Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج معرفي سلوكي لتحسين جودة الحياة لدى عينة من المراهقين المعتمدين على المواد المخدرة /
المؤلف
محمود، أحمد محمود علي.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد محمود علي محمود
مشرف / جمال شفيق أحمد
مشرف / فؤادة محمد علي هدية
مناقش / محمد رزق البحيري
الموضوع
علم النفس.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
244ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس (متفرقات)
تاريخ الإجازة
5/11/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - قسم الدراسات النفسية للأطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

ملخص الدراسة باللغة العربية
مقدمة:
يعتبر الاعتماد على المواد المخدرة من الظواهر التي أصبحت تشكل خطورة على المجتمعات المعاصرة بصفة عامة ومجتمعنا المصري بصفة خاصة، ويتضح ذلك من خلال عدد القضايا وعدد المتهمين لمختلف المهن ومختلف الأعمار حيث زاد تأثير التعاطي أو الاتجار على فئة الأطفال الأقل من ثمانية عشرة عاما وهذا ما جاء في التقارير السنوية لمكتب مكافحة المخدرات وكذلك مكاتب الضبط بوزارة الداخلية عام (2009) ومروا حتى (2017).
تكمن خطورة هذه المشكلة في أنها تنتشر لدى المراهقين والشباب الذين يمثلون قوة بشرية أساسية في المجتمع، كما تكمن خطورة هذه المشكلة أيضًا في أنه لم يعد الفرد يتعاطى عقارًا واحدًا بل أصبح يتعاطى أكثر من عقار في الوقت ذاته.
كما أن المعتمدين علي المواد المخدرة يستخدمونها لتجنب الألم النفسي، والهروب من المشكلات، فهم يحاولون علاج أنفسهم بأنفسهم، وتجنب الشعور بالوحدة النفسية، وانخفاض تقدير الذات الذات، وعدم القدرة علي تحمل الضغوط، والاندفاعية، ومواجهة صعوبات الحياة، وانخفاض الثقة بالنفس، وتدني الشعور بالأمن النفسي, والشعور بالقلق من المستقبل، والشعور بالتشاؤم واليأس من الحياة، فضلا عن انخفاض الرقابة الشخصية، والكفاءة الذاتية، وفي المقابل يؤدي الاعتماد علي هذه المواد، إلي كثير من المشكلات الصحية، مثل مشاكل في القلب أيضا أمراض التنفس، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب في الوزن، واضطرابات القدرات المعرفية، التي تؤثر بشكل سلبي علي عمل الذاكرة والقدرة علي انتباه والإدراك وبالتالي مشاكل في التعليم.
وتشير إحصائية المركز القومي للبحوث والدراسات الاجتماعية والجنائية لعام (2007) إلى مدى تأثير مظاهر الاعتماد على المواد المخدرة على المجتمع المصري حيث أكدت على أن ما ينفق على المخدرات في مصر يوازى (8.1%) من الدخل القومي. كما أشارت إحصائية سابقة للمركز نفسه إلى أن نسبة التعاطي في ازدياد سنوي رغم الجهود المبذولة للوقاية والإرشاد، وخاصة بين المراهقين ويمثلوا (42.2%) من المدمين والراشدين قبل سن (45) عام يمثلوا (54.2%) بينما كبار السن يمثلوا النسبة الباقية.
وتتعدد أسباب الاعتماد على المواد المخدرة منها ما يتعلق بالمجتمع ومنها ما يتعلق بالمواد المخدرة نفسها ومنها ما يتعلق بالفرد ذاته والأسرة، فمن المفاهيم والأسباب الحديثة التي تتعلق بالفرد نفسه هي انخفاض جودة الحياة بشكل عام والتركيز على الجوانب السلبية في حياته وعدم تحقيق حاجاته النفسية والاجتماعية والروحية والبدنية والعقلية.
اهتمت بحوث علم النفس في الآونة الأخيرة إلى دراسة علم النفس الايجابي الذي يركز على تنمية الجوانب الإيجابية ونقاط القوة لدى الفرد بدلا من التركيز على الجوانب السلبية ونقاط الضعف.
فقد زاد اهتمام الباحثين بمفهوم جودة الحياة منذ بداية النصف الثاني للقرن العشرين كمفهوم مرتبط بعلم النفس الإيجابي، والذي جاء استجابة إلى أهمية النظرة الإيجابية إلى حياة الأفراد كبديل للتركيز الكبير الذي أولاه علماء النفس للجوانب السلبية من حياة الأفراد، وقد تعددت قضايا البحث في هذا الإطار، فشملت الخبرات الذاتية والعادات والسمات الإيجابية للشخصية، وكل ما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة، وقد أكدت البحوث السابقة أن الجانب الإيجابي في شخصية الإنسان هو أكثر بروزا من الجانب السلبي، وأن هذين الجانبين لا يمثلان بالضرورة اتجاهين متعاكسين، وإنما يتحرك السلوك الإنساني بينهما طبقا لعوامل كثيرة مرتبطة بهذا السلوك.
ولتعدد العوامل المساهمة في الاعتمادية علي المواد المخدرة وتعدد الجوانب التي تأثرت لدي المريض من هذا الاضطراب سواء كانت بدنية أو نفسية أو اجتماعية والاحتمالية الانتكاسات، فان تناول مفهوم جودة الحياة يقدم مؤشرًا لحالة المريض أو مقدر التحسن الذي حققه عقب إدماجه في الإرشاد والتأهيل من الاعتمادية كما من الشائع رؤية الانخفاض في الاعتماد دون أن يصاحب تحسن في شيء أخر خاصة في حالات المبكرة، وقد عرض مركز الإرشاد تعاطي المواد النفسية بالولايات المتحدة الأمريكية إلي أن منظمة الخدمات لتعاطي المواد النفسية والصحة العقلية اتفقت علي تعريف التعافي علي أنه عمليات التغير التي من خلالها يحقق الفرد الامتناع عن التعاطي بجانب التحسن في الصحة والرفاهية وجودة الحياة، ويتفق في هذا ما ذكره مدير المؤسسة شارلز كيري بشكل عام بأن التعافي لا يكون في المعالجة فقط إلي الأعراض وإنما حين تتوفر لديهم جودة حياة جيدة ومن ثم فإن التعافي هدف مشترك لكل المعالجين والمرضي وعائلاتهم وصانعي السياسات والمجتمع بصورة عامة والذي يتحقق من خلال التوقف والامتناع عن تعاطي المخدرات وأيضا التحسن في جوانب الأداء العام وفي جودة الحياة.
ومن هنا ويرى الباحث أنه وفقا لما تم استعراضه من دراسات عن انتشار المخدرات على الصعيد المحلى والدولي, والتي أوضحت معظمها أن سن المراهقة هو السن الذي تبدأ فيه مرحلة التعاطي وصولا إلى الاعتماد, وكما تشير الدراسات الحديثة إلى انخفاض العمر الذي يبدأ فيه تعاطى المواد المخدرة ولذلك انصب الاهتمام في هذه الدراسة حول تحسين بعد أبعاد جود الحياة لديهم مما لها من أهمية في حياة المراهقين كتنمية المهارات الاجتماعية والقدرة علي حل المشكلات وتوكيد الذات والكثير من أبعاد جودة الحياة مما يساعد في عملية التعافي والأستمراية في ذلك, حيث تبين للباحث من خلال عمله أنه في ضوء الكثير من الدراسات زاد الاهتمام خلال الفترة الأخيرة بدراسة العلاقة بين الاعتماد على المواد المخدرة والاضطرابات النفسية.
مشكلة الدراسة:
يتضح من خلال الملاحظة المباشرة والعملية للباحث من خلال عمله كأخصائي نفسي في إحدى مراكز علاج وتأهيل المدمنين لمدة (7) أعوام وحتى الآن انخفاض سن دخول المرضي للعلاج وذلك في السنوات الأخيرة وكثير من الحالات تدخل إلى الإرشاد من سن (15-16) عامًا وهذه المرحلة المستهدفة هي مرحلة المراهقة وقد أكدت على ذلك الكثير من الدراسات.
ومن خلال الدراسات السابقة والأبحاث وكذلك الخبرة العملية يرى الباحث أن مفهوم جودة الحياة بأبعادها المختلفة يمثل مشكلة أساسية في عمليتي الاعتماد والإرشاد ففي أثناء مرحلة الاعتماد على المواد المخدرة أن هؤلاء المرضي لديهم قصور في العديد من المهارات التي تساعدهم على إقامة علاقات فعالة بشكل دال؛ حيث يعاني مرضي الإدمان من العديد من المشكلات والإضطرابات النفسية منها فقدان الاتزان والثبات الانفعالي، السلبية واللامبالاة، والاعتمادية والعدوانية، وانخفاض تقدير الذات والقلق والإكتئاب واضطراب الشخصية.
كم أن المفهوم المركب لجودة الحياة يتلاءم مع النظر إلي مشكلات معقدة ومركبة مثل مشكلة الاعتماد علي المواد النفسية والتي يكون لها تأثير علي كل من الجوانب الجسمية والنفسية والاجتماعية، سواء في حالة الاعتماد أو في حالة التعافي، حيث تم إضافة تحسين جودة الحياة كشرط أساسي للتعافي.
ومما سبق يمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي التالي ما مدى فاعلية برنامج معرفي سلوكي في تحسين بعض أبعاد مفهوم جودة الحياة لدى عينة من المراهقين المعتمدين على المواد المخدرة؟
والذي ينبثق منه عدة تساؤلات:
1- هل يحدث تغيير في مستوى جودة الحياة لدى أفراد العينة التجريبية بعد تطبيق البرنامج؟
2- هل يحدث تغيير في مستوى جودة الحياة لدى أفراد العينة الضابطة بعد تطبيق البرنامج؟
3- هل يحدث تغيير في مستوى جودة الحياة لدى أفراد عينتي الدراسة التجريبية والضابطة بعد تطبيق البرنامج؟
4- هل يحدث تغيير في مستوى جودة الحياة لدى أفراد العينة المجموعة التجريبية علي القياس التتبعي؟
هدف الدراسة:
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف علي مدي فاعلية البرنامج المستخدم لتحسين جودة الحياة لدى عينة الدراسة من المراهقين المعتمدين.
أهمية الدراسة:
أ‌- الأهمية النظرية:
1. إلقاء الضوء على أحد المشكلات الاجتماعية النفسية التي يعاني منها المراهقين وهي الاعتماد علي المواد النفسية.
2. محاولة الإضافة للبناء المعرفي النظري في مجال دراسات الصحة النفسية والإرشاد النفسي.
3. دراسة جودة الحياة بين عينة من المراهقين وبخاصة المتعمدين منهم.
4. أن قيام الباحث بهذه الدراسة يعمل على تعميق فهمه للعمل بما ينعكس على نموه المهني والنفسي.
ب‌- الأهمية التطبيقية:
1. تعد هذه الدراسة محاولة لتصميم برنامج يساعد على تحسين بعض أبعاد جودة الحياة لدى المراهقين المعتمدين.
2. الخروج ببعض التوصيات العملية التي قد تسهم في وضع الخطط الملائمة للعلاج والوقاية من الإدمان.
3. كما قد توجه نتائج الدراسة أنظار مسئولي ومخططي التعليم إلى ضرورة إعداد برامج وندوات وقائية في المدارس لتحسين جودة الحياة لدى المراهقين في مراحل التعليم المختلفة.
فروض الدراسة:
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس جودة الحياة قبل تطبيق البرنامج وبعده في اتجاه القياس البعدي.
2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة على مقياس جودة الحياة بين القياسين قبل تطبيق البرنامج وبعده.
3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج والقياس التتبعي على مقياس جودة الحياة.
إجراءات الدراسة:
1) منهج الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة علي استخدام المنهج التجريبي ذو المجموعتين (التجريبية والضابطة) نظرًا لاتساق هذا المنهج مع متطلبات الدراسة من حيث طبيعتها وأهدافها وإجراءيها بغرض إحداث تغيير في سلوك المجموعة التجريبية وذلك لتعرضها للبرنامج الإرشادي فيصبح المتغير المستقل هو البرنامج المعرفي السلوكي والمتغير التابع هو جودة الحياة، وعدم تعرض المجموعة الضابطة للبرنامج الإرشادي، وذلك مع استخدام القياسات القبلية والبعدية والتتبعية والمقارنة بينهما.
2) عينة الدراسة:
تم اختيار عينة الدراسة بالطريقة العمدية المقصودة، وتكونت في صورتها النهائية من (20) مراهقًا معتمدًا مقسمين (10) مجموعة تجريبية، (10) مجموعة الضابطة تم اختيارهم من قسم علاج الاعتماد على المواد النفسية بمستشفى الدكتور جمال ماضي أبو العزائم - فرع مدينة نصر.
3) أدوات الدراسة:
استخدمت الدراسة الأدوات التالية:
1. استمارة بيانات أولية - من إعداد الباحث.
2. مقياس المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي (إعداد: محمد احمد إبراهيم سعفان، دعاء محمد خطاب، 2016).
3. مقياس جودة الحياة إعداد:زينب محمود شقير (2009).
4. برنامج تحسين جودة الحياة – من إعداد الباحث.
4) الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
1. اختبار ويلكوكسون اللابارامترى للفروق بين القياسات المترابطة.
2. اختبار مان ويتنى اللابارامترى للفروق بين العينات المستقلة.
3. معامل ارتباط بيرسون وسبيرمان.
4. معامل ألفا.
5. المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية.
نتائج الدراسة:
لقد توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج التالية:
1- تحقق صدق الفرض الأول بأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس جودة الحياة قبل تطبيق البرنامج وبعده في اتجاه القياس البعدي.
2- تحقق صدق الفرض الثاني بأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة على مقياس جودة الحياة بين القياسين قبل تطبيق البرنامج وبعده.
3- تحقق صدق الفرض الثالث بأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج والقياس التتبعي على مقياس جودة الحياة.