Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور مؤسسات رعاية الأحداث في الاندماج الاجتماعي للفتيات الجانحات :
المؤلف
طه، أمل أبوالخير أبوالخير.
هيئة الاعداد
باحث / أمل أبوالخير أبوالخير طه سليمان.
مشرف / آمال عبد الحميد محمد
مشرف / سـامية قدري ونيس
مناقش / علياء علي شكري
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
349ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 349

from 349

المستخلص

ملخص الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع انحراف الفتيات في المجتمع المصري من خلال الوقوف على العوامل المختلفة التي دفعتهن إلى الانحراف، والتعرف على الدور الذي تقوم به مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والواقع الاجتماعي الذي تعيشه الفتيات داخل هذه المؤسسات من أجل رعايتهن، ومدى تأثير برامج الرعاية والتـأهيل التي تتبعها هذه المؤسسات في تحسين سلوكهن ومساعدتهن على الاندماج في المجتمع مرة أخرى.
وانطلقت الدراسة من عدة قضايا نظرية مفسرة للانحراف تتمثل في: (نظرية الضغوط، ونظرية المحاكاة والتقليد، ونظرية الثقافة الخاصة الجانحة أو بناء الفرصة، فضلًا عن نظرية المخالطة الفارقة، والوصمة الانحرافية)، والاستفادة مما طرحه بارسونز حول المتطلبات الوظيفية للنسق، وكيفية نجاحه في تحقيق الدور المنوط به، وتطبيق ذلك على مؤسسات الرعاية الاجتماعية للفتيات، ومدي تحقيقها لهذه المتطلبات والنجاح في دورها نحو الفتيات الجانحات. هذا إلى جانب الاستعانة بما ذكره فوكو عن السلطة الحياتية والانضباطية حيث التحول من السياسة العقابية إلى رعاية اجتماعية بعيدة عن العقاب، تسعى للإصلاح وفقًا لمعايير وقواعد المجتمع، واستخدام الانضباط باعتباره نمط من أنماط السلطة تقوم به مؤسسات متخصصة كمؤسسات الرعاية من خلال بعض الأدوات والتقنيات.
واستعانت الباحثة بمنهج دراسة الحالة بأدواته المختلفة من الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة، والمقابلة المتعمقة، ودليل العمل الميداني، وذلك إلى جانب الاستعانة بما توفر من سجلات وإحصاءات رسمية خاصة بموضوع الدراسة. وتم دراسة عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية للفتيات، وهي: دار ضيافة الفتيات، ومؤسسة العجوزة لرعاية الفتيات، ودار القاصرات. وتم اختيار (30) حالة من الفتيات، وفقًا لعدد من الشروط والمعايير التي وضعتها الباحثة كالسن، ونوع الانحراف، ونمط الإيداع (قرار نيابة، حكم محكمة الأحداث)، ومدة الإقامة لا تقل عن سنة بالمؤسسة. كما تم إجراء مقابلات مع عدد من الاخصائيات بواقع (6) أخصائيات اجتماعيات، و(2) من الأخصائيات النفسيات للتعرف على كيفية تعاملهن مع الفتيات، والمشكلات التي تواجههن إداريًّا وسلوكيًّا وتعيق عملهن.
وقد تم تقسيم الدراسة إلى بابين، الباب الأول على ثلاثة فصول: يتناول الفصل الأول الاستراتيجية المنهجية للدراسة، والثاني عرض تحليلي للدراسات السابقة، والثالث الإطار النظري للدراسة، أما الباب الثاني ”الدراسة الميدانية” ويشمل خمسة فصول، يتناول الفصل الرابع دراسة حالة مؤسسات رعاية الفتيات، والخامس عوامل وصور الانحراف المختلفة من واقع حالات الدراسة، والسادس واقع الحياة اليومية للفتيات داخل المؤسسات، والسابع برامج الرعاية والتأهيل داخل المؤسسات، والثامن الفتيات بين واقع الاندماج ورؤيتهن نحو المستقبل، يلي ذلك عرض نتائج الدراسة وتوصياتها، ثم المراجع ”العربية والأجنبية”، يليها ملاحق الدراسة.
ومن أبرز النتاائج التي توصلت إليها الدراسة:
- كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن العوامل الأسرية تُعد من أهم العوامل التي تكون سببًا في انحراف الفتيات، وخاصة التفكك الأسري؛ فصور التفكك المختلفة التي تعرضت لها أسر حالات الدراسة كثيرًا ما تتشابك وتتنوع مع بعضها، والكثير من الأسر تجمع ما بين الطلاق، والإهمال، والقسوة، والانحرافات السلوكية والأخلاقية؛ فانعدام القيم والمثل الأعلى يُعد في مقدمة العوامل التي تؤثر وبشكل مباشر وتقود إلى الانحراف، كما أن تدني دخل الأسرة يُعد من العوامل الرئيسية التي قد تدفع الفتيات إلى العمل والانخراط في عدد من الأعمال غير المشروعة، وبالتالي اكتساب سلوكيات منحرفة ووسائل لتحقيق الربح بشكل غير مشروع كالسرقة، والمخدرات، والتسول. هذا بالإضافة إلى مدى تأثير الأصدقاء على بعضهن البعض وخاصة مع افتقاد النصح والتوجيه في ظل غياب الاستقرار الأسري السليم _الذي تعاني منه أغلب أسر حالات الدراسة_ والذي يدفع للبحث عن أمان بين أشخاص آخرين في النهاية قد يكونوا سببًا في الانحراف.
- وأكدت نتائج الدراسة أن أساليب الرعاية الاجتماعية للفتيات تشمل بحث حالتهن بمجرد الإيداع بالمؤسسة، ومساعدتهن على حل مشكلاتهن، وتنظيم حياتهن داخل المؤسسة، وتوفير احتياجاتهن الأساسية المختلفة اللازمة للمعيشة. هذا بالإضافة إلى متابعتهن خلال تفاعلاتهن اليومية، وما يحدث من خلافات وصراعات بين بعضهن البعض، وخلال ذلك يبرز دور الأخصائيات، والإشراف ومدى أهميته في تحقيق الانضباط وحل المشكلات.
- تشير نتائج الدراسة الميدانية أن مؤسسات الرعاية تولي اهتمامًا بالتعليم للفتيات المقيمات بها، فجميع مؤسسات الدراسة يتمثل برنامج التعليم بها من خلال تطبيق محو الأمية وخاصة للفتيات اللاتي لم تلتحقن بالتعليم من قبل أو تخلفن عنه، بالإضافة لبرنامج التعليم النظامي _الأساسي والثانوي بأنواعه_ لبعض الفتيات ممن تم وضعهن بالمؤسسة وقد كانوا في إحدى المراحل التعليمة بالخارج فلابد من استكمال دراستهن، هذا إلى جانب من تحولوا من محو الأمية إلى التعليم العادي بعد اجتيازهم تلك المرحلة، كما أظهر البحث الميداني أن هناك تفاوت واختلاف بين مؤسسات الدارسة من حيث درجة الاهتمام بالتعليم، والتشجيع عليه، وذلك وفقًا لظروف، وطبيعة، وإمكانيات كل مؤسسة، وكذلك ميول وشخصيات الفتيات المختلفة.
- كما تولي مؤسسات الرعاية الاجتماعية للفتيات أهمية بالتأهيل المهني بهدف مساعدتهن على اختيار مهنة مناسبة، والانشغال بالعمل الذي يلائم قدراتهن وطاقاتهن بما يكفل لهن النجاح والرضا عن أنفسهن، وهذا يعتمد - بشكل كبير- على إمكانيات كل مؤسسة، وقدرات عناصر عملية التأهيل بها. وفيما يتعلق بالفائدة من التدريب المهني بالمؤسسات فقد اتفقت حالات الدراسة على أن التدريب يتم بشكل جيد، ودائمًا ما يعود بالفائدة عليها، وأنه بالنسبة لها مفيد جدًّا، كما أن الفائدة من التدريب لا تقتصر على التعلم واكتساب مهارة وحرفة معينة فقط، ولكن التدريب يعود بالنفع المادي أيضًا فتحرص المؤسسات على وجود معرض لعرض منتجات الفتيات التي يتم تنفيذها، ويتم عرضها للبيع، والاستفادة منها كمورد دخل للمؤسسة يتم من خلاله تحسين وضعها المالي، كما يتم صرف مبلغ شهريٍّ للفتيات من خلال العمل بهذه المشاريع تقوم الفتاة من خلاله بشراء ما تحتاج إليه تحت إشراف الأخصائية الخاصة بها.
- كما تسهم الأنشطة الترفيهية والمسابقات التي تتم بين الفتيات - بشكل كبير- في تعديل السلوك، فيتم تفريغ طاقاتهن من خلالها، وبشكل مفيد أكثر من أي شيء آخر، من خلال تحقيق استفادة جيدة من الوقت. وأظهرت الدراسة الميدانية أن هناك تنوعًا في الأنشطة التي تقدمها المؤسسات، وإن كانت تختلف في مستوى وكفاءة هذه الأنشطة وفقًا لإمكانيات كل مؤسسة، وعلى وجه العموم فيوجد نشاط رياضي، وموسيقى، ورسم، وكل نشاط من هذه الأنشطة يوجد له مدرب خاص به.
- كما كشفت الدراسة الميدانية أن المؤسسات تعمل على محاولة تحقيق الاندماج الاجتماعي الفتيات مع المجتمع الخارجي مرة أخري، والمتمثل في المجتمع الخاص بهن وهو الأسرة، من خلال الزيارات التي تسمح بها كل فترة بالمؤسسة، سواءً كانت زيارات داخلية خاصة بالفتيات التي لا يُسمح لهن بالخروج نهائيًا، أو زيارات خارجية لمن لديهن الفرصة للخروج وزيارة الأهل في المنزل لبعض الأيام؛ ففرصة إعادة اندماج هؤلاء تكون أكبر خاصة إذا كانت الأسرة مهيأة لاستقبال الفتاة دون أي مشكلات، أما إذا كانت الأسرة غير مهيأة لذلك لأي سبب كان فلا يُسمح للفتاة بالخروج لزيارة الأهل، وذلك حفاظًا عليها، وخوفًا من تعرضها لمشكلات تؤدي لعودتها إلى الانحراف مرة أخرى، أو عدم رجوعها للمؤسسة لتكملة فترة تأهيلها.
- كشفت الدراسة الميدانية عن وجود عدد من المشكلات التي تعاني منها المؤسسات سواء مشكلات إدارية أو مشكلات مع الفتيات، وتعدُّ هذه المشكلات من المعوقات التي تعوق عمل المؤسسات، وتؤثر على مدى فاعلية الدور الذي تقوم به مع الفتيات؛ وتتمثل في: قلة الإعانة المادية، عجز الإشراف، صعوبة التعامل مع المصالح الحكومية. والمشكلات الخاصة بالفتيات التي في مقدمتها: العدوان والخناقات، وصعوبة إقناع الفتيات بأهمية تعديل السلوك، من أكثر الأمور التي تعيق عمل الأخصائية الاجتماعية في المؤسسة، وعدم تحدث الفتاة بشكل صريح خاصة وإن كانت هي مصدر المعلومات الوحيد بالنسبة للأخصائية.