Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج إرشادي قائم على نظرية العقل لتحسين الكفاءة اللغوية لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد /
المؤلف
محمد، صلاح الدين محمود محمد.
هيئة الاعداد
باحث / صلاح الدين محمود محمد محمد
مشرف / فيوليت فؤاد إبراهيم
مشرف / إيمـان فـوزي شاهيـن
مناقش / إيمـان فـوزي شاهيـن
الموضوع
التوحد الصحة النفسية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
392ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 392

from 392

المستخلص

يعد اضطراب طيف التوحد (ASD) من الاضطرابات النمائية العصبية المعقدة التي تظهر في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، وتستمر مدى الحياة، حيث يظهر معظم أطفال اضطراب طيف التوحد علامات تدل على ذلك الاضطراب خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر، ويؤثر التوحد بالسلب على جميع مظاهر النمو اللغوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والعاطفي، وغالباً ما يصفهم آباؤهم والمحيطين بهم والأخصائيين في مراكز ومؤسسات التربية الخاصة بأنهم يختلفون في تصرفاتهم وسلوكياتهم وتواصلهم وتفاعلهم الاجتماعي عن نظرائهم من الأطفال العاديين في نفس العمر الزمني، ويتضح أنهم انطوائيون، ومنعزلون، ويظهرون اهتماماً قليلاً بالآخرين.
إلى أن جاء الدليل التشخيصي الإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية الطبعة الخامسة (DSM-V)، والذي عرف التوحد أنه ”اضطراب يتميز بعجز في بعدين أساسين هما: عجز التواصل والتفاعل الاجتماعي، ومحدودية الأنماط والأنشطة السلوكية ويتضمن ثلاث مستويات على أن تظهر الأعراض في فترة نمو مبكرة مسببة ضعف شديد في الأداء الاجتماعي.( DSM-5, 2013: 58)
تعتبر صعوبات الكفاءة اللغوية من الملامح الشائعة لاضطراب طيف التوحد، وتتفاوت درجاتها وأشكالها من طفل إلى آخر، فيوجد لدى أطفال التوحد نقص واضح في اللغة، وتتسع مشكلات اللغة المنطوقة لترتبط بفهم الحالات المختلفة لاستخدام اللغة، هذا بالإضافة إلى مشكلات ترتبط بالمعنى، والجوانب الخاصة بدلالات الألفاظ، والجوانب العملية للمعنى، ومشكلات اللغة لدى حالات التوحد تتمثل في التأخر في الكلام، ونقص النمو اللغوي دون أن تكون هناك إشارات تعويضية، وأيضا استخدام الكلمات بشكل مفرط للحساسية، والترديد لما يقوله الآخرون، والفشل في بدء المحادثة، أو تدعيمها بشكل طبيعي، والصعوبات الخاصة بالألفاظ والتصورات، والاتصال اللفظي غير الطبيعي مما يؤثر على التواصل لديهم.(صائب كامل وآخرون، 2014: 194)
ومن المعلوم أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم قصور واضح في مهام نظرية العقل، مما يحد من القدرات البراجماتية لديهم، ويؤدي إلى تجنب اللعب التظاهري، والذي بدوره قد يعيق التفاعل الاجتماعي ويؤثر على علاقتهم الاجتماعية لأن الاستجابات الانفعالية والسلوكية تعتمد على فهم الحالات العقلية للآخرين. وهذه الصعوبات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض التعاطف والتفسير غير الصحيح لنوايا الآخرين، وهو ما يحد من القدرة على تكوين صداقات مع الآخرين. أما بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين ذوي اضطراب طيف التوحد من ذوي الأداء الوظيفي المرتفع، نجد أن نظرية العقل لديهم أكثر تطوراً، وهو ما يؤكد أهمية التدريب في تعزيز أداء تلك الفئة على مهام نظرية العقل.Meng-Jung Liu et al., 2018: 3))
مشكلة الدراسة:
وتتمحور مشكلة الدراسة في محاولة التوصل إلى إجابات بخصوص السؤال الرئيس التالي:
ما مدى فاعلية برنامج إرشادي قائم على نظرية العقل في تحسين الكفاءة اللغوية لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيسي عدة تساؤلات فرعية تتمثل في:
ما مدى فاعلية برنامج إرشادي قائم على نظرية العقل لتحسين الكفاءة اللغوية لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس عدة اسئلة فرعية تتمثل في:
1- الى اي مدى توجد فروق بين افراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بالنسبة لتحسين الكفاءة اللغوية لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
2- الى اي مدى توجد فروق بين افراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي بالنسبة لتحسين الكفاءة اللغوية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
3- الى اي مدى توجد فروق بين افراد المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي بالنسبة لتحسين الكفاءة اللغوية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
4- الى اي مدى توجد فروق بين افرادالمجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي بالنسبة لتحسين الكفاءة اللغوية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
أهداف الدراسة:
1- التحقق من فعالية برنامج إرشادي قائم نظرية العقل لتحسين الكفاءة اللغوية لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بعد تطبيق البرنامج، والوقوف على مدى فعالية البرنامج في تحسين الكفاءة اللغوية لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بعد الانتهاء من التدريب عليه.
2- الخروج ببعض التوصيات والمقترحات التربوية التي قد تفيد المتهمين والعاملين في مجال رعاية الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
أهمية الدراسة:
تتضح أهمية الدراسة من الناحيتين: النظرية والتطبيقية:
(1) الأهمية النظرية:
‌أ- محدودية الدراسات السابقة- في حدود إطلاع الباحث- التي تناولت تحسين الكفاءة اللغوية من خلال إعداد برنامج إرشادي قائم على نظرية العقل في البيئة العربية مما يجعل الحاجة ملحة لدراسات تحاول إلقاء الضوء علي هذا المفهوم في علاقته الخاصة باضطراب طيف التوحد ذو الاداء الوظيفي المرتفع تحديداً، مما يمهد لوضع برامج علاجية تستخدم مهام هذه النظرية ( نظرية العقل)، وتحاول الارتقاء بقدرات الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد الادراكية و المعرفية و اللغوية .
‌ب- تسهم الدراسة في إثراء التراث السيكولوجي ذو العلاقة باضطراب طيف التوحد من خلال تناول الكفاءة اللغوية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وتأصيلها نظرياً،وأثر البرنامج الإرشادي القائم على نظرية العقل لتحسين الكفاءة اللغوية لديهم.
(2) الأهمية التطبيقية:
تتضح من خلال ما سوف تقدمه الدراسة من برنامج إرشادي لتحسين الكفاءة اللغوية قائم على نظرية العقل للتعرف على فعاليته في تحسين الكفاءة اللغوية، والمساهمة في زيادة فرص مشاركة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وتواصلهم وتفاعلهم واندماجهم في المجتمع،ومن الأهمية النظرية أيضاً، توفير أداة للقياس،لقياس الكفاءة اللغوية لأطفال اضطراب طيف التوحد يمكن الاستعانة به في التعرف على بعض الخصائص اللغوية المميزة للطفل ذوي اضطراب طيف التوحد،وأيضاًاستفادة الباحث من المعلومات والمعطيات والنتائج التي يمكن توظيفها في مجموعة من التوصيات التربوية او البحثية التي تفيد في هذا المجال.
مصطلحات الدراسة:
1 مصطلحات الدراسة:
1- البرنامج الإرشاديCounseling Program:
يعرف (محمد سعفان، 2017: 22) البرنامج الإرشادي بأنه ”مجموعة من الوحدات المخططة لتحقيق أهداف معينة بحيث تمهد كل وحدة للوحدة التي تليها وبحيث يتضح الترابط فيما بينهم، أي أنه مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها الأفراد في تكامل وتعاون بما يعمل على توظيف طاقتهم فيما يتعلق مع ميولهم وحاجاتهم وقدراتهم واستعدادهم في جو يسوده الأمن والطمأنينة.
ويعرف الباحث البرنامج الإرشادي في الدراسة بأنه ”برنامج منظم ومخطط يستند إلى مبادئ وفنيات الإرشاد النفسي،من خلال استخدام أنشطة قائمة على مهام نظرية العقل، بهدف تحسين الكفاءة اللغوية لدى الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد تقوده للتعبير عما بداخله من مشاعر ومشكلات وما يشعر به تجاه الآخرين بدون حرج أو خوف وذلك لتحسين توافقه النفسي والاجتماعي”.
(2) نظرية العقل: (Theory of Mind):
تعرف نظرية العقل بأنها قدرة الطفل على قراءة أفكار ومشاعر ورغبات ومعتقدات الآخرين من خلال قدرته على فهم تعبيرات وجوه الآخرين وعواطفهم واستخدام تلك المعلومات لتحليل وترجمة ما يقولون ولفهم السلوك الصادر منهم والتنبؤ بالخطوة التالية التي سيقدم عليها الآخرين، ومنا يتم استنتاج أفكار الآخرين.(أشرف أحمد عبد القادر وآخرون، 2017: 382)
تعرف نظرية العقل بأنها القدرة على إدراك الحالات العقلية للذات وللآخرين، وكذلك التنبؤ بسلوك الآخرين وفقا لحالاتهم العقلية. Meng-Jung Liu et al., 2018: 2))
ويتبنى الباحث تعريف عبد العزيز الشخص لـ مهام نظرية العقل: ”قدرة الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد على استنتاج وفهم أفعال الآخرين (الأفكار، المعتقدات، الرغبات، المشاعر، ما ينوون عمله... الخ) والتجاوب معهم، واستخدام تلك المعلومات لتحليل وتفسير ما يقولونه، بحيث يستطيع الطفل حل المشكلات التي تواجهه في المواقف الاجتماعية اليومية من خلال قراءة أفكار الآخرين ”أي ما يفكرون فيه”. (عبد العزيز الشخص، 2012 : 782)
(3) اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorders (ASD):
تعرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي American Psychological Association (APA, 2015: 33) اضطراب التوحد بأنه اضطراب نمائي سلوكي شامل، يظهر قبل عمر ثلاث سنوات، وهو أحد اضطرابات طيف التوحد، ويؤثر سلباً على العديد من المجالات يشمل التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، والتواصل اللفظي، والتواصل غير اللفظي، وظهور سلوكيات وحركات نمطية، والانشغال بأشياء واهتمامات غير عادية وقصور في اللعب التخيلي، إضافة إلى تأثيره على الجوانب المعرفية، والأكاديمية بدرجات متفاوتة ويترافق بإعاقة عقلية بمختلف مستوياتها في 75- 80% من الحالات.في حين تعرف الجمعية اضطراب طيف التوحد على أنه إعاقة نمائية شديدة، تتصف بعجز نوعي في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي ومظاهر السلوك المحددة والمتكررة.
ويشير (خالد سعد النجاري،2015: 30), بأنهم مجموعة من الأطفال لديهم اضطراب ارتقائي يتضح في التواصل اللفظي وغير اللفظي وقصور في التواصل الاجتماعي واللغوي وذلك من خلال المقاييس المستخدمة في تشخيص التوحد وعادة ما يظهر قبل الشهر الثلاثين من العمر.
ويعرف الباحث الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد بأنه: ”الطفل الذي لديه اضطراب نمائي عصبي يؤثر بشكل مباشر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوكيات النمطية ومشخص على معايير DSM IV، ومقياس جيليام بدرجة بسيطة، ومشخص على مقياس استانفورد بينيه الصورة الخامسة بدرجة ذكاء من (90-110)، وعمره الزمني من6- 8 سنوات”.
(4) الكفاءة اللغوية (Linguistic Competence):
أشار علي و درويش Ali & Darwish, 2011, 65 )) إلى أن الكفاءة اللغوية هي قدرة الطالب على استخدام اللغة في طرح الأسئلة، وقراءة النصوص، ومعالجة الأفكار، وتحدي ما هو مطلوب من الطالب في الفصول الدراسية.
ويعرف ”عبدالله محمود سليمان” (2017: 211), الكفاءة اللغوية بأنها ”قدرة الطفل على استقبال الأصوات والموضوعات بهدف إدراك وفهم وتذكر معانيها، ونطق الكلام بصورة صحيحة وتحويله إلى سلوك لغوي ملاءم للتواصل به مع الآخرين، ومعرفة أوجه الشبه والاختلاف بين الأصوات والصور والكلمات والتعبير عن المشاعر، ونسخ رموز الكتابة والأشكال لتحقيق تناسق حركة العين واليد.
ويعرف الباحث الكفاءة اللغوية بأنها: ”هي قدرة الطفل على استقبال الاصوات والموضوعات بهدف ادراك وفهم وتذكر معانيها، وتحويله الى سلوك لغوي ملائم من خلال المعرفة الضمنية بالمهارات اللغوية التي تتيح للفرد امكانية التعبير،عن طريق توضيح افكاره باستخدام الكلمات المناسبة ومدلولها للتواصل بها مع الاخرين.
محددات الدراسة:
تتحدد هذه الدراسة بما يلي:
أ- المنهج:
تعتمد الدراسة على المنهج شبه التجريبي Semi-Experimental Design ذو المجموعتين أحداهما تجريبية والأخرى ضابطة، والذي يقوم على دراسة العلاقة بين المتغير المستقل Independent variable (برنامج ارشادي قائم على نظرية العقل)، والمتغير التابع The dependent variable (الكفاءة اللغوية)، حيث يحاول الباحث التحقق من مدى فاعلية برنامج ارشادي قائم على نظرية العقل لتحسين الكفاءة اللغوية لدى عينة من اطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
ب- العينة:
تكونت عينة الدراسة من (20) طفلاً مشخصين باضطراب طيف التوحد من فئة الدعم الجوهري البسيط ، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين أحدهما تجريبية والأخرى ضابطة كلا منهما (10) أطفال مشخصين باضطراب طيف التوحد/ذوي الدعم الجوهري البسيط - المتوسط ، وتتراوح أعمارهم ما بين (6-8) سنوات.
ج- الحدود الجغرافية: تم اختيار عينة الدراسة التجريبية من المراكز التالية الواقعة بالمملكة الاردنية الهاشمية وشملت محافظتين (عمان- إربد): مركز أطلس الشرق للتوحد وتنمية القدرات، والأكاديمية الأردنية للتوحد، والمركز الاستشاري للتوحد، ومركز إربد للتوحد، ومركز الأوج للتربية الخاصة.
د- الحدود الزمنية: استغرق تطبيق البرنامج على مدى ”تقريبا” ثلاثة أشهر بدءاً من 4/03/2018 – 5/06/2018 ، بواقع 4 جلسات في الأسبوع، مدة الجلسة (30) دقيقة.
ج- الأدوات:
1- مقياس ستانفورد بنيه الطبعة الخامسة (تعريب : محمود السيد أبو النيل، محمد طه،عبد الموجود عبدالسميع 2010)
2- استمارة المستوى الاجتماعي/ الاقتصادي/ الثقافي للأسرة. (إعداد : الباحث)
3- مقياس ”جيليام لتقدير اضطراب طيف التوحد (الطبعة الثانية) Gilliam Autism Rating Scale-2(GARS-2) (تعريب :محمد عبد الفتاح الجابري ,2008).
4- مقياس الكفاءة اللغوية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (إعداد : الباحث)
5- البرنامج الإرشادي القائم على نظرية العقل لتحسين الكفاءة اللغوية لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. (إعداد: الباحث)
د- الأساليب الإحصائية:
اسـتخدم الباحث الحالي عـدة أسـاليب إحصـائية للتحقق من صحة فروض الدراسة وذلـك بالاسـتعانة ببـرامج الحـزم الإحصـائية SPSS المسـتخدمة فـي العلـوم الاجتماعيـة, والأساليب الإحصائية المستخدمة هي:
- اختبار ”مان ويتني” للعينات المستقلة
- اختبار ”ويلكسون” للعينات المرتبطة.