Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج للتخفيف من حدة اللزمات لدى الأطفال الذاتويين/
المؤلف
المشتولي, ولاء محمود إبراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / ولاء محمود إبراهيم المشتولي
مشرف / جمال شفيق أحمد
مشرف / أسماء عبد العال الجبري
مشرف / فؤادة محمد علي هدية
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
346 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - الدراسات النفسية للأطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 346

from 346

المستخلص

أولاً- المقدمة
لقد اهتم الدين الإسلامي بالإنسان والنمو المتكامل للشخصية في شتي صورها حيث يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم:
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾.(سورة الإسراء، الآية: 70)
تعد الإعاقة بوجه عام من القضايا التي تواجه المجتمعات باعتبارها قضية ذات أبعاد مختلفة قد تؤدي إلى عرقلة مسيرة التنمية والتطور في المجتمع، ومن هذا المنطلق فإن رعاية الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة أصبح أمرًا ملحًا تحتمه الضرورة الاجتماعية والإنسانية، حيث يتوجب إيلاء الفئات الخاصة القدر المناسب من الرعاية والاهتمام حتى يتسنى لهم الاندماج في المجتمع إلى أقصى حد تسمح به قدراتهم فيتحول هؤلاء الأشخاص إلى قوة حقيقية تسهم في رفعة وطنها بدلاً من أن يمثلوا عبئًا على كاهلها.
فالذاتوية تمثل أكثر الإعاقات النمائية صعوبة بالنسبة لوالدي الطفل، والمحيطين به، والعاملين بميدان التربية الخاصة؛ لما تشوبه هذه الإعاقة من غموض، وغرابة الأنماط السلوكية الناتجة عنها.
كما أنه أيضًا من أكثر الاضطرابات صعوبة فيما يتعلق بالتشخيص والتدخل العلاجي، فمرحلة التشخيص هي من المراحل الدقيقة والحاسمة في حياة الطفل وأسرته وتكمن صعوباتها في أن اضطراب الذاتوية اضطرابًا غير متجانس فعلي الرغم من أن الذاتوية لها محكات ثابتة إلا أن الأعراض تتباين في شدتها وشكلها من فرد إلى آخر وتتأثر بعوامل عدة متمثلة في الذكاء والعمر وشدة الاضطراب كما أن هناك أمرًا آخر يزيد من تعقيد هذه المهمة وهو تشابه أعراض الذاتوية مع الاضطرابات الأخرى.
(Matson, J. L., Beighley, J., & Turygin, N., 2012: 19).
يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في ترجمة المثيرات والمعلومات التي تصل إليهم من البيئة المحيطة بهم وتصبح البيئة بذلك مصدرًا للتوتر والقلق نظرًا لضعف قدراتهم على فهمها والتنبؤ بما يحدث حولهم فتصبح مكانًا غير أمن يشعرون فيه بالصراع والتوتر الداخلي مما ينعكس على سلوكياتهم فيستجيبون بردود أفعال حادة ومشوشة وغير مناسبة للواقع.
فهذا الخلل في وظيفة النظام الحسي يحدث استجابة للحواس بشكل مرتفع جدًا أو بشكل منخفض جدًا أحيانا، وربما تكون هذه المشكلات السبب لمثل النشاط الحركي الزائد واللازمات مثل (هز الرأس، ورفرفة اليدين، وتمايل الرأس، .... الخ)، ويعتقد أن هذه المشكلات تنبع من خلل في الجهاز العصبي المركزي في الدماغ، فالخلل الوظيفي في التكامل الحسي هو اضطراب لا يكون المدخل الحسي فيه متكاملاً أو منظمًا بشكل مناسب في الدماغ، ويقوم العلاج بالتكامل الحسي علي أساس أن الجهاز العصبي يقوم بربط جميع الأحاسيس الصادرة من الجسم وتكاملها وبالتالي فإن أي خلل في ربط أو في تجانس هذه الأحاسيس قد يؤدي إلى أعراض الذاتوية، ويقوم العلاج أيضا علي تحليل هذه الأحاسيس ومن ثم العمل علي توازنها وتكاملها (سهام الخفش، 2007: 117-118).
كما توصلت نتائج دراسة (Boyd, B. A., et al., 2009: 959) إلى أن هناك علاقة ارتباطية بين العجز الحسي وزيادة السلوكيات التكرارية المتمثلة في حركات الجسم، والسلوك القهري.
وفي دراسة (Wilke, A. E., 2012) لتقيم الوظيفة للسلوكيات التكرارية وذلك على (35) طفل ذاتوي تراوحت أعمارهم الزمنية (30: 204) شهرًا، أوضح تحليل البيانات أن (90%) من السلوكيات التكرارية التي ترصدها في أفراد العينة تنشأ نتيجة التعزيز الحسي (Rapp, J. T., & Vollmer, T. R., 2005: 527).
أوضح (Lewis & Bodifish, 1998: 82-83) أن الذاتويين يظهرون أنواعًا مختلفة من السلوكيات التكرارية المتباينة في الشكل والشدة من فرد إلى آخر وهذه السلوكيات تتمثل في:
- الحركات التكرارية: وهي تكرارية لحركة الجسم بدون هدف واضح منها مثل أرجحة الجسم، تدوير الرأس، الدوران حول الذات.. الخ.
- سلوك إيذاء الذات Self- injury: وهو حركة تكرارية تؤدي إلى إيذاء النفس.
- القهرية Compulsions: وهي سلوك تكراري قصدي يظهر بإتباع قواعد معينة مثل الترتيب والاكتناز.
- الوسواسية Obsessions: وتتمثل في استحواذ فكرة أو انفعال أو تخيل معين بشكل تطفلي وغير لائق، وهو سلوك لا يخضع للملاحظة المباشرة.
- المصاداة الكلامية Echolalia: وتعرف بأنها تكرار لحديث كان قد سمعه توًا أو في الماضي.
- سلوك مقاومة التغيير Sameness Behavior: سلوك يظهر رغبة الذاتويين في إتباع روتين معين مع رفض أي تغيير يطرأ على هذا الروتين.
- مجموعة من الحركات اللاإرادية: التي تحدث بشكل عفوي نتيجة خلل او اضطراب عصبي لدي الفرد وتشمل تشنجات الوجه والرقبة، تعذر الجلوس Akathisia، خلل الحركة Dyskinesiaالمتمثل في التواء حركة الساقين والقدم فيما يعرف بالرقص العصبي Choreia.
وتختص الدراسة الحالية باللزمات الحركية لأطفال الذاتوية المتمثلة في حركات الجسم التكرارية او الحركات الشاذه، ولزماتهم الصوتية كالمصاداه وغيرها من الأصوات الفجائية غير الموظفة.
ثانيًا- مشكلة الدراسة
انبثقت مشكلة الدراسة من متابعة الباحثة للأطفال الذاتويين المترددين خلال عمل الباحثة باحدي مراكز التأهيل لذوى الاحتياجات الخاصة حيث تبين من خلال الملاحظة والمتابعة لهؤلاء الاطفال سلوكيات غير عادية ينخرطون فيها لوقت طويل دون اظهار أي رغبة في انهاؤها فكان على سبيل الذكر وليس الحصر.
حيث قام احدهم بإخراج صوت ليس لة معنى بشكل متقطع واحيانًا مستمر وكان يمشي علي اطراف اصابعة ويقوم بالوثب مرارًا وتكرارًا. كان الآخر يقوم بالتصفيق بشكل مفاجئ وارجحة جسمة يمينًا وشمالاً. وقام غيره بتكرار كلمات تحدث بها شخص اخر. بينما كان رابع يقوم بتحريك ذراعية كأنة يرغب في الطيران وكان ينظر الي زواية الاسقف كأنه يري شيء ما.
مما أثار رغبة الباحثة في تحديد سبب هذه السلوكيات والتوصل إلى الحد منها، ومن هنا جاء الاهتمام بدراسة هذه المشكلة وعند البحث فى الدراسات السابقة وجدت الباحثة ندرة الدراسات العربية التى تناولت اللزمات لدى أطفال الذاتوية, فلم تجد إلا دراسة على، مها فرحات محمد. (2013) التي هدفت إلى معرفة العلاقة بين اللزمات اللغوية العصبية وأساليب التنشئة الوالدية لهذه الفئة - على حد علمها - لذلك لجئت إلى الدراسات الأجنبية التى وجدت ان اغلبيتها اهتمت بعلاج اللزمات بشكل عام ودراسات أخرى أثبتت وجود علاقة بين اللزمات واضطراب الذاتوية ولكن لم تعثر على أي برامج علاجية للحد من لزمات الذاتويين. لذلك تبين وجود حاجة ملحة إلى تسليط الضوء على علاج لازمات هؤلاء الأطفال بشكل خاص مما دعى إلى الاتجاه لتصميم برنامج لخفض حدة اللزمات لدى الأطفال الذاتويين.
وتبلورت مشكلة الدراسة الحالية في سؤال عام هو:
إلى اى مدى سوف يسهم البرنامج في خفض حدة اللزمات لدى الأطفال الذاتويين؟
وانبثق من هذا السؤال السؤالين التاليين:
3- اى الى مدى توجد فروق بين متوسط رتب درجات عينة الدراسة في القياسين قبل تطبيق البرنامج وبعده على مقياس يال العالمي فيما يتصل بـ(اللزمات الحركية، واللزمات الصوتية، وشدة اللزمات، والضرر، والدرجة الكلية للمقياس) في اتجاه القياس القبلي؟
4- الى اى مدى توجد فروق بين متوسط رتب درجات عينة الدراسة في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق إجراءات البرنامج على مقياس يال العالمي فيما يتصل بـ(اللزمات الحركية، واللزمات الصوتية، وشدة اللزمات، والضرر، والدرجة الكلية للمقياس)؟
ثالثًا- هدفا الدراسة
هدفت الدراسة الحالية الى
3- إعداد برنامج يعمل على خفض حدة اللزمات لاطفال الذاتوية في عمر(3-6) سنوات.
4- التأكد من مدى استمرارية تأثير البرنامج في خفض حدة اللزمات لدى أطفال الذاتوية من خلال القياس التتبعى.
رابعًا- أهمية الدراسة
‌أ- الأهمية النظرية:
1- تسليط الضوء على الأطفال الذاتويين، بحيث تعد هذه الدراسة محاولة علمية للتطرق إلى عالم الذاتوية والتدخل فى بعض خصائصهم ومشكلاتهم السلوكية الحسية واللغوية.
2- تقدم الدراسة اطارًا نظريًا حديث للزمات بشكل عام وللذاتويين بشكل خاص ويرجع ذلك إلى ندرة الدراسات التي أجريت إلى الآن فى - حدود ما اطلعت عليه الباحثة - عن اللزمات (الحركية/ الصوتية).
‌ب- الأهمية التطبيقية:
4- إمكانية تواجد الذاتويين في الأماكن العامة بدلاً من عزلهم عن العالم الخارجي منعًا للحرج نتيجة خفض اللزمات لديهم .
5- الاستقرار الأسري نظرًا لمحاولة السعي لأن تكون الحياة الأسرية أقرب إلى العادية نتيجة الوصول في نهاية المطاف إلى طفل ذاتوي أشبه بالطفل الطبيعي في سلوكياته.
6- تشجيع الباحثين على التوجه لإعداد برامج سلوكية للذاتويين تساعد القائمين على رعايتهم بدلاً من اللجوء إلى الأدوية والمهدئات التي لا مفر من أثارها السلبي.
خامسًا- فرضا الدراسة
1- توجد فروق بين متوسط رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين قبل تطبيق البرنامج وبعده على مقياس يال العالمي فيما يتصل بـ (اللزمات الحركية، واللزمات الصوتية، وشدة اللزمات، والضرر، والدرجة الكلية للمقياس) في اتجاه القياس القبلي.
2- لا توجد فروق بين متوسط رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق إجراءات البرنامج على مقياس يال العالمي فيما يتصل بـ (اللزمات الحركية، واللزمات الصوتية، وشدة اللزمات، والضرر والدرجة الكلية للمقياس).
سادسًا- محددات الدراسة
تتحدد الدراسة بمنهجها، وبالعينة المُستخدمة فيها، وبأدواتها، وفروضها، وبالأساليب الإحصائية المُستخدمة في معالجة البيانات، وذلك على النحو التالي:
• منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة المنهج التجريبي التصميم ذو المجموعة الواحدة مع القياس القبلي والبعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية.
• عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة الأساسية من 7 أطفال ذاتويين (6 من الذكور وأنثى). وتراوحت أعمارهم الزمنية من (3-6) سنوات.
• المحددات الجغرافية:
تم تطبيق البرنامج على الأطفال بمجمع الإعاقة الشامل بعين شمس مركز رعاية وتأهيل حالات التوحد.
• المحددات الزمنية:
استغرق تطبيق البرنامج (6) اسابيع بواقع خمس جلسات أسبوعيا لكل طفل بحيث يتلقى الطفل جلسة واحدة بمفردة، مدة الجلسة (60) دقيقة، بلغ عدد الجلسات (30) جلسة.
• الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
1. المتوسط الحسابي.
2. الانحراف المعياري.
3. معامل الالتواء/ التفلطح.
4. اختبار ويلكوكسون Test Wilcoxon اللابارامترى.
• أدوات الدراسة:
1. مقياس تقدير التوحد في مرحلة الطفولة (C.A.R.S) إعداد (Schopler, et al., 1999) تعريب (أمين، هدى . 2004).
2. مقياس المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي (إعداد: سعفان، محمد و خطاب ، دعاء . 2016).
3. مقياس يال العالمي لشدة اللزمة إعداد (Leckman, et al., 1989) تعريب (عيسى ،عمرو محمد . 2018).
4. برنامج لخفض حدة اللزمات للأطفال الذاتويين (إعداد: الباحثة).
سابعًا- نتائج الدراسة
أسفرت نتائج الدراسة الحالية عن فاعلية البرنامج في خفض حدة اللزمات، وذلك لدى عينة من أطفال الذاتوية، وأيضًا أشارت النتائج عن استمرار أثر فاعلية البرنامج في تخفيف حدة اللزمات بعد انتهاء فترت المتابعة والتي قُدرت بـ(30) يومًا.