Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور وسائل الإعلام المحلية في تنمية الوعي ببعض قضايا العنف ضد المرأة الريفية:
المؤلف
هندي، سارة عيسى ابراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / سارة عيسى ابراهيم هندي
مشرف / سامية عبد العظيم محروس
مشرف / غادة عبد التواب اليماني
مناقش / مجدي على يحيى
الموضوع
الاعلام المحلى. المراة الريفية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
339ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الزراعية والعلوم البيولوجية (المتنوعة)
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الزراعة - المجتمع الريفى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 339

from 339

المستخلص

يسهم الإعلام في تكوين الوعي المجتمعي للمرأة سلباً أو إيجاباً، مستعيناً على ذلك برسائله الإعلامية التي تحملها الجريدة والمجلة، وتؤديها الإذاعة والتليفزيون، خصوصاً التليفزيون الذي أصبح أداة إعلامية خطيرة يتصل تأثيرها المتزايد بالأعمال الدرامية، التي أصبحت تحتل مساحة متميزة من الخارطة الإعلامية، وتلقى التفافاً واسعاً من الجماهير لمتابعتها. ويحدث التأثير السلبي للإعلام عن طريق صياغة وتثبيت وإشاعة الصورة السائدة عن المرأة التابعة، سواء في أذهان الرجال الذين تربوا ثقافياً وإعلامياً على أنهم الأقوى والأقوم، أو في أذهان النساء اللائي لا يزلن خاضعات للأيدلوجية المجتمعية السائدة عن المرأة التابعة، أو في أذهان الأطفال الذين تربوا على تمثل الصورة السائدة للمرأة، فتتابع أجيالهم المؤمنة بسلامة هذه الصورة وصحتها، ولا يخامرهم الشك في مصداقيتها، سواء أصبحوا رجالاً يعيدون إنتاج أيدلوجيا التفوق الذكوري التي تبقي على وضعهن المتردي، أو يمارسن العادات التي لا تخرجهن من منطقة الهامش الاجتماعي.
وتعود الأسباب التي تقف وراء تناول الإعلام لقضايا المرأة بصورة عامة، والعنف الواقع عليها بصورة خاصة، بهذا الشكل الذي تحدثنا عنه في السطور السابقة، إلى التحديات والصعوبات التي تواجه تغطية مثل هذه المواضيع‏، فأخبار العنف والجرائم المرتكبة ضد المرأة تشكل نسبة لا بأس بها من مجموع المضمون اليومي للعنف الذي تنقله وسائل الإعلام، فحجم ما ينشر في وسائل الإعلام من مظاهر العنف ضد المرأة هائلاً ومفزعاً، فلا يمكن أن تقرأ صحيفة أو تشاهد تليفزيون ما دون أن تسمع خبراً أو أكثر يتحدث عن العنف والجرائم المرتكبة ضد المرأة، فهذا الغذاء اليومي المتمثل في تقديم جرائم العنف الأكثر بشاعة ضد المرأة، يرسم صورة مخيفة للعالم وتصوره على أن جرائم العنف أصبحت من السمات العادية للحياة اليومية، لدرجة أنها لم تعد تلفت النظر أو تستدعي الانتباه.
ومما لا شك فيه أن أجهزة الإعلام لا يمكن أن تبث رسائل موجبة عن المرأة، إلا إذا كانت الدولة التي تمتلك هذه الأجهزة مؤمنة بقضية المرأة، مسلمةً فعلاً أنها نصف المجتمع الذي لا ينبغي تجميده أو الإسهام في تخلفه، ويحدث ذلك عندما تكون سياسات الدولة نفسها لا تعرف تحيزاً يمايز بين الرجل والمرأة، أو يضع المرأة في درجات أدنى بكثير من الدرجات التي تضع عليها الرجل. وإذا آمنت الدولة بقضية المرأة، وراعت في إستراتيجيات عملها المساواة الفعلية بين المرأة والرجل، وإزالة العقبات التي تحول دون ذلك، يمكن للإعلام الحكومي – في مجالاته المتعددة وأساليبه المتنوعة – أن يبث رسائل إيجابية من شأنها تغيير الوعي المجتمعي الخاص فيما يتصل بصورة المرأة الجديدة، وتصفية الأذهان من الشوائب التي تظل عالقة من بقايا الصورة القديمة السلبية.
مشكلة الدراسة
إن قضية العنف ضد المرأة الريفية هي قضية مجتمعية أخلاقية معقدة، ترجع أساساً إلى تراجع القيم الاجتماعية في المجتمع، هذه الظاهرة التي بلغت معدلات خطيرة في الأعوام الأخيرة، متجاوزة كل الخطوط الحمراء التي وضعها المجتمع كصمام لأمنه واستقراره، وتتطلب لمواجهتها مشاركة جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة، والمسجد، والمدرسة، وحتى وسائل الإعلام بكل أشكالها المقروءة والمسموعة والمرئية، نظراً لما تمتلكه هذه الأخيرة من خصائص وإمكانيات تكنولوجية متنوعة، تساعدها في التأثير على المجال المعرفي والوجداني والسلوكي للفرد. ورغم الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في معالجة مثل هذه الظواهر، إلا أن تعامل الحقل الإعلامي مع هذه القضية كان ومازال موضع اختلاف وتضارب، في الآراء والاتجاهات والمواقف بين العديد من الدارسين والإعلاميين حول تأثير ودور وسائل الإعلام، بين طرف يرى بأنه أسهم في نشر التوعية حيالها، وطرف آخر يرى بأنه ساعد في تفشيها.
تساؤلات الدراسة
يمكن بلورة مشكلة الدراسة من خلال طرح التساؤل التالي: هل أسهمت وسائل الإعلام المحلية في التصدي لكافة أشكال العنف ضد المرأة بصفة عامة؟ وهل كان لها دور محسوس بنشر التوعية بقضايا العنف ضد المرأة الريفية بصفة خاصة؟ وذلك من خلال الإجابة على التساؤلات الآتية:
1- ما أكثر قضايا العنف ضد المرأة الريفية المثارة في وسائل الإعلام المحلية خلال فترة التحليل؟
2- ما الهدف من نشر وعرض قضايا الدراسة في وسائل الإعلام المحلية؟
3- ما نوع المعالجة المستخدمة لقضايا العنف ضد المرأة الريفية خلال فترة التحليل؟
4- ما هي المواد الإخبارية التي تم التركيز عليها للتعبير عن شكل عرض البرامج من حيث الوسائل التعبيرية المستعملة في عرض الحلقات ونوعيتها؟
5- إلى أي حد تساهم القنوات المحلية في توعية المشاهدين بقضايا العنف ضد المرأة وبأساليب العنف وأسبابه وطرق الوقاية منه؟
أهداف الدراسة
يمكن بلورة الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على الدور الذي تقوم به البرامج الموجهة للمرأة في التليفزيون المحلي بالإسكندرية (القناة الخامسة)، لتنمية الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لدى المرأة الريفية، وإمكانية تخطيط برنامج تليفزيوني يلبي احتياجات المبحوثات في تنمية معارفهن ووعيهن واتجاهاتهن بالصورة المناسبة.
ويتفرع من الهدف الرئيسي للدراسة مجموعة من الأهداف الفرعية يمكن تلخيصها في الآتي:
1- دراسة المضامين المقدمة من خلال برامج المرأة في التليفزيون المحلي بالإسكندرية (القناة الخامسة) وتحليل محتوى برامج المرأة في التليفزيون المحلي من حيث الشكل والمضمون (فئات ماذا قيل؟ وكيف قيل؟).
2- التعرف على درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة التي اكتسبتها المرأة الريفية بعينة الدراسة من خلال تعرضها للبرامج التليفزيونية المحلية بالإسكندرية (القناة الخامسة).
3- التعرف على العلاقة بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة والمتغيرات المستقلة المدروسة وتحديد أهم العوامل المؤثرة على تلك الدرجة من الوعي.
4- التعرف على رؤى المبحوثات بعينة الدراسة لأكثر قضايا العنف ضد المرأة المعروضة ببرامج المرأة بالقناة المحلية بالإسكندرية (القناة الخامسة).
5- التعرف على مدى تقييم المبحوثات بعينة الدراسة للمعالجة الإعلامية بالبرامج التليفزيونية المحلية بالإسكندرية (القناة الخامسة) لظاهرة العنف ضد المرأة.
6- التعرف على نواحي القصور في برامج المرأة بالتليفزيون المحلي ومحاولة وضع تصور مقترح لبرنامج تليفزيوني يحقق الأهداف المطلوبة من وجهة نظر المبحوثات.
ولتحقيق أهداف الدراسة تم اختيار عينة عشوائية من الفتيات والسيدات بشرط أن يكن من المشاهدات لبرامج القناة الخامسة من قرى (الوكيل- البيضـا- الأبعدية) بمحافظة البحيرة، بلغ قوامها 150 مبحوثة بواقع 50 مبحوثة بكل قرية من القرى الثلاث. واستخدمت استمارتي تحليل مضمون والاستبيان بالمقابلة الشخصية لجمع بيانات الدراسة. وتم تجميع البيانات التي تتعلق بالدراسة التحليلية خلال الفترة من مارس 2018 إلى يوليو 2018، أما البيانات التي تتعلق بالدراسة الميدانية فقد تم تجميعها خلال الفترة من أكتوبر2018 إلى نوفمبر 2018.
وقد تمثلت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة فيما يلى:
( أ ) نتائج الدراسة التحليلية لعينة الدراسة
اختص الهدف الأول للدراسة تحليل المضامين المقدمة من خلال برامج المرأة في التليفزيون المحلي بالإسكندرية (القناة الخامسة)، وتحليل محتوى برامج المرأة في التليفزيون المحلي من حيث الشكل والمضمون (فئات ماذا قيل؟ وكيف قيل؟).
المحور الأول: نتائج الدراسة التحليليه الخاصة بتحليل فئات المحتوى (ماذا قيل؟) للبرامج التي تم تحليلها خلال الفترة من يناير 2017 وحتى إبريل 2018، وهي كالآتى:
1. جميع برامج المرأة في هذه القناة قد أُذيعت على مدى فترة التحليل بشكل أسبوعى (أى مرة واحدة في الأسبوع)، ولا يتم إعادة إذاعته مرة أخرى. كما أن جميع برامج المرأة بالقناة الخامسة تم إذاعتها في ”فترة الظهيرة” وكانت تتم بطريقة ”البث المباشر”.
2. احتل برنامج ”راجل و2 ستات” الترتيب الأول من حيث الزمن والتكرار النسبي للحلقات، ويرجع ذلك لاحتواء البرنامج على فقرة تسمى ”فقرة المشكلة” التي غالباً ما تحتوى على مشاكل أسرية عن العنف ضد المرأة.
3. احتل ”العنف النفسي أو الاجتماعى” الترتيب الأول وفقاً لموضوعات العنف ضد المرأة الواردة بالبرامج.
4. احتل برنامج ”راجل و2 ستات” الترتيب الأول وفقاً لمدى الاستعانة بالضيوف المشاركة، مما يدل أن هذا البرنامج قد أخذ بمبدأ المشاركة الجماهيرية المطلوبة التي تتناول من خلالها قضايا العنف ضد المرأة، كما جاءت فئة ”مسئول أو خبير” في الترتيب الأول بين الشخصيات التي شاركت في حلقات العنف ضد المرأة في البرامج، يليها فئة ”شخصية إعلامية” في الترتيب الثانى، ثم فئة ”الأستاذ الجامعى”.
5. قدمت البرامج قضايا العنف ضد المرأة إلى المناطق ”غير المحددة”، أي أن نسبة كبيرة توجه إلى فئات المرأة بصورة غير محددة بصرف النظر عن أماكن إقامتها.
6. جاءت ”الأسرة بأكملها” في الترتيب الأول بين نوعيات الجمهور التي استهدفتها البرامج المرتبطة بقضايا العنف ضد المرأة، ثم جاء ”الجمهور العام” بدون تحديد في الترتيب الثانى، ويليه ”ربة الأسرة” في الترتيب الثالث.
7. احتلت رسائل ”وسائل التواصل الاجتماعي” على صفحة البرامج الترتيب الأول في مشاركة المرأة في عينة البرامج التليفزيونية، وكانت معظمها عرض آراء لحل المشكلة المعروضة على البرنامج، ويأتي في الترتيب الثاني ”الحضور للاستوديو”.
8. احتلت ”المقدمة الوصفية” المرتبة الأولى وفقاً لأنواع المقدمات المستخدمة، ثم جاءت ”المقدمة التوضيحية” في المرتبة الثانية.
9. احتلت ”الخاتمة التلخيصية” المرتبة الأولى وفقاً لخاتمة البرامج المستخدمة، ويليها ”الخاتمة التقريرية” في المرتبة الثانية، وفي المقابل كان هناك غياب لمختلف الأنواع الأخرى من خاتمة الحلقات.
10. احتل ”قالب العرض” الصدارة من مجموع القوالب الإخبارية المستخدمة، يليه ”القالب الوصفي” في المرتبة التالية، في حين كان هناك غياب لمختلف القوالب الإخبارية الأخرى.
11. تعددت وتنوعت أساليب الإقناع المستخدمة في عينة البرامج التليفزيونية المدروسة، حيث احتل ”الأسلوب المنطقي” المرتبة الأولى، في حين جاء ”الأسلوب العاطفي” في المرتبة الثانية، وتأتي ”الأساليب التخويفية” في المرتبة الثالثة والأخيرة.
12. جاء أسلوب ”التعريف بالقضية وأسبابها ومقترحات حلها” في المرتبة الأولى، مما يؤكد أن أسلوب المعالجة الشاملة التي تناولتها البرامج محل الدراسة هي المعالجة المنشودة دائماً لمثل هذه القضايا.
13. تناولت قضايا العنف ضد المرأة عدد من الأهداف أهمها الهدف المتعلق ”بعرض آراء وأفكار لحل بعض المشكلات المتعلقة بقضايا العنف ضد المرأة”، وذلك لأنه يقوم بتبصير المشاهدين بمشكلات العنف ضد المرأة بالمجتمع المحيط، ويقوم بعرض آراء ومقترحات الضيوف والمشاهدين لحلها.
14. اعتمدت البرامج على ”عرض المعلومات بدون ذكر مصادر للمعلومات”، كما اعتمدت على أصحاب القضايا أنفسهم لإثراء القضايا المطروحة.
المحور الثاني: نتائج الدراسة التحليليه الخاصة بتحليل فئات الشكل (كيف قيل؟) كالتالي:
15. أُذيعت البرامج التي تناولت قضايا العنف ضد المرأة بالقناة الخامسة من خلال قالب ”البرنامج الجماهيرى” الذى احتل المرتبة الأولى، يليه في المرتبة الثانية ”قالب الحوار”، ويُؤخذ على القناة الخامسة تركيزها على عدد محدود من القوالب على حساب القوالب الفنية الأخرى.
16. حرصت القناة الخامسة/الإسكندرية أثناء تقديمها لبرامج المرأة على تواجد ”مذيعة” بالتقديم، حتى تكون أقرب للمرأة.
17. ”اللغة العامية” كانت الأكثر شيوعاً، وهذا يتناسب مع الشريحة الموجه إليها البرامج وهى فئات المرأة المختلفة، لذلك سعت هذه البرامج أن تقدم النسبة الأكبر من برامجها بهذا المستوى حتى تستطيع المرأة استيعاب ما يتم تقديمه.
18. احتلت ”الفقرة الرابعة” المرتبة الأولى في ترتيب فقرات العنف ضد المرأة في البرامج.
19. تنوعت عناصر الربط المستخدمة في عينة البرامج التليفزيونية، وكان الأكثر شيوعاً عنصر ”الكلمات” و”الموسيقى” للربط بين فقرات عينة البرامج، وذلك للتنويع في البرامج وحتى لا تمل المستمعة أو المشاهدة.
( ب ) نتائج الدراسة الميدانية لعينة الدراسة
أولاً: درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة
اختص الهدف الثاني للدراسة بالتعرف على درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة التي اكتسبتها المرأة الريفية بعينة الدراسة، من خلال تعرضها للبرامج التليفزيونية المحلية بالإسكندرية (القناة الخامسة). واستخدمت الدراسة تصنيف (موافقة/ إلى حد ما/ غير موافقة) لعدد اثنان وعشرون عبارة تعكس درجة وعي المبحوثة بقضايا العنف ضد المرأة، وأعطيت القيم (3)، (2)، (1) أو العكس قرين كل منها حسب اتجاه العبارة، وذلك كمؤشر كمي لقياس هذا المؤشر.
تشير النتائج إلى أن المدى النظري لدرجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة التي اكتسبتها المرأة الريفية بعينة الدراسة قد تراوح بين (22)، (66) درجة، بمتوسط حسابي قدره 55.05 درجة، وانحراف معياري 9.19 درجة. وبتقسيم المدى النظري لهذا المؤشر علي ثلاث فئات متساوية الطول ومتدرجة تصاعدياً لأعلي وتوزيع عينة الدراسة علي هذه الفئات وفقاً لاستجاباتهن، اتضح أن الفئة المرتفعة للمؤشر (52-66 درجة) يقع بها نحو 64% من إجمإلى عينة الدراسة، في حين تمثل الفئة المتوسطة للمؤشر (37–51 درجة) نحو 24.7% من إجمإلى عينة الدراسة، بينما تمثل الفئة المنخفضة للمؤشر (22–36 درجة) نحو 11.3% من إجمإلى عينة الدراسة. مما يعكس ارتفاع درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة التي اكتسبتها المرأة الريفية بعينة الدراسة، من خلال تعرضها للبرامج التليفزيونية المحلية بالإسكندرية (القناة الخامسة).
وللتعرف علي معنوية الفروق بين متوسطات الدرجات المعبرة عن درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة بالقرى الثلاث محل الدراسة، تم استخدام اختبار تحليل التباين، وأوضحت نتائج الدراسة أن نسبة ”F” المحسوبة بلغت 1.24، وهي غير معنوية عند أي مستوي احتمالي، مما يعني أن الفرق بين متوسطات الدرجات المعبرة عن درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة غير معنوي عند أي مستوى احتمالي. وبالتالي يمكن اعتبار العينات الثلاثة مسحوبة من مجتمع واحد.
ثانياً: العلاقة بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة وبين المتغيرات المستقلة المدروسة
أ ) العلاقة بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة وبين المتغيرات الشخصية المستقلة المدروسة
اختص المكون الأول من الهدف الثالث للدراسة بتحديد طبيعة العلاقة بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة (المتغير التابع)، وبين المتغيرات الشخصية المستقلة المدروسة.
لبيان طبيعة العلاقة الاقترانية بين المتغيرات المستقلة الشخصية المدروسة وبين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة (المتغير التابع)، تم استخدام اختبار ”χ2”. حيث تشير نتائج التحليل الإحصائي إلى وجود علاقة اقترانية بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة (المتغير التابع)، والمتغيرات الشخصية المستقلة التالية: سن المبحوثة، الحالة التعليمية للمبحوثة، سن المبحوثة عند الزواج، سن الزوج، الحالة التعليمية للزوج، عدد الأبناء الذكور، المستوى الاقتصادي للأسرة على المستوى الاحتمالي 0.01. أما المتغيرات المستقلة: متوسط أعمار الأبناء، متوسط تعليم الأبناء فقد ثبتت معنوية معاملات ارتباطها مع المتغير التابع على المستوى الاحتمالي 0.05.
ولبيان الأثر المجمع للمتغيرات الشخصية المستقلة المدروسة علي المتغير التابع (Y)، باستخدام اختبار قوة العلاقة الاقترانية ”تشيبرو”. حيث أوضحت النتائج أن المتغيرات الشخصية المستقلة التي ثبتت معنوية العلاقة بينها وبين المتغير التابع، تشرح جميعها نحو 51.6% من التباين الكلي في درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة، حيث كانت قوة العلاقة الاقترانية ”T2” تعادل 0.516، وقد ثبتت معنوية النموذج علي المستوي الاحتمالي 0.01. ويعني ما سبق أن النسبة الباقية وقدرها 48.4% يمكن أن تعزى إلى متغيرات أخرى لم تتضمنها الدراسة، ومن ثم يمكن رفض الفرض الإحصائي السادس عشر بالنسبة للمتغيرات التسعة الواردة بالنموذج، وقبول الفرض البديل.
ب ) العلاقة بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة وبين المتغيرات المستقلة المتعلقة بالبرامج التليفزيونية المدروسة
اختص المكون الثاني من الهدف الثالث للدراسة بتحديد طبيعة العلاقة بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة (المتغير التابع)، وبين المتغيرات المستقلة المتعلقة بالبرامج التليفزيونية المدروسة.
لبيان طبيعة العلاقة الاقترانية بين المتغيرات المستقلة المتعلقة بالبرامج التليفزيونية المدروسة وبين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة (المتغير التابع)، تم استخدام اختبار ”χ2”. حيث تشير نتائج التحليل الإحصائي إلى وجود علاقة اقترانية بين درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة (المتغير التابع)، والمتغيرات المستقلة المتعلقة بالبرامج التليفزيونية المدروسة التالية: متابعة القنوات التليفزيونية المحلية، متابعة القناة الخامسة بالإسكندرية، كثافة التعرض لبرامج القناة الخامسة، متابعة برامج المرأة التي تبثها القناة الخامسة، مناقشة المبحوثة الأشخاص حول قضايا المرأة، درجة توافق البرامج المعروضة مع اهتمامات المبحوثة على المستوى الاحتمالي 0.01. أما المتغيرات المستقلة: مناسبة توقيت بث برامج المرأة بالقناة الخامسة، عدد ساعات مشاهدة برامج المرأة التي تبثها القناة الخامسة، درجة طرح قضايا العنف ضد المرأة في القناة الخامسة فقد ثبتت معنوية معاملات ارتباطها مع المتغير التابع على المستوى الاحتمالي 0.05.
لاختبار صحة الفرض الإحصائـي التاسع والعشرون باستخدام اختبـار ”χ2” المجمع، لبناء نموذج تجميعي لبيان الأثر المجمع للمتغيرات المستقلة المتعلقة بالبرامج التليفزيونية المدروسة علي المتغير التابع (Y)، باستخدام اختبار قوة العلاقة الاقترانية ”تشيبرو”. حيث أوضحت النتائج أن المتغيرات المستقلة المتعلقة بالبرامج التليفزيونية المدروسة التي ثبتت معنوية العلاقة بينها وبين المتغير التابع، تشرح جميعها نحو 47.3% من التباين الكلي في درجة الوعي بقضايا العنف ضد المرأة لعينة الدراسة، حيث كانت قوة العلاقة الاقترانية ”T2” تعادل 0.473، وقد ثبتت معنوية النموذج علي المستوي الاحتمالي 0.01. ويعني ما سبق أن النسبة الباقية وقدرها 52.7% يمكن أن تعزى إلى متغيرات أخرى لم تتضمنها الدراسة، ومن ثم يمكن رفض الفرض الإحصائي التاسع والعشرون بالنسبة للمتغيرات التسعة الواردة بالنموذج، وقبول الفرض البديل.
التوصيات
من خلال نتائج الدراسة التحليلية والميدانية خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات تتمثل فيما يلي:
1. ضرورة أن تتعمق اﻟبرامج التليفزيونية في اقتراح حلول لأسباب العنف التي تكرسها اﻟﻌﺎدات والتقاليد، وتوعية أﻓﺮاد المجتمع ﻋﻠﻰ ضرورة تغيير سلوك العنف وتعميق اﻟﺮوابط الأسرية لهم، من خلال المعالجة المتواصلة لهذه الظاهرة.
2. تركيز الدارسات البحثية علي دارسة خصائص الجمهور المُتعامل مع الوسيلة الإعلامية المحلية، بهدف الوصول لمؤشرات عامة تساعد علي فهم خصائص عينة الجمهور المستهدف من العملية الاتصالية من حيث كيفية تعامله مع البث التليفزيوني، وأهم الدوافع التي تجذبه للتعرض إلي تلك القنوات المحلية، وبالتالي التعرف علي التأثير السلبي والإيجابي لهذه القنوات بهدف الارتقاء بمستوي الشكل البرامجي والمضمون، بما يخدم الفئات المختلفة من الجمهور، حيث لاحظت الباحثة الانتقاد غير المبرر أحياناً للإعلام المحلى.
3. لابد من الاستفادة ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء واﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ وتكثيف ظهورهم ﻋﺒﺮ وسائل الإعلام، فمن الملاحظات الجديرة بالذكر هو عدم الالتزام بالتخصص من قِبل ضيوف الحلقات بالعينة المدروسة، وهو من المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري.
4. الاهتمام بعملية التخطيط البرامجى في إرساء القيم الإيجابية، ومحاربة القيم والعادات السلبية التي تعوق مسار التنمية، ووضع خطة برامجية ذات أهداف واضحة لعدم حدوث أي تداخل أو تكرار في أفكار البرنامج، ومتابعة سير هذه الخطة ومراجعة الأخطاء التي تحدث حتى يمكن أن تفاديها، ويتبع ذلك عمل دورة برامجية ناجحة.
5. إفراد مساحة أكبر مما هي عليه الآن لقضايا العنف ضد المرأة بالقناة، ومقابل هذه المساحة ابتكار أساليب جاذبة ورؤى إبداعية مختلفة، والخروج عن الطابع المألوف والنمط التقليدي.
6. مواكبة التطورات والتقنيات الحديثة في ساحة الإنتاج الإعلامي، حتى يواكب إنتاج برامج المرأة في قناة الإسكندرية القنوات العربية والعالمية.
7. تطوير عمليات العرض البصري وأوجه العرض،وصنع استوديوهات وديكورات مختلفة، والبعد عن الجلسات التي تبعث الملل في المُشاهد