Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المهاجرون السوريون في مصر :
المؤلف
الكردي، نسمة محمد السيد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / نسمة محمد السيد محمد الكردي
مشرف / سعاد عثمان أحمد
مشرف / نجوى عبد المنعم الشايب
مناقش / علياء علي شكري
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
290ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 290

from 290

المستخلص

هدفت الدراسة الراهنة إلى التعرف على أنشطة الحياة الاجتماعية والثقافية للمهاجرين السوريين بعد إقامتهم مع المصريين في أحد أحياء مدينة السادس من أكتوبر. وذلك من أجل الكشف على مدى التكامل الاجتماعي بين المصريين والسوريين المقيمين في مجتمع البحث، ومدى التكامل النسقي في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وكذلك الوقوف على مظاهر الاستبعاد بين المصريين والسوريين وعوامله في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية.
اعتمدت الدراسة الراهنة على عدة مناهج وطرق بحثية ساعدت الباحثة على فهم المادة الميدانية وتحليلها فتم الاستعانة بكلٍ من المنهج الأنثروبولوجي بأدواته المختلفة ومنها (الملاحظة – الملاحظة بالمشاركة – المقابلة المتعمقة – دليل العمل الميداني –الإخباريون_التسجيل الصوتي- التصوير الفوتوغرافي والفيديو )، بالإضافة إلي الاستعانة بالمنهج الفولكلوري بأبعاده المختلفة، ومنهج دراسة المجتمع المحلي، ومنهج دراسة الحالة، وتكونت حالات الدراسة من (١٥) حالة من الذكور (السوريين)، و (٣) حالات من الإناث (السوريات)، و(٤) حالات من المصريين (الذكور).
كما استعانت الدارسة في الاطار النظري بكلٍ من المفاهيم الاتية: الاتصال والتكيف الثقافي - والتكامل والاستبعاد الاجتماعي – و الهجرة والمفاهيم المرتبطة بها، والشبكات الاجتماعية المهاجرة وبعض القضايا النظرية كنظرية الجذب والطرد - و الشبكات الاجتماعية. كما اعتمدت الدراسة على بعض من الدراسات السابقة وقسمت إلى أربعة محاور رئيسية؛ المحور الأول: دراسات تناولت الهجرة بوجه عام، والمحور الثاني: دراسات تناولت الاندماج والتكيف للمهاجرين، المحور الثالث: دراسات تناولت الاستبعاد الاجتماعي للمهاجرين، المحور الرابع: دراسات تناولت تأثير العمالة الوافدة على سوق العمل.
وعلى ضوء ما سبق تم تقسيم الدراسة إلى بابين وتسعة فصول، يتضمن الباب الأول: ”الإطار المنهجي والنظري للدراسة”، حيث يتناول الفصل الأول الإطار المنهجي للدراسة، ويتناول الفصل الثاني الإطار النظري للدراسة، ويتناول الفصل الثالث الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة، ويركز الفصل الرابع على العلاقات التاريخية بين مصر وسوريا وآليات دعم السوريين المهاجرين، وخصص الباب الثاني للدراسة الميدانية، حيث جاء الفصل الخامس تحت عنوان: المجتمع المحلي للدراسة، والفصل السادس بعنوان: أنشطة القطاع غير الرسمي: الباعة الجائلون، وجاء الفصل السابع تحت عنوان: صناعة الخبز السوري: دراسة حالة لمخبز الحرمين، ويتناول الفصل الثامن بعض ملامح الثقافة الشعبية السورية، وأخيرًا الفصل التاسع بعنوان النتائج المستخلصة والرؤى المستقبلية والتوصيات، ثم تأتي بعد ذلك قائمة المراجع ”العربية والأجنبية”، و يليها ملاحق الدراسة، ثم ملخص الدراسة باللغتين العربية والإنجليزية.
ومن أهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة:
1) أكدت الدراسة الميدانية على وجود العديد من الأسباب التي دفعت النازحين السوريين عامة وحالات الدراسة خاصة إلى الهجرة واللجوء إلى المجتمع المصري، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب: عدم استقرار الوضع السياسي والأمني داخل وطنهم، والظروف المادية الصعبة واحتياجهم إلى تحسين مستوى المعيشة خاصة بعد الأحداث التي مروا بها وترك عملهم، إضافة للشعور بالأمن والأمان في مصر.
2) أوضحت الدراسة الميدانية أن أسباب اختيار السوريين للأحياء التي يقيمون بها ترجع إلى: وجود الأهل والأقارب والأصدقاء، وأيضًا تميزها بالأمن والأمان، إلى جانب نظافتها، وتوافر جميع الخدمات والمرافق بها ، وقربها الشديد من وسط المدينة (منطقة الحصري).
3) أظهرت الدراسة الميدانية أن أغلبية حالات الدراسة لديهم خلفية معلوماتية عن مدينة السادس من أكتوبر قبل القدوم إليها، وقد تكونت لديهم هذه الخلفية من خلال الأصدقاء والأهل والأقارب والجيران الذين سبقوهم إلى المدنية للإقامة والعمل بها، وتتفق هذه النتيجة مع بعض مقولات نظرية الشبكات الاجتماعية؛ التي ترى أن بلاد المهجر ما هي الا عامل جذب يؤثر على عملية الهجرة من خلال شبكات الأصدقاء والأقارب في البلد المستقبل.
4) أوضحت الدراسة أيضًا أن شبكات التواصل الاجتماعي، ومن أبرزها ”الفيسبوك” لعبت دوراً أساسياً كمصدر للمعلومات عن بلد المهجر، إذ وفرت لبعض السوريين معلومات حول إمكانية الحصول على فرص عمل، ومعرفة متطلبات السوق ، وأماكن تجمع السوريين بالمدينة، وأفضل أماكن السكن والإقامة، وأبرز الأنشطة الاقتصادية وأكثرها انتشارا وربحًا للعمل بها. بالإضافة إلى أن هذه الشبكات لعبت دورًا في خفض تكلفة الهجرة وتسهيل الانتقال، من خلال توجيه النصائح لبعضهم البعض بالسفر إلى مصر عن طريق الهجرة غير الشرعية.
5) أظهرت نتائج الدراسة أن عند قدوم السوريون إلى مصر كان يسود لدى العديد منهم شعور بعدم الاستقرار في المجتمع الجديد؛ الأمر الذي دفعهم إلى تجربة مهن مختلفة للعمل بها والإنفاق على أسرهم داخل مصر وخارجها، ولكن مع مرور الوقت وصل بعض الباعة السوريين إلى درجة كبيرة من الاندماج في المجتمع، وهذا الاندماج أعطى لهم شعورا بدفء الوطن والاستقرار الذي يفتقدوه، وفى هذه المنطقة يوجد -أيضًا- نمطًا آخر من السوريين ممن نقلوا أموالهم واستثماراتهم وأعادوا تشغيلها في مصر، ومن ثم أحدثوا حالة من الرواج الاقتصادي بالمدينة، وإدخال منتجات لم تكن موجودة قبل ذلك، حتى راجت تجارة الباعة السوريين وانتشرت، في حين قلت تجارة بعض الباعة المصريين بعد ذلك بمجتمع البحث.، وعلي الرغم من ذلك تكيف السوريون مع المصريين بمجتمع البحث؛ مما أدى إلى عملهم معا في بعض المهن وشراكة بعضهم الأخر وهذا أدي إلى التكامل الاقتصادي داخل مجتمع الدراسة.
6) كشفت الدراسة الميدانية عن الدور الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية في تقديم الدعم للسوريين في مجتمع الدراسة في كافة المجالات الإغاثية والتنموية والتعليمية والصحية؛ حيث تبين أن أولى القطاعات التي بدأت بدعم السوريين بمجتمع الدراسة هو القطاع الإغاثي، ويعد هذا القطاع من أهم القطاعات الداعمة للسوريين.
7) أوضحت الدراسة الميدانية الدور الذي تقوم به بعض المؤسسات في المجال التنموي خاصة في تمكين بعض الباعة الجائلين السوريين من فتح مشروعات صغيرة عن طريق افتراش منصات بشارع السوريين (منطقة الدراسة)، بالإضافة إلى تمكين السيدات السوريات من الاعتماد على الذات والاستغناء عن الاخرين، عن طريق عملهم من داخل المنزل، وهذا أدى بدوره إلى تحسين أوضاعهم المعيشة إلى حد كبير.بينت نتائج الدراسة الميدانية وجود خدمات تعليمية خاصة بالسوريين في المجتمع المحلي بجانب الخدمات التعليمية الحكومية المصرية، وهي بمثابة مدارس موازية للسوريين لا تقبل إلا أبناء السوريين فقط المسجلين بالفعل في المدراس الحكومية المصرية، وتم إنشاؤها كمحاولة لتقليل تكدس الفصول في المدراس المصرية بالإضافة إلى عدم فهم الطلاب السوريين للهجة المصرية، والحفاظ على الهوية السورية لدى الطلاب السوريين، ووجود هذه المراكز قد يكون مؤشرًا هامًا على تكيف واندماج وتأقلم السوريون بالمجتمع المحلي.
9) افرزت التغيرات الاقتصادية التي حدثت للأسر السورية بعد نزوحهم إلى مصر أدوارًا إضافية للمرأة السورية، لم تكن تمارسها من قبل في سوريا، ولم يكن لها دور في الدعم الاقتصادي للأسرة، أما الآن في مصر فقد أصبحت المرأة السورية تمارس العمل داخل وخارج المنزل، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي دفعتها إلى ذلك..
10) كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن هناك مجموعة من العوامل التي ساعدت السوريين على التكيف والاندماج، وعوامل اخري أدت الي الاستبعاد، ومنها اللغة العربية، فكانت اختلاف اللهجة من عوامل التكيف والاستبعاد في آن واحد، فقد كشفت الدراسة الميدانية عن تأثير الفروق العمرية فجاءت فئة الأطفال في سن المدرسة في مقدمة من تكيفوا نظرًا لسهولة إتقان اللهجة المصرية من خلال تفاعلهم مع زملائهم بالمدرسة، بينما جاءت فئة كبار السن، والشابات اللائي لا تعملن هم الأقل تكيفًا والأكثر إحساسا بفروق اللهجة، وكشفت الدراسة الميدانية أيضًا أن فروق اللهجة بين المصريين والسوريين، واختلاف معاني بعض الكلمات التي قد تصل إلى حد التناقض والاختلاف بين ما هو لائق وغير لائق بين الثقافتين كان لها دورها في إحساس بعض السوريين بعدم التكيف أو الاستبعاد الذي وصل في بعض الحالات إلى تفضيل العزلة والانطواء. ومن جهة اخري كان الطعام من أكثر العناصر الثقافية مقاومة للتغير وأكثرها صمودا من بين عناصر الثقافة السورية، فلا تزال الأكلات السورية التقليدية مستمرة حتى الآن.
11) توصلت نتائج الدراسة الميدانية إلى أن نوع التكامل الاجتماعي الذي حققه معظم السوريين هو تكوين علاقات مع أقرانهم المقيمين في المدينة، بالإضافة إلى تكوين علاقات مع المصريين المقيمين معا بنفس المجتمع والابتعاد عن الصراعات والمشكلات التي قد تسبب استبعادهم الاجتماعي، بينما كان تحقيق التكامل الاقتصادي عاملا مهما للسوريين أدى بهم إلى استمرار إقامتهم في المجتمع بغض النظر عن المعوقات والصعوبات التي تواجههم داخل مصر، فى حين لم يحدث لهم التكامل الثقافي؛ لتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم إلى حد كبير، فكانوا يستبعدون أنفسهم من بعض الجوانب الاجتماعية (يفضلون الزواج من الفتيات السوريات والعكس، ويفضلون الإقامة في مكان تواجد أبناء بلدتهم وعلاقاتهم القوية مع أبناء وطنهم، ويستطيعون التفاهم أكثر مع أبناء وطنهم لمعرفتهم بعاداتهم وتقاليدهم خاصة في الشراكة. كما يفضلون تعليم أبناءهم في مراكز سورية؛ حتى يحافظوا على هوايتهم.
12) تؤكد نظرية الطرد والجذب أن التفكير في العودة إلى الموطن الأصلي يعتمد بالأساس على تكيف المهاجر من خلال ما توقعه قبل الهجرة، وتشير الدراسة الميدانية أن أغلب حالات الدراسة من السوريين لا يفكرون في العودة إلى بلادهم ويفضلون البقاء في مصر، وقد يرجع هذا إلى ما حققته مشروعاتهم من دخل أكبر مما كانوا يحققونه في وطنهم، وحتى إن عادوا ستستمر أعمالهم قائمة في مصر، هذا بالإضافة إلي عدم الاستقرار الأمني في سوريا وخوفهم من النظام القائم ، وتعرضهم للاعتقال، فضلا عن أن سوريا تحتاج إلى إعادة إعمار قد يستغرق فترة طويلة لعودة الاقتصاد والنهوض بها كما كانت من قبل، إلى جانب ذلك هناك الكثير من السوريين قد قاموا ببناء علاقات قوية مع بعضهم البعض ومع المصريين أيضًا يسودها المحبة والتعاون