الفهرس 
أحكام القرائن الحالية وتطبيقاتها من كتاب فتح البارييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
المستخلص
ثمة عوامل كثيرة تتضافر لتحديد المراد من النصوص الشرعية، ومن هذه العوامل القرائن اللفظية والقرئن الحالية، وتشكل الأخيرة العوامل الخارجية وهي عوامل غير لفظية، تدرك من الموقف الكلامي، وهي بدورها تشكل عوامل مهمة لإدراك المراد من النصوص الشرعية، وقد حظيت العوامل اللفظية باهتمام بالغ، بينما لم تنل العوامل الخارجية نفس الاهتمام، بل أحيانا تكاد تهمل تماما ليتمّ الاعتماد على النصوص بمعزل عنها مما يجعل النصوص تفقد جزءا كبيرا من معناها .
ومن هنا جاء البحث ليؤكد على أثر القرائن الحالية بمكوناتها من متكلم ومخاطب وبيئة مكانية وزمانية وأحوال اجتماعية وغيرها في توجيه النصوص الشرعية، وقد جاء البحث تطبيقيا على كتاب ”فتح الباري شرح صحيح البخاري ” لابن حجر العسقلاني (رحمه الله) باعتباره موسوعة علمية فريدة ضمت آراء مصنفها وغيره من العلماء، بالإضافة إلى أنّ شروح الحديث تمثل ميدانا خصبا تتجلى فيه القرائن الحالية من خلال التوجيهات المتنوعة لمعاني النصوص الشرعية .
وقد قام الباحث باستقراء كتاب فتح الباري لاستخلاص مادة البحث المتعلقة بالقرائن الحالية وتصنيفها وتبويبها، وبيان تأثيرها في التوجيه الفقهي للنصوص الشرعية، وقد شمل هذا التأثير بيان النص وتاويله وتخصيصه والجمع بينه وبين ما قد يعارضه، وكشف أنّه لابد من الوقوف على القرائن الحالية لفهم النص الشرعي فهما صحيحا ، كما استخلص أيضا تأثيرا للقرائن الحالية في تغير بعض الأحكام الشرعية .
وكشف البحث من خلال التطبيق على كتاب فتح الباري عن حضور القرائن الحالية حضورا بارزا بجميع أقسامها وتأثيراتها في فهم النصوص الشرعية، مما يثرى القواعد النظرية المتعلقة بالقرائن الحالية بشواهد تطبيقية ، وأوضح كيف استثمرها العلماء لتوسيع دائرة فهم النص بما يفتح آفاقا للاجتهاد المنضبط - و لاسيما في ضوء المتغيرات والمستجدات - وبما لا يتعارض مع الأصول الشرعية، وقد خلص البحث إلى ضرورة الاعتماد على القرائن الحالية في بيان النصوص الشرعية، باعتبارها إحدى آليات الفهم الأمثل للنصوص الشرعية .
الكلمات المفتاحية : القرائن الحالية – التوجيه الفقهي - فتح الباري لابن حجر .