Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فلسفة الموت في المقال العبري المعاصر :
المؤلف
بركات، نها سامي كمال.
هيئة الاعداد
باحث / نها سامي كمال بركات
مشرف / سعيد عبد السلام العكش
مشرف / مجدي شحاتة عبد الحميد
مناقش / محمد الهواري
الموضوع
الأدب العبري.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
302ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العبرية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 302

from 302

المستخلص

المقدمة
يعد ما يكتبه الأديب وسيلة لخدمة أيديولوجيا محددة، وليس فقط مجرد أداة للمتعة، حيث إنه يعكس صورة عن واقع المجتمع، وكل ما يدور بداخله دون أي رتوش، بعيداً عن زيف التصريحات والبيانات. وبالتالي فالأدب يعد من الوسائل ذات الفاعلية الكبيرة في فهم المجتمع، ووسيلة لدراسته.
ونظراً لأن الكيان الصهيوني، كان ولا يزال العدو الحقيقي للعرب، ومكمن الخطر، الذي يهدد مستقبلهم، كان لزامٌ علينا كباحثين مصريين بشكل خاص، وكعرب بشكل عام، أن نحاول كشف كل ما يدور داخل المجتمع الإسرائيلي من خلال الفنون الأدبية المختلفة. وإذا قارنا ما تقوم به مراكز الدراسات والأبحاث الإسرائيلية، من ترجمة للأعمال الأدبية العربية إلى العبرية منذ سنوات بعيدة، فسنجد أن المقارنة ليست في صالحنا. فقد أولت الأجهزة الفكرية في إسرائيل منذ وقت مبكر اهتماماً متزايداً بدراسة التراث والأدب العربيين على اتساعهما، وخاصة بعد أن أنشئت مدرسة الدراسات الشرقية مع المعاهد الأولى فى الجامعة العبرية بالقدس عام (1926م)، والتي أخذت على عاتقها القيام بترجمة العديد من أمهات كتب التراث والفكر العربيين إلى العبرية؛ بالإضافة إلى العناية بترجمة النصوص الأدبية العربية ونشرها، لتكون في متناول الباحثين الإسرائيليين، المهتمين بدراسة الجوانب الاجتماعية والنفسية في المجتمعات العربية. ( )
وما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع، والبحث فيه هو شغفي بدراسة فن المقال، والاستفادة من الدراسات التي تصب في هذا الفن، خاصة مع قلة الدراسات لهذا النوع من الكتابة في المكتبة العربية، مقارنةً بما هو متاح من دراسات في الأدب بفنونه المختلفة؛ قديمه وحديثه، على الرغم مما للمقال من أهمية في صياغة الوعي الجمعي لجماهير القراء. فيكفي أن يقول الكاتب كلمته، حتى يكون لها من الفعل بالنفوس، ومن تحريك العقول ما يفوق أثره كل قوة، بل ويتجاوز تأثيرها – أحياناً - حدود الزمان والمكان.
وقد اتجهتُ إلى دراسة فن المقال عند الكاتب الإسرائيلي، ”يوفال شمعوني”(יובל שמעוני)، لأنه يقدم في مقالاته مشروعاً فكرياً، واضح المعالم، ذا سمات مميزة.
وتعد هذه المقالات المجمعة في كتابٍ واحدٍ بعنوان ”إلى التراب” (אל העפר)، أول عمل في إطار فن المقال لـ”يوفال شمعوني”، والذي يصنف باعتباره من اليساريين الإسرائيليين؛ حيث كان ضمن وفد كبار الأدباء الإسرائيليين اليهود، المتضامنين مع الفلسطينيين، ضد اعتداء المستوطنين عام 2002م، الذي شارك عدداً من الأدباء الإسرائيليين المعروفين؛ أمثال ”أ. ب. يهوشواع”( ) (א.ב.יהושע)، في تظاهرة تستنكر الاعتداءات الإجرامية للمستوطنين وجنود الاحتلال( ). لذا فإن هذا العمل يعد بمثابة رؤية أخرى للداخل الإسرائيلي، تساعدنا في فهم أعمق للتوجهات المختلفة داخل هذا المجتمع.
يمكننا القول هنا إن هذا التوجه اليساري يجمع بين كل المتناقضات وجعل أدباء هذا التوجه في حيرة بين من ينادي بحق العربي، دون أن يعرفوا هذا الحق، تاركين إياه للزمن والمفاوضات، وبين من يدافع عن حق اليهودي في وجود الدولة الصهيونية، دون أن ينتبهوا إلى أنها أقيمت على أرض محتلة يمتلكها الفلسطينيون، وأن الحل العادل لأية قضية تتعلق بأرض محتلة، هو الجلاء عنها. ( )
أما فيما يخص مضمون مقالات ”شمعوني”، فإنه يلجأ فيها إلى التراث، ليفتش فيه عن حلول خاصة به وبواقعه؛ فهو ينظر إلى التراث كمصدر غني للإبداع الأدبي، فيقوم بقراءته قراءة جديدة، لإثراء معرفة الإنسان بذاته، وتاريخه الوجداني، ومحيطه الاجتماعي، وجماعته الإنسانية. فكأن الحياة المعاصرة، وما يكتنفها من عقبات مادية وعذابات روحية تعيد للإنسان صلته بالتراث؛ ليستمد منه طاقة لمواجهة تحديات الواقع والعصر.
ومن زاوية النقد، يرى البعض أن مقالات ”شمعوني” هي بمثابة بحث في الهوية عن طريق قراءة أدبية للمقرا( )، حيث يظهر الموضوع الأول في المقالات الثماني الأولى، والثاني يبدأ البناء له من المقال الثامن، لكن في الأساس يبدأ من المقال التاسع وحتى السادس عشر، أما الموضع الثالث فيوجد بالصفحات الأخيرة من المقال السادس عشر، ويكمن ثقله في أنه يوجد في نهاية هذه المقالات. ( )
الدراسات السابقة :
- الشامي، رشاد عبد الله: التيار الروحي في الفكر الصهيوني الحديث، دراسة لأحاد هاعام، رسالة دكتوراة، كلية الآداب، جامعة عين شمس، بحث غير منشور، 1973م.
- أبو خضرة، زين العابدين محمود: المقال عند أحاد هاعام، رسالة دكتوراة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، بحث غير منشور، 1982م.
- محمد، محمد عبود حسين: المقال العبري المعاصر في أدب شولاميت هرإيفين، دراسة في المضمون الفكري والسمات الفنية، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة عين شمس، بحث غير منشور، 2007م.
أهداف البحث :
- محاولة التعرف على رؤية الكاتب ”يوفال شمعوني” للواقع الإسرائيلي من خلال كتابه ”إلى التراب”.
- تعيين مكانة الأديب ”يوفال شمعوني” ككاتب للمقال، من خلال التعرف على اتجاهات كتاب المقال العبري الحديث والمعاصر.
- السعي إلى التعرف على ماهية المصادر التي استعان بها ”شمعوني” في مقالاته، وإلى أي حد كانت استفادته منها، وكيفية توظيفه لها.
- محاولة تقويم مقالات الكاتب، من الناحية الفنية، ومعرفة أهم السمات التي تميزها، وكيف وظفها في خدمة المضمون.
منهج البحث :
يقوم البحث على المنهج الوصفي القائم على جمع المعلومات ذات العلاقة بموضوع البحث. كما يقوم على المنهج التحليلي الاستنباطي، لما يتيحه من إبراز أهم النقاط التي أوردها الكاتب في مقالاته، مع استخدام أسلوب تحليل المحتوى الظاهر أو المضمون الصحيح لمادة المقالات بهدف الوصول إلى استدلالات واستقراءات صادقة.
وللوصول إلى تحقيق أهداف الدراسة قسمتُ البحث إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. تتناول المقدمة أهمية الموضوع ودوافع اختياره، وأهدافه والدراسات السابقة ومنهج البحث.
يناقش الفصل الأول مكانة ”يوفال شمعوني” على خريطة الأدب العبري المعاصر، وينقسم إلى مبحثين؛ الأول بعنوان: حياة ”شمعوني” وروافدها الثقافية؛ حيث تناول المبحث الأول الحديث عن الكاتب ونشأته والمؤثرات الثقافية التي تأثر بها، وأسهمت في تكوينه من الناحية الثقافية، وشكلت وعيه الأدبي وأثرت في إنتاجه. وتناول المبحث الثاني أعمال ”يوفال شمعوني” ومكانتها في الساحة الأدبية. ويتناول إنتاجه الأدبي خاصة في فن المقال العبري المعاصر، ودور من سبقوه في هذا الفن، بالإضافة إلى جيله الأدبي ومكانته في الساحة الأدبية.
وتناول الفصل الثاني فكر ”يوفال شمعوني” بين قصص التراث والتاريخ، وينقسم إلى مبحثين؛ الأول: قصص التراث كمصدر لفكر ”شمعوني”، فيه توضيح لكيفية توظيف الأحداث الدينية المركزية الواردة في ”التناخ”( ) بدءاً من ”قصة الخلق”، ومروراً بـ”قصة الطوفان” و”قصة الذبيح” و”قصة يوسف” وأيضاً ”قصة موسى”. ويحمل المبحث الثاني عنوان: التاريخ كمصدر لفكر ”شمعوني” ويتناول القصص التي تعد بمثابة أحداث تاريخية عند اليهود مثل قصة ”يفتاح الجلعادى” و”شاءول” و”داود” و”إستير”.
وتناول الفصل الثالث فكر ”يوفال شمعوني” بين الأسطورة والشخصية التراثية، وينقسم إلى مبحثين؛ الأول بعنوان الأسطورة كمصدر لفكر ”شمعوني”، ويناقش العديد من الأساطير العبرية وأساطير الحضارات الأخرى مثل: البابلية والهندية واليونانية والألمانية وغيرها، وكيفية توظيف ”شمعوني” لها. أما المبحث الثاني فيناقش الشخصية التراثية الإنسانية كمصدر لفكر ”شمعوني”، ويتناول قصص بعض شخصيات ”التناخ”، وما يتعلق بالنبوءات الخاصة بهم، وكيفية توظيف شمعوني لها في مقالاته.
وجاء الفصل الرابع للوقوف على أهم السمات الفنية والأسلوبية في مقالات ”شمعوني”، وينقسم إلى مبحثين؛ الأول: يتناول البناء المقالي في مقالات الكاتب، أما الثاني: فيعرض السمات الأسلوبية في هذه المقالات.
وتعرض الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها البحث.