الفهرس 
الصبر والدعاء والأبتلاء لغة واصطلاحايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 222 |  |  |
| | | from | 222 | | |
المستخلص
الحمد لله في السرآء والضرآء وأصلي وأسلم علي أشد الناس إبتلاء وأكثر الناس صبراً ودعاء سيدنا محمد ( صلي الله عليه وسلم ) وعلي آله وصحبه أجمعين ” وبعد . إختار الباحث موضوعاً بعنوان ( مقام الصبر وقيمة الدعاء في مواجهة البلاء ) وهو موضوع علي جانب الأهمية كونه قد حظي بمساحة واسعة من آيات القرآن الكريم التي تناولت العلاقة بين الصبر ورفع البلاء والابتلاء ، فكان حريا بالباحث أن يتناول هذا الجانب الهام الوارد عند الصوفية ، وكيف أن الصبر علاج للحالة التي يصاب بها المؤمن من الجزع والخوف عند نزول البلاء وكذلك كيف يقرن الصوفية أحوالهم في السرآء والضرآء في ظل مقام الصبر. فقد لاحظ الباحث ” أن الله أوجدنا بشكل موقت علي ظهر الارض لكي نبتلئ وليعلم الله ما نحن عليه وحقيقة إيماننا بالله واليوم الاخر مصداقاً لقوله تعالي ( لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ )( ). وليتم من خلال الابتلاءات بالشر والخير تتقيم البشر وتصديقهم ، قال تعالي (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)( ) ، هذا هو أصل الموضوع ، وهذا هو سبب خلق السماوات والارض ، قال تعالي ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا). أى ليسكن اليوم الموعود يوم القيامة ، قال تعالي ( يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ )( ) ، والسعيد من يجتاز الابتلاءات يقوم بحق النعمة ويبر علي المحنة فالله سبحانه وتعالي بشر الصابرين في كتابه الكريم بالرحمة والجنة ، قال تعالي ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ). والمقصود بالصبر في مواجهة الابتلاء ” ليس الامساك بعدم الشكوى لغير الله فقط ، بل والصبر والامساك علي الاخذ بالاسباب التي تواجه صعوبات ومحن الحياة معاً ، مثل ما يحدث في وقتنا الحالي بالابتلاء بمرض الكورونا التي إنتشرة في مشارق الارض ومغاربها فهذا المرض يحتاج الي صبر علي هذه المحنة بالرضي بقضاء الله وقدره ، والصبر علي الاخذ بالاسباب بالتحصن والوقاية والعلاج من هذا المرض ، وأما الدعاء فله أثر كبير مع الصبر، بل الصبر والدعاء وجهتين لعملة واحدة لا تتجزء . وسوف يتناول الباحث في هذا البحث كيفية مواجهة الابتلاء من خلال الصبر والدعاء ” فاما الصبر في مواجهة الابتلاء من جهتين الجهة الاولي بالصبر والامساك بعد الشكوى لغير الله والرضا بما أنزل الله من محن وشدائد . وأما الجهة الثانية هي ” الصبر علي الاخذ بالاسباب التي تواجه هذه المحن . وأما الدعاء يكون من خلال الطلب والسؤال من الله سبحانه وتعالي مع الذكر والاستغفار والتسبيح والصلاة والاستعاذة والالتجاء الي الله جل علاه بالمعاني والالفاظ التي تواجه وترفع البلاء. مع العلاقة التي تجمع ما بين الصبر والدعاء معاً لمواجهة الابتلاء .