الفهرس 
الْفَصْلُ الثَّانِي: الإطار النظرييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 268 |  |  |
| | | from | 268 | | |
المستخلص
دراسة تحليله للأساليب الغنائية الأوبرالية عند بعض المؤلفين العرب القوميين
شهِد القرنُ التاسعَ عشرَ تطوير الأساليب الغنائيّة الأوبرالية بالوطن العربي من خلال المؤلفين العرب القوميين، حيث ظهر هذا الاتجاه كنوع من الثورة على الأساليب الموسيقية التقليدية القديمة، وكصدى لحركات التحرر السياسي والثقافي والبعث القومي للبلاد أيضاً التي لم تُساهم في ركب الفن الأوبرالي من قبل، لذا فقد بلور فن الأوبرا أحاسيس بعض المؤلفين وجعلتهم يكتبون ألحان بلادهم الشعبية في إطار موسيقي عالمي، تصف بلادهم وتمجد ربوعها وتاريخها وشعبها، فظهرت العديد من المحاولات الجادة لتقديم أوبرا كاملة باللغة العربية.
تكون البحث من خمسة فصول كان بيانها كالتالي:
الفصل الأول: الإطار العام للبحث، واشتمل على:
مُشَكَّلَةُ الْبَحْث
على الرغم من وجود العديد من الأوبرات في أغلب الدول العربية من خلال المدارس القومية توازي في قيمتها الفنية الأعمال الأوبرالية العالمية بما تحتويه من أساليب فنية وتقنية مختلفة، ما دفع الباحث لبيان الأساليب الغنائية الأوبرالية عند بعض المؤلفين العرب القوميين من خلال الدراسة التحليلية.
أهَمِّيَّةُ الْبَحْث
تكمُن أهمية هذا البحث في إلقاء الضوء على بعض الأعمال الغنائية الأوبرالية للمؤلفين العرب القوميين من خلال الدراسة والتحليل لمعرفة الأساليب الغنائية الأوبرالية بها، الأمر الذي يسهم في الاستفادة منها في إثراء مقررات الغناء العالمي بالكليات والمعاهد الموسيقية المتخصصة، كما تكمن أهمية الدراسة في كونها من أولى الدراسات الكويتية التي تهتم بالأساليب الغنائية الأوبرالية لدى بعض المؤلفين العرب.
أَهدافُ الْبَحْث
يهدف البحث إلى
1. إلقاء الضوء على المدرسة القومية العربية في الغناء الأوبرالي.
2. إلقاء الضوء على الأساليب الغنائية المميزة للأوبرات العربية موضوع عينة البحث.
تَسَاؤُلَاتُ الْبَحْث
للتحقق من أهداف البحث قام الباحث بوضع التساؤلات التالية:
1. ما خصائص والسمات المميزة للمدرسة القومية عند المؤلفين العرب القوميين.؟
2. ما الأساليب الغنائية المميزة للأوبرات العربية موضوع عينة البحث.؟
حُدود الْبَحْث
تحدد البحث بالحدود التالية:
• الحدود الزمنية: الفترة بين 1960 حتى 2017 (أعوام تأليف عينة البحث).
• الحدود المكانية: جمهورية مصر العربية – دولة الكويت – دولة لبنان.
• الحدود الأكاديمية: الأعمال الغنائية الأوبرالية عند بعض المؤلفين العرب القوميين (عينة البحث).
إجراءات البحث.
منهجً البحث
تَتَّبِع تلك الدِّراسةُ المنهجَ الوصفيَّ التحليلي للتعرف على الأساليب الغنائيّة الأوبرالية المختلِفة في المؤلفين العرب القوميين.
مُجتَمَع البحث:
الأعمال الأوبرالية لبعض المؤلفين القوميين في بعض بلدان الوطن العربي
عيِّنة البحث:
عينة مقصودة ومنتقاة من الأعمال الغنائية الأوبرالية لدى بعض المؤلفين العرب القوميين وهي:
م المؤلف الموسيقي عينة البحث
1 عزيز الشوان (مصر) - آريا هذا صباح العيد من أوبرا أنس الوجود
2 مارون الراعي (لبنان) - آريا عنتر وعبله من أوبرا عنتر وعبله
3 رشيد البغيلي (الكويت) - افتتاحية أوبرا ابن جبران
- أريا حبيبي معاك من أوبرا ابن جبران
- آريا على الحدود من أوبرا ديرة
وقد راعى الباحث عند اختيار العينة التنوع في الأساليب الغنائية، وكذلك التنوع في المقامية وتنوع ظهور عناصر القومية في العمل، وقد أضاف الباحث افتتاحية أوبرا ابن جبران للمؤلف رشيد البغيلي للأسباب التالية:
- وجود العديد من الأساليب الغنائية غير الموجودة بباقي العينات المختارة.
- وجود العديد من تقنيات الأداء الحديثة غير الموجودة بباقي العينات المختارة.
- وجود فنون شعبية كويتية.
ما جعل هذا العمل يفرض نفسه كعينة للبحث رغم خلوه من النص الغنائي ومن الموقف الدرامية التي تصف أحداث الآريا كباقي العينات المختارة.
أَدَوَاتُ الْبَحْث
- المدونات الموسيقية للأعمال الأوبرالية عينة البحث
- التسجيلات الصوتية والمرئية للأعمال الأوبرالية عينة البحث
- المقابلات الشخصية.
الفصل الثاني: الإطار النظري، واشتمل على أربعة مباحث بيانها كالتالي:
• المبحث الأول: القومية
- مفهوم القومية وعناصرها
- أهم المؤلفين القوميين العالميين
- القومية في الوطن العربي
- أهم المؤلفين القوميين العرب
• المبحث الثاني: الأوبرا
- نبذة عن تاريخ الأوبرا
- أنواع الأوبرا
- التجارب العالمية في فن الأوبرا
- الأوبرا في العالم العربي
- التجارب العربية في فن الأوبرا
- التجارب الخليجية في فن الأوبرا
- الفنون الغنائية المقدمة في الأوبرات عينة البحث
• المبحث الثالث: نبذة عن الشخصيات المرتبطة بعينة البحث
- المؤلف الموسيقي رشيد البغيلي (1971) (الكويت)
- المؤلف الموسيقي عزيز الشوان (1916 - 1993) (مصر)
- المؤلف الموسيقي مارون الراعي (1963) (لبنان)
• المبحث الرابع: بعض التقنيات والأساليب الغنائية المرتبطة بموضوع البحث
الفصل الثالث: الدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بموضوع البحث
تناول الباحث في هذا الجزء الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث وعددها 23 دراسة، وقد قسمها إلى محاورين هما:
المحور الأول: دراسات اهتمت بالأساليب الغنائية في الأعمال الأوبرالية.
المحور الثاني: دراسات اهتمت بالمؤلفين القوميين العرب
حيث تناولها الباحث في شكل تقرير مفصل من الأقدم إلى الأحدث يشتمل على هدف الدراسة والمنهج المتبع والنتائج، مع بيان مواضع الاتفاق والاختلاف مع البحث الحالي، واختتم الفصل بالتعليق والعائد من الدراسات السابقة
الفصل الرابع: الإطار التحليلي
تناول في هذا الفصل الطريقة والإجراءات التي اتبعها الباحث لتحقيق أهداف البحث والوصول إلى الإجابة على التساؤلات البحثية، لتحقيق أهداف البحث قام الباحث جملة من الإجراءات:
1. الاطلاع على الدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بموضوع البحث.
2. زيارات المكتبات المتخصصة للاستعانة بمراجعها التي تناول موضوع البحث من حيث إطارها النظري المرتبط بالغناء الأوبرالي وأساليبه الغنائية.
3. تحديد عينة البحث بما يتناسب مع موضوع الدراسة التي تتناول الأساليب الغنائية عند بعض المؤلفين العرب القوميين
4. التعرُّف على نبذة عن المؤلفين عينة البحث من خلال بعض المقابلات الشخصية.
5. دراسة وتحليل بعض الأعمال الغنائية الأوبرالية (عينة البحث) عند بعض المؤلفين العرب القوميين لمعرفة الأساليب الغنائيّة المختلِفة في أعمالهم، وقد اعتمد الباحث في التحليل على النقاط التالية
- أسم العمل.
- موقع الآريا من الأوبرا.
- الصيغة.
- الأصوات المشاركة ومساحتها الصوتية.
- عدد موازير الآريا.
- السلم الأساسي.
- الميزان الأساسي.
- السرعة الأساسية.
- التحليل العام للآريا تبعا لموقعها بالأوبرا.
- النص الغنائي للآريا.
- تحليل الأساليب الغنائية للآريا.
6. عرض نتائج البحث ومناقشتها والتوصيات.
الفصل الخامس: نتائج البحث ومناقشاتها
تم في هذا الفصل عرض نتائج البحث والإجابة على التساؤلات البحثية والتي تبين من خلالها:
أن المؤلفين العرب القوميين قدموا أعمالاً تضاهي الأعمال الموسيقية في مدارس الشعوب الأخرى، إذ كانت السمة المشتركة بينها هي التعبير عن مضامين واضحة الهوية تظهر قومية الشعوب العربية، إذ تشترك أغلب أعمال المدارس القومية التي واكبت الفكر القومي في وقت مبكر في التركيز والاهتمام بالمقامات الدياتونية المعتمدة على الأصوات وأنصافها وأربع الاتوان؛ مع استنباط هارمونيات تلائمها، وأيضا في اهتمامها بالإيقاعات والرقصات الشعبية، وتوظيف الآلات الشرقية والشعبية، وفي الموضوعات التاريخية واضحة الصلة بالنهضة القومية السياسية، ولعل أهم ما يميز القومية في الموسيقى العربية هو استخدام المقامات العربية إذ تعتمد غالبية الألحان الشعبية العربية على المقامات الشرقية التي تتميز في احتوائها على: (الأبعاد الكاملة، أنصاف الأبعاد، والبعد ونصف البعد، كذلك يضم بعضها ثلاث أرباع البعد) وهذه المقامات المتنوعة بأبعادها والتي تميز بها العرب عن الغرب؛ لتؤكد هوية الموسيقى العربية وتميزها عن موسيقى باقي شعوب العالم، وقد تحددت خصائص وسمات القومية الموسيقية عند المؤلفين العرب القوميين في النقاط التالية:
• استخدام ألحان من الموروث الشعبي
• استخدام إيقاعات وضروب محلية
• استخدام مقامات كنسية أو مقامات محلية.
• استخدام آلات شعبية
• بناء العمل على قصة وطنية شعبية.
• استخدام الاساطير كمادة خام يُبنى عليها العمل
• إعطاء عناوين للعمل تدل على عناصر الوطنية القومية
كما أظهرت نتائج التحليل الأساليب الغنائية المستخدمة عن المؤلفين عينة البحث كما يلي:
• عزيز الشوان: اعتمد في أوبرا أنس الوجود على الأداء الكورالي الحماسي القوي الشبيه بأداء المارشات العسكرية، دون انقطاع تقريباً، بهدف التكثيف الصوتي ما أضفى على العمل قوة الأداء، كما لاحظ الباحث أن البناء الموسيقى في أوبرا أنس الوجود لا يخرج عن الصيغ التقليدية الكلاسيكية إلا أنه استخدم ملامح من المقامات العربية بهدف تأكيد هوية اللغة الموسيقية المصرية في الألحان ويظهر اسلوب عزيز الشوان الغنائي بالخط الرومانسي المستخدم في إطار مصري.
وقد استخدم عزيز الشوان الأساليب الغنائية التالية في (آريا هذا صباح العيد من أوبرا أنس الوجود):
- استخدم أسلوب الغناء الفردي
- استخدم أسلوب الغناء الجماعي الحماسي
- استخدم أسلوب غنائي حواري تبادلي
- استخدم أسلوب الغناء الجميل Belcanto
- استخدم أسلوب غنائي كورالي للأصوات المكونة للعمل
- استخدم أسلوب الغناء الديني
- استخدم أسلوب غنائي باستخدام الحليات العربية
- استخدم أسلوب غنائي بولوفوني
• مارون الراعي: أجاد في توظيف أسلوبي الغناء الجماعي الحماسي والغناء الجميل (Belcanto) والغنائي الرتشيتاتيفو بأصوات الكورال الهارمونية في وصف تعبيري للكلمات، بمصاحبته بصوت الهورن الفرنسي والتوبا تعبيراً عن خلفيات الحرب والضجيج خلف الكلمات، وكذلك توظيف الألات الوترية في وصف للحالة الدرامية والتعبيرية للعمل، ما يعطي حالة من القلق من سرعة تطور احداث الحروب وما ساعد المغنيون على إظهار الروح الحماسية للعمل.
وقد استخدم مارون الراعي الأساليب الغنائية التالية في (آريا عنتر وعبله من أوبرا عنتر وعبله):
- استخدام أسلوب الغناء الجماعي متعدد التصويت
- استخدم أسلوب الغناء الجماعي الحماسي
- استخدم أسلوب غنائي كروماتيكي
- استخدم أسلوب الغناء الجميل Belcanto
• رشيد البغيلي: عمل على الدمج بين الطابع الشرقي وأساليب الكتابة الأوركسترالية العالمية، فقدم أعمال موسيقية تحمل سمات القومية بكل جوانبها مثل الاستعانة بالفنون الشعبية الكويتية كمادة خام لبناء موسيقاه، وتوظيف المقامات لخدمة الحالة الدرامية لتلك الأعمال مع الاستعانة بالآلات الموسيقية الشعبية مثل (الناي والقانون) كما قام بناء أعمال على قصة وطنية شعبية أظهر من خلالها بيئة العمل وطابع الحياة فيه، ما دفعة لإعطاء عناوين للعمل تدل على عناصر الوطنية القومية مثل ابن جبران وديرة، كما أجاد البغيلي في توظيف الأساليب والتقنيات الغنائية التقليدية والحديثة لخدمة العمل، فقد استخدم تقنية الشهيق والزفير، والمؤثرات الصوتية، بجانب التقنيات التقليدية مثل الغناء المتصل والمتقطع.
وقد استخدم رشيد البغيلي الأساليب الغنائية التالية في أعماله:
- استخدام أسلوب غناء الفنون الشعبية المحلية
- استخدام المؤثرات الصوتية
- استخدام أسلوب الغناء الفردي
- استخدام أسلوب الغناء العربي بشكل أوبرالي
- أستخدم أسلوب غنائي حواري تبادلي بين الأصوات المكونة للعمل
- أستخدم أسلوب غنائي ريتشيتاتيفو (على وتيرة واحدة)
- استخدم أسلوب غنائي باستخدام الحليات العربية
- استخدم أسلوب غناء حر (طربي)
- أسلوب غنائي متصل
- استخدم أسلوب غنائي مونوفوني
ومما سبق استطاع المؤلفين العرب القوميين عينة البحث أن يجددوا بعض الصيغ الغنائية في صياغة تتفق مع تقاليد الموسيقى العربية، كما استطاعوا أن يبتكروا طريقة موفقة لبناء كل عمل موسيقي بصياغة تستحوذ دائماً على انتباه المستمع دون ملل، وتقوم على توازن مقنع بين عنصري التباين عن طريق التكرار والتجديد.
واختتم البحث بمجموعة من التوصيات كان أبرزها
• إدراج التقنيات الغنائية الموجودة بأعمال المؤلفين العرب القوميين كبند منفصل ضمن مقرر الغناء العالمي بالكليات والمعاهد الموسيقية المتخصصة.
• الاهتمام بأعمال المؤلفين العرب القوميين الأوبرالية لما لها من قيمة فنيّة واتجاهات مثمرة في مجال الغناء العالمي.
• تزويد المقررات والمناهج الدراسية بآريات من أعمال المؤلفين العرب القوميين الأوبرالية وخاصة مرحلة الدراسات العليا لما لها من فنيات رفيعة في صياغتها.
• تشجيع طلاب الدراسات العليا من تخصص التأليف والنظريات على دراسة وتحليل أعمال المؤلفين العرب القوميين الأوبرالية لما لها من فنيات متميزة قد تعود عليهم بالنفع في حياتهم المستقبلية.
• إعداد ورش عمل لطلاب الغناء العالمي للتعرف على التقنيات الغنائية الحديثة وتدوينها بأعمال المؤلفين العرب القوميين الأوبرالية.
• العمل على رفع الذوق العام للمستمع العربي من خلال تقديم الموسيقى الجيدة والبعد عن كل ما هو هزيل منها.
• العمل على اتساع نطاق انتشار الموسيقى الأوبرالية عبر الأقطار العربية المختلفة ومنها للعالمية، حيث إن الموسيقى يمكن أن تكون الباب الذي تنتقل منه ثقافة المجتمع العربي إلى الثقافات الأخرى.