Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج إرشادي إنتقائي لتحسين الرفاهة النفسية لدى عينة من المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية /
المؤلف
عمار، شريفة فيصل يوسف.
هيئة الاعداد
باحث / شريفة فيصل يوسف عمار
مشرف / محمود رامز يوسف
مشرف / أشرف محمد عبدالحليم
الموضوع
المراهقين- علم النفس.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
363 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - الصحة النفسية والإرشاد النفسي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 363

from 363

المستخلص

مقدمة:
يمثل حرمان المراهقين من الرعاية الأسرية قضية محورية، لاقت أهتمامًا كبيرًا ، فلم تقتصر على دولة بعينها، بل تمتد على المستوى العالمي بإختلاف توجهاته، وأيدولوجياته، وثقافاته، ولذلك اتخذت العديد من الحكومات، والجمعيات الاهلية التدابير لحماية تلك الفئة، وتقديم كافة الخدمات ، والإمكانات لهم إيمانًا منها بأحقية توفير الرعاية والعناية، وكجانب وقائي للحد من المشكلات النفسية والسلوكية والاجتماعية، والتي لها بالغ الاثر والوقع على المراهقين والمجتمع ككل.
إن الأسرة تعد نواة المجتمع، والبيئة الاجتماعية الإنسانية الأولى في حياة الفرد والتي من خلالها تتشكل هويته، حيث يجد فيها المناخ الفطرى الملائم الذى ينمو فيها فى جميع مراحل النمو بدءًا من الطفوله ، وصولاً إلى الرشد ، والشيخوخة، والتى يتحقق من خلالها وضع اللبنة الاولى، لتشكيل ملامح شخصيته وتترسخ به عوامل تكامل بناء نفسى، تربوى ، صحى، سلوكى، عقائدي لتلك الشخصية، فهى تحتل المركز الأول فى تشكيل وتأسيس وتنشئة الافراد تنشئة سوية.
وبصفة خاصة يعانى المراهق المقيم بالمؤسسات الإيوائية المحروم من البيئة الأسرية من فقدان الحب والعطف والحنان والاحتواء والشعور بالأمان، مما يؤدى إلى الشعور بالرفض والدونية مما يجعله أكثر عدوانية، ومن المشاعر الإنسانية المريرة كالشعور بالعزلة والوحدة، وهو شعور قاسى إذا كان مفروضاً على الإنسان وليس نابعاً من رضى وقبول، فهو شعور ذاتي قد يشعر به الفرد وهو وسط الزحام، حيث تشغله أفكاره عن الانخراط مع المحيطين(نسرين خميس محمد ، 2014 ،25).
”ومن ثم فإن المراهق فى تلك المرحلة العمرية الصعبة بكل تغيراتها، وهذا الحرمان الذى يعانى منه نتيجة يُتمه، وكافة أساليب العنف المتنوعة التى قد تمارس ضده من جراء إقامته بهذه المؤسسات الإيوائية، والقلق الذى يعتريه من حتمية مغادرته لتلك المؤسسة التى تربى وعاش فيها بعد فترة ليست ببعيدة، ومواجهة المجتمع بنفسه وحيداً دون سند أو عون أو مساعدة، شعور العار والخزى الذى يلحق به نتيجة إقامته بالمؤسسة وترعرعه بها، وماهى الاسرة التى ستتقبل وترحب بصهر لهم نشأ بمؤسسة إيواء؟
مما ينتج عن ذلك ظهور المشكلات النفسية، والاجتماعية، والسلوكية والتعليمية، والصحية وعلى كافة الأصعدة مما يمتد تأثيرها على المحيطين والتى لها بالغ الأثر على المجتمع، فهؤلاء الشباب الصغار يسهل استقطابهم لأى انحراف أو سلوكيات مضادة للمجتمع فهم بمثابة قنابل موقوته إذا تم استغلالهم وتوجيههم التوجيه السيء.
ومن ثم يحتاج المراهق المقيم بالمؤسسة الإيوائية إلى توجيهه وإرشاد نفسى للمرور بتلك المرحلة بسلام ومساعدته لبناء شخصيته، وتقبل ذاته وتكيفه مع المجتمع المحيط به ، وقدرته على إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين،وتنميه قدرته على الاستغلال الامثل لكافة الامكانات المتاحه لديه والمشروعه، لتحقيق التطور والنمو بحياته، ليكون قادرًا على تحقيق هدفًا ومعنى فى الحياة لتكون له ضوءًا وامل ينير له وسط التغيرات المتعددة والاحداث العالمية المحيطة بالجميع من أمراض ، وتغيرات على كافه الاصعدة ، والتفكير فى المستقبل ، والبحث عن عمل وفق إعداده المسبق والزواج ، ليحيا حياة مستقرة هادئة، ربما تكون تعويضًا له عما عاناه .
الأمر الذى جعل هناك ضرورة مُلحه لمحاولة تحسين مستوى الرفاهة النفسية لدى المراهقين المقمين بالمؤسسات الإيوائية بكافة أبعادها وفقًا لمنظور رايف ، والمتمثلة ( تقبل الذات، الاستقلالية ، النمو الشخصي، التمكن من البيئة ، الهدف من الحياة ، إقامة علاقات إيجابية مع الاخرين) فهي تمثل قمة مطالب الحياة الإنسانية والهدف الأسمى الذى يسعى إليه الإنسان منذ القدم ، فبعض العلماء اعتبروها مرادفًا للصحة النفسية، فتحسين الرفاهة النفسية يعد بناء متكامل لشخصية المراهق المقيم بالمؤسسة، ومحاولة إلى التكيف وتقبل ظروفه الحياتية، فضلا عن أنها بمثابة جانب وقائي للكثير من الاضطرابات النفسية والإنحرافات السلوكية ، وتحقيق قدرًا من السعادة والرضا بالحياة، فهي تدعمه لغد أفضل ومستقبل يملئه الأمل ورضا بواقعه يمتلك عقله وسعادة يتنفسها.
ويعتبر الإرشاد الانتقائى التيار الإرشادى المرن، والمنفتح والقابل لكل إضافة، ولكل إسهام جاد فى الإرشاد النفسي ، يقوم بها كل مرشد باحث عن الانتقاء من بين بدائل ارشادية متعددة؛ ليكون نظامًا متوافق يمسح بانتقاء ودمج الأساليب والفنيات الإرشادية المتعددة والمستمدة، من خلفيات نظرية متعددة ومتنوعة، وفق أسس ومعايير محددة؛ لتحقيق أفضل النتائج لأهداف المتوقعة، فهو يعتبر وبدون مبالغة حسب رأي الكثير من الباحثين، إرشاد العصر والأنسب لمعالجة مشكلات العصر لكثرتها وتعقيدها، مما يستوجب تطويراً فى الأداء الإرشادي وهذا يتحقق فى الإرشاد الانتقائى، بالإضافه لتوافقه مع الرفاهة النفسية بأبعادها الستة والتى تُعد بمثابة تحقيق الصحة النفسية للمراهق لبناء شخصية سوية وللوقاية من الاضطرابات السلوكية من جراء اليتم ، ونشأته بالمؤسسات الإيوائية ومايعانيه مشكلات نفسية.
وبناء على ما سبق جاءت فكرة الدراسة الحالية اختبار فاعلية برنامج إرشادى انتقائى لتحسين الرفاهة النفسية لدى عينة من المراهقين المقيمين في المؤسسات الإيوائية.
أولا : مشكلة الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة عن التساؤل التالى :
ما مدى فاعلية برنامج إرشادي إنتقائى لتحسين الرفاهة النفسية لدى عينة من المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية؟
ويتفرع من هذا التساؤل عدة أسئلة فرعية وهى :
1. هل يوجد فروق جوهرية بين أفراد المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج في تحسين مستوى الرفاهة النفسية ؟
2. هل يوجد فروق جوهرية بين أفراد المجموعة التجريبية قبل وبعد تطبيق البرنامج في تحسين مستوى الرفاهة النفسية ؟
3. هل يوجد فروق جوهرية بين أفراد المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج مباشرة وبعد فترة التتبع في تحسين مستوى الرفاهة النفسية ؟
ثانياً : أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحسين الرفاهة النفسية لدى عينة من المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية من خلال التحقق من فاعلية برنامج إرشادي انتقائي يعتمد على العديد من الفنيات الارشادية من النظريات والأساليب المختلفة واستمرارية الفاعلية بعد انتهاء التطبيق وأثناء فترة المتابعة.
ثالثاً : أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة من الناحيتين النظرية والتطبيقية فيما يلى :
1- الأهمية النظرية :
‌أ. تُعد هذه الدراسة محاولة علمية تُضاف إلى المحاولات السابقة فى ميدان بحوث علم النفسي الإيجابي بصفه عامة والرفاهة النفسية بصفه الخاصة.
‌ب. طرح إطار نظري يمكن من خلاله تعريف الرفاهة النفسية وأهميتها وتحديد أهم الأبعاد الأساسية لها، ثم إعداد المقياس الملائم لهذه الأبعاد.
‌ج. إلقاء الضوء على الإرشاد الانتقائى باعتباره أحد المداخل الإرشادية الحديثة الهامة التى تثرى الدراسة بالعديد من النظريات والأساليب المتعددة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الرفاهة النفسية كأحد مفاهيم على النفس الإيجابى.
‌د. تبرز أهمية هذه الدراسة بتوجيه الأنظار نحو شريحة مهمة فى المجتمع، وهم المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية الذين يعانون الشقاء نتيجة لعوامل كثيرة منها : مشاعر نقص المكانة، ونقص إشباع الحاجات، والضغوط الاجتماعية، ومشكلات التوافق والتى تحتاج إلى النصح والإرشاد النفسى.
2- الأهمية التطبيقية:
‌أ- إعداد مقياس للرفاهة النفسية للمراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية يمكن للباحثين استخدامه فى دراسات مستقبلية.
‌ب- إعداد برنامج ارشادى انتقائى لتحسين الرفاهة النفسية للمراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية.
‌ج- الوصول إلى نتائج تفيد المسئولين العاملين بالمؤسسات الإيوائية بأهمية تمتع المراهق بالرفاهة النفسية وأبعادها، الأمر الذى يجعل المراهق قادراً على التصدى لما يواجهه من مشكلات ومواجهة الحياة والأزمات، ورؤيته لنفسه وواقعه والأحداث التى يمر بها بشكل أكثر إيجابية خاصاً وأنه لم يتبقى لديه الكثير لترك المؤسسة التى تنويه ومواجهة المجتمع واعتماده على نفسه.
رابعاَ : مصطلحات الدراسة:
تتحدد مصطلحات الدراسة فيما يلى:
1. البرنامج الإرشاد الانتقائي: Eclectic Counseling Program
تعرف الباحثة البرنامج الارشادى الانتقائى فى الدراسة الحالية بأنه مجموعة من الخطوات المخططة والمنظمة، والمترابطة فيما بينها متضمناًعدداً من المعلومات والخبرات والمهارات والأنشطة والفنيات التي تنتمى كل فنية منها إلى نظرية إرشادية علاجية معينة، بحيث تُشكل منظومة تألُفية مُتناغمة تقدم للأفراد خلال فترة زمنية محددة بحيث تسهم كل منها فى تنمية جانب من جوانب الشخصية وفقاً لمنهج تكاملي لتحسين الرفاهة النفسية وتحقيق التوافق النفسى والاجتماعى ومواجهة المشكلات فى حياتهم في بيئة إرشادية يسودها الأمن، والعلاقة الإيجابية والتفاعل المثمر لتحقيق الأهداف المعدة، وفقًا لنظام التقييم الشامل للبرنامج ككل.
2. الرفاهة النفسية: Psychological Well-being:
تعرف الباحثة الرفاهة النفسية فى الدراسة الحالية بأنها تناغم الفرد مع ذاته ، ومجتمعه وكل ما حوله بالرضا عن الذات، وتقبل الواقع ، وقدرته على الاستغلال الامثل لكافة الفرص الحياتية والتحكم فيها، وسعيه الدائم لتحقيق التطور والتقدم وصولاً إلى أهداف ذات معنى وقصد في حياته والشعور بالمسئولية ، والتفرد ، وقدرته على إدارة الحياة بفاعلية وتميزه بالتفاعل والتكيف بإيجابية مع الأخرين .
أما التعريف الإجرائي فهو مجموع الدرجات التى يحصل عليها المراهق على مقياس الرفاهة النفسية المستخدم فى الدراسة ( إعداد/ الباحثة ).
3. المراهقة: Adolescent:
تعرف الباحثة المراهقة هى مرحلة نمو يمر بها الانسان ، وتمثل حجر الزاوية بتكوين ملامح شخصيته لما تتميز بها من تغيرات وصراعات متناقضة، تجعل المار بها متخبط بين تغيرات جسمية، نفسية، تتطلب جهدًا وإعدادًا مسبق من القائمين بالرعاية والمحيطين ليمر بها بسلام.
وتحدد المراهقة فى الدراسة الحالية بالمراهقين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين
(14-17) عامًا.
4- المؤسسات الإيوائية: Residential Institution:
وتعرفها الباحثة في الدراسة الحالية إجرائياً : بأنها دار مجهزة للإقامة الداخلية لإيواء المراهقين المحرومين من الرعاية الأسرية كبديل للدعم الاسري لذو الاصل الكريم ( أى مجهول النسب) واليتامى على أن تقدم لهم أفضل الخدمات التربوية والصحية والنفسية حتى تثمر شخصيات سوية مؤهلة للتعامل مع المجتمع بشكل توافقي.
خامساَ: فروض الدراسة:
1. توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية وأفراد المجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس الرفاهة النفسية لدى المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية لصالح المجموعة التجريبية .
2. توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس الرفاهة النفسية لدى المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية لصالح القياس البعدي.
3. لا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعى على مقياس الرفاهة النفسية لدى المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية.
سادساً:الاجراءات المنهجية للدراسة:
1. منهج الدراسة:
المنهج التجريبي ذو المجموعتين (التجريبية – الضابطة).
2. عينة الدراسة:
تكونت من مجموعة قوامها (20) مراهقاً من المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية والذين تتراوح أعمارهم بين (14-17) عاماً، المحرومين من الوالدين معًا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة على أن تكون كل مجموعة قوامها (10) من المراهقين الذكور.
3. أدوات الدراسة:
 مقياس الذكاء” رافن ” اختبار المصفوفات المتتابعة الملونة لـ ٌRaven للأطفال والكبار)إعداد/ عماد أحمد حسن علي، 2016).
 مقياس الرفاهة النفسية (إعداد/ الباحثة).
 البرنامج الإرشادى الانتقائي (إعداد/ الباحثة).
4. الحدود الجغرافية:
تم تطبيق البرنامج بمؤسسة ( أم كلثوم ) بمنطقة عين شمس الشرقية ، بمحافظة القاهرة.
5. الحدود الزمنية:
تم تطبيق البرنامج فى الفترة الزمنية من ( 1 / 11 / 2020) حتي (17/12/2020) وعدد الجلسات (21) جلسة بواقع ثلاث جلسات في الاسبوع ، زمن الجلسة تتراوح ما بين
(60-90) دقيقة ، بالإضافة إلي جلسة التقويم التتبعي بعد انتهاء تطبيق البرنامج بتاريخ
(14/1 /2021).
الأساليب الإحصائية:
 اختبار مان ويتني (للمجموعات المنفصلة).
 اختبار ويلكوكسون (للمجموعات المتصلة).
 معامل ارتباط بيرسون، التحليل العاملى التوكيدى، معامل ألفا كرونباخ. والتجزئة النصفية.
سابعا : نتائج الدراسة:
1. توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية وأفراد المجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس الرفاهة النفسية لدى المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية لصالح المجموعة التجريبية .
2. توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس الرفاهة النفسية لدى المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية لصالح القياس البعدي.
3. لا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعى على مقياس الرفاهة النفسية لدى المراهقين المقيمين بالمؤسسات الإيوائية.
ويتضح من النتائج فاعلية البرنامج الارشادي الانتقائي في تحسين الرفاهة النفسية لدى عينة من المراهقين المقيمين بالمؤسسات الايوائية.