الفهرس 
الإطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 226 |  |  |
| | | from | 226 | | |
المستخلص
تعتبر القوائم المالية جوهر إتخاذ القرارات الإقتصادية وأداة إتصال بين الوحدة الإقتصادية وبيئتها الخارجية من خلال المعلومات المحاسبية الملائمة التى تقدمها ، والتى يمكن من خلالها التنبؤ بالأحداث الإقتصادية المستقبلية لمواجهة المشكلات المؤثرة على نتائج أعمال المنشأت المختلفة فالمعلومات البيئية تساهم فى تقليل المخاطر البيئيية التى تواجه الوحدة الإقتصادية وتخفيض اثرها ، حيث أن إهتمام الوحدة الاقتصادية بتوفير معلومات بيئية لها مصداقية تساعد فى التخطيط لحماية البيئة وإتخاذ القرارات السليمة وذلك يعتبر دليل على ادارك الوحدة للقضايا البيئية ومسؤليتها البيئية كما أن إحتواء القوائم المالية على معلومات بيئية جيدة يؤدى إلى جودة التقارير المالية ومن ثم دعم القدرة التنافسية للوحدة الإقتصادية بما يرفع كفاءة أدائها للوفاء بمسئوليتها البيئية تجاة المجتمع الذى تعمل فيه من أجل المحافظة على البيئة المحيطة بها.
ولذلك ظهر مفهوم وإطار فكرى محاسبى جديد يسمى بالمحاسبة البيئية للمحاولة فى سد الفجوة التى خلفها المنهج المحاسبى التقليدى ، حيث يتعدى فكر المحاسبة البيئية حدود الإطار التقليدى من التركيز على الأرباح فحسب بل التعامل مع العوامل الخارجية الأخرى والتى تعتبر ذات أثر كبيرعلى عملية التنمية المستدامة ، وبناء على ذلك تحول التركيز من مجرد الإفصاح عن المعلومات المالية إلى ضرورة الإفصاح عن المعلومات البيئية من خلال التقارير والقوائم المالية للوحدات الإقتصادية .
ويُعد الإفصاح عن المعلومات البيئية بالإضافة إلى المعلومات المالية والإقتصادية ، والتى تُقدم إلى مستخدمى التقارير والقوائم المالية يُمكن أن تساهم فى إتخاذ قرارات مالية وإقتصادية رشيدة ، وتشجيع الأستثمارات فى ظل بيئة تتسم بضخامة التشريعات والقوانين البيئية الملزمة لمستخدمى تلك القوائم .
ومن المتفق عليه أن الوحدات الإقتصادية تهدف إلى تحقيق مستوى مُرضى من الأرباح دون النظر إلى أهداف نوعية أخرى أهمها الوفاء بمسئوليتها البيئية نحو المجتمع الذى لاتستطيع أن تعمل بمعزل عنه ، حيث أن وفاء الوحدات الإقتصادية بمسئوليتها البيئية نحو المجتمع لايقتصر على المساهمة الإقتصادية فى رفاهية هذا المجتمع فحسب ، بل يشمل أيضاً عدم إلحاق الضرر به من خلال سوء إستخدام الموارد.
ويتعين على الوحدات الإقتصادية أن تبذل المجهودات الكافية للوفاء بمسئوليتها البيئية بما يضمن مكافحة أوالحد من أى تلوث يصيب البيئــة بسبب مدخلات وعمليات ومنتجات الوحدة ، وأن تفصح عن مدى كفاءة أدائها فى هذا المجال وتوصيل هذة المعلومات للأطراف المختلفة المعنية سواء داخل أو خارج الوحدة الإقتصادية .
ومن هنا تطور الفكر المحاسبى الذى يعتمد بدوره على الأبعاد المالية والإقتصادية فقط إلى الفكر المحاسبى الذى يركز أيضاً على الأبعاد البيئية ، وذلك لما لهذة الأبعاد من أهمية فى توفير معلومات توضح أثر الوحدة الإقتصادية وأنشطتها المختلفة على المجتمع والبيئـة ، حيث تعمل المحاسبة البيئية على قياس أو حساب التكاليف والمنافع البيئية وأصبح للبعد البيئى أثراً كبيراً ومكملاً للبعد الإقتصادى ، وذلك للتحرك نحو التنمية المستدامة .
ولقد تناولت الدراسة موضوع الأداء البيئى فى إطار نظرى من مختلف أبعاده وجوانبه وفى إطار ميدانى من خلال تصميم قائمة إستقصاء لبيان مدى تأثير المتغير المستقل ( فعالية الأداء البيئى) على المتغير الوسيط ( جودة التقارير المالية) والمتغير التابع ( القدرة التنافسية ) والتحقق من مدى صحة ( فروض الدراسة ) ، ولقد خلصت الدراسة الميدانية إلى صياغة عدة نتائج كان على رأسها الإقرار بأهمية المسئولية البيئية وأثرها على جودة التقارير المالية ومن ثم دعم القدرة التنافسية للوحدة الإقتصادية ، والتى أوصت بالعمل على زيادة وعى إدارات الوحدات الإقتصادية بتخصيص إدارة بيئية تختص بالأداء البيئى ، وتقييم أداء تلك الإدارة البيئية بصفة مستمرة .
ومما لاشك فيه عندما تنجح المحاسبة فى توصيل معلومات ملائمة وكافية تعبرعن مدى ملائمة وكفاءة الأداء البيئى للوحدة الإقتصادية فضلاً عن كفاءة الأداء المالى والإقتصادى لها سوف يؤدى ذلك إلى تعظيم الأرباح وكذلك تعظيم القدرة التنافسية .
أولا: مقدمة البحث
تساهم مهنة المحاسبة فى توفير المعلومات المحاسبية الملائمة ، حيث تعتبر القوائم المالية جوهر إتخاذ القرارات الإقتصادية وأداة إتصال بين الوحدة الإقتصادية وبيئتها الخارجية من خلال المعلومات المحاسبية الملائمة التى تقدمها ، والتى يمكن من خلالها التنبؤ بالأحداث الإقتصادية المستقبلية لمواجهة المشكلات المؤثرة على نتائج أعمال المنشأت المختلفة .
فالاداء البيئى للوحدات الاقتصادية من الموضوعات التى لاقت إهتماماً متزايد فى الأونة الاخيرة، فيجب علينا التعرف على مفهوم الاداء البيئى والمراحل التى تمر بها الوحدات الاقتصادية عند الالتزام به ، بالإضافة إلى التعرف على المعوقات التى تواجة هذة الوحدات عند الإلتزام الفعلى بالأداء البيئى لمعرفة أثر ذلك على التقارير المالية التى تعبرعن أسلوب الوحدة الاقتصادية فى إستثمار مواردها المتاحة وفقاً لمعايير وإعتبارات متعلقة بأهدافها فى ظل مجموعة من المتغيرات الداخلية والخارجية التى تتفاعل معها الوحدة الاقتصادية فى سعيها لتحقيق كفائتها وفعاليتها وتحقيق قدرتها التنافسية لتأمين بقائها .
ثانياً : مشكلة البحث
تكمن مشكلة البحث فى كيفية قياس أثر فعاليه الاداء البيئى للوحدات الاقتصاديه على جودة التقارير الماليه ، وفائدته فى تحسين عملية إتخاذ القرارات فى المشروعات الاقتصاديه من أجل تدعيم القدرة التنافسيه ،والتى يمكن أن تتضح من خلال السؤال الرئيسى التالى :
هل الاداء البيئى للوحدات الاقتصادية له أثر فعال على جودة التقارير الماليه وتدعيم القدرة التنافسيه؟
ويتفرع من السؤال الرئيسى الاسئله الفرعيه التاليه :
1. هل هناك عوامل تؤثر على فعالية الأداء البيئى ؟
2. هل تؤثر فعالية الاداء البيئى على جودة التقارير المالية ؟
3. هل هناك علاقة بين جودة التقارير المالية ودعم القدرة التنافسية للوحدات الاقتصادية؟
ثالثا : أهمية البحث
ترجع الاهمية العمليه للبحث فى أنه يلقى الضوء على موضوع قياس أثر فعاليه الاداء البيئى للوحدات الاقتصادية على جودة التقارير الماليه ،حيث أن التقارير الماليه يتم إستخدامها بمختلف أنواع الوحدات الاقتصاديه بإعتبارها مدخل لتوفير المعلومات الملائمة لصناع القرارات ومن ثم لتدعيم القدرة التنافسيه للوحدات الاقتصاديه لتحقيق تنميه حقيقية ومستدامه .
كما ترجع الاهمية العلمية للبحث فى الاستفادة من نتائج وتوصيات الدراسه لزيادة كفائة وفاعلية الوحدات الاقتصادية من خلال زيادة الادراك والاهمية للاداء البيئى للوحدات الاقتصاديه ،لكونه يحقق جودة التقارير الماليه ومن ثم تدعيم القدرة التنافسية ،وفتح مجالات أمام الباحثين والدارسين للاطلاع على نماذج عن الاداء البيئى للوحدات الاقتصاديه والمقارنه بين نقاط القوة والضعف ومحاوله تطويرها من أجل تحقيق التنميه المستدامة ، توضيح العلاقة بين متغيرات الدراسة لاظهار الصورة لمساعدة الإدارة العليا للوحدات الاقتصاديه وإتخاذ القرارات الصحيحه .
رابعاً : أهداف البحث
يتمثل الهدف الرئيسى للبحث فى إجراء دراسه لقياس أثر فعاليه الاداء البيئى للوحدات الاقتصادية على جودة التقارير الماليه لتدعيم القدرة التنافسية .
ويتحقق الهدف الرئيسى من خلال أهداف فرعية هى :
1. تحديد العوامل المؤثرة على فعالية الأداء البيئى .
2. تحديد أثر فعالية الاداء البيئى على جودة التقارير المالية .
3. إيضاح العلاقة بين جودة التقارير الماليه ودعم القدرة التنافسية للوحدات الاقتصادية .
خامسا : متغيرات وفروض البحث
5/1 المتغيرات
المتغير المستقل :ــ فعالية الاداء البيئى.
المتغير الوسيط :ــ جودة التقارير المالية.
المتغير التابع :ــ تدعيم القدرة التنافسية.
5/2 الفروض :
من واقع هذة المتغيرات وفى ضوء مشكله البحث وأهميته وتحقيقاً لاهدافة يمكن صياغة فروض البحث على النحو التالى :
1. يوجد تأثير جوهرى لبعض العوامل على فعالية الأداء البيئى .
2. توجد علاقه جوهرية بين فعالية الاداء البيئى وجودة التقارير المالية.
3. توجد علاقة جوهرية بين جودة التقارير المالية ودعم القدرة التنافسية للوحدات الاقتصادية.
سادساً : منهج البحث
إعتمدت الباحثة فى هذة الدراسة على بعض المناهج المستخدمة فى البحث العلمى وهى:
المنهج الاستقرائى : يعتمد على البيانات والاحصائات والوقائع التاريخية ،وليس على المنطق العقلى المجرد حيث يقوم البحث على قياس أثر فاعلية الاداء البيئى على جودة التقارير الماليه لتدعيم القدرة التنافسية ،إعتمادا على البيانات والاحصائات من مصادر متعددة مثل الكتب والدوريات ، والمنشورات ، والمجلات العلميه، والمؤتمرات ، والانترنت.
المنهج الوصفى التحليلى : إستخدمت الباحثة المنهج الوصفى التحليلى فى تحديد مشكلة البحث التى تمثلت فى قياس فعالية الاداء البيئى للوحدات الاقتصادية وأثرة على جودة التقارير الماليه من أجل تدعيم القدرة التنافسية والمعروف عن المنهج الوصفى التحليلى أنه يستخدم ”لدراسة أوصاف دقيقة للظواهر التى من خلالها يمكن تحقيق تقدم كبير فى حل المشكلات ، وذلك من خلال قيام الباحثة بتصور الوضع الراهن ،وتحديد العلاقات التى توجد بين الظواهر فى محاولة لوضع تنبؤات عن الاحداث المتصلة”.
وسائل جمع البيانات :
- المقابلات الشخصية .
- المقابلات مع رؤساء القطاعات ومديرى الإدارات والمحاسبين والمراجعين وموظفى لجنة إدارة المخاطربشركات الأدوية محل الدراسة .
- إستمارة إستقصاء ( الإستبيان) إعتمدت الباحثة على أسلوب قائمة الإستقصاء فى جمع البيانات اللازمة لإختبار فروض الدراسة ، حيث إحتوت قائمة الإستقصاء على البيانات الأتية :
• بيانات أولية : تتمثل فى ( العمر – المؤهل – الوظيفة – الشهادات المهنية – سنوات الخبرة ) .
• بيانات أساسية : وهى البيانات التى تم جمعها عن المشكلة محل الدراسة الميدانية وتتمثل فى :-
- مجموعة من العبارات تعبر عن العوامل التى تحدد فعالية الأداء البيئى .
- مجموعة من العبارات تقيس أثر فعالية الأداء البيئى على جودة التقارير المالية .
- مجموعة من العبارات تقيس أثر جودة التقاريرالمالية على دعم القدرة التنافسية للوحدة الإقتصادية .
سابعاً : نتائج البحث
وقد توصلت الباحثة لعدة نتائج فى ضوء التحليلات والإستنتاجات الواردة بتلك الدراسة والتى تتمثل فيما يلى :
1- أن إلتزام الوحدة الإقتصادية بالإفصاح المحاسبى عن أدائها البيئى ونتائج الأداء البيئى فى التقارير المالية يعمل على تحسين صورتها وسمعتها لدى العملاء ومتخذى القرارات مما يزيد من قيمة الوحدة.
2- إن الإفصاح عن الأداء البيئى له تأثير على تحسين الأداء المالى للوحدة الإقتصادية ويزيد من قدرتها على جذب الإستثمار.
3- إن الإهتمام بالإفصاح المحاسبى عن الأداء البيئى يعتبر أحد المتطلبات للنهوض بالجانب التسويقى للوحدات الإقتصادية وكذلك يعتبر أحد أشكال إلتزام الوحدات قانونياً خاصة فى ظل القوانين الصادرة حديثاً فى البيئة المصرية.
4- إن زيادة وعى الوحدات الإقتصادية بضرورة إلتزامها بالمسئولية البيئية ، وكذلك إهتمامها بأصحاب المصالح والمستثمرين من أهم مقومات النجاح بالوفاء بالمسئولية البيئية للوحدات الإقتصادية.
5- إن إهتمام الوحدة الاقتصادية بتوفير معلومات بيئية لها مصداقية تساعد فى التخطيط لحماية البيئة وإتخاذ القرارات السليمة وذلك يعتبر دليل على ادارك الوحدة للقضايا البيئية ومسؤليتها الإجتماعية.
6- الإهتمام بمصداقية التقارير المالية يؤدى إلى ملاءمتها لمستخدمى التقارير وإمكانية الإعتماد عليها.
7- إحتواء القوائم المالية على معلومات بيئية جيدة يؤدى إلى جودة التقارير المالية ومن ثم دعم القدرة التنافسية للوحدة الإقتصادية.
8- تتحدد جودة التقارير المالية فى ضوء الإفصاح عن كفاءة وفعالية الأداء البيئى لزيادة حصة الوحدة بالسوق وذلك مما يدعم قدرتها التنافسية وزيادة إقبال المستثمرين على الإستثمار فى تلك الوحدات.
9- تساهم جودة التقارير المالية فى زيادة حجم مبيعات أو تأدية خدمات الوحدة الإقتصادية ومن ثم تعظيم ربحيتها، حيث يعد ذلك مصدر رئيسى لاتخاذ القرارات وبصفة خاصة البيئية.
ثامناً : التوصيات
فى ضوء الدراسة النظرية والعملية ( الميدانية ) التى قامت بها الباحثة ، وما توصلت إليه من نتائج توصى الباحثة بما يلى :
1- العمل على زيادة وعى إدارات الوحدات الإقتصادية بتخصيص إدارة بيئية تختص بالأداء البيئى ، وتقييم أداء تلك الإدارة البيئية بصفة مستمرة.
2- التأكد من إلزام الوحدات الإقتصادية بالإفصاح المحاسبى عن الأداء البيئى تحقيقاً لجودة التقارير المالية وتدعيماً لقدرتها التنافسية من خلال إصدار القوانين البيئية.
3- تنمية وعى العاملين بأهمية ودور الأداء البيئى للوحدة الإقتصادية وتأثيرة على البيئة والمجتمع وذلك من خلال الدورات التدريبية واللقاءات العلمية .
4- أن يختص كل قطاع نوعى بتحديد الوحدات الإقتصادية الأكثر جودة وتميزاً فى الإهتمام بالأداء البيئى وعرض نتائج ذلك الأداء.