Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بتمكين المرأة السيناوية فى التنمية المستدامة:
المؤلف
سليمان, خالد علي زايد.
هيئة الاعداد
باحث / خالد علي زايد سليمان
مشرف / أحمد مصطفى العتيق
مشرف / مصطفى إبراهيم عوض
مشرف / الحسين محمد عبد المنعم
الموضوع
العلوم البيئية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
348 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم البيئية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الإنسانية البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 348

from 348

المستخلص

يعدُ البحث فى دور المرأة وأهميته فى المجتمع إحدى المسائل الهامة التى طرحتها الإنسانية منذ عهود بعيدة ولا تزال، إلا أن المرأة الأن تطرح نفسها فى صيغ تتناسب مع طبيعة كل عصر بحسب خصوصيته والمفاهيم الحديثة التى تتناول مواضيعه والتى تستوجب من الباحث والمهتم بهذا الخصوص البحث والدراسة وأثاره المواضيع المختلفة لتحفيز الجهود والقدرات والتى تساهم جميعا فى هذه الغاية وما بعدها.
وتمثل المرأة عنصرا أساسيا فى المجتمع كونها تمثل نصف المجتمع وتكمل الجزء الثانى الذى لا يمكنه الظهور والمواصلة بدون الجزء الأول، ولاشك أن الشعوب غير المتطورة تحاول جاهدة عدم تمكين المرأة أوالسماح لها بتمثيل نفسها فى المحافل والمواقع والأماكن كافة لكبح طاقاتها ومهاراتها ومواهبها وإمكانياتها التى هى هبة ممنوحة لها بدون مقابل من قبل صنع وواهب لا يقبل المساومة والمماطلة فى هذا الموضوع ..... فالحرية والمساواة عنصران يضمنان للخليقة كافة الحقوق والواجبات بصورة عادلة.
ولقد أصبح مفهوم تمكين المرأة من المفاهيم الشائعة فى معظم الدول وخاصة فى التنمية الاجتماعية فى كتابات المرأة حيث حل مفهوم التمكين جوهريا سواء فى مناقشات السياسات أو البرامج محل مفاهيم النهوض ورفاهية ومكافحة الفقر والمشاركة المجتمعية وشكل أحد المفاهيم الرئيسية فى المؤتمرات المحلية والدولية.
وجاءت الأهداف التنموية للألفية فى العام 2000 لتؤكد مقررات بكين وكان الهدف الثالث تحقيق المساواة فى النوع الاجتماعى وتمكين المرأة وأكدت الدول العربية التزامها بأهداف الألفية واّخرها الرياض 2013 كما أنعقدت مؤتمرات إقليمية وعالمية لمتابعة تنفيذ الدول مقررات بكين كل خمس سنوات كان اّخرها تحت عنوان بكين +15 فى الأمم المتحدة بنيويورك، وهذا ما أكده المجلس القومى للمرأة فى خطة التنمية 2030 فيما يخص المرأة، حيث تم مناقشة مقترح وضع إستراتيجية قومية لتنمية وتمكين المرأة فى مصر من أجل تحسين وضع المرأة المصرية ورفع مساهمتها فى المجالات المختلفة وتحقيق تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين وخصوصا فى المناطق النائية وسيناء من خلال وضع سياسات وبرامج تنموية على المستويين المركزى واللامركزى .
إشكالية البحث:
تناولت الكثير من الدراسات مثل دراسة (حنان مكرم ،2007) المعنونة (تمكين المرأة التى تعول للمشاركة فى التنمية الريفية) ودراسة (SIKHULEKILE،2014) والمعنونة (فاعليات استراتيجيات التمكين الاجتماعى والاقتصادى بزيمبابوى) ودراسة (ثروت إسحق ،2003) المعنونة (دور المرأة فى التنمية المحلية فى سيناء – صور الواقع واحتمالات المستقبل )، وقد تمت هذه الدراسات فى دول مختلفة من العالم إقليمية وعربية ومحلية وفى سيناء، وقد استهدفت هذه الدراسات إجراءات نظرية وتطبيقية لتمكين المرأة تبعا لبرامج ومشروعات التنمية المستدامة ومعرفة المعوقات التى تواجه تمكين المرأة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولكن الباحث لم يجد فى حدود علمه دراسات تناولت تمكين المرأة باستخدام مدخل برامج ومشروعات التنمية المستدامة وقياس التمكين من الجوانب النفسية والاجتماعية خاصة فى البيئة الصحراوية وسيناء.
لذلك استهدف هذا البحث معرفة العوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بتمكين المرأة سواء الأسرة أو المدرسة أو الجمعيات الأهلية وذلك من خلال برامج التنمية المستدامة باستخدام مدخل عوامل الإقدام والإحجام للمرأة المشاركة فى برامج التنمية المستدامة المحلية، وقياس درجة التمكين بأشكاله المختلفة الذاتى والمجتمعى والاقتصادى وعلاقته بكل من العوامل الاجتماعية والإقدام والإحجام والعوامل الخمس الكبرى للشخصية.
ويعتبر تمكين المرأة عامة والمرأة السيناوية خاصة من الموضوعات التى تشغل بال كثير من الباحثين والأكادميين ومخططى التنمية، وكذلك تضعها الدولة فى مقدمة اهتماماتها وهذا ماظهر فى الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة (2030).
وعلى الرغم من ذلك فإن الدراسات والأبحاث التى تناقش تمكين المرأة من الناحية الاجتماعية والنفسية معا، وخاصة المرأة السيناوية مازالت قليلة مقارنة بأهمية الدور الذى تحتله المرأة فى المجتمع والخصوصية الثقافية التى تتميز بها المرأة السيناوية .
لذلك أصبح من الضرورى لكل الباحثين والأكادميين ومخططى التنمية وأصحاب القرار والمؤسسات المعنية بالتنمية القيام بدراسات أكثرتحديدا وتفصيلا عن سبل تمكين المرأة السيناوية ، ودراسة المعوقات التى تواجه تمكينها فى ظل العادات والتقاليد والقضاء العرفى الذى يحد كثيرا من تمكينها .
وانطلاقا من الحاجة الماسة للدراسات فى هذا المجال فإن مشكلة البحث الحإلى تتمثل فى: معرفة العوامل التى قد تعيق أو تسهم فى تمكين المرأة السيناوية ومشاركتها فى برامج التنمية المستدامة فى المجتمعات المحلية، الكشف عن اليات تمكين المرأة فى التنمية المستدامة فى المجتمع السيناوى وطبيعة العلاقات بين الأطراف الفاعلة والمؤثرة فى المجتمع السيناوى، كيفية قياس تمكين المرأة من النواحى الذاتية والمجتمعية والاقتصادية من وجهه نظر المرأة المشاركة فى البرامج التنموية .
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:
يهدف البحث إلى التعرف على العوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بتمكين المرأة السيناوية فى برامج التنمية المستدامة بشمال سيناء ويمكننا الوصول إلى الهدف الرئيسى من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية كالتإلى:
1- التعرف على الخصائص الاجتماعية والنفسية لمجتمع البحث.
2- التعرف على مدى مشاركة المرأة السيناوية فى برامج ومشروعات التنمية المستدامة بمجتمع البحث.
3- التعرف على العوامل الاجتماعية والنفسية التى تساعد على تمكين المرأة السيناوية فى عملية التنمية المستدامة بمجتمع البحث.
4- التعرف على العوامل الاجتماعية والنفسية التى تحد من تمكين المرأة السيناوية فى عملية التنمية المستدامة بمجتمع البحث.
5- التعرف على عوامل الإقدام والإحجام لمشاركة المرأة السيناوية فى برامج ومشروعات التنمية المستدامة بمجتمع البحث.
6- الخروج بتوصيات لصانعى القرارات والمؤسسات التنموية لكيفية إدماج وتمكين المرأة السيناوية فى برامج التنمية المستدامة بمحافظة شمال سيناء.
أهمية البحث:
تنبع أهمية البحث من حيث طبيعة اهتمام الدولة وتوجهها نحو تنمية سيناء، والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتنمية وتمكين المرأة السيناوية فى ظل خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، وأهمية المرأة السيناوية وماتتمتع بها فى سيناء من مكانة خاصة فى القضاء العرفى، حيث أن لها قاضياً مخصوصاً يختص بالحكم فى قضاياها وهو ”المنّشد ”، وما تحتله من مكانة خاصة فى الأمثال البدوية، وكذلك مزاولة العديد من الحرف كالرعى والزراعة والتطريز والحرف اليدوية يجعل منها خاصية جديرة بالبحث، وندرة الدراسات التى قامت فى سيناء على المرأة السيناوية عموما، وعلى التمكين المرتبط بالتنمية المستدامة خصوصا، وأهمية دراسة سيناء فى هذا التوقيت تحديداً ومايترتب عليها من تغيرات اجتماعية واقتصادية وثقافية ونفسية، كانت المرأة من أكبر العوامل تاثراً وتاثيرا لبناء جيل قادر على مواجهه التحديات وتحقيق أهداف الالفية الثالثة .
الأهمية التطبيقية:
تتجلى الأهمية التطبيقية لهذا البحث فى كونها ستطبق على المرأة السيناوية باستخدام مقاييس محكمة واختبارات تم التأكد من صدقها وثباتها، ومقابلات منظمة ومقصودة وعمدية مع السيدات المشاركات فى برامج التنمية المستدامة من خلال الجمعيات الأهلية، والتوصل إلى نتائج يمكن استثمارها من طرف الفاعلين وقادة المجتمع فى المجال الاجتماعى والاقتصأدى ، وواضعى السياسات داخل الجمعيات الأهلية والوزارات المعنية بالمرأة مثل وزارة التضامن الاجتماعى ،ووزارة الاستثمار و التعاون الدولى ،والمجالس المتخصصة مثل المجلس القومى للمرأة ،وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والأجهزة التى تقوم برسم خطط وتبنى برامج وسياسات خاصة بسيناء عموما وبالمرأة خصوصا مثل الجهاز الوطنى لتنمية شبه جزيرة سيناء، وجهاز تعمير سيناء، بما يدعم الوصول إلى تحقيق تمكين مستدام فعال للمرأة، يراعى توجهات الدولة واستثماراتها مثل إستراتيجية مصر 2030، والاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030.
منهج البحث :
من أجل تحقيق أهداف البحث قام الباحثون باستخدام المنهج الوصفي التحليلي لتكوين الإطارالنظري للبحث في جمع البيانات باستخدام مصدرين أساسين للمعلومات:
المصادر الثانوية: والتي تتمثل في الكتب والمراجع العربية والأجنبية ذات التأثير والدوريات والمقالات والتقارير، والدراسات السابقة التي تناولت موضوع البحث والمطالعة في مواقع الإنترنت المختلفة.
المصادر الأولية: والتي تتمثل في جميع البيانات الأولية من خلال استمارة استقصاء كأداة رئيسية للبحث ثم توزيعها على عينة البحث.
حدود البحث
الحدود الزمانية: تمثلت الحدود في الفترة من عام 2018 – 2019.
الحدود المكانية: تمثلت الحدود المكانية في محافظة شمال سيناء مركز بئر العبد.
عينة البحث :اقتصر البحث على عينة عمديه من مجموعة السيدات بمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء التى استفادت من مشروعات تهدف لتمكين المرأة بعدد (194) مفردة .
نتائج البحث:
 توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية (0.05) بين التمكين الذاتي والعوامل الاجتماعية المرتبطة بتمكين المرأة السيناوية (الأسرة – المدرسة – الجمعية – إجمالي العوامل) حيث بلغت قيم معامل الارتباط (0.291 – 0.253 – 0.400 – 0.431) على التوالي.
وهذا يتفق مع دراسة ”رحمان وسلطان 2012” والتى تؤكد على أن هناك إسهام ايجابى من العوامل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية فى تمكين المرأة. كما اتفقت مع دراسة” حنان مكرم ،2007 ” والتى تؤكد على أن حصول المرأة الريفية على قروض ولو كانت صغيرة له دور مهم وكبير فى تمكينها اجتماعيا، واتفقت النتائج أيضا مع دراسة ” اللوزى عليمات 2008 ” والتى تؤكد على أن المشروعات ساهمت فى تحسين دور المرأة ومكانتها فى أسرتها ومجتمعها المحلى
ويتضح من نتائج البحث أن المشروعات التى تقوم بها الجمعيات الأهلية أدى إلى أن العمل يحقق للمرأة مكانة اجتماعية أفضل وإحساس بتقدير الذات، وهذا يعود إلى نوعية المشروعات التى تم اختيارها والتى تتناسب مع البيئة السيناوية نفسها والتى تحافظ على العادات والتقاليد.
 توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية (0.05) بين التمكين المجتمعي والعوامل الاجتماعية المرتبطة بتمكين المرأة السيناوية (الأسرة – الجمعية – إجمالي العوامل) حيث بلغت قيم معامل الإرتباط (0.171 – 0.268– 0.266) على التوالي، بينما لم يكن هناك علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية (0.05) بين التمكين المجتمعي وعامل (المدرسة).
وهذا يتفق مع دراسة ” الباشير عمران ،2013 ” والتى تؤكد على أن المستويات التعليمية للمرأة من الإبتدائى والإعدادى والثانوى يقمن بأعمال مريحة مقبولة فى المجتمع وغالبا ماتكون أعمال نسائية كالخياطة والتطريز أو التمريض والأعمال الغير مختلطة بالرجال، وأن المرأة الريفية يفرض عليها نوع معين من التعليم. ومن خلال نتائج الدراسة يتبين أن المرأة السيناوية تعانى من القيود الاجتماعية التى يفرضها المجتمع عليها وبالتالى يحد من حريتها فى استكمال تعليمها وخاصة المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية والتى تقتضى من المرأة الخروج والسفر خارج نطاق القرية أو الحى أو التجمع الذى تسكن فيه إلى المدينة وهذا مما يتعارض مع العادات والتقاليد التى تحد من خروج المرأة بمفردها إلى المدينة.
 توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية (0.05) بين التمكين الاقتصادي والعوامل الاجتماعية المرتبطة بتمكين المرأة السيناوية (الأسرة – المدرسة – الجمعية – إجمالي العوامل) حيث بلغت قيم معامل الإرتباط (0.306 – 0.283 – 468 – 0.487) على التوالي.
وهذا يتفق مع دراسة ”ثائر كاظم ،2016 ” والتى تؤكد على أن العوامل الاقتصادية من أكثرالعوامل إعاقة لتمكين المرأة، وهذا يتفق أيضا مع دراسة ” رحمان وسلطان ،2012” والتى تؤكد على أن العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية أسهمت فى تمكين المرأة من خلال توفير فرص عمل لكل السيدات.
ويتضح من نتائج الدراسة الحالية أن المرأة السيناوية حصلت على فرص عمل تتناسب مع ظروفها وتتوائم مع العادات والتقاليد فى المجتمع السيناوى ،وهذا يدل على تقدير المجتمع السيناوى للمرأة وهذا ما ظهر فى الأمثال البدوية (بنت الرجال تقرى الرجال ) فى اختيار العمل المناسب لها وخاصة الأعمال اليدوية الحرفية التراثية وذلك تشجيعا من الدولة للمرأة للمشاركة فى عملية التنمية.
 توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية (0.05) بين إجمالي درجة التمكين والعوامل الاجتماعية المرتبطة بتمكين المرأة السيناوية (الأسرة – المدرسة – الجمعية – إجمالي العوامل) حيث بلغت قيم معامل الإرتباط (0.314 – 0.275 – 467 – 0.485) على التوالي.
وهذا يدعم القضية النظرية التى يطرحها منظور التنمية البشرية المستدامة والتى تؤكد على أن التمكين يعنى توسيع المساحة المتاحة أمام النساء ورفع مستوى إنتاجهن وذلك لكى تتمكن المرأة من المساهمة الفعالة فى التنمية ومن خلال إبراز دورها فى المجتمع .
وهذا يؤكد أن امتلاك المرأة السيناوية لعناصر القوة الاجتماعية والاقتصادية والانتاجية يجعلها مشارك فى العملية التنموية ويكون لها دور فعال فى التنمية المستدامة .