الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص قد يتعرض الطفل المتميز للسخرية والاستهزاء من قبل غيره من الأطفال؛ لأنَّ ردودَ أفعاله للأحداث والخبرات الحياتية غيرُ مألوفةٍ, فكثير من الناس لا يدرك أن الانفعالاتِ جزءٌ لا يتجزأ من الموهبة, بل ينظر إلى التعبير عن الانفعالات على أنه عدمُ ثباتٍ أو عدمُ اتزان انفعالى, بدلًا من النظر إليه بوصفه دالة للحياة الانفعالية الداخلية الشديدة الثراء -كما يرى علماء نفس الموهبة- حيث يؤكد علماء نفس الموهبة أن للموهبة مكون انفعالى واضح مثل المكون العقلى تماماً. وكثيرًا ما تدفع مثل هذه المواقف الانفعالية وردود أفعال المحيطين بالطفل تجاهها الطفل المتميز إلى أن يردد بينه وبين نفسه: ”هناك خطأ ما فى تكوينى, لا يبدو أن هناك شخصًا آخرَ يشعرُ بما أشعرُ”. فغالبًا ما يلاحظ آباءُ الأطفال المتميزين ومعلموهم أن هؤلاءِ الأطفالَ (التلاميذَ) لهم ما يمكن تسميته بالموقف الانفعالى من كل الأحداث أو الوقائع والخبرات التى يتفاعلون معها والتى قد يتصور هؤلاءِ الآباءُ والمعلمون أنها مواقفُ تفاعلٍ عاديةٌ لا تستدعى على الإطلاق التجاوب الذى صدر من أطفالهم (تلاميذهم)؛ وفى حقيقة الأمر: إن انفعال هؤلاءِ المتميزين هو دليل على طريقة مختلفة لرؤيتهم وتفسيرهم للعالم. وَبِنَاءً على ما سبق نجد أنفسنا أمام مشكلة فئة من أبنائنا تعانى على الرغم من تميزها. ثم إن كان هناك من يملك القدرة على التفوق على الرغم من كل هذه الضغوط والظروف البيئية الحياتية الصعبة؛ إذن فنحن أمام ظاهرة جديرة بالدراسة, فمشكلة هؤلاء المتميزين هى محور الدراسة الحاليَّة التى تهدف إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين نوعية الحياة ببيئاتها المتباينة (المنخفضة أو المتوسطة أو المرتفعة) ومستوى الاتزان النفسى الانفعالى والدافعية للتميز لدى عينة من هؤلاء الأطفال الموهوبين بتفوقهم دراسيًّا. |