Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ميكانزمات التوافق والتعايش النفسي والإجتماعي لدى الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية /
المؤلف
عينساوي، معين عمر يوسف.
هيئة الاعداد
باحث / معين عمر يوسف عينساوي
مشرف / أحمد مصطفى العتيق
مشرف / مصطفى إبراهيم عوض
مشرف / عائشة محمد الرفاعي
الموضوع
العلوم البيئية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
403ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
30/9/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - قسم العلوم الإنسانية البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 403

from 403

المستخلص

الملخص
مقدمة:
على مدار العقود السابقة ومنذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام(1967) تعرض الفلسطينيون من كافة الفئات والشرائح الاجتماعية للاعتقال على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث بلغ عدد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم السلطات العسكرية الإسرائيلية حوالي مليون فلسطيني وفلسطينية. يشكلون تقريبا ما نسبته(20%) من مجموع السكان الفلسطينيين القاطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن غالبية هؤلاء المعتقلين هم من الذكور نصل إلى حقيقة أن حوالي(40%) من مجموع الذكور الفلسطينيين في الأراضي المحتلة تم اعتقالهم.
تتم محاكمة الفلسطينيين في محاكم عسكرية إسرائيلية يترأسها إما قاض واحد أو (3) قضاة إسرائيليين يتم تعينهم من قبل جيش الإحتلال، غالباً ما يكون اثنان منهم ذوي خلفية قانونية ضعيفة، ولا تراعي المحاكم العسكرية الإسرائيلية أصول المحاكة العادلة المنصوص عليها قانونيا ودوليا والتي تحفظ للأسرى حقهم في المساواة أمام القانون، والمثول أمام محكمة مختصة ومستقلة وحيادية ومنشأة بحكم القانون.
كما يعيش الأسرى والمعتقلون، حالة من التشتت، والخوف، والأسى، والتفتت العائلي. ومع ذلك، فان المجتمع الدولي لا زال صامتاً أمام قيام إسرائيل باعتقال الفلسطينيين بشكل غير شرعي، بالرغم من حقيقة أن العديد من هؤلاء الأسرى غالبا ما يتعرضون للتعذيب بشكل مناف للقوانين الدولية ومنظومة حقوق الإنسان. حيث تشير كل من اتفاقية جنيف الرابعة (1949) والإعلان العالمي للحقوق المدنية والسياسية (1966)، والاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة والمهينة (1948)، إلى أن استخدام التعذيب هو جرم محظور ولا يمكن تبريره أو استثناء بعض الحالات له، إلا أن إسرائيل تنتهك كافة هذه الاتفاقيات بشكل صارخ في معاملتها اليومية للأسرى الفلسطينيين.

مشكلة الدراسة وأهميتها:
تتمثل مشكلة الدراسة في الحاجة إلى الكشف عن ميكانيزمات التوافق والتعايش النفسي والاجتماعي للأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية. وتنبع أهمية مشكلة الدراسة من طول وتعدد الأزمات والكوارث التي تعرض لها الشعب الفلسطيني جراء الإحتلال الإسرائيلي، هذا بالإضافة إلى مشكلات السجناء والأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال وما يتعرضون له من أشد أنواع الضغوط والعقاب والتعذيب، وما يسببه ذلك لهم ولذويهم على إختلاف مدة الأسر والسجن الذي يتعرضون له. وتكمن المشكله ايضا في الحاجة الماسة إلى معرفة الآثار النفسية والإجتماعية الناجمة عن الإعتقال الإسرائيلي للأسرى الفلسطينيين.
أهداف الدراسة:
• الهدف العام للدراسة:
التعرف إلى ”ميكانيزمات/آليات التوافق والتعايش النفسي والإجتماعي لدى الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية حسب/ إرتباطاً بسمات الشخصية لديهم ووضعهم الصحي، وأشكال المساندة ومجالات التوافق المتاحة لهم واستخدموها فيما بعد التحرر”.
• الأهداف الفرعية :
1. التعرف إلى سمات الشخصية للأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية المشمولين في الدراسة.
2. فحص العلاقة بين سمات الشخصية لدى الأسرى المفرج عنهم، وآليات التوافق النفس إجتماعي التي يتبعونها.
3. إستقصاء ميكانيزمات التوافق النفسي إجتماعي للأسرى المحررين وفق محاور منتقاة.
4. فهم أشكال وأنماط المساندة الإجتماعية التي يحظى بها الأسرى الفلسطينيين بعد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.
5. رصد الوضع الصحي (العصابي والسيكوسوماتي) للأسرى الفلسطينيين بعد التحرر من السجون الإسرائيلية.
6. إلقاء الضوء على دور المساندة الإجتماعية المتاحة للأسرى المحررين في التوافق النفس إجتماعي لديهم.

المجال الجغرافي والبشري للدراسة:
تم تطبيق الدراسة في الضفة الغربية كونها تضم العدد الأكبر من الأسرى المفرج عنهم، وسهولة التواصل والإتصال معهم. وقد تم توزيع المقاييس المستخدمة في جمع البيانات في هذه الدراسة على المحافظات بناءً على سجلات هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وتم توزيع مقاييس الدراسة على المحافظات من خلال التنسيق والتواصل مع مكاتب هيئة شؤون الأسرى والمحررين. بحيث تطبق الدراسة على عينة من الأسرى الفلسطينيين ( ذكور وإناث) الذين قضوا فترات زمنية مختلفة في السجون الإسرائيلية، وتنطبق عليهم مواصفات وشروط الأسير المحرر. وتم أخذ عينة الأسرى الذين أفرج عنهم خلال السنوات الخمس الأخيرة من تاريخ هذه الدراسة، بإستخدام سجلات هيئة الأسرى والمحررين كإطار العينة، كما تم إستبعاد الأسرى الذين قضوا أقل من عام في الأسر، إذ بلغت حجم العينة (100) أسير ما بين ذكور وإناث. وأجريت الدراسة الميدانية خلال عام (2017).
مصادر البيانات والأدوات المستخدمة في الدراسة:
نظراً لخصوصية موضوع الأسرى في المجتمع الفلسطيني، فقد تم إختيار العينة بأسلوب العينة العمدية بالتنسيق مع المؤسسات والتنظيمات والفعاليات المتابعة للأسرى وخصوصاً وزارة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني. وعلى هذا الأساس تم الحصول على إطار بأسماء وعناويين الأسرى المحررين في كافة مناطق المحافظات الشمالية (الضفة الغربية). بالإضافة إلى الدراسة الميدانية بأسلوب المسح الإجتماعي واستخدمت فيها خمسة مقاييس وهي:
1. مقياس التوافق النفسي والإجتماعي (من إعداد الباحث)
2. مقياس المساندة الإجتماعية (من إعداد الباحث)
3. مقياس العوامل الخمسة الكبرى للشخصية: وهي من إعداد
John,Donahue,and Kentle ، وتعريب د.بشرى اسماعيل أحمد.
4. قائمة كورنل الجديدة للنواحي العصابية والسيكوسوماتية: من تأليف كيف برودمان ، البرت ج.اردمان ،هارولدج .ولف ، بول في.مسكوفتش ، من تعريب د.محمود ابو النيل.
5. المقابلا الفردية ( من اعداد الباحث)
المنهج التحليلي للدراسة:
عالج الباحث البيانات وفق نهج الإحصاء الوصفي: متوسطات حسابية ، وإنحرافات معيارية. والإحصاء الإستدلالي لفحص فرضيات الدراسة عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05 (α≤ عن طريق الإختبارات الإحصائية الآتية: إختبار التحليل العاملي (Factor Analysis)، إختبار ت (t-test)، وإختبار تحليل التباين الأحادي (One way analysis of variance)، ومعامل الثبات كرونباخ ألفا (Cronbach alpha) وذلك بإستخدام برنامج الرزم الإحصائية للعلوم الإجتماعية .(SPSS)
الدراسة الميدانية:
تم جمع البيانات من عينة عمدية من الأسرى الذين غادروا السجن والقاطنين في محافظات الضفة الغربية ( المحافظات الشمالية) ، قوامها (100) أسير تم تقسيمهم على المحافظات، على النحو الآتي: محافظة القدس الشريف(8)، محافظة بيت لحم(8)، محافظة الخليل(12) محافظة أريحا والأغوار(8) محافظة رام الله والبيرة(12) محافظة نابلس(10) محافظة جنين)10) محافظة سلفيت(8) محافظة طوباس(8) محافظة طولكرم(8) محافظة قلقيلية(8).
أهم النتائج:
أولاً: الخصائص الديموجرافية للأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية:
تميزت أعمار المعتقلين بأنها شملت كافة الفئات العمرية ولكن ما ميزها هو النسبة العالية من المعتقلين وهم فتية يافعين (فترة المراهقة) بواقع( 66%) من المعتقلين قد اعتقلوا دون سن الثانية والعشرين. وهو ما انعكس على عمر الأسير بعد التحرر. حيث بينت نتائج الدراسة أن(61%) من المعتقلين تم الإفراج عنهم وهم في عُمر فوق (30)وهو عمر مناسب لكسب الخبرة والنضج المكتسب من الجلسات والدورات التثقيفية. كما بينت النتائج ان ما نسبته( 56%) من الأسرى اعتقلوا اكثر من مرة واحدة وهذا يدلل على اكتسابهم خبرة كافية تمكنهم من تحدي المحتل وعدم تأثرهم بإجراءات وقمع الإحتلال لهم. كما اظهرت النتائج خصائص اخرى للأسرى منها ان ما نسبته اكثر من( 50% )من الأسرى اعتقلوا اكثر من( 3 ) سنوات. كذلك بينت النتائج ان ما نسبته 68% من الأسرى تتىراوح اعمارهم أثناء إجراء المقابلة معهم ما بين( 36-60) عام فأكثر وهذا يدلل قضائهم فترات طويلة داخل المعتقل. وأظهرت نتائج الدراسة أن غالبية الأسرى حاصلون على درجات علمية ثانوي فأكثر بنسبة تصل إلى( 97%). وهي نسبة تشير إلى إرتفاع نسبة التعليم في فلسطين وعدم ربط النضال بتدني مستوى التعليم او وضع اقتصادي صعب يمر فيه المعتقل بل النضال والمقاومة ترتفع بين المثقفين والمتعلمين. كما تبين ان نسبة المشاركين من الذكور في الدراسة يصل إلى (91.5%) من المبحوثين مقابل (8.5%) للإناث. كما أشارت الخصائص الديموجرافية للأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية ان( 85%) من المبحوثين متزوجون إما قبل الإعتقال او بعد الخروج من المعتقل، مما يعني انهم توجهوا لبناء اسرة لمحاولة تعويض سنين العمر التي قضاها داخل المعتقل. واخيرا بينت النتائج ان( 58%) من المبحوثين يعملوا في القطاع الرسمي مقابل( 41%) لا يعملون فيه. مما يعني ان هذه النسبة مرتفعة لشعور الأسرى عدم قدرتهم على التوافق المهني او الوظيفي.
ثانياً: سمات شخصية الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية المشمولين في الدراسة وإرتباطها بالتوافق النفسي إجتماعي:
1. تبين النتائج وجود علاقة بين متغير ”العمر عند الإعتقال” ومتغير” التفتح الإجتماعي”، فالأسرى الذين كانوا أصغر سناً عند الإعتقال أقل تفتحاً وإجتماعيين من نظرائهم الذين كانوا أكبر سناً عند الإعتقال.
2. بينت النتائج ان الأسرى الفلسطينيين ، يتمتعون بسمات الشخصية الإنبساطية.
3. بينت الدراسة ان سمة القلق متوسطة بإستثناء من اعتقلوا ست مرات فأكثر الذين كان تقديرهم لمستوى القلق لديهم بأنه متدنياً.
4. بينت نتائج الدراسة تقدم الإناث على الذكور بشكل جلي في المحاور الثلاث، محور(التوافق النفسي (الانفعالي- الروحي) ومحور (المساندة المجتمعية) ومحور (التفتح).
5. أظهرت نتائج المقابلات الفردية أن الأسرى جميعاً وبنسبة( 100%) لم يراودهم الشعور بالندم وهذا شكل لهم جميعاً رافعة إستثنائية للتوافق النفسي والذاتي وإن كانوا داخل السجون.
6. بينت النتائج ان الأسير وبسبب تجربة السجن الطويلة والدورات والجلسات التنظيمية والدعم والمساندة التي تلقاها داخل السجن جعلته أقوى مما كان عليه قبل تجربة السجن.
7. بينت النتائج شعور الأسير بالغربة بعد الخروج من السجن والسبب الرئيسي يعود إلى التغير الذي حصل أثناء فترة وجوده في المعتقل والذي يتناقض مع قناعاتة والهدف الذي سجن من أجله.
8. أظهرت النتائج أهمية دعم التنظيم السياسي الذي ينتمي اليه الأسير مما يسهل على الأسير القيام بأعمال تنظيمية وأدوار قيادية مما ساهم بشكل كبير في توافقه الذاتي والإجتماعي والوظيفي.
9. بينت النتائج ما نسبته( 100%) من المبحوثين لم يلجؤا إلى أي وسائل تساعد على التوافق النفسي مثل التدخين أو أخذ مهدئات أو أدوية، بل توجهوا للبحث عن شريكة حياة وبناء أسرة وتعليم.
ثالثاً: سمات شخصية الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية المشمولين في الدراسة وإرتباطها بالتوافق المهني- الوظيفي:
1. أظهرت نتائج الدراسة وبأغلبية تقارب ال (87.5%) من المبحوثين عدم وجود برامج تأهيل أسرى يمكن لها أن تلبي إحتياجات ومتطلبات الأسرى العديدة، مما شكل عقبة كبرى بوجه تحقيق التوافق المهني/الوظيفي للأسير المحرر.
2. بينت النتائج الخاصة بسمات الشخصية أنه كلما كان سن الأسير المحرر أكبر سناً، كلما قل إهتمامه بالتوافق المهني/الوظيفي. كذلك بينت الدراسة أنه كلما زادت مدة الإعتقال بالسنوات كلما قلَّ ”التوافق المهني/ الوظيفي”.
3. بينت النتائج بأن التوافق الذاتي لمن يعمل في القطاع الرسمي أعلى منه لمن لا يعمل به من الأسرى المحررين. وكذا الأمر بالنسبة للتوافق المهني أو الوظيفي لمن يعمل مقابل لمن لا يعمل.
4. بينت النتائج أن ما نسبته (62.5%) من الأسرى المحررين، لم يتلقوا وظيفة تتناسب مع نضالهم وتضحياتهم. بل على العكس تم اقصائهم وأبعادهم عن المواقع المؤثرة.
5. أظهرت النتائج أن التنظيم السياسي الذي ينتمي له الأسير ساعد في سرعة إندماجه في المجتمع من خلال تكليفه بأعمال تنظيمية وأدوار قيادية. وفي كثير من الأحيان وفّر له الوظيفة فور خروجه من المعتقل وهذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في توافقه الإجتماعي.
6. أظهرت نتائج الدراسة شعور الأسرى بالإحباط الشديد لعدم حصولهم على حقهم الوظيفي المفترض الذي يتناسب مع نضالهم وتضحياتهم، وعليه أضطر البعض إلى إثبات أنفسهم من خلال الشهادة العلمية والعمل.
رابعاً: أشكال المساندة الاجتماعية للأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية.
1. أظهرت نتائج الدراسة وجود دعم ومساندة أسرية ومساندة من الأصدقاء والمحيطين للأسرى بشكل جلي وواضح مما ساهم في تحقيق التوافق الذاتي والإجتماعي.
2. بينت النتائج أن( 100%) من الأسرى أجمعوا أن البيئة الحاضنة للأسير الجديد ممن سبقوه من الأسرى في المعتقل، والبنية المتماسكة والمنظمة ”لمجتمع الأسرى” داخله وما ميزها من المشاعر الأخوية العميقة والصادقة والإيثار في علاقات الأسرى بعضهم ببعض كان لها دور رئيسي في توافق واندماج الأسير داخل المعتقل.
3. اظهرت النتائج تغير في قناعات واتجاهات الأسرى فيما يخص المساندة المجتمعية وبرز هذا التغير في إنتمائهم إلى التنظيمات السياسية وبسبب الظلم وعدم الإنصاف الوظيفي وعدم أخذ المناضل دوره الحقيقي في المؤسسات الرسمية إبتعد الأسرى عن تنظيماتهم السياسية إلى حد ما.
4. بينت النتائج وجود تناقض في إجابات الأسرى حيث ظهرت نتائج الاستمارات صعوبة لدى الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في إيجاد شريك/ة حياة. مقابل إجابات المقابلات الفردية للأسرى أن الأسير يحظى بتقدير وإهتمام المجتمع ويعتبر بطل في نظر المجتمع مما يشكل له سهولة في إختيار شريك/ة حياته.
5. بينت النتائج أن لرجال الدين والشيوخ اهمية من وجهة نظر الأسرى في استقرارهم وشعورهم بالرضى. مما شكل تناقض بين هذه النتيجة والمقابلات الفردية التي أظهرت عدم رضا أو حاجة للجوء إلى رجال الدين او الشيوخ.
6. بينت النتائج تناقض في إجابات الأسرى بين من أكد أنه يستمد القوة والعزم والأمل من أصدقائه ويستمع إلى المعلومات والنصائح التي يتلقاها من الأسرة ، مما شكل للأسرى دعما ومساندة ساهمت في اندماجهم مرة أخرى في المجتمع. وبين أسرى كانت إجاباتهم انهم شعروا فقدان أصدقاء كانوا يطلعوهم على أسرارهم وأمورهم الخاصة.
خامساً: رصد الوضع الصحي (العصابي والسيكوسوماتي) للأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية:
1. كافة الأسرى المشاركون في هذه الدراسة وبغض النظر عن الحالة الإجتماعية عانوا من الأعراض المرضية في الجهاز الهضمي. وتشتد هذه الأعراض أكثر ما تشتد بين من تتراوح مدد إعتقالهم بين( 12- 15) عاماً. وبينت النتائج أن العزاب أفضل حالاً من نظرائهم المتزوجون في المعاناة من هذه الأعراض فيما تبين أن الأرامل فالمطلقون هم الأسوء حالاً هنا أيضاً.
2. كافة الأسرى المشاركون في هذه الدراسة صرحوا بمعاناتهم من أعراض مرضية في السمع والإبصار، علماً بأن هذه الأعراض إتخذت منحاَ تصاعدياً مع الزيادة في العمر.
3. كافة الأسرى المشاركون صرحوا بمعاناتهم من أعراض مرضية في القلب والأوعيه،كما انه لم يتبين وجود نمط معين للإجابات إرتباطاً بالعمر الحالي للأسير المحرر، إذ أبلغ عدد لا بأس به من المجيبين ممن هم تحت عمر ال (30) سنة بمعاناتهم من أعراض مرضية في القلب والأوعية خلافاً لما هو متوقع لهذه الفئة العمرية.
4. كافة الأسرى المشاركون قد صرحوا بمعاناتهم من أعراض مرضية في القلب والأوعيه، إلا أن العزاب كانوا أفضل حالاً من نظرائهم المتزوجون في المعاناة من هذه الأعراض فيما تبين أن الأرامل فالمطلقون هم الأسوء حالاً في ذلك.
5. كافة الأسرى المشاركون في هذه الدراسة صرحوا بمعاناتهم من أعراض مرضية جلدية، ولكن المتزوجون يبدون في حال هو الأفضل يتبعهم في ذلك المطلقون فالعزاب واخيراً الأرامل.
6. كافة الأسرى المشاركون في هذه الدراسة صرحوا بمعاناتهم من أعراض مرضية في الجهاز البولي والتناسلي، تقدم المتزوجون على نظرائهم متبعين بالعزاب فالمطلقين فالأرامل، على التوالي.
سادساً: أهم النتائج الخاصة بميكانيزمات التوافق النفسي إجتماعي للأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية وفق محاور منتقاه.
1. بينت نتائج الدراسة وجود انفصام في واقعنا الوطني فمن جهة هناك إحتلال موجود، ومن جهة أخرى هناك سلطة وطنية قائمة والكل يريد نصيبه من الإمتيازات والمنافع ضمن نزعاتهم الإنسانية والذاتية. مما شكل صدمة للأسرى المفرج عنهم في عملية التوافق بكافة أشكاله.
2. بينت النتائج أن تكليف الأسير المحرر بأعمال تنظيمية وأدوار قيادية وتقلد مناصب عديدة صبت في توافقه الذاتي والنفسي والوظيفي، إلا أن ذلك لم يخدم توافقه الإجتماعي في كثير من الأحيان. بسبب وجود فجوة كبيرة بين التوقعات العالية منه من قبل من دعموه من الأهل والأصدقاء الذين ينتظرون منه تقديم الكثير، وبين مطالب لا يستطيع تلبيتها بسبب قلة الامكانيات أو عدم القدرة، من حيث ضيق مساحة القرار وضعف التحكم بالموارد.
3. بينت نتائج الدراسة أنه كان أمراً صادماً استثناء الأسرى وعدم إصرار القيادة على خروجهم عند توقيع أتفاق اوسلو للسلام.
4. بينت نتائج الدراسة أن مرحلة التحقيق هي الأصعب والأثقل والأخطر على إمتداد كامل التجربة الإعتقالية، لدرجة تَسبُبها بالصدمة لدى الكثيرين.
بالمجمل، بينت النتائج بما لا مجال للشك فيه بأن هناك حاجة ملحة لوضع خطة اسراتيجية وطنية شاملة للتأهيل النفسي والمهني للأسرى المحررين، على ان تتضمن الخطة برامج تعنى باسرة ألأسير المحرر لتيسيير عملية التكيف والتوافق على الأسير وأسرته أيضا. كما أن هناك حاجة ماسة لرزمة تأمين صحي استثنائية وشاملة للأسرى المحررين على أن لا تستثني هذا الرزمة اي مستوى من الرعاية الصحية التي قد يحتاجها الأسير بغض النظر عن تكلفتها. وبالطبع فإن هذا يتطلب توفير نظام مالي وإداري يضمن حصول الأسرى على حقوقهم بكرامة كاملة غير منقوصة دون التمييز بين فئات الموظفين والعاملين مقابل فئة الأسرى. كما لا ننس ضرورة استهداف الشباب اليافعين لرفع الحس الوطني لديهم وتعزيز انتمائهم للوطن ومعاني التضحية لخلق الوعي والحس لديهم بممارسات المحتل في استهدافهم وحرف البوصلة الوطنية لديهم.