الفهرس 
المقدمة وخطة البحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 176 |  |  |
| | | from | 176 | | |
المستخلص
إن الصناعة والحرفة هي ميزان تقدم الأمة، والمهارة في إتقانها هي مقياس الحضارة، وقد نهضت الصناعات والحرف بأفريقية الحفصية، بفضل وفرة المواد الخام الزراعية، والمعدنية ومنتجات الغابات والبحار والأنهار والرعي والثروة الداجنة وتربية نحل العسل وغيرها من المقومات التي تقوم عليها الصناعات والحرف و وفرة الأيدي العاملة و تنوعها. وبفضل الموقع الجغرافي الفريد لأفريقية الحفصية علي البحر المتوسط، أصبحت محطة طبيعية لرواج التبادل التجاري بين الشرق والغرب ومختلف البلدان بحوض البحر المتوسط وشمال أوربا ووسط وغرب أفريقية، وأدى ذلك إلي تنوع السلع والنشاط الصناعي والحرفي وازدهارها طلباً للرواج التجاري وجنيا للأرباح. فقد كانت بلاد أفريقية الحفصية محطة تجارية هامة لمختلف السفن التجارية والمدنية للتزود بكل ماتحتاجه، نظراً لأنه في ذلك الوقت لم تكن السفن تستمر في رحلتها اوقاتاً طويلة، و كان عليها النزول بالمحطات للتزود بالماء والغذاء وكل ماتحتاجه. و قد جعل كل هذا منطقة أفريقية الحفصية منطقة جذب بين دول عالم البحر المتوسط فتنوعت الحرف والصناعات، وتعامل الصناع والحرفيون مع التجار الأجانب الإيطاليون والفرنسيون والأسبان وغيرهم من التجار بمشارق الأرض ومغاربها من بلاد المسلمين. أضف إلي ذلك الازدهار الحرفي والصناعي أنه باستقرار المهاجرين الأندلسيين ذوي الخبرة في الصناعات والحرف وشتى مظاهر الحضارة ببلاد أفريقية الحفصية، تنوعت الحرف والصناعات وتطورت تطوراً كبيرا نظراً للخبرات والمهارات الأندلسية الوافدة مع المهاجرين الأندلسيين إلي أفريقية الحفصية . وكان للحرف والصناعات بالدولة الحفصية لها أثرٌ بالغٌ في تهافت المدن الايطالية ومرسيليا وميورقة علي التجارة بتلك المدن، فكثرت المعاهدات التجارية ونشطت الحرف والصناعات والتجارة بالمدن الحفصية، وأشارت المعاهدات التجارية بالمدن الايطالية والكتلان وميورقة وغيرهم إلى كثير من الحرف والصناعات ومواد التجارة، مما حدا بنا إلي سبر أغوار موضوع البحث. وقد وجدت من المفيد دراسة الحرف والصناعات ودورها في توجيه سياسة الحفصيين في منطقة أفريقية الحفصية هادفاً إلي فهم أعمق للمدلول الاقتصادي من خلال الحرف والصناعات لمنطقة أفريقية الحفصية. والاقتصاد هو أحد العوامل الفاعلة في التاريخ ومن هنا كانت دراسة هذا الموضوع من خلال المنهج الصحيح الذي يتناول التحليل والوصف والمقارنة وربطه بالمظاهر الحضارية مستخدماً المنهج الكمي والتحليلي والمقارنة.