Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر الاستثمار في الموارد البشرية على إنتاجية العامل الزراعي في مصر :
المؤلف
محمد، هبــــة حسن سعيد.
هيئة الاعداد
باحث / هبــــة حسن سعيد محمد
مشرف / عبير فرحات علي
مشرف / خالد محمد الغندور
مناقش / أحمد فؤاد مندور
الموضوع
الاقتصاد.
تاريخ النشر
20202.
عدد الصفحات
455ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الإقتصاد ، الإقتصاد والمالية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - قسم الاقتصاد
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 455

from 455

المستخلص

أولاً : المقدمة
تمثل الموارد البشرية الثروة الحقيقية التي تمتلكها الأمم, فتعد أحد أهم عناصر الإنتاج التي تسهم بصورة مباشرة بزيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي؛ حتى وإن كان هناك ندرة في عوامل الإنتاج الأخرى, لذلك يلعب الاستثمار بالموارد البشرية دوراً أساسيا في الوصول للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في ظل التركيز على التعليم والتدريب والبحث العلمي وثقل مهارات وخبرات وقدرات الموارد البشرية وهو ما نبهت عليه وأشارت إليه نظريات النمو الاقتصادي من حيث الارتباط شديد الصلة بين تراكم رأس المال البشري وإحداث النمو الاقتصادي, فمن خلال تراكم رأس المال البشري تطبق القدرات العلمية والمهارية التي تمتلكها الموارد البشرية في بيئات الأعمال في كافة القطاعات الاقتصادية, ومن ثم ترتفع كفاءة وفعالية العمالة البشرية وتزداد إنتاجيتهم وتزداد الإنتاجية الاقتصادية, كذلك يتيح تراكم رأس المال البشرى التغلب على مشكلة ندرة الموارد والتي تقف عائقاً لبلوغ التنمية الاقتصادية في إطار ما يتيحه من الاستغلال الأمثل (التوظف الكامل) للموارد البشرية والموارد الإنتاجية.
ويجدر التنويه بأن الاستثمار بالموارد البشرية الزراعية هو الركيزة الأساسية لزيادة رصيد رأس المال البشري الزراعي, والذى يمثل الدافع والمحفز الأساسي للإنتاجية الزراعية في ظل التركيز على تنمية القدرات التعليمية والتدريبية للمورد البشري الزراعي من خلال الاستثمار بالتعليم الفني الزراعي, ودعم القدرات العلمية من خلال الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي.
في إطار تلك المقدمة تعتمد الدراسة على الإجابة على التساؤلات التالية:
1- ما واقع التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي في مصر ؟وما معايير تقييم واقعهما؟ وما هي المؤشرات المستخدمة في التقييم؟
2- ما التحديات التي تواجه التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي في مصر؟
3- هل هناك علاقة بين التعليم الفني الزراعي وبين إنتاجية العامل الزراعي في مصر؟
4- هل هناك علاقة بين البحث العلمي الزراعي وبين إنتاجية العامل الزراعي في مصر؟
ثانيًا : مشكلة الدراســة
تتمثل مشكلة الدراسة في النقاط التالية : -
1- تراجع معدلات نمو الإنتاج الزراعي وتذبذب متوسط إنتاجية العامل الزراعي بزيادة معدلات النمو للقوى العاملة بالقطاع الزراعي, وهو ما يظهره بوضوح من خلال ما يلي :
أ‌- اتسام معدل نمو الإنتاج الزراعي بالاتجاه العام المنخفض والذي قابله بالاتجاه العام المتزايد معدل نمو القوى العاملة بالقطاع الزراعي خلال الفترة (1980 – 2015)، فقد تراجع معدل نمو الإنتاج الزراعي كمتوسط للفترة (1980 – 1990) من 18,2% إلى نحو 13,2% لمتوسط الفترة (1991 – 2001) وإلى نحو 11,9% لمتوسط الفترة (2002 – 2015) والذي تزامن مع ارتفاع معدل نمو القوى العاملة الزراعية من 0,8% لمتوسط الفترة (1980 – 1990) إلى نحو 0,9% لمتوسط الفترة (1991 – 2001) وإلى نحو1,9% لمتوسط الفترة (2002 – 2015).
ب‌- اتخذت إنتاجية العامل الزراعي تذبذباً واضحاً بين الانخفاض والارتفاع خلال الفترة (1980 – 2015) فقد انخفضت من 3130,5 جنيه لمتوسط الفترة (1980 – 1990) إلى نحو 1129,1 جنيه لمتوسط الفترة (1991 – 2002) وتزايدت لنحو 31986,8 جنيه لمتوسط الفترة (2002 – 2015) ، وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من زيادة إنتاجية العامل الزراعي، إلا أنها تظل في منأى بعيد عن الدفع بمعدلات نمو الإنتاج الزراعي وهذا يظهر بوضوح من خلال تراجع معدل نمو الإنتاج الزراعي خلال الفترة (1980 – 2015) ( ).
2- قصور كفاءة التعليم الفني الزراعي, والتي بدورها أنتجت تدنى للمستوي المهني لخريجي التعليم الفني الزراعي, وعدم مقابلة احتياجات سوق العمل الزراعي وإنتاج قوي بشرية عاطلة داخل القطاع الزراعي (بطالة مقنعة),فقد تراجعت كل من الكفاءة الداخلية والكفاءة الخارجية للتعليم الفني الزراعي كما يلى:
أ‌- تراجعت الكفاءة الداخلية للتعليم الفني الزراعي خلال الفترة (1990 – 2015) , والتي ظهرت معالمها من خلال تناول مؤشرات معبرة عنها متمثلة في أولاً: مؤشر (طالب / مدرسة) الذي تميز بالارتفاع الكبير .ثانيا: (مؤشر طالب/مدرس) بالتعليم الفني الزراعي والذي على الرغم من تراجعه لكنه يمثل عبئًا ثقيلاً على ظهر التعليم الفني الزراعي ثالثا: مؤشر التسرب والنجاح بالتعليم الفني الزراعي, فقد تزايدت نسب التسرب والتي تعد بمثابة إهدارًا للمدخلات الطلابية بالتعليم الفني الزراعي، وترجع بصورة أساسية إلى ضعف الطلب على التعليم الفني الزراعي، أما بالنسبة لنسبة النجاح بالتعليم الفني الزراعي فقد اتسمت بالضعف الشديد والتي تظهر مدى ضعف جودة النظام التعليمي للتعليم الفني الزراعي.
ب‌- تراجعت الكفاءة الخارجية للتعليم الفني الزراعي خلال الفترة (1990 – 2015) والتي بدت مظاهرها خلال دراسة مخرجات التعليم الفني الزراعي المتمثلة في إعداد خريجي التعليم الفني الزراعي والمشتغلين بالقطاع الزراعي وإنتاجية القطاع الزراعي, ولقد لوحظ اتجاه خريجي التعليم الفني الزراعي إلى الاتجاه العام المتزايد, والذى قوبل بالتذبذب شديد الوطء بين الانخفاض والارتفاع لأعداد المشتغلين بالقطاع الزراعي وإنتاجية القطاع الزراعي, وهو ما يؤكد أن هناك عدم توازن بين ما يقدمه التعليم الفني الزراعي لسوق العمل الزراعي.
3- تراجعت معدلات أداء البحث العلمي الزراعي في مصر والتي بدت مظاهرها من خلال تناول مؤشرات معبرة عنها, والتي صنفت إلى تصنيفين متمثلين في: التصنيف الأول: مؤشرات تقييم مدخلات الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي, والذى استند إلى نوعين من المؤشرات, النوع الأول: مؤشرات تقييم المدخلات المادية للاستثمار بالبحث العلمي الزراعي, والتي ارتكزت على مؤشر إجمالي الإنفاق المحلي الإجمالي على البحث العلمي الزراعي (GERD)المعبر عنه بتكافؤ القوة الشرائية (PPP) بالدولار الأمريكي ومؤشر الإنفاق على البحث العلمي الزراعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي, حيث احتلت مصر مركزًا متوسطًا في مؤشر الإنفاق على البحث العلمي الزراعي طبقا لمؤشر تكافؤ القوة الشرائية (PPP) لكنها تحرز مركزًا متدهورًا في مؤشر الإنفاق على البحث العلمي الزراعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي الدال على شدة وكثافة الاستثمارات بالبحث العلمي, وهذا يقود الدراسة إلى استنتاج أنه على الرغم من توافر الموارد المادية الموجهة للبحث العلمي الزراعي لكنها لا تضيف تكثيفًا للاستثمارات بالبحث العلمي الزراعي، وهو ما يشير إلى تواجد خلل هيكلي وقصور بالإنفاق المحلي الموجه للبحث العلمي الزراعي في مصر. النوع الثاني: مؤشرات تقييم المدخلات البشرية بالاستثمار بالبحث العلمي الزراعي, والتي استندت إلى مؤشرات متمثلة في :عدد الباحثين المشتغلين بالبحث العلمي الزراعي وفقًا لمكافئ الوقت الكامل للباحثين (FTEs) ونستبهم لإجمالي المشتغلين بالبحث العلمي, وعدد الباحثين الزراعيين لكل 100,000 مزارع حسب مكافئ الوقت الكامل (FTEs) وعدد الباحثين الزراعيين الحاصلين على درجة الدكتوراه حسب مكافئ الوقت الكامل (FTEs). وتوصلت الدراسة إلى أن مصر من أكبر دول العالم امتلاكًا للموارد البشرية العاملة بمجال البحث العلمي الزراعي .التصنيف الثاني : مؤشرات تقييم مخرجات الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي في مصر. والتي استندت الى مؤشرات متمثلة في : براءة الاختراع و النشر الدولي, ولقد لوحظ أن هناك تردي في وضعية براءات الاختراع للقطاع الزراعي في مصر، والذي يعكس ضعف الإنتاج العلمي للاستثمار بالبحث العلمي الزراعي بل وضعف منظومة التعليم الزراعي سواء الفني أو العالي وعدم كفاءة مخرجاته, وهذا يظهر بوضوح في ظل انخفاض براءات الاختراع المحولة إلى جهاز تنمية الابتكار والاختراع للعلوم الزراعية مقارنة بالعلوم الأخرى. أما بالنسبة للنشر الدولي فقد تبين في إطاره موقع العلوم الزراعية الهزيل في النشر الدولي مقارنة بالعلوم الأخرى.
ثالثًا : أهداف الدراســة
تسعى الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف متمثلة فيما يلي :-
1- دراسة وضعية القطاع الزراعي المصري من خلال تحليل موارده وتوصيف وتحليل أدائه الاقتصادي ومعوقاته.
2- دراسة واقع التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي للكشف عن أهم التحديات والفرص الكامنة بهما في مصر.
3- إبراز أثر التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي على إنتاجية العامل الزراعي في مصر.
4- صياغة بعض السياسات المقترحة لرفع كفاءة وفاعلية التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي في مصر.
رابعًا: أهميــــة الدراســــة
تتجلى أهمية الدراسة في النقاط التالية:-
1- تظهر أهمية الدراسة من منطلق أن الاستثمار في الموارد البشرية يعد الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية، وتنبثق أهميته باعتباره أهم مقومات الإنتاج الأساسية، حيث إنه يؤثر في مقومات الإنتاج الأخرى المتمثلة في الموارد المادية والتنظيمية ويحركهما لزيادة الإنتاج، وكلما ارتفعت كفاءة الموارد البشرية كلما ارتفعت كفاءة عناصر الإنتاج الأخرى حتى وإن كانت نادرة، وذلك يظهر بوضوح بالدول المتقدمة التي تتسم بكفاءة مواردها البشرية.
2- تظهر الدراسة أهمية التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي باعتبارهما حجر الأساس في تكوين المعرفة والكفاءات والمهارات والابتكارات اللازمة لتطوير قطاع الزراعة سواء من خلال نقل التكنولوجيا الحديثة ونقل نتائج البحوث الزراعية للمنتجين الزراعيين، أو تحسين المستوى التعليمي والفني لخريجي التعليم الفني لمقابلة احتياجات سوق العمل الزراعي, والتكييف مع ندرة الموارد الطبيعية الزراعية بالاتجاه إلى الموارد الاصطناعية.
3- كما تأتي أهمية الدراسة في تحديد العائد من الاستثمار بالموارد البشرية لقطاع الزراعة من خلال تحليل المؤشرات الخاصة بالمدخلات والمخرجات لعمليات الاستثمار بالموارد البشرية؛ وذلك من خلال التركيز على التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي في مصر .
4- تبرز الدراسة مواطن القوة والضعف والتحديات والفرص الخاصة بالتعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي في مصر .
5- تساهم الدراسة في قياس العلاقة بين التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي وبين إنتاجية العامل الزراعي في مصر .
6- تظهر أهمية الدراسة في طرح الرؤى والآليات الضرورية لتطوير البحث العلمي الزراعي والتعليم الفني الزراعي بما يخدم إنتاجية العامل الزراعي في مصر .
خامسًا: فروض الدراســـة
تحاول الدراسة اختبار مدى صحة الفروض التالية : -
1- هناك علاقة طردية معنوية بين التعليم الفني الزراعي وإنتاجية العامل الزراعي في مصر خلال الفترة (1980-2015).
2- هناك علاقة طردية بين البحث العلمي الزراعي وإنتاجية العامل الزراعي في مصر خلال الفترة (1980-2015).
سادسًا : منهجية الدراســة
تعتمد الدراسة على المناهج التالية :-
1- المنهج الاستقرائي : ينتهج هذا المنهج من خلال تجميع البيانات والمؤشرات المعبرة عن تحليل واقع قطاع الزراعة والاستثمار بالموارد البشرية في ظل التركيز على التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي؛ بهدف تحليل الوضع الراهن لتقييم الأداء وتحديد جوانب القصور لطرح الاستراتيجيات اللازمة لتجنبها والدفع بمستويات أداء كل من التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي .
2- المنهج الاستنباطي : مراجعة ما ورد بالأدبيات المتعلقة بالاستثمار بالموارد البشرية, ومراجعة الدراسات التطبيقية التي استهدفت قياس العائد من الاستثمار بالموارد البشرية بقطاع الزراعة, وذلك لتحديد المؤشرات والمتغيرات المعبرة عن ذلك الاستثمار وذلك في إطار التركيز على التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي .
3-النماذج الرياضية والقياسية : تقوم الدراسة على استخدام نموذج قياسي مقترح لقياس أثر الاستثمار بالموارد البشرية علي إنتاجية العامل الزراعي, وذلك من خلال تحليل السلسلة الزمنية في الفترة من (1980- 2015).
سابعًا : حدود الدراســة
تتمثل حدود الدراسة في حدين رئيسيين هما : -
1- الحدود المكانية : ترتكز بالتطبيق على قطاع الزراعة في مصر, والاستثمار بالموارد البشرية الزراعية في مصر المرتكز على الاستثمار بالتعليم الفني الزراعي ,والاستثمار بالبحث العلمي الزراعي.
2- الحدود الزمنية : تعتمد الحدود الزمنية للدراسة على النطاق الزمني الذي تغطيه الفترة (1980 - 2015) نظراً لأن تلك الفترة شهدت عدة تطورات تواكبت مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية متمثلة في المرحلة الأولى(مرحلة ما قبل التحرر الاقتصادي) ,والتي كانت مرتكزة على الاهتمام بالتعليم الزراعي والبحوث الزراعية والمرحلة الثانية (مرحلة التحرر الاقتصادي), والتي اتسمت بضعف الارتباط بين التعليم الزراعي والبحث العلمي الزراعي والتنمية المستدامة الزراعية, والمرحلة الثالثة (مرحلة الاصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي) , والتي بدأت من التسعينيات والتي من خلالها تخلت الحكومة عن دورها التقليدي القائم على التدخل وتركت المجال للقطاع الخاص للإسهام في التنمية الزراعية, مما أحدث مأزق في التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي.
ثامناً : محتويات الدراسة
الفصل الأول : الإطار النظري للاستثمار بالموارد البشرية.
المبحث الأول : ماهية الموارد البشرية ورأس المال البشرى والاستثمار في الموارد البشرية وتطوره في الفكر الاقتصادي.
المبحث الثاني : محددات وعوائق الاستثمار في الموارد البشرية.
الفصل الثاني : قطاع الزراعة في مصر.
المبحث الأول : المعالم الرئيسيــــــــة للموارد الزراعيــــــة في مصر.
المبحث الثاني : توصيف وتحليل الأداء الاقتصادي ومعوقات القطاع الزراعي المصري.
الفصل الثالث : دور التعليم الفني الزراعي و البحث العلمي الزراعي في التأهيل المهني والعلمي للموارد البشرية بقطاع الزراعة في مصر.
المبحث الأول : دور التعليم الفني الزراعي في التأهيل المهني للموارد البشرية بقطاع الزراعي في مصر .
المبحث الثاني : دور البحث العلمي الزراعي في التأهيل العلمي للموارد البشرية بقطاع الزراعة في مصر.
الفصل الرابع : أثر الاستثمار في الموارد البشرية على إنتاجية العامل الزراعي في مصر خلال الفترة (1980-2015).
المبحث الأول : الدراسة القياسية المستخدمة لقياس أثر الاستثمار في الموارد البشرية على إنتاجية العامل الزراعي في مصر.
المبحث الثاني : الرؤية الاستراتيجية لتفعيل إسهام التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي في التنمية الزراعية في مصر.
تاسعًا: النتائج
توصلت الدراسة للنتائج التالية:
1- أظهرت الدراسة تراجع الكفاءة الداخلية للتعليم الفني الزراعي خلال الفترة
(1990 – 2015). وحللت الدراسة أن أسباب تراجع الكفاءة الداخلية للتعليم الفني؛ تكمن في ضعف الجانب الكمي لأعداد مدارس التعليم الفني الزراعي وافتقار مدارس التعليم الفني الزراعي للاستعدادات المدرسية, ووجود عجز كمي ونوعي لمدرسي التعليم الفني الزراعي, وضعف الطلب على التعليم الفني الزراعي, وتفاوت التغطية الإقليمية للتعليم الفني الزراعي, ومعاناة مناهج التعليم الفني الزراعي من العديد من السلبيات التي تجعلها منفصلة عن التطورات التكنولوجية الزراعية المعاصرة, وضعف الإنفاق العام المقدم للتعليم الفني الزراعي وتراجع كفاءته .
2- أبرزت الدراسة تراجع الكفاءة الخارجية للتعليم الفني الزراعي في مصر خلال الفترة (1990 – 2015),وأظهرت الدراسة أن أسباب تدهور الكفاءة الخارجية للتعليم الفني الزراعي تعزي لمعوقات من أبرزها :الضعف النوعي لخريجي التعليم الفني الزراعي, والتباعد الشديد بين سياسة التعليم الفني وخطط التنمية الاقتصادية ,وعدم مشاركة أصحاب الأعمال الإنتاجية والجهات المستفيدة من التعليم الفني الزراعي في إعداد الخطط والمناهج للتعليم الفني الزراعي وبرامج التدريب, وارتكاز الأطر التشريعية لسوق العمل على تهميش العامل الفني, وجمود التخصصات العلمية بالتعليم الفني الزراعي.
3- أظهرت الدراسة تراجع معدلات أداء البحث العلمي الزراعي في مصر خلال الفترة (1990 – 2015) وحللت الدراسة أن أسباب تراجع معدلات أداء الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي تكمن في ارتكاز واعتماد تمويل الاستثمار بالبحث العلمي على الإنفاق العام المقدم للبحوث الزراعية, والذي يعاني من ضعفه وعدم قدرته على الدفع بمستوى البحث العلمي الزراعي و قصور التوزيع الهيكلي, وإخفاق مشاركة التعليم العالي الزراعي في تطوير البحث العلمي الزراعي, وضعف مشاركة القطاع الخاص في المشروعات البحثية وضعف العلاقة التشابكية بين البحث العلمي والإرشاد الزراعي والمزارعين, وضعف البنية الأساسية الدافعة والمشجعة للتحول إلى الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي في مصر, وانخفاض عدد براءات الاختراع المسجلة لمصر وضعف التطبيق الانتاجي لها, وهجرة الكفاءات العلمية للخارج, وانخفاض أجور العالمين بمجال البحث العلمي الزراعي، وضعف ومحدودية المؤسسات البحثية الزراعية والموارد البشرية العاملة بها وعدم التنسيق والاندماج لمكونات المنظومة القومية للبحوث الزراعية, والمتمثلة في مراكز البحوث الزراعية والمركز القومي للبحوث والجامعات, وتقادم الهياكل التشريعية والتنظيمية والمؤسسية للقطاع الزراعي , وعدم تواجد استراتيجية طويلة الأجل لأدوار الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي في التنمية الاقتصادية المستدامة لمصر, وعدم وجود آلية لمتابعة وتقييم البحوث العلمية الزراعية بالمؤسسات البحثية، مما انعكس على تدني مستوى جودة البحوث الزراعية.
4- أسفرت نتائج الدراسة القياسية لقياس أثر الاستثمار في الموارد البشرية على إنتاجية العامل الزراعي في مصر باستخدام بيانات السلسلة الزمنية خلال الفترة(1980-2015) باستخدام نموذج أنجل جرانجر للتكامل المشترك على مرحلتين (Engle-Granger two – step Co-integration) لتقدير العلاقات طويلة وقصيرة الأجل بين المتغيرات المكونة للنموذج, على ما يلى:
أ‌- أوضح نموذج الانحدار في المدي الطويل والذي اتسم بأنه نموذج معنوي ككل ويمكن الاعتماد عليه في تقدير إنتاجية العامل الزراعي، حيث إن القيمة الاحتمالية لاختبار F تقل عن قيمة مستوى المعنوية المعياري α (F = 394.769, p–value = 0.0000 < α = 0.05)علاوة على ذلك تبين أن هناك تأثير ذو دلالة احصائية معنوية في تكوين نموذج الانحدار للمتغيرات المستقلة المتمثلة في: رأس المال الثابت للقطاع الزراعي ، وتكنولوجيا الزراعة ، وأعداد الناجحين بالتعليم الفني الزراعي، وأعداد الحاصلين على الماجستير والدكتوراه بكليات الزراعة على إنتاجية العامل الزراعي ،حيث أن القيمة الاحتمالية لاختبار t لتلك المتغيرات تقل عن قيمة مستوى المعنويــة المعيــاري α (p–value = 0.000 < α = 0.05).وبلغت قيمة معامل التحديد نحو 0.9807، ويعني هذا أن المتغيرات المستقلة للدراسة والمتمثلة في: رأس مال القطاع الزراعي ، وتكنولوجيا الزراعة ، وأعداد الناجحين بالتعليم الفنــــــي الزراعي ، وأعداد الحاصلين على الماجستير والدكتوراه بكليات الزراعة تستطيع مجتمعة أن تُفسر ما يقرب من 98.07% من التغيرات التي تطرأ على إنتاجية العامل الزراعي، والباقي1.93% قد يرجع إلى عوامل أخرى من الممكن أن يكون لها تأثير على إنتاجية العامل الزراعي بخلاف تلك المتغيرات ولم يتم تناولها بالدراسة الحالية .
ب-أوضحت الدراسة في إطار نموذج الانحدار في المدى القصير العلاقة بين: رأس المال الثابت للقطاع الزراعي والتكنولوجيا الزراعية، وأعداد الناجحين بالتعليم الفني الزراعي، وأعداد الحاصلين على الماجستير والدكتوراه بكليات الزراعة على إنتاجية العامل الزراعي. فبلغت قيمة معامل التحديد نحو 0.0378، وهذا يعني أن المتغيرات المستقلة للدراسة والمتمثلة في: رأس مال القطاع الزراعي ، وتكنولوجيا الزراعة ، وأعداد الناجحين بالتعليم الفني الزراعي، وأعداد الحاصلين على الماجستير والدكتوراه بالكليات الزراعية تستطيع مجتمعة أن تُفسر ما يقرب من 3.78% من التغيرات التي تطرأ على إنتاجية العامل الزراعي في الأجل القصير، والباقي يرجع إلى عوامل أخرى من الممكن أن يكون لها تأثير على إنتاجية العامل الزراعي في الأجل القصير بخلاف تلك
المتغيرات.
في إطار نتائج الدراسة القياسية السابقة يتأكد صحة الفرض الأول للدراسة القائل بأن : هناك علاقة طردية معنوية بين التعليم الفني الزراعي وإنتاجية العامل الزراعي في مصر خلال الفترة (1980 – 2015)، وأيضا يتبين صحة الفرض الثاني للدراسة القائل بأن : هناك علاقة طردية معنوية بين البحث العلمي الزراعي وإنتاجية العامل الزراعي في مصر خلال الفترة (1980 – 2015).
عاشرًا: المقترحات
توصلت الدراسة للعديد من المقترحات قسمت إلى قسمين:
القسم الاول: المقترحات قصيرة الأجل
أ‌- بمجال رفع كفاءة الاستثمار بالتعليم الفني الزراعي.
- إمداد مدارس التعليم الفني الزراعية بالآلات والمعدات والأجهزة الأساسية وإعداد برامج الصيانة الدورية لها.
- التطوير المستمر لمناهج التعليم الفني الزراعي؛ ليواكب احتياجات ومتطلبات سوق العمل, وتحديث التخصصات العلمية بالمدارس الفنية والاهتمام بالجوانب العملية.
- عقد شراكة تدريبية بين المدارس والمصانع والشركات المتصلة بالتعليم الفني الزراعي.
- إدراج التعليم الفني الزراعي بخطط بالتعليم العالي.
-التقييم المستمر للتعليم الفني الزراعي لطرح الاستراتيجيات الداعمة لكفاءته.
- زيادة وعى المجتمع بأهمية التعليم الفني الزراعي من خلال القيام بالبرامج الإعلامية من خلال الدولة .
- التقييم الدوري للمستوي المهني للمعلمين ومنح المعلمين بالتعليم الفني الزراعي رخصة مزاولة التعليم الفني الزراعي وتجديدها كل فترة زمنية محددة.
- وضع قوانين وتشريعات تلزم المدرسين بالتعليم الفني الزراعي بتطوير مهارتهم المهنية.
-إتاحة الدولة لمساحات كبيرة من المزارع بالمدارس الفنية الزراعية للقيام بالمهام التدريبية وتزويدها بالآلات والأجهزة والمعدات الزراعية الحديثة.
- إقامة البعثات والندوات والمؤتمرات العالمية للمعلمين والمدربين بالتعلم الفني الزراعي. العام الموجه له.
ب- بمجال رفع كفاءة الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي
- زيادة الإنفاق العام الموجه للبحث العلمي الزراعي؛ والذي يغطى احتياجات البحوث العلمية.
- مشاركة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في وضع استراتيجية البحث العلمي الزراعي وادراجها ضمن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
- رفع الكفاءة التسويقية للبحوث العلمية الزراعية؛ من خلال إنشاء معاهد ومراكز تسويقية بالكليات الزراعية ودعم اتصالها الفعال بالقطاعات الاقتصادية , وإقامة المعارض المروجة للبحوث العلمية, وتسهيل إجراءات تسويق البحوث.
- توفير البنية الأساسية لقيام البحث العلمي الزراعي؛ من خلال توفير المعامل البحثية و الأجهزة والمعدات الحديثة, وإعداد دورات تدريبية للباحثين, وتوفير قواعد المعلومات والبيانات الخادمة لأنشطة البحوث العلمية.
- التوجه إلى إشراك التعليم العالي الزراعي في تمويل البحث العلمي الزراعي في مصر؛ من خلال بيع مشروعات البحث العلمي على الشركات والقطاعات الإنتاجية وتوجيه عوائدها لزيادة موارد الإنفاق على البحث العلمي الزراعي في مصر.
- دعم ترويج نتائج البحث العلمي المقدمة من مؤسسات البحث العلمي لتيسير عرض الأبحاث العلمية على المؤسسات والقطاعات الإنتاجية.
- العمل على إلزام الوزارات بدعم وتوظيف النتائج العلمية أو تقييمها.
- سن القوانين والتشريعات التي تسهل الترابط والتداخل بين البحوث العلمية وبين توظيفها بالقطاعات الاقتصادية المختلفة.
2- القسم الثاني: المقترحات متوسطة وطويلة الاجل
أ- بمجال رفع كفاءة الاستثمار بالتعليم الفني الزراعي.
- تطوير البنية التحتية للمدارس الفنية الزراعية في إطار السعي المستمر إلى إنشاء الفصول والمعامل.
- عقد اتفاقات استثمارية بين المدارس الفنية الزراعية والقطاع الخاص؛ وذلك لسد عجز المدارس في بناء المعامل وإنشاء الفصول.
- إنشاء وزارة مستقلة للتعليم الفني، لها القوة في سن القوانين والتشريعات المطورة والداعمة له.
- التنسيق بين وزارة التربية والتعليم و القطاع الخاص في إعداد المناهج، وتحديد التخصصات العلمية المطلوبة بسوق العمل.
- التوجه الى التعليم الثنائي القائم على المشاركة بين مؤسسات التعليم الفني الزراعي والقطاع الخاص في تحديد الاحتياجات التعليمية و التدريبية وتصميم البرامج لتلك الاحتياجات والمناسبة لتطلعات سوق العمل.
- إضافة التدريب التعاوني ضمن البرامج التعليمية بالتعليم الفني الزراعي.
- ضرورة وضع وزارة التربية والتعليم لخطط التعليم الفني الزراعي الملائمة لاحتياجات سوق العمل ,ووضع برامج التتبع والتقييم الدائم لمهارات الخرجين, ومدي التحاقهم بسوق العمل.
- حث مدارس التعليم الفني الزراعي على القيام بالأنشطة الإنتاجية المولدة لعوائد توجها لإصلاح مواردها وبنيتها الأساسية.
- إقامة مؤسسات وهيئات تدريبية للمعلمين تعمل على تدريبهم على التقنيات والأساليب الحديثة في الزراعة.
ب-بمجال رفع كفاءة الاستثمار بالبحث العلمي الزراعي
- الإصلاح الهيكلي لمنظومة البحث العلمي الزراعي من خلال دعم الاندماج والتكامل بين الجامعة والمراكز البحثية ومؤسسات البحث العلمي .
- العمل على إيجاد استراتيجية للبحث العلمي وادراجها ضمن الخطة الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
- التكامل بين سياسة واستراتيجيات البحث العلمي واستراتيجيات التعليم بشقيه الفني والعالي .
- التوسع في استثمارات البحث العلمي الزراعي بشكل يرتكز على توزيع الأولويات طبقًا لأهداف البحث العلمي الزراعي في مصر.
- رفع كفاءة النظم التشريعية؛ لتشجيع البحث العلمي بشكل يضمن تطويره وحمايته في آنٍ واحد.
- مواجهة ظاهرة هجرة العلماء للخارج في إطار تقديم الحوافز المعنوية والمادية للعلماء.
- فرض ضريبة البحث العلمي الزراعي على أرباح المصانع والشركات ومعاملات الأراضي المستفيدة من البحوث الزراعية.
- التوجه إلى إقامة صندوق عربي لتمويل البحث العلمي الزراعي في الوطن العربي.
- تدعيم شراكة القطاع الخاص في تمويل البحث العلمي الزراعي لتوفير المعدات والأدوات والأجهزة العلمية الحديثة .
- إقامة المدن العلمية الثقافية المطبقة للبحوث العلمية الزراعية في المجالات الإنتاجية.