Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فن الفابولا عند هوراتيوس /
المؤلف
عبداللطيف، آيه عبداللطيف أبوالعطا.
هيئة الاعداد
باحث / آيه عبداللطيف أبوالعطا عبداللطيف
مشرف / حمدي رفعت فهمي السيد
مشرف / علي عبدالتواب علي
مناقش / طارق مصطفى محمد رشدان
مناقش / جمال الدين السيد أبوالوفا حسانين
الموضوع
الشعر اليوناني - تاريخ ونقد - قرن 20.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
168 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الدراسات اليونانية واللاتنية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 179

from 179

المستخلص

فن الفابولا من الفنون الأدبية القديمة قدم وجود الإنسان على سطح الأرض؛ فقد انتشر بشكل فنى راق لدى بعض الأمم القديمة مثل الفراعنة والآشوريين والهنود والإغريق والرومان. والحكاية الخرافية هي حكاية سردية قصيرة تنتمى إلى عالم الخيال من خلال اللجوء إلى الشخصيات الخيالية، والقبول بما يخالف الطبيعة ” الخوارق ”، وتصوير العالم غير الواقعى؛ حيث يمكن للحيوانات بمختلف أنواعها أن تتحدث. والحكاية الخرافية تنتمى إلى أعمار وطبقات اجتماعية مختلفة؛ فقد تكون من إبداع طبقة المثقفين والأثرياء، وقد تكون من إبداع الطبقات الدنيا والشرائح المهمشة في المجتمع، التي كانت تستخدمها في نقد علية القوم دون أن تعرض نفسها لخطر العقاب. وتتميز الحكاية الخرافية بأنها قصيرة، وتُروى في الأعم الأغلب، على لسان الحيوان أو بعض ظواهر الطبيعة، وتنطوي على مضمون أخلاقي يمثل المغزى من الحكاية، ولهذا كانت أقرب إلى الدروس التي تريد أن تُغرس في النشء بعض المفاهيم والقيم الأخلاقية. والحق إن هذه النوعية من الخرافات التي تكون البطولة فيها للحيوانات تجذب إليها كثيرًا من القراء والدارسين على نحوٍ لا يقل عن الخرافات والأساطير التي تتناول قصص الآلهة الإغريقية وأبطال الأساطير. ولكن اهتمام الدارسين كان ينصب دائمًا على قصص أيسوبوس الخرافية عند الإغريق وقصص فايدروس عند الرومان، ولم يلتفت أحد إلى الشاعر الروماني هوراتيوس ودوره في تطوير فن الفابولا؛ وهو الفن الذي يجمع بين أكثر من نمط للقصص السردية، ويجمع بين القصص الأسطورية المتوارثة في الميثولوجيا الإغريقية والقصص الخرافية كالتي كتبها أيسوبوس وأضاف إليها النوادر التي يحكيها المواطنون الرومان من كافة الطبقات حتى صارت معروفة، ولا تقل في أهميتها عن القصص الميثولوجية وقصص الحيوان الخرافية؛ هذا، علاوة على تناول هوراتيوس لقصص تاريخية طريفة تقترب من النوادر، وقد نجح هوراتيوس في دمج كل هذه القصص في بوتقة واحدة، وحيث إن الدارسين في مصر، وإلى حد كبير على المستوى الدولي لم يلتفتوا كثيرًا إلى قصص هوراتيوس السردية التي تناولها على وجه الخصوص في ديوان الساتوراي وديوان الرسائل، فإنني قد رأيت أن أخصص لهذا الموضوع دراسة خاصة توضح دور هوراتيوس وأهميته في تطوير هذا الفن القصصي. وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على التنوع الذي تناول به هوراتيوس القصص السردية بمختلف أنواعها، وكيف نجح في توظيفها في الأنواع الأدبية التي يتناولها. وجدير بالذكر أنها جميعها تأتي في ديوان الساتوراي الذي يطلق عليه هو نفسه اسم ”أحاديث” (Sermones)، وديوان الرسائل (Epistulae)، فكلاهما يسمح بالحديث؛ الأول بالحوار بين طرفين، والثاني يفتح كاتب الرسالة قلبه ويحكي بكل بساطة كل ما يجول بخاطره إلى صديق عزيز لديه. ولما كان النوعان الأدبيان يهدفان إلى التوجيه والنصح والإرشاد من أجل إصلاح المجتمع والكشف عن عيوبه، فقد كان للقصص بشتى أنواعها (أسطورية – خرافية – تاريخية – نوادر) دور مهم في توصيل رسالته، فالمغزى الأخلاقي في هذه القصص كان يوفر له مادة خصبة تجعل المتلقي يتقبل النصيحة وهو يبتسم، ولا يشعر بثقل النقد والوعظ الثقيل على قلوب البشر، فلقد أقبل الباحثون على قراءته والاقتباس منه؛ فهو مثل للاعتدال والتسامح مع نقائص البشر، وهو أقرب إلى الواعظ منه إلى الشاجب، فهو إنسان هادئ منسجم مع نفسه ومع مجتمعه ويشعر بالرضا التام، وهو ما جعله يواجه أخطاء البشر بالابتسامة، وهو يكتب، كما يسلك في الحياة، بحس نابض وذوق رفيع، ويجسد فكرة التواضع قولًا وفعلاً. وقد استخدمت الباحثة في دراستها منهج تأويل النصوص (الهرمنيوطيقا) Hermeneutics وتأتي كلمة هرمنيوطيقا (ἑρμηνευτικἡ ) من الفعل اليوناني (ἑρμηνευειν) ويعني ”يفسر” أو يؤول. ويؤوَّل في اليونانية له معانٍ ثلاثة: 1. يعبر بصوت عالٍ في كلمات، أي ”يقول” أو ”يتلو”، 2. يشرح، 3. يترجم. والاسم: هرمينيا (ἑρμηνεια)، ويعني تفسير أو تأويل؛ ويبدو أنه يتعلق لُغويًا بالإله هرميس (Ἑρμῆς)، رسول آلهة الأوليمبوس، الذي كان يقوم بعملية تأويل أو تفسير كلام الآلهة من أجل توصيله إلى بني البشر. وهو المنهج الذى يسمح بتأويل القصص الأخلاقية التي يتناولها هوراتيوس وتفسيرها. وقد احتلت الهرمنيوطيقا حيزًا كبيرًا من الدراسات الأدبية وباقي العلوم الإنسانية؛ حيث أصبحت بمثابة مبحث مهم لدراسة النصوص الأدبية وفهمها وتأويلها، والكتابات التي تعني بدراسة الإنسان ونشاطه الاجتماعي والنفسي والتاريخي. ويمكن القول: إن المنهج التأويلى جاء توفيقًا مُنظمًا بين اعتماد الجانب الشكلي للنص من ناحية، واعتماد دلالته الأدبية والاجتماعية، سواء عند المؤلف أو القارئ. وقد رأت الباحثة تقسيم الدراسة إلى ثلاثة فصول؛ يتناول الفصل الأول الفابولا قبل هوراتيوس، وقد جاء فى أربعة مباحث؛ يتناول المبحث الأول تعريف مصطلح الفابولا وكذلك طبيعتها ووظيفتها. أما المبحث الثاني فهو عن الفابولا قبل أيسوبوس، وفيه تحدثت الباحثة عن البدايات الأولى للخرافات التي تلعب فيها الحيوانات دور البطولة، والتي مهدت الطريق لتطور هذا الفن على يد أيسوبوس. ويتناول المبحث الثالث الفابولا عند أيسوبوس، وقدمت فيه بعض النماذج لخرافاته، وذلك لتوضيح تأثيرها على هوراتيوس في الفصلين الثاني والثالث. بينما يتحدث المبحث الرابع عن الفابولا عند الرومان، وقد حاولت الباحثة التوصل إلى مفهوم الرومان عن هذا المصطلح في ضوء ظهور هذا المصطلح في النصوص اللاتينية. أما الفصل الثانى فيتناول ” الفابولا فى ديوان الرسائل ” والذى يتناول أربعة مباحث أيضًا؛ المبحث الأول يتمثل في الرسالة الأولى من الكتاب الأول، والمبحث الثاني يتمثل في الرسالة السابعة من الكتاب الأول أيضًا، أما المبحث الثالث فيقوم بشرح الرسالة العاشرة من الكتاب الأول، والمبحث الرابع يعمد إلى تأويل الإشارات الخفية لخرافات أيسوبوس في ديوان الرسائل. وفى الفصل الثالث تحدثت الباحثة عن ” الفابولا في ديوان الساتوراي ” وهو يحتوي على أربعة مباحث؛ المبحث الأول يتناول بالشرح القصيدة الثامنة من الكتاب الأول، والمبحث الثاني يتناول القصيدة الخامسة من الكتاب الثانى، والمبحث الثالث يتناول القصيدة السادسة من الكتاب الثانى، وفى المبحث الرابع والأخير تتناول الباحثة بالشرح والتأويل القصص القصيرة والإشارات القصصية الخفية لخرافات أيسوبوس.