Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتصورات الجمهور للواقع:
المؤلف
أحمد، أسماء عبد العزيز مصطفي.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء عبد العزيز مصطفي أحمد
مشرف / عزة عبد العزيز عبد اللاه عثمان
مشرف / صابر محمد عبد ربه
مناقش / محمد يوسف مصطفى
الموضوع
اعلام qrmak السخرية السياسية qrmak
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
281 ص. :
اللغة
الإنجليزية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/6/2019
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - الاعلام
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 268

from 268

Abstract

مع انتشار الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وانستغرام وتويتر كمنصات ووسائط اجتماعية تمثّل العمود الفقري لما يسمى الويب 2.0، وهو المصطلح الذي يشير إلي التطورات التكنولوجية عبر الانترنت التي تتيح القدرات التفاعلية داخل بيئة تتميز بالتحكم وحرية الحوار من قِبل المستخدم، فأصبح الانترنت أكثر دمجًا في حياة الناس وممارساتهم اليومية كما جذب اهتمام الباحثين الاجتماعيين وغيرهم لبحث ودراسة هذه المجتمعات الافتراضية الجديدة.
واتسع تبعًا لذلك مجال الاهتمام الأكاديمي لبحث أنواع الخطابات والمحتوى الإعلامي الإليكتروني المقدم في سياقات اجتماعية وتفاعلية مختلفة، جزء من هذا الاهتمام البحثي اتجه للمحتوى الساخر، فالسخرية على الانترنت تتعلق بطبيعة الإنسان نفسه في عصر الذكاء الاجتماعي الرقمي، فإذا كانت وسائل الاعلام التقليدية هي امتداد لحواس الانسان، فأجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا الرقمية هي الإنسان في حد ذاتها، لأنها ”تفكر” بطريقة مشابهة له، لذلك لا تعتبر فقط امتداد لحواس الانسان بل لعقله وفكره أيضًا، وأصبح الويب 2.0 وسيط اعلامي هام ولاعب مهم في انتاج وتوزيع السخرية بمختلف أشكالها وموضوعاتها بعدد لا يحصي من المواقع الاليكترونية الساخرة، التي تعبر العالم بشكل يومي بمختلف اللغات واللهجات، فالفرد لا يعيش بمفرده في فراغ اجتماعي، بل يتقاسم هذا الواقع الاجتماعي مع الآخرين، وفي رغبة دائمة بادراك العالم المحيط به، من أجل التعايش فيه وهي رغبة وحاجة نفسية، من خلال تفاعله مع المجتمع المستمر وتواصله _بالتوافق أو الصراع _ لفهم ذلك الواقع واكتشافه وتعريفه، في مسيرة دؤوبة لجعله متماشيًا موحدًا يسهل فيه التواصل الإنساني عن طريق إنتاج تصورات مشتركة وموحدة حول هذا الواقع الاجتماعي حسب الأبعاد الثقافية والاجتماعية الخاصة به أو بالجماعة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد، فالتصور الاجتماعي أي تشكيل الانطباعات القائمة على الصور والإشارات والمعلومات جزء لا يتجزأ من التفاعل الاجتماعي، ويمكن أن يتأثر بالعديد من المتغيرات، مثل المحتوي الساخر المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، فتخرج التصورات إلي أرض الواقع ويتم تأويلها وترجمنها تبعاً للعوامل البيئي، الثقافية والاجتماعية، فالتصورات الاجتماعية انعكاس لتاريخ وتجارب ومشاعر وأفكار مشتركة بين العديد من الأفراد، تساعدهم على إعطاء معني لتصرفاتهم وممارستهم
مشكلة وتساؤلات الدراسة
في ضؤ نتائج الدراسة الاستطلاعية التى قامت بها الباحثة، ونتائج الدراسات السابقة تبين تأثير الصفحات الاجتماعية الساخرة والمحتوى الساخر المقدم عليها، والتي تعكس تصورات الجمهور الاجتماعية وتسهم في بناء صورة ذهنية عن الواقع، تتمحور مشكلة الدراسة حول تأثير السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتصورات الجمهور للواقع.
وتسعي الدراسة إلي الإجابة عن التساؤلات التالية:
- ما أهم الصفحات الساخرة على الفيس بوك التي تتواجد بها وما هي دوافع الانضمام لعضويتها؟
- ما عادات وأنماط استخدام الفيس بوك لدي عينة الدراسة؟
- ما أنواع المحتوى الساخر المنشور على الفيس بوك؟
- ما دور السخرية على الفيس بوك في التأثير على تصورات الجمهور للواقع المعاش؟
أهمية الدراسة
تكمن الأهمية العلمية للدراسة في التعرف على دور المحتوى الساخر المولٌد من قِبل الجمهور في تكوين و بناء تصور للواقع، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص الفيس بوك، وتقييم كيفية التواصل باستخدام التكنولوجيا وكيف يتأثر تصور الفرد بفعل التواصل عبر التكنولوجيا وكيف تؤثر علي الجوانب النفسية للمستخدم، من خلال التعرف على السمات الشخصية والدوافع المؤثرة على استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تعتقد الباحثة أنه تكمله لمجهود علمي يثري مكتبة الدراسات العربية في مجال استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية،خاصة في أبحاث الانترنت، ومعرفة الأبعاد والمتغيرات التي تتناسب مع التطور التكنولوجي والمميزات التقنية لهذه الوسائط الإعلامية، كما تسهم الدراسة في سدّ ثغرة بحثية مهمة عن التأثيرات المهمة لوسائل الاعلام الاجتماعي والمحتوى الساخر على النشاط الاجتماعي وادراك الواقع في العصر الجديد لوسائل الاعلام الاجتماعية.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة بشكل رئيسي إلى” التعرف علي دور السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتصورات الجمهور للواقع”، وينبثق من الهدف الرئيسي عدد من الأهداف الفرعية كالآتي:
1- رصد مدى التعرض للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعية.
2- التعرف على أهم دوافع استخدام الأفراد لصفحات الساخرة المصرية بالفيس بوك، وعلاقتها بطبيعة استجابتهم وأساليب تفاعلهم مع المنشورات الساخرة داخل تلك الصفحات.
3- التعرف على أنواع السخرية المنشورة على الصفحات الساخرة على الفيس بوك.
4- التعرف على أهم الاشباعات التي تتلقاها عينة الدراسة من المنشورات الساخرة على الفيس بوك.
5- رصد دور السخرية في تشكيل تصورات الجمهور وتقييمه للأحداث والسلوكيات.
حدود الدراسة:
1-الحدود الزمنية: طُبقت هذه الدراسة على الصفحات الاجتماعية الساخرة الموجودة على الفيس بوك في الفترة ما بين (1) يناير (2019) إلى (31) مارس (2019)، وتم خلال هذه الفترة الاطلاع على هذه الصفحات الموجودة على الروابط الاليكترونية المحددة لها، كما تم تصفح واستعراض مكونات الصفحة الرئيسية والداخلية.
2-الحدود المكانية: في افتراض الحدود المكانية الافتراضية، طُبقت هذه الدراسة على الصفحات الاجتماعية الساخرة –عينة الدراسة-الموجودة التي تم تناولها بالتفصيل في عينة الدراسة.
3-الحدود الموضوعية: تُغطي هذه الدراسة الصفحات الاجتماعية الساخرة الموجودة على الفيس بوك.
نتائج الدراسة
1- قدمت الدراسة لمحة عامة على الصفحات الاجتماعية المصرية الساخرة التي تتواجد على الفيس بوك، وفحص كيفية التعرض لها من قِبل المستخدمين، وتوصلت الدراسة أن الصفحات الاجتماعية الساخرة تمكن المواطنين العاديين من تجاوز المعضلة التقليدية لنظرية ”حارس البوابة” في مشاركة المحتوى الذي يتم إنشاءه من قِبل مستخدمين آخرين، نتائج الدراسة في هذا الصدد ذات أهمية خاصة بالنظر إلى شعبية الفيس بوك، فبإمكاننا التنبؤ بأن المحتوى المنتج من قِبل الجمهور سيحل محل المحتوى التقليدي لوسائل الاعلام باعتبارها المنفذ الرئيسي للأخبار والمعلومات والترفيه، بل عملت تلك الصفحات على توجيه اهتمام الجمهور والتحكم بمواقفه
2- أسفرت قراءة نتائج الدراسة التحليلية من خلال تحليل (60) منشور علي الصفحات الاجتماعية الساخرة، وتحليل المئات من التعليقات، وتطبيق الدراسة الميدانية على (240) مفردة من مستخدمي الصفحات الساخرة، استخدام الفيس بوك كمنصة معبرة في المقام الأول عن اهتمامات الجمهور وتطلعاتهم، وقاعدة مهمة لتبادل الأفكار مع جماهير كبيرة كانت معزولة في وقت ما، فمشاركة المنشورات على الفيس بوك له دلالة مهمة في فكرة مفهومنا عن الصحافة والاعلام الحر، والثقافة التشاركية التي أسست له مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام والفيس بوك بشكل خاص، فهو يتعلق بتطوير ثقافي واجتماعي في ممارسة استهلاك المعلومات بطرق جديدة، فأصبح الفيس بوك ”منصة تشاركية” ذات تدفق حر نسبيًا للمعلومات، ومن المهم اعتبار أن أنشطة المستخدم التفاعلية من مشاركة وتعليق وإعجاب هي جزء جوهري من آثار المشاركة علي المستوى الكلي في المجتمع الحقيقي، ووجدت الدراسة نتائج إيجابية حول إمكانيات الفيس بوك التي ساعدت على توسيع فرص الوصول إليه من ردود فعل فورية أقامت تواصل بين مديري الصفحة وأعضائها والمترددين عليها، عبر محتوى متنوع.
3- تبين من خلال الدراسة أن مفهوم ثقافة الصورة أصبح واضحًا في مواقع التواصل الاجتماعي، بداية من صورة الملف الشخصي الخاص بالصفحة، إلى المنشورات الساخرة والخطاب الإعلامي القائم على ”الميم”، فغالبًا ما يبدأ بصورة ثم يتجه للانتشار بشكل متكرر، وتبادل الميمات مع مستخدمين آخرين، تجدر الإشارة إلى أنه في غالبية منشورات عينة الدراسة لم يسلط الضوء على الأطر التي استهدفت القوالب النمطية المستخدمة للسخرية من المظهر الجسدي والمميزات المادية كلون البشرة وتمثيلات الجسد والجنس (ذكر/أنثي).
4- فيما يتعلق بمواضيع السخرية، وجدت الدراسة أن ثمة تكرار في طرح الصور النمطية عن فئات اجتماعية معينة، وتبنّت الصفحة مواضيع متعددة وقضايا مختلفة، وعرضتها في العديد من البوستات من مقاطع فيديو مصحوبة بتعليقات ساخرة (ميم)، واستحوذت القضايا الرياضية والاجتماعية على أغلب منشورات الصفحة بالرغم من أن هناك قضايا أخري لا تقل أهمية عن تلك القضايا مثل الفقر، التعليم، وكانت أكثر القضايا الاجتماعية بروزًا هي:
- السخرية من النسوية
- السخرية من الوسط الرياضي والقضايا الكروية
- تصوير النساء بالثرثرة والتكلف
- شيطنة المرأة وتصويرها بكيدية مبالغة
يقودنا الحديث في الفقرة السابقة إلى ملاحظة مهمة، وهي أن وسائل الاعلام بشكل عام لديها القدرة على وضع ”جدول الأعمال العام”، وجدت الدراسة تأثير السياق الإعلامي، وهو نوع محدد من تدفق المحتوى يؤثر على الادراك، والمعلومات الواردة في هذا السياق تتحول مع مرور الوقت لصور ذهنية، ويعزي ذلك إلى أن المجتمع الافتراضي له صفة المجال العام في مواجهة السلطة العامة، وسيلته في ذلك السخرية والتعبير الحر، فيتأثر بشدة بالقضايا المطروحة آنيًا والتي يمكن أن نطلق عليها ” الموجة Wave” أي التوجه العام والقضايا الأكثر بروزًا المطروحة على الساحة الاجتماعية ويكثر الحديث والجدل عنها.
5- رصدت الباحثة ملاحظة هامة وهي أن تناول المجتمع الافتراضي لقضايا فئات اجتماعية معينة بطريقة ساخرة يتأثر بشدة بالانتماء الوطني أو المحلي لمديري الصفحة محل التحليل، والتي تشكل البنية الأساسية للمجتمع الافتراضي بوصفه مجالاً عامًا، وأن الأخير لا ينفصل عن المجال الخاص وأن كليهما يرتبطان في علاقة هيكلية بالسياقات المجتمعية المحيطة به، وبالتالي يمكننا فهم العلاقة الجدلية التي تطرحها المنشورات الساخرة داخل الصفحة محل التحليل وبين الانتماءات القطرية لمسؤولي الصفحة والأعضاء والمترددين عليها، وعليه فمن الطبيعي أن تنحاز منشورات الصفحة للفرق الرياضية المحببة لمديري الصفحة، وأن تهتم بالشأن المصري عنه عن باقي الدول الأخر
مقترحات الدراسة
1- لم تعد الصحف المكتوبة ووسائل الاعلام التقليدية ذات أثر عميق، مقارنةً بمواقع التوصل الاجتماعي، لذا يجب على المسئولين معرفة أن السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثيرًا قويًا على أفكار وتصورات فئات كثيرة من متوسطي الثقافة بطريقة مدمرة للحياة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، مما يتسبب عنه قلقله شديدة في المجتمع المدني.
2- في حالة استخدام الأبناء لمواقع التواصل الاجتماعي، يجب العمل على التواصل معهم، ومشاركتهم، ومناقشتهم فيما يطرح من بوستات سياسية ساخرة أو اجتماعية تتناول رموز سياسية أو اجتماعية أو دينية تناول مسيئ ومهين، حتى لا ينجرفوا في سياق مظلم، والعمل على توجيههم الاتجاه الصحيح دون أن نشعرهم بأننا نراقب نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
3- خلقت السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي أوضاعًا مقلقة، من خلال مساهمتها في تحريك الرواكد والنيل من الثوابت الاجتماعية والانجراف نحو التنمر بين الفئات المختلفة، فأصبحت بيئة خصبة للغوغائين الرقميين Digital mobs الذين يتسببون في خلق موجة من التوجه العامن مما ينذر بأن هذة المواقع خرجت عن مسارها الصحيح وهو التعارف وبناء علاقات اجتماعية سليمة.
4- تثير الدراسة أهمية التكنولوجيا الرقمية، من خلال تزايد استخدام الهاتف المحمول للولوج عبر الفضاء الافتراضي، يتم زيادة المتابعين والمتواجدين داخل صفحات الفيس بوك، مما يتطلب من الصفحة رفع مستوى المحتوى والتحديث الدائم لمواجهة احتياجات الجمهور وكسب المزيد من المتابعين والأعضاء، فلابد من مواكبة احتياجاتهم وتخصيص فضاءات التعليق الحر الذي لا يجده المستخدم خارج حدود العالم الافتراضي