Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صعوبات تكوين الجملة العربية لدى دارسي اللغة العربية من غير الناطقين بها :
المؤلف
شحاتة، مريم جمال علي.
هيئة الاعداد
باحث / مريم جمال علي شحاتة
مشرف / محمد رجب محمد الوزير
مشرف / قباري محمد عبده شحاتة
مشرف / محمود عباس محمد علي
الموضوع
اللغة العربية- تدريس.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
233 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 233

from 233

المستخلص

إن من يدرك أهمية اللغة العربية وتاريخها، والحاجة الماسة إلى انتشارها في هذا الوقت، يعترف بأن ثمة ما يدعو إلى تكثيف الجهود في النواحي الخاصة باكتسابها وتعلمها، وتأليف الكتب المتخصصة لتعليمها، وتتأكد تلك الأهمية إذا أدركنا أن حقل تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، يعاني نقصا بارزا وواضحا في وجود الدراسات والبحوث التي تعني بهذا الجانب، وكذلك وجود كتب دراسية متخصصة قائمة على أسس لغوية مستفيدة من نتائج تلك الدراسات.
وقد شهدت اللغة العربية في العقد الأخير إقبالا ملحوظا وتزايدا في عدد الطلاب على مستوى العالم؛ وقابل هذا التزايد اهتماما من الباحثين، محاولين أن يقدموا جديدا يتناسب مع متغيرات العصر؛ فتعليم اللغات الأجنبية شأنه شأن العلوم الأخرى يتغير ويتطور باختلاف الزمان والأدوات والإمكانات؛ وعلى الرغم من الاهتمام الذي نشأ في الفترة الأخيرة بهذا المجال؛ فإننا بالنظر إلى ما يقدمه العالم في حقل تعلم اللغات الأجنبية وتعليمها، نجد أنَّ الثمار العلمية من البحوث والمواد والمناهج التعليمية غير كافية، وليست موفية للأغراض ولا تزال بحاجة إلى كثير من الجهد والعمل.
وبالنظر إلى اللغة الإنجليزية -على سبيل المثال- وما يقدم في هذا المجال من دراسات وبحوث، نجد أن هناك مجهودات كثيرة مستمرة تقدم في هذا المجال لتيسير تعليمها وتعلمها بوصفها لغة أجنبية، في الوقت الذي يسير فيه تعلم اللغة العربية بطريقة تقليدية تجعل الطالب يواجه العديد من المشكلات والصعوبات في تعلمها، وعلى ذلك فإن البحث العلمي الذي يخدم تطوير ذلك المجال، ويساعد في التوجه نحو الأساليب العلمية الحديثة التي تعتمد على علوم اللغة الحديثة، يعد أحد الحلول؛ بل وأهمها في مواجهة تلك المشكلات والتغلب عليها.
ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن ثمة اهتماما ملحوظا في الفترة الأخيرة بمجال اللغويات التطبيقية وتعليم اللغة العربية؛ بوصفها لغة أجنبية، يفوق الاهتمام الذي حظيت به قبل ذلك، وقد برز هذا الاهتمام في صور عدة، منها عقد المؤتمرات العلمية بشكل دوري، وتلك المؤتمرات تتم فيها مناقشة القضايا المتعلقة بتعليم اللغات الأجنبية بشكل عام، واللغة العربية بوصفها لغة أجنبية بشكل خاص، كنظريات اكتساب اللغة الثانية، وطرق تدريس اللغات الأجنبية، والصعوبات التي يواجهها طلاب اللغات الأجنبية خلال تعلمهم، وإعداد المناهج التعليمية، وتدريس اللغة العربية لأغراض خاصة، وغيرها من الموضوعات التي تعني بتعلم اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها، بالإضافة إلى العديد من الرسائل العلمية والبحوث الأكاديمية التي عنيت بهذا الاتجاه.
وتعد اللغة العربية واحدة من اللغات الرئيسة في العالم، حيث يُتحدث بها على نطاق واسع في قارتي آسيا وأفريقيا، فهي اللغة الرسمية لاثنتين وعشرين دولة عربية؛ ولذا فهي تُصنف من بين أعلى عشر لغات على كوكب الأرض التي يُتحدث بها.
وقد فرضت اللغة العربية نفسها لغة سادسة في منظمة الأمم المتحدة، والهيئات التابعة لها جنبا إلى جنب مع اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والصينية والروسية وغيرها، كما أنها لغة عمل مقررة في وكالات ومنظمات متخصصة، مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الوحدة الأفريقية.
وقد بدأ تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، منذ قديم الزمان مع امتداد الفتوح الإسلامية، في بلاد فارس وأوربا، وكانت الأغلبية التي ترمي إلى دراسة اللغة العربية، هي من المسلمين الراغبين في فهم الدين الإسلامي، وثقافته؛ حيث إنها لغة القرآن الكريم الذي يحمل في طياته الثقافة الإسلامية ومبادئها.
واتجهت الأنظار في العصر الحديث إلى اللغة العربية وتدريسها بوصفها لغة أجنبية؛ حيث بدأ تدريسها في بريطانيا بجامعة كامبردج في القرن السابع عشر، ثم في الولايات المتحدة بعد ذلك بكثير عام 1947 ، حينما بدأ تعليمها بمدرسة اللغات التابعة للجيش الأمريكي، ومنذ ذلك الوقت ازداد الاهتمام باللغة العربية وتدريسها.
أما النقلة الحقيقية في زيادة أعداد دارسي اللغة العربية لغة ثانية، فهي تلك التي حدثت أعقاب أحداث سبتمبر، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث زاد معدل دراستها بصورة هائلة، إما بوصفه نوعا من الفضول وحب الاستطلاع لمعرفة المزيد عن العالم العربي والإسلامي، أو للتأهيل لعدد وفير من الوظائف الحكومية المتعلقة بالأمن القومي.
وعلى الرغم من ازدياد أعداد الرسائل العلمية والبحوث الأكاديمية التي عنيت بهذا الاتجاه، فإنها تظل غير كافية؛ ولا تسد كل جوانب الاحتياج التي جدت في هذا الاتجاه. من هنا جاء هذا البحث محاولا الإضافة إلى تلك الجهود التي يجب أن تكون متواصلة متعاقبة تتراسل وتتقدم نحو الاكتمال، وتسعى لإيجاد إجابات ومقترحات للمشاكل التي تعرقل الوصول بهذا المجال إلى الشكل المرجو، وتساعد دارسي اللغة العربية من غيرالناطقين بها، من خلال استثمار المعطيات اللغوية والوسائل التقنية المعاصرة.
ويمثل تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها تحديا كبيرا، لما للعربية من خصائص فريدة تختلف عن خصائص اللغة الأم للمتعلمين؛ فمتعلمو اللغة العربية من غير الناطقين بها على اختلاف مستوياتهم وخلفياتهم وأهدافهم، يواجهون العديد من الصعوبات والمشكلات. وتختلف تلك المشكلات تبعا لعوامل عدة؛ منها الدوافع للدراسة وبيئتها، ومدى التشابه والاختلاف بين العربية واللغة الأم في الأصوات ودلالة الألفاظ والتراكيب وغير ذلك.
وقد أكد الدكتور علي الحديدي ذلك، حيث ذكر أن صعوبات تعلم اللغات الأجنبية تختلف حسب طرق تعليمها، وسن الدارس، والبيئة اللغوية التي يعيش فيها أثناء فترة دراسته للغة، وكذلك تختلف تبعا لطبيعة اللغة، من حيث اختلافها أو تشابهها مع لغته الأم في الأ
صوات وطريقة الكتابة، وطريقة تركيب الجمل أو ما يسمى بالأنماط السائدة. ولقد تم تناول الصعوبات التي يواجهها طلاب العربية في الأصوات والكتابة تفصيلا، كذلك، تعددت الأبحاث التي تناولت أخطاء الطلاب إجمالا؛ الصوتية منها والصرفية والتركيبية والدلالية.لكنه لم يُتطرق إلى الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الطلاب في تركيب الجملة العربية على حدة بشكل مفصل.
فعلى الرغم من تنوع المشكلات اللغوية التي تواجه دارسي اللغة العربية وانتمائها إلى مستويات لغوية مختلفة، فإن أكثر مشكلات متعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها تتعلق بتركيب الجملة العربية، ذلك لأن الجملة أكبر مركبات اللغة ومنتهاها، وما هي إلا وحدات متحدة مع بعضها البعض، تحكمها وظائف وعلاقات خاصة؛ تهدف إلى إنتاج جملة تحقق المعنى المنشود.
فتكوين الجمل العربية تعد ركيزة من الركائز الرئيسة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، تلك الجملة المتألفة من مكونات مباشرة ترتبط ببعضها بعضا، حسب قواعد تركيبية محكمة البناء، تقع في صورة وحدات بنيوية وعلاقات نحوية تمكن الطالب الأجنبي من بناء مقصده الدلالي في شكل لغوي مفيد وصحيح.
وقد أفادت هذه الدراسة من مبادئ علم اللغة الحديث وبخاصة علم اللغة التطبيقي، ورؤيته في تدريس تراكيب اللغة العربية، والتعرف على المشكلات والصعوبات التي تعترض طريق الطلاب غير الناطقين بالعربية في تكوين الجملة وبنائها، ومن ثم استثمار تلك النتائج في معالجة تلك المشكلات والتغلب عليها والعمل على حلها، في ضوء نظريات علم اللغة الحديث التي جعلت من الجملة إحدى ركائز نظرياتها الرئيسة.
مشكلة البحث:
استشعرت الباحثة وجود مشكلة البحث من خلال البحوث السابقة، بالإضافة إلى خبرتها الشخصية من خلال عملها في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها لعدة سنوات، فقد أجرت الباحثة مقابلة مع الدارسين والمدرسين، بهدف التعرف على الصعوبات التي تواجه الدارسين في تركيب الجملة العربية، وقد تبين للباحثة من خلال فحص عينة من كتابات الدارسين، ومن خلال نتائج المقابلات وجود صعوبات كثيرة خاصة بتكوين الجمل العربية. كما لاحظت الباحثة أن أيا من البحوث السابقة لم يتناول تلك الصعوبات على حدة تناولا مفصلا وواسعا وشاملا، وسيأتي الحديث عن ذلك تفصيلا في الجزء التطبيقي من هذه الدراسة.
ومن هنا يمكن تحديد مشكلة البحث فيما يلي:
وجود صعوبات لغوية تواجه دارسي اللغة العربية من غيرالناطقين بها في تكوين الجملة العربية وبنائها، مع عدم وجود رؤية واضحة لتلك الصعوبات، وكذلك عدم وجود برامج قائمة على أسس لغوية تُوَّجه لعلاج تلك الصعوبات.
الأسئلة المزمع الإجابة عنها من خلال البحث:
للتعرف على هذه الصعوبات والتصدي لها والتغلب عليها يحاول البحث الحالي الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما الصعوبات اللغوية الشائعة التي يواجهها متعلمو اللغة العربية من غير الناطقين بها في تكوين الجملة العربية؟
2-هل أسباب تلك الصعوبات تعود إلى خصائص اللغة العربية نفسها، أم تعود إلى أسباب أخرى مثل سيطرة اللغة الأم على عقل المتعلم أو قصور المناهج الدراسية، وعدم خضوع العملية التعليمية للنظريات اللغوية التي تحكم الممارسات اللغوية والتربوية أو عدم إعداد القائمين على التدريس بشكل جيد؟
3-ما الخطط والمقترحات التي يمكن أن تُتَّبع لتذليل تلك الصعوبات والتغلب عليها في ضوء نظريات علم اللغة؟
أهمية البحث:
لاحظت الباحثة أن أيا من البحوث والدراسات السابقة لم يتعرض لصعوبات تركيب الجملة العربية على حدة، والتركيز على تلك الصعوبات بوصفها الصعوبات الأعقد والأكثر عددا على مستوى المستويات اللغوية الأربعة، يأتي هذا البحث لتحديد الصعوبات التي يواجهها طلاب اللغة العربية من غير الناطقين بها في تكوين الجملة العربية وبنائها عبر المستويات المختلفة للطلاب. وتساعد معرفة تلك الصعوبات في تذليلها؛ وذلك عن طريق الإفادة من النتائج التي توصل إليها البحث وأخذها في الاعتبار؛ سواء أكانت في مرحلة إعداد المناهج الخاصة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أم في العملية التعليمية نفسها. وتعد صعوبات تركيب الجملة وبنائها هي أكثر الصعوبات دورانا في العملية التعليمية؛ نظرا لاعتماد اللغة بطبيعتها على التركيب.
فتتوقع الباحثة لهذه الدراسة أن تفيد في المجالات الآتية:
- مجال تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها: حيث ستحاول الدراسة أن تسهم في معالجة الصعوبات اللغوية التي تواجه الدارسين، من خلال وضع تصور شامل لها، والخروج بنتائج يمكن استثمارها في تذليل تلك الصعوبات.
- القائمون على تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها: حيث تساعدهم الدراسة في الإلمام بالصعوبات اللغوية للدارسين في تكوين الجمل العربية، وهذا الوعي بتلك الصعوبات سيسهم بلا شك في تذليل تلك الصعوبات والعمل على معالجتها.
- مؤلفو الكتب الخاصة بمناهج تعليم العربية لغير الناطقين بها : حيث تفيدهم تلك الدراسة في تقديم المواد والمناهج الدراسية لتعليم العربية للناطقين بغيرها وفق الأسس العلمية، مستفيدة من النتائج التي توصل إليها البحث.
- مؤسسات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: حيث يمدهم البحث بمعلومات عن صعوبات تكوين الجمل العربية التي يواجهها الطلاب، وأسباب تلك الصعوبات، وكيفية مواجهتها، مما يسمح لهم باتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تذلل تلك الصعوبات وتتغلب عليها.
- دارسو اللغة العربية من غير الناطقين بها: حيث تفيدهم في الوعي بتلك الصعوبات والسبل التي يمكن أن تساعدهم في حلها، وبالتالي تيسير عملية تعلم اللغة بشكل عام بالنسبة لهم.
- الباحثون: حيث تحاول هذه الدراسة أن تكون حلقة من سلسلة متعاقبة تسعى إلى الوصول بهذا المجال إلى مستوى متكامل يسد كل جوانب الاحتياج التي توجد فيه بشكل مستمر، وربما تفتح المجال أمام دراسات أخرى مستقبلية في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.