Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تسبيب أحكام التحكيم
المؤلف
إبراهيم، السيد حسين خليل.
هيئة الاعداد
باحث / السيد حسين خليل إبراهيم
مشرف / حمدي عبد الرحمن أحمد
مشرف / سيد أحمد محمود
مناقش / محمود السيد عمر
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
512ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
قانون
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الحقوق - قسم المرافعات المدنية والتجارية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 508

from 508

المستخلص

لقد لعبت الشكلية دوراً كبيراً فى الأنظمة القانونية القديمة، وقد سادت هذه النظم نظام الإثبات المقيد، فلم يكن للقاضي حرية فى الاقتناع.
ومع مطلع القرن التاسع عشر أصبحت الشكلية عاجزة عن تحقيق العدالة بعد أن تعاظم دور الارادة، وساد نظام الإثبات الحر الذي بموجبه أصبح القاضي يتمتع بحرية في الاقتناع، ولذلك فإنه لابد من إيجاد وسيلة لضبط هذه الإرادة الإنسانية، وضمان عدم انحرافها وتحقيق التوازن بين حرية القاضي في الاقتناع وضمان عدم تجاوز هذه الحرية للغاية المرجوة منها.
وتبدو هذه الوسيلة فيما يفرضه قانون المرافعات المدنية من ضمانات محددة لازمة فى العمل القضائى، ومن هذه الضمانات التسبيب الموضوعي للأحكام، فحتى يحقق العمل القضائى غايته، فلابد أن يكون رأي القاضي أو المحكم حسب الأحوال صحيحاً من حيث الواقع، وبالتالي فالتسبيب يشكل قيداً على سلطة المحكم فى التحقق من الوقائع حتى أصبح التسبيب التزاماً قانونياً عند أغلب الدول، والتزاماً دستورياً عند بعضها البعض، وهناك من الدول التي اعتبرت أن التسبيب من المسلمات التى لا تحتاج إلى نصوص قانونية تلتزم به.
وليس هذا فحسب، بل يجب أن يكون التسبيب ليس مجرد التزام قانوني، بل لابد أن تتصف هذه الأسباب بالكتابة والمنطقية، فالأسباب ضرورية للكشف عن جوهر النشاط الذهنى للمحكم، الذى أدى به إلى الحكم والنطق به، والتسبيب في التشريعات الحديثة ضمانة طبيعية للخصوم، وهو بذلك يتساوى مع الحقوق العامة.
لذلك فالتسبيب هو وسيلة الخصوم للتحقق من عدالة الأحكام التى تصدر فى حقهم، فمتى كانت هذه الأحكام عادلة قبلوها ورضوا بها، ومتى كانت جائرة رفضوها بالطعن فيها أمام محكمة المادة (9)، مما يشكل قيداً على سلطة المحكم، ويدفعه إلى الحرص والفطنة عند إصدار الأحكام.
فالتسبيب لأحكام التحكيم لا يُعَد سلطة يحتج بها القاضي فحسب، وإنما هي وسيلة لاقتناع الخصوم وغيرهم، فيكون التسبيب بذلك قد حقق توازناً أخلاقياً وقانونياً في المجتمع.
في حين أن التسبيب يؤدي إلى صيانة حق الدفاع، ذلك الحق الذي يُعَد مبدأ إجرائياً عاماً، وحقاً يقرره القانون الطبيعي، وذلك لأنه أوجب على المحكم والقاضي أن يبين الأسباب الواقعية التي يتكشف منها مدى احترام حق الدفاع.
فضلاً عن أن التسبيب ضروري في استعمال الحق في الطعن، فنجد أنه بتسبيب الأحكام من حيث الواقع والقانون يستطيع الخصوم معرفة ما شابالحكم من عيوب، ومن ثم فلهم الحق في ولوج طرق الطعن القانونية المقررة.
ومن الجدير بالذكر أن تسبيب أحكام التحكيم يلعب دوراً مهماً في إثراء الفكر القانوني، خاصة من جانب الفقه ودورهم الضروري في تحليل أحكام التحكيم ليصل في نهاية الأمر إلى التفسير القضائي للتشريع، وهذا لا يتحقق إلا إذا كانت أحكام التحكيم قد سببت تسبيبًا واقعيًا وكافيًا من خلال التفسير الذي اعتمده المحكم للنص القانوني المطبق.