Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
هوية مصر: الهوية القومية والمتخيل السياسي
1919 – 1981 /
المؤلف
أحمد؛ عبد المنعم محمد سعيد السيد.
هيئة الاعداد
باحث / عبد المنعم محمد سعيد السيد أحمد
مشرف / أحمد زكريا الشِّلق
مشرف / علي محمود أبو ليلة
مشرف / شريف أحمد إمام
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
406ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 406

from 406

المستخلص

الملخص
تتناول هذه الدراسة مسألة الهوية في الفكر المصري الحديث، الذي اتسم دائمًا بطابع التوتر، فمنذ بداية القرن التاسع عشر وبدء الاحتكاك بالنموذج الحضاري الأوروبي، تعرض المجتمع المصري لشرخ عميق، وقسمة ثنائية تباينت شدتها من مرحلة لأخرى، وإن ظلت قائمة دائما، بين هوية دينية ضاربة بجذورها في المجتمع ومؤسساته ونظم حكمه وتقاليده ونفوس أفراده ووعيهم، وبين هوية سياسية علمانية فرضتها عملية التحديث، وكانت أساسًا للنموذج الأوربي المنتصر والصاعد، وهو نموذج ”الدولة الوطنية”. وتمثل هذه الدراسة شكلًا من أشكال هذا الصراع في صورة من أهم صوره، وهو الصراع حول مفهوم وتصورات ”الهوية القومية” لمصر خلال الفترة من 1919 إلى 1981؛ فقد ظهرت عدة صيغ للهوية على الساحة الفكرية، وكانت ذات أبعاد سياسية متضاربة ومتشابكة، وكُتبت مئات المقالات، ودارت عشرات المساجلات الممتدة حتى يومنا هذا، كانت كلها متعلقة بقضية الهوية التي تبرز وتثار عند مواجهة الأزمات في منعطفات التاريخ، أو عندما تعترض سياق حركة التاريخ المصري أفكار ومشكلات وصراعات تدفع نُخبها وجماهيرها إلى التساؤل: من نحن؟
ولعل ذلك يبرهن على أنه لا يمكن تفسير أي ظاهرة تاريخية بمعزل عن لحظة دراستها، فالحاضر يقوم بقراءة الماضي، ويحدد سلم الأولويات، ويعطي بعض الأحداث أهمية أكثر من أخرى. والتاريخ بهذا المعنى هو جزء أصيل من صراع الحاضر؛ فالواقع يُفسر التاريخ بقدر ما يُفسر التاريخ الواقع. ولم يكُن التاريخ يوماً مُنزهاً عن الصراع الفكري والسياسي؛ بل إنه هو لُب هذا الصراع وبؤرته، وهو المجال الرئيسي لصراع الهويات، وتنازع الإرادات، للسيطرة على الرمز والمعنى، واكتساب شرعية الوجود، ومبررات الاستمرار.
قامت الدراسة باختيار أكثر النماذج دلالة وحضورًا وتأثيرًا في حاضر مصر المعاصر؛ ولذلك فقد تم تركيز المقارنة على التيارين الأكثر حضورًا في الواقع المصري المعيش، وهما التيارين القومي المصري ممثلًا في الدولة الوطنية (الدولة-الأمة Nation-State)، وتيار الإسلام السياسي. وقد عملت الدراسة على رصد إلى أي مدى تم اعتبار الدين محددًا من محددات الهوية في الفترة المدروسة، ودوافع ونتائج تسييس الدين وتوظيفه كدعوة سياسية تعبوية، وأثر ذلك على تصورات الهوية في مصر.
تبنت هذه الدراسة مفهوم ”المتخيل السياسي” لمعالجة إشكالية الهوية في مصر خلال الفترة المدروسة، وهو مفهوم معقد وذو مدلولات متسعة، وله امتداداته في كل من النقد الأدبي والأنثروبولوجيا وعلم التاريخ، وخاصة التاريخ الفكري والثقافي. وإذا أردنا تحديد مفهوم ”المتخيل السياسي” كما استخدمناه في هذه الدراسة؛ فإنه عبارة عن نسق مترابط من الصور والدلالات والأفكار والأحكام المسبقة التي تشكلها كل فئة أو جماعة أو ثقافة عن نفسها وعن الآخرين؛ فكل جماعة تُشكل صورًا وأحكامًا عن الجماعات الأخرى، ويتم ترسيخ هذه الصور والأحكام في الوعي أو اللاوعي الجماعي بمرور الزمن وبالقوة المادية أو الثقافية التي يتمتع بها التمثيل.
وإذا كان الصراع من أجل السيطرة على الأرض هو جزء من التاريخ، فإن الصراع على المعنى التاريخي والاجتماعي كذلك هو بدوره جزء من التاريخ ذاته، ومهمة الباحث الناقد ليست فصل صراع عن آخر، بل ربطهما رغم التباين بين طبيعة الصراعين، بحسب تعبير إدوارد سعيد. والهدف من هذه الدراسة ليس القيام بعملية تصنيف للتيارات ورؤيتها المختلفة لهوية مصر بقدر ما هو القيام بمحاولة لكشف مناطق التداخل بين هذه التيارات والعمليات الجدلية التي تطور بها كل تيار؛ سواء في تفاعلاته الداخلية، أو في تفاعلاته مع التيارات الأخرى.
وقد تعاملت هذه الدراسة مع مفردات ومفاهيم ”الدين”، و”الوطن”، و”الوطنية”، و”القومية” بوصفها نتاج خطاب اجتماعي، وليست عقائد متسامية عن الصراع الفكري والاجتماعي، وتم تناولها بحثيًا بوصفها أفكارًا نسبية وليست محايدة أو مجردة. كما تعاملت الدراسة مع مفهوم ”الدين”-والإسلام هنا تحديدًا- بوصفه نسقًا ثقافيًا ونظامًا رمزيًا يؤسس الرؤية الكونية للمؤمنين به، ويصوغ تصوراتهم عن ذواتهم وعن الآخرين المختلفين عنهم.
وتأسيسًا على مفهوم أنطونيو جرامشي عن ”المثقف العضوي”؛ فقد تعاملت هذه الدراسة مع المثقفين بوضعهم في إطارهم الطبقي والاجتماعي، وهذا التناول لدور المثقفين لا يتعامل معهم بوصفهم طبقة مميزة لها وجود اجتماعي مستقل، ولكن يتعامل معهم بالربط بين كل مثقف وبين طبقته ومصالحه الاجتماعية. وساعد هذا التناول للوصول لفهم أعمق لدور المثقفين في صياغة المفاهيم والتعبير عن قضايا الهوية خلال الفترة المدروسة.
وقد اقتضت طبيعة الدراسة أن يتم التعامل مع موضوعاتها كقضايا تاريخية ممتدة وليست كأحداث تاريخية متصلة؛ ولهذا تم تجنب سرد الأحداث، كلما أمكن ذلك، ومن هنا فقد كان التقسيم الموضوعي هو الأنسب لها. كما تم التعامل مع كتابات فترة الدراسة 1919-1981 من خلال وضعها في إطارها التاريخي، وتحليلها من خلال مضمونها، مع الوضع في الاعتبار دائمًا مفاهيم وسياق الفترة التاريخية. كما حاولت الدراسة استكشاف التيارات السياسية والفكرية الرئيسية وارتباطها بالبنية الاقتصادية-الاجتماعية في مصر خلال تلك الفترة.