة زوجها وكذلك احترامها للقانون الذي ينص على عدم إيواء العبيد الهاربين.
14- كان لنبوءات أبولّو دور كبير في الأساطير والحكايات. كما كان كلام النبوءات غامضًا للغاية، ويحمل العديد من المعاني والتفسيرات. كما كان لنبوءة أبولّو تأثير كبير في مجرى أحداث أقصوصة كيوبيد وبسيخي. كما حاولت بسيخي قتل كيوبيد بسبب نبوءة أبولُّو أيضًا. كذلك كان لنبوءة أبولُّو دور آخر حيث اعتمد عليها أخوات بسيخي لإقناعها بالتخلص من زوجها. كما نستخلص أيضًا أن دور الإله بان في حكاية كيوبيد وبسيخي كان من خلال نصائحه التي قدمها لبسيخي, كما قام بدور المشرف على رحلة بسيخي في البحث عن كيوبيد.
15- أن جوبيتر هو السلطة المركزية الذي يتصرف مثل إمبراطور روماني. كما كان دوره من خلال هذه الأقصوصة هو لم شمل الزوجين كيوبيد وبسيخي ومساعدة كيوبيد في التغلب على كل العقبات التي وضعتها والدته, كما أنه بهذه الطريقة فقط يمكن لكيوبيد أن يتزوج بسيخي للأبد. كما كان دور جوبيتر أيضًا هو تقديم الحلول لكل النزاعات التي كانت في الحكاية. كما خلصت الباحثة إلى أن قصة كيوبيد وبسيخي ترمز إلى علاقة الروح بالحب الإلهي.