Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
آليات التفاعل الاجتماعي في الأسرة وتأثيرها علي تنشئة الطفل :
المؤلف
إبراهيم، أسماء صابر عبد العليم.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء صابر عبد العليم إبراهيم
مشرف / سـهير عـادل العـطار
مشرف / أسماء عبد المنعم إبراهيم
مشرف / هدي عبد المحسن
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
412ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
24/6/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 412

from 412

المستخلص

ملخص الدراسة
تحددت مشكلة الدراسة في التعرف علي آليات التفاعل الاجتماعي والكشف عن الدور المهم والرئيسي الذي تلعبه في عملية التنشئة الاجتماعية لطفل الأسرة الريفية، ومعرفة مدي درجة تطبيقها والتمسك بها من جانب الأبوين ووفقاً لمظاهر نمو الطفل واحتياجاته المختلفة داخل كل فترة عمرية من حياته، والوقوف علي مدي فاعليتها في ترسيخ قيم المجتمع وعادته وأعرافه وتقاليده في ذهن الطفل مما يساعده علي التكيف مع هذا المجتمع ومع أفراده، وإبراز أهمية الجوانب الاجتماعية في تشكيل شخصية الطفل، حيث أن معظم الآباء يركزون علي تنمية الجوانب المعرفية والعقلية فقط، هذا بالإضافة إلي التعرف علي التحديات والتغيرات التي تواجه المجتمع عامة والأسرة الريفية بوجه خاص في وقتنا الحالي والتي قد تؤدي إلي تضاؤل واضمحلال التفاعل الاجتماعي بين الآباء وأبنائهم مما يؤثر سلباً علي تنشئتهم الاجتماعية، ومن هنا جاءت الدراسة لتحليل وتفسير هذا الموضوع، ومحاولة التنبؤ بما سوف يطرأ عليه من تغيرات وتطورات.
وتكمن الأهمية النظرية في أهمية المرحلة العمرية التي تتناولها هذه الدراسة، فمرحلة الطفولة تعد من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الفرد، والتي تتحدد خلالها معالم شخصية الفرد مستقبلاً، حيث تعد الفترة الذهبية لتعلم المهارات الحسية والمعرفية ومهارات التفاعل الاجتماعي واكتسابها والتي تساعد الفرد علي تحقيق قدر من الاستقلال الذاتي والاعتماد علي النفس.
ويدلنا التراث البحثي علي أن هناك ندرة في الدراسات السوسيولوجية المعنية وبشكل خاص لآليات التفاعل الاجتماعي وآثرها على تنشئة الطفل في المجتمع المصري بصفه عامة والأسرة الريفية بصفه خاصة، حيث تناولته في ثنايا بعض الفصول ولم تنفرد له بدراسة متعمقة متكاملة، لذلك تأتى الدراسة الحالية كمحاولة متواضعة لمعرفة آليات التفاعل الاجتماعي وكيفية استخدامها في الأسرة الريفية، مع التركيز علي أبعادها (الاجتماعية، والثقافية، والأخلاقية، والدينية) في ضوء وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة.
أما الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة فتكمن في محاولة متواضعة للخروج ببعض النتائج التي تفيد المسئولين والقائمين علي المؤسسات الاجتماعية والإعلامية بتوعية وتبصير الآباء والأمهات في الأسرة المصرية بأهمية تطبيق آليات التفاعل الاجتماعي بصورتها النموذجية والمثالية والمتدرجة بما يتفق مع مظاهر نمو واحتياجات الطفل في كل فترة عمرية لديه.
هدفت هذه الدراسة لمحاولة فهم التفاعل الاجتماعي في الأسرة الريفية المصرية، ومحاولة تقديم توضيح وتفسير لآليات هذا التفاعل وأهمية وكيفية تطبيقها عبر المراحل العمرية المختلفة للطفل، والكشف عن تأثير دور التكنولوجيا الحديثة علي أداء الأسرة في تطبيقها لآليات التفاعل الاجتماعي الموجهة للطفل، وتقديم رؤية إستشرافية مستقبلية، بغية وضع البدائل والحلول العلمية للمشاكل التي تثور بصددها الفهم الخاطىء لآليات التفاعل الاجتماعي، وكيفية تطبيقها.
وتبنت الدراسة الاتجاه التكاملي الذي لا يعتمد علي اتجاه نظري بعينه، وإنما يجمع بين أكثر من اتجاه نظري بحيث يساعد في تفسير جميع جوانب موضوع الدراسة، وتمثل الاتجاه النظري في تبني بعضٍ من مفهومات وقضايا المدخل النسقي (تالكوت بارسونز)، نظرية التفاعلية الرمزية، نظرية التعلم الاجتماعي، نظرية الدور الاجتماعي، وأخيراً اتجاه ما بعد الحداثة.
واستخدمت الباحثة في دراستها عدة مناهج منها المنهج (الوصفي، والمقارن، ودراسة الحالة) واستعانت بدليل دراسة الحالة والذي تم تطبيقه علي (30) حالة بإحدى قري محافظة القليوبية (قرية القشيش) بواقع (60) مفردة من (الآباء، والأمهات) معاً، وقَسمت وفقاً للشرائح الطبقية الثلاثة (9) أسر من الشريحة العليا، (11) أسرة من الشريحة الوسطي، (10) أسر من الشريحة الدنيا، واستخدمت أيضاً أداتي (المقابلة المتعمقة، والملاحظة المقننة).
ـــــ ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة:
1ــــــ إذا كانت الدراسة الميدانية قد أظهرت أن التفاعل الاجتماعي قائماً في ظل الأسرة الريفية المصرية التي تنتمي لمستويات اجتماعية اقتصادية عليا ووسطي ودنيا، إلا أنها تختلف في أمرين أولهما: يتعلق بحجم ما يتمتع به الطفل من تفاعل، وثانيهما: يخص الكيفية أو الآلية التي يمكن أن يؤدَّي بها هذا التفاعل أو يمارس من خلال تلك المستويات الطبقية الثلاثة وأثره علي التنشئة الاجتماعية للطفل.
2ــــــ قد يحدث تداخلاً بين المستويات الطبقية المختلفة بالنسبة لعناصر وبنود دراسة الحالة والتي تعكس درجة ونوع الآلية وسمات التفاعل الاجتماعي الأسري, حيث أن الاختلافات بين الشرائح الطبقية الثلاثة ليست مطلقة بل نسبية.
3ـــــ يعزي هذا التداخل بين الشرائح الثلاثة إلي أنه رغم أن لدي كل طبقة من هذه الشرائح أسلوبها الخاص بها في الحياة، إلا أنها تعيش في ظل سياق مجتمعي ثقافي واحد، فإننا لسنا بمعزل عن هذا العالم الفسيح من حولنا، بل نحن جزء منه نؤثر فيه ونتأثر به. فقد أصبح العالم وكأنه قرية صغيرة تشهد ثورة تجلت في ظهور أنماط جديدة من تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات.
4ــــ كلما ارتفع المستوي الاقتصادي والتعليمي للأسرة كلما زادت مساحة التفاعل بين الوالدين والطفل وزاد وعيهم بآليات التفاعل الاجتماعي أثناء التعامل معه، وكلما انخفض المستوي الاقتصادي والتعليمي كلما قلت وتضاءلت مساحة التفاعل الاجتماعي.
5ــــــ أثبتت الدراسة الميدانية أن اتساع السكن وقلة عدد الأطفال ساهم في زيادة مساحة وفرص التفاعل بين أفراد الأسرة كما في الشريحة العليا، حيث اتساع المكان يبعث الراحة ويقلل من الاحتكاك بين أفراد الأسرة، وعلي العكس في الشريحة الدنيا فإن ضيق المكان مع زيادة عدد الأطفال يدعوا إلي القلق والتوتر وكثرة الاحتكاك مما يقلص من حدة التفاعل والمشاركة الأسرية.
6ـــــ كلما اختلفت الملاءة الاقتصادية والمستوي التعليمي والثقافي للأفراد كلما أثر ذلك علي تربيتهم للطفل من الناحية العلمية والعقلية واختلفت معتقدات الأفراد، حيث أثبتت الشريحة العليا ذلك أثناء تأكيدها علي عدم وجود اختلاف بين الولد والبنت في نوع أو مستوي التعليمي وكلا الأبوين مسئولين عن اتخاذ مثل هذه القرارات، يليها الشريحة الوسطي فقد أكد غالبية الأفراد علي عدم الاختلاف ولكن تبعا لظروف الأسرة وقدرات الطفل وأن الأب هو المسئول الأول في الأسرة عن مثل هذه القرارات، ثم الشريحة الدنيا حيث أكدت نصف الحالات ذلك، واتخاذ القرار في ذلك يرجع إلي الأم أحياناً وإلي الأب أحياناً.
7ــــ اختلاف الكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في القرية من حيث هيمنة الثقافة الذكورية وتفضيل الولد عن البنت، و اختلاف مكانة المرأة الريفية ومشورتها في اتخاذ بعض القرارات المهمة في الأسرة (عدم تأثر الوالدين بأسرة النشأة الأولي) وخاصة في الشريحة العليا، ويعزي ذلك إلي التغيرات والتطورات التي طرأت علي الريف المصري.
8ـــــ أصبح التعليم في القرية المصرية له دور كبير وأهمية كبيرة عند الأفراد ذكوراً وإناثاً، فقد زادت حدة المنافسة علي التعليم بين (الذكور والإناث) أو بين الذكور بعضهم البعض أو الإناث أيضاً في الآونة الأخيرة.
9ــــــ أوضحت الدراسة مدي أهمية استخدام آليات التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة (التدريب والتلقين، الحوار والإقناع، القدوة والمحاكاة) ــــــــ فهي أسلوب حياة ــــــــ وأثرها علي عملية التنشئة الاجتماعية للطفل عبر مراحل عمره المختلفة في الشرائح الطبقية الثلاثة علي الرغم من اختلافها نسبياً من حيث معدل استخدامها حيث زاد استخدامها بين أفراد الشريحة العليا.
10ـــــــ أكدت الدراسة الميدانية علي مدي أهمية القدوة في حياة الطفل، حيث اتخذت الشرائح الطبقية الثلاثة المستوي التعليمي والثقافي للفرد كنموذج يقتدي به الطفل.
11ــــــ أثبتت النتائج الميدانية أهمية الدور الذي يلعبه الإخوة والأخوات وخاصة (البنت الكبرى) في تربية ورعاية وتنشئة الطفل داخل الأسرة ومدي العبء والمسئولية التي تحملها علي عاتقها خلال ما تقوم به من داخل وخارج المنزل، وتقل هذه المسئولية وينكمش هذا الدور لدي أفراد الشريحة العليا حيث يعد الأبوين هما المصدر الرئيسي والأساسي في عملية التربية، وتقل هذه المسئولية تدريجياً بين أفراد الشريحة الوسطي، وتزداد حدتها بين أفراد الشريحة الدنيا.
12ـــــــ أكدت الدراسة أنه علي الرغم من ارتفاع نسبة الأمهات المتفرغات لشئون البيت والأطفال في هذه الشريحة ــــــــ كما ذكر سابقاً ـــــــ ويعزي ذلك لأمرين أولهما: الجهل بمعطيات التفاعل نظراً لانتشار الأمية الأبجدية والثقافية التي تعاني منها الأم ( المستوي التعليمي والثقافي)، وثانيهما: أن بعضاً منهم كان يعمل خارج المنزل (بائعة متجولة بالأسواق) مما قلل من فرص التفاعل والمشاركة مع الطفل (المستوي الاقتصادي المتدني للأسرة).
13ـــــــ مدي أهمية المكانة والدور الذي يلعبه الأهل والأقارب (الجماعات القرابية) وأحياناً الجيران في تنشئة الطفل، علي الرغم من استقلالية الأسرة (النووية) عن العائلة (الأسرة الممتدة)، حيث أظهرت الدراسة الميدانية أنه استقلالاً نسبياً وليس كلياً مطلقاً.
14ـــــــ وقد أظهرت الدراسة الميدانية استخدام الوالدين لأسلوب الجدية والصراحة في التعامل مع الطفل أكثر من التدليل في الشرائح الطبقية الثلاثة، أما بالنسبة لأسلوبي الثواب والعقاب فقد اتفقت الشرائح الثلاثة علي نوعين من الثواب (المادي، والمعنوي) المستخدم أثناء التعامل مع الطفل، ولكنهم يختلفان من حيث (النوع والتكلفة أو القول والتعبير) من شريحة لأخرى، كما يحظى الأب بالجانب الأكبر في الشرائح الطبقية الثلاثة بمكافأة الطفل مادياً (اللعب، والهدايا) ويختلف الثواب المادي بين الأطفال من حيث النوع والعمر في الشرائح الطبقية الثلاثة.
15ــــــــ يوجد أيضاً نوعين من العقاب ( العقاب المعنوي، والعقاب المادي) تستخدمهم الشرائح الطبقية الثلاثة بمعدل وترتيب وأسلوب مختلف حسب عمر الطفل وتبعاً لكل شريحة، حيث يكثر استخدام هذين النوعين وبشكل دائم ومستمر طول اليوم بين أفراد الشريحة الدنيا، وتقل حدته نوعاً ما بين أفراد الشريحة الوسطي، أما بالنسبة للشريحة العليا فتبدأ باستخدام أسلوبي التأنيب والتوبيخ ثم التحذير والتهديد والوعيد ويأتي الضرب في المرحلة الأخيرة، ويستخدم بعض أفراد هذه الشريحة أسلوب السب والقذف أحياناً.
16ـــــــ كما بينت الدراسة الميدانية أن الأم أكثر عقاباً للطفل من الأب في الشرائح الطبقية الثلاثة ـــــ بحكم تواجدها الدائم مع الطفل ــــــ وأن الأم أكثر تدليلاً للطفل من الأب في (الشريحة الدنيا)، بينما يعد الأب أكثر تدليلاً للبنت عن الولد أحياناً في (الشريحة العليا)، وعلي العكس تماماً يعد الأب أكثر تدليلاً للولد عن البنت في كلاً من الشريحتين( الوسطي، والدنيا).
17ــــــ أظهر الواقع الميداني مدي تأثير وسائل الاتصال الحديثة من النواحي (الاجتماعية، النفسية، الدينية والأخلاقية، الثقافية والتعليمية، الصحية، الترفيهية) بالإيجاب والسلب علي أبناء الشريحة العليا، وبالتالي تأثيره بالسلب علي مستوي تفاعل الطفل داخل الأسرة أو مع الآخرين.