Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تحليلية لجهود جسر الفجوة بين التعليمين : الدينى والمدنى فى مرحلة التعليم الأساسى فى مصر المعاصرة/.
الناشر
جامعة عين شمس . كلية التربية . قسم أصول التربية .
المؤلف
الفقي ، هبة الله محمد محمود علي مصطفي .
هيئة الاعداد
باحث / هبة الله محمد محمود علي
مشرف / سعيد إسماعيل على
مشرف / عاشور أحمد عاشور
مناقش / سعيد إسماعيل علي
مناقش / صفاء أحمد شحاتة
تاريخ النشر
1/1/2019
عدد الصفحات
207 ص ،
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - قسم اصول الترربية .
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 207

from 207

المستخلص

منذ نزول القرآن الكريم على النبى الجليل محمد بن عبد الله صلى الله عليه والذي فجر في ميادين العلم بحورًا من المعرفة والعلوم والقوانين والنظم , وبيان أن القرآن هو المرجع الوحيد لتعاليم الإسلام حيث بيان أعمال الإنسان في الحياة , والهدي للرأى الحق في كافة شئون الوجود , وبعدها توالت الفتوحات الإسلامية على البلاد , وانتشرت الحضارة الإسلامية وعم نورها علي العالم الشرقي بصفة خاصة والغربي بصفة عامة , وتدفقت المساعي والجهود في إقامة المؤسسات الثقافية والتعليمية لنشر التعليم بين أبنائها , على أن يكون هذا التعليم ملمًا بالثقافة الإسلامية شاملا جميع العلوم متكامل المعرفة , متسمًا بسمات الثقافة الدينية الإسلامية الشائعة في البلاد آنذاك , يقوم على تنشئة الفرد تنشئة يستطيع عن طريقها , أن ينظم العلاقة بينه وبين أفراد المجتمع الذى يعيش فيه , أو تنشئة تكسبه قوة ومهارة في معالجة أساليب الواقع , والأهم من كل ما سبق أن هذا التعليم كان قائما على أن ينشىء الفرد على علاقة قوية بربه بالشكل الذى كانت تؤمن به ثقافة العصور الوسطى .
إذًا نستطيع أن نقول بأن الشرق الإسلامي القديم , كان مصدر المعارف العلمية والتفكير الديني , وكانت معارف الشرق تهدف إلى خدمة الحياة العلمية , وإلى تأكيد المعتقدات الدينية ..... , وهكذا سارت الحضارة الإسلامية و العربية في خطى تقدمية سريعة ظلت مبدعة فيها خلال قرون عديدة , كان تأثير العرب والمسلمين فيها , تأثيرًا فى عمق الحضارة الإنسانية , وإدراكهم لحقيقة الدين والعلم , التى كانت نقطة البدء , عندما استشعرت هذه الأمة جدية التحدى وخطره , فواجهت بفكرها الجديد الإسلامى , وعقيدتها البسيطة النقية مواريث الأمم السابقة , التى أصبحت تشاركها فى الدولة , مواريثها فى الفلسفة والعلم و المنطق و غيرها .... , منذ تلك اللحظة غاصت روح هذه الأمة إلى العمق , وفتشت عن تراثها الأولى والبسيط فى الحكمة , ويممت وجهها شطر قرآنه الكريم , وانخرط نفر من طلائع أبنائها على درب التأمل الفلسفى , وتجاوزوا ظواهر النصوص إلى ما وراءها , واجتازوا الحدود التى توقف عندها الفقهاء والنصوصيون , فبدأت تظهر , منذ ذلك التاريخ المبكر , قسمات البناء الفكرى الذى تمثلت فيه عبقرية هذه الأمة فى العلوم , إلى أن دبت في جوانب الدولة تغيرات مختلفة , فقد كان التعليم دينيا يتم في الكتاتيب والمساجد , وعلى الرغم من وجود مستويات للدراسة في حلقات المساجد , فإن المراحل التعليمية لم يفتقد فيها المسلمون الأزهر , إلى أن جاء محمد علي وأنشأ التعليم الحديث بعيدا عن الأزهر , ليخدم أهدافه وطموحه , وقصر دوره على تحفيظ القرآن الكريم , والأحاديث النبوية , وتعليم العلوم الدينية , وغلقه على هذه العلوم , بعد أن كان منارة العالم الشرقى وقبلة العلماء لتلقى هذه العلوم النافعة , ومن ثم أصبح في مصر نظامان للتعليم يوازي كل منهما الآخر , وقد عرف أحدهما بالتعليم العام , والثاني بالتعليم الأزهري , وأصبح النمط الغربي هو المثال والقدوة لكل ما يفعل ويبنى , فأهمل الأزهر والكتاتيب والتعليم الذى يقوم به الفقهاء , وأقام نظاما تعليميا حديث وفقا للنمط الغربي , ومن ثم بدأت مصر تعرف ذلك الازدواج الخطير بين نمطي ” التعليم الدينى والمدنى” ، فأصبح التعليم الدينى قاصرا على تعليم القراءة والكتابة , كوسيلة لحفظ القرآن الكريم على مشايخ من أهل البلاد وبعده ينصرف الأولاد الى الحرف المختلفة ، أما التعليم المدنى، فقد كان يعد تلاميذه للالتحاق بالوظائف الحكومية .