الفهرس 
الاتجاه الوثائقي في المسرح العبرييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 173 |  |  |
| | | from | 173 | | |
المستخلص
ملخص الرسالة
المسرح الوثائقي هو شكل من أشكال المسرح يقوم على تقديم حدث تاريخي أو سياسي أو اجتماعي في إطار درامي، مستندًا إلى الوثائق الحقيقية كمادة أولية لمناقشة هذه الأحداث المختلفة. وقد تشكل الاتجاه المسرحي الوثائقي في ألمانيا بعد عدة محاولات كان يراد بها تفعيل دور المسرح إزاء القضايا الاجتماعية والسياسية المُختلفة. ووصل الاتجاه الوثائقي إلى فترة ازدهاره في ستينات القرن العشرين بفضل جهود كل من بيتر فايس وإروين بيسكاتور.
من أبرز سمات المسرح الوثائقي أنه يستخدم مواد وثائقية كالصحف، والتقارير الحكومية، والمقابلات، والإحصائيات، كمادة أساسية للحديث عن قضايا مختلفة. كما يُعنى في المقام الأول بالقضية الاجتماعية السياسية. وتكمن خصوصيتُه في إنتاجه لوجهة نظر جديدة، وتصحيحه لوجهات النظر السائدة. ولذلك فإنه يقود القارئ إلى إدانة موقف ما، والانحياز إلى أحد طرفي القضية التي يعرضها.
تأثر المسرح العبري الإسرائيلي بالتوجه الوثائقي الذي ظهر في ألمانيا. وكان للكاتبة والمخرجة المسرحية ”נולה צ’לטון نولا تشيلتون”، دور مهم في نقل هذا التوجه إلى المسرح الإسرائيلي. وقد ظهرت منذ ذلك الحين العديد من المسرحيات التي تُعالج القضايا السياسية والاجتماعية في المجتمع الإسرائيلي في قالب وثائقي.
يعتبر الكاتب المسرحي ”موطي ليرنر” من أبرز رواد التوجه الوثائقي في المسرح العبري الإسرائيلي؛ حيثُ كتب ”ليرنر” عددًا من الأعمال المسرحية والسنيمائية والتليفزيونية طرح من خلالها مجموعة من الموضوعات أهمها؛ الصراع العربي الإسرائيلي. رفض الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. وتعاون اليهود مع النظام النازي. واعتمد في معظم أعماله على مجموعة من الوثائق والمستندات حول القضايا التي يطرحها.
اختارت هذه الدراسة التركيز على مسرحيتين من مسرحيات الكاتب ”موطي ليرنر” وهما ”חבלי משיח آلام المسيح” و”ההודאה الاعتراف”؛ نظرًا لأهمية الموضوعات التي تطرحها هاتان المسرحيتان؛ فمسرحية ” חבלי משיח آلام المسيح” تناقش موضوع المستوطنات الدينية في الضفة الغربية وأثرها على السلام مع الفلسطينيين. أما مسرحية ”ההודאה الاعتراف” فتتناول قضية أزمة اللاجئين الفلسطينيين وانعكاساتها على الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد اعتمدت الدراسة على مجموعة من المناهج كالمنهج التاريخي فى رصد بدايات المسرح الوثائقي فى إسرائيل. والمنهج الوصفي التحليلي فى دراسة السمات الوثائقية للنصوص المسرحية موضوع الدراسة. والمنهج السيميائي في تحليل عناصر البناء الفني لهذه النصوص.
جاءت الدراسة في مقدمة، ومدخل، وثلاثة فصول، وخاتمة، ثم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، تلاها ثبت للمصادر والمراجع.
تناولت المقدمة أهمية الدراسة، وأهدافها، وسبب اختيار الموضوع، والمنهج المتبع فيها، والصعوبات التي واجهتها، والدراسات السابقة عليها. أما المدخل فتناول المسرح الوثائقي من حيثُ مفهومه، ونشأته، وأهم السمات التي يتميز بها.
وجاء الفصل الأول بعنوان ”الاتجاه الوثائقي في المسرح العبري”، وينقسم إلى مبحثين؛ المبحث الأول ”المسرح الوثائقي العبري في إسرائيل”: يتناول الظروف التي أدت إلى ظهور هذا الاتجاه الوثائقي في المسرح العبري الإسرائيلي، بالإضافة إلى نماذج من المسرحيات الوثائقية التي قُدمت على خشبة المسرح الإسرائيلي. والمبحث الثاني ”التوثيق في مسرح موطي ليرنر”: يتناول السيرة الذاتية للكاتب المسرحي ”موطي ليرنر”، وأبرز الأعمال التي كتبها مستندًا إلى الوثائق والمستندات المختلفة.
والفصل الثاني الذي جاء بعنوان ”البعد الوثائقي في مسرحيتي ”آلام المسيح” و”الاعتراف”” وهو دراسة تطبيقية لتوضيح سمات المسرح الوثائقي الموجودة في المسرحيتين موضوع الدراسة؛ وينقسم إلى مبحثين؛ المبحث الأول ”التوثيق على مستوى الأحداث التاريخية” يستعرض هذا المبحث الأحداث التاريخية التي تناولتها المسرحيتان كما حدثت في الواقع، وكيف صاغها الكاتب في قالب درامي. والمبحث الثاني ”السمات الوثائقية في المسرحيتين”: يتناول هذا المبحث أبرز سمات المسرح الوثائقي الموجود في المسرحيتين موضوع الدراسة.
أما الفصل الثالث ”البعد الفني في مسرحيتي”آلام المسيح” و”الاعتراف”” فيتناول تحليلًا لعناصر البناء الفني في المسرحيتين، وينقسم إلى ثلاثة مباحث؛ المبحث الأول ”الشخصيات والصراع الدرامي” ويتناول تحليلًا سيميائيًا للملامح الداخلية والخارجية للشخصيات الموجودة في المسرحيتين، كما يوضح عنصر الصراع الموجود في المسرحيتين بين الشخصيات المختلفة. أما المبحث الثاني ”المكان”: يتناول تحليلًا لعنصر المكان في المسرحيتين، من حيثُ أنواع الأمكنة، ودلالاتها المختلفة. والمبحث الثالث ”أنماط التفاعل النصي”: يهدف هذا المبحث إلى الكشف عن النصوص المختلفة التي ألقت بظلالها على نص المسرحيتين موضوع الدراسة، والدور الذي لعبته هذه النصوص في تشكيل المعنى، وذلك من خلال دراسة أنماط التفاعل النصي الموجودة داخل المسرحيتين.
ثم الخاتمة، والنتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة.