الفهرس 
دور القوات البحرية البريطانية في الحفاظ على سيادتها البحرية عام1914 ميوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
المستخلص
إن المهمة الرئيسية لفن الحرب البحرية هى دراسة طبيعة ومبادئ الأعمال القتالية فى البحر واستقصاء وبحث طرق تأمين أقصى قدرة لعمليات القوات المشتركة فى هذه الأعمال القتالية ، ووضع مسائل التنظيم، وتحقيق تعاون القوات البحرية مع قوات الأسلحة الأخرى للقوات المسلحة
وقد منحت الطبيعة بريطانيا عدة مزايا ساعدت على جعلها من أعظم دول العالم ، فهى أبعد الأقطار عن خطر الغزو، ولها موانئ كثيرة صالحة للملاحة ، وتقع فى مركز متوسط بين العالمين ، القديم والجديد ، مما جعلها قوة بحرية لها السيادة فى البحار والمحيطات ، فلاشك أن لبحر المانش والقوات البحرية البريطانية الفضل الأكبر فى حماية انجلترا من أى غزو خارجى .
وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى أصبح الشغل الشاغل للساسة الإنجليز هو الحيلولة دون امتلاك أية قوة أجنبية أوروبية لبلجيكا ؛ لأن ذلك يعد مصدر خطر عظيم على الجزر البريطانية والتى تكمن دفاعاتها الكبرى فى البحر ، ولذلك دخلت القوات البحرية البريطانية الحرب وحققت انتصاراً ثمينًا على القوات البحرية الألمانية فى معركة خليج هليجولاند 28 أغسطس عام 1914م ، واشتبكت مرة أخرى ضد الأسطول الألمانى فى معركة كورونيل البحرية 1 نوفمبر عام 1914م على ساحل تشيلى فى أمريكا الجنوبية .
وفى ديسمبر عام 1914 م وقعت أهم المعارك الأكثر حسمًا للحرب العالمية الأولى وهى معركة جزر فوكلاند على سواحل الأرجنتين وذلك لتأمين السيطرة على الاتصالات فى البحر ، وتمكين التعزيز الفورى للحلفاء ، وهى من أهم المعارك التى أعطت البريطانيين روح قوة الانتصار فى الحرب ، ثم أظهرت مفتاح الشخصية البريطانية فى دراما سباق التسلح البحرى الأنجلو ألمانى فى معركة شاطئ دوجر عام 1915م .
وناشدت الحكومة الروسية بريطانيا لاتخاذ بعض الإجراءت ضد الأتراك لتخفيف الضغط على الجيش الروسي فى القوقاز، وبعد عدة نقاشات قررت بريطانيا الهجوم على الدردنيل سوف يكون أفضل هدف ،
(262)
وهو ممر مائى ضيق يربط بحر إيجة بالبحر الأسود عن طريق بحر المرمرة. كانت السيطرة عليه تتيح لبريطانيا وفرنسا طريقًا بحريًا مباشراً من البحر المتوسط إلى البحر الأسود ، ثم إلى حليفتها روسيا .
وأدت الرغبة البريطانية فى إعطاء روسيا الدعم فى البحر إلى وقوع معركة جوتلاند عام 1916م ، بعد أن اعترضت الأدميرالية البريطانية رسائل لاسلكية من أصل ألمانى تنص على وجود أسطول أعالى البحار الألمانى فى بحر الشمال ، وكانت الأدميرالية تأمل فى الضغط عليهم لتخفيف الضغط عن الروس.
وجاءت هذه المواجهة العظيمة فى بحر الشمال بالقرب من الدنمارك عندما حاول الألمان نصب كمين للقوات البريطانية لتحطيمها ، ولكن البريطانيين كان بحوزتهم كتاب لشفرات البحرية الألمانية ، فنصبوا للألمان كمينًا بدلاً من حدوث العكس.
ثم جاء موقف البحرية البريطانية من حرب الغواصات الألمانية غيرالمقيدة عام 1917م باستخدام نظام القوافل فى البحر مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الأولى لمساندة البحرية البريطانية ، وفى نهاية الحرب قامت البحرية البريطانية بالعديد من العمليات على ساحل بلجيكا 22 ابريل عام 1918م ، وانتهاء الحرب بفوز بريطانيا والحلفاء .