Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحُـكم المُغُولي لمنطقة وســط آسيا
في القرن السابع الهجرى /الثالث عشر الميلادى/
المؤلف
خضر, مريم عبد النعيم أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / مريم عبد النعيم أحمد خضر
مشرف / فتحي عبد الفتاح أبو سيف
مشرف / حنان مبروك سعيد اللبودي
الموضوع
التاريخ.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
796 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 196

from 196

المستخلص

 تميزت الخلافة العباسية بظهور العديد من الدويلات المستقلة، مثل الدولة الطاهرية ( 205-259ھ/820-872م)، التي أسسها طاهر بن الحسين، والدولة الصفارية، والتي أسسها يعقوب بن الليث الصفارى، (254-290ھ /867-903م)، وكذلك الدولة السامانية (286-308ھ/899-920م)، وقد ظهر العنصر التركى بوصفهم حكاماً ومؤسسين لبعض الدويلات المستقلة مثل، الدولة الغزنوية (351-429ھ/962-1037م )، والدولة السلجوقية (429- 552ھ/1037-1157م)، ودولة خوارزم شاه (490- 628ھ/1097-1239م)، وقد بسط بعض أمراء تلك الدويلات سلطانهم على الخلفاء العباسيين أنفسهم.
 في حين ظهرت في نواحى قراقورم، وغربي بلاد التركستان أى بين الأتراك الشرقيين، دولة القره خطاى، وقد ارتبطت بعلاقات تباينت بين العدائية والتحالفية مع الدويلات المستقلة في غرب وسط آسيا، بحسب مصالح هذه الدولة أو تلك.
 عاش في القسم الشرقي من منطقة وسط آسيا، وتحديداً في منطقة الأراضي المغولية جماعات من الأتراك والتتار، والمغول، يكتنف تاريخهم الكثير من الغموض والأساطير نظراً لعدم معرفتهم بالكتابة حيث لم يتسرب ٳليهم ٳلا النذر اليسير من مظاهر الحضارة، وقد أرجع الكثير من المؤرخين المغول ٳلى أنهم ينتمون إلى العنصر التركى.
 تشكلت مجموعات بشرية ضمت عدداً كبيراً من القبائل في منطقة هضبة منغوليا شمال صحراء جوبى، وجنوب بحيرة بايكال، ومن أهم تلك القبائل قبيلة ”أويرات” بين نهر أونن وبحيرة بايكال عند منابع نهر ينيسى، وقبيلة ”النايمان” في منطقة الحوض الأعلى لنهر أورخون، وسفوح جبال التاى، وقبيلة ”كرايت” وموطنهم الواحات الشرقية الداخلية لصحراء جوبى، وقبيلة ”الأويغور” وكان لأفراد تلك القبيلة ملكاً في منطقة منغوليا، قضى عليه أفراد قبيلة القرغيز، وقبيلة المركيت، وموطنهم شمال أرض كرايت على نهر سلنجا، على أنه من أكبر تلك المجموعات كانت جماعة التتار، والتي انقسمت بدورها ٳلى ثلاثة مجموعات، وهم التتآرالبيض:- وينزلون خارج سور الصين العظيم، والتتآرالسود:- وينتشرون ٳلى الشمال من منازل التتار البيض، وتتار الغابة وكانوا يقطنون منطقة روافد نهر أونون، وكيرولين.
 تعد قبيلة ”قيات” من أشهر قبائل المغول وذلك لكون تيموجيت الذى سيلقب بجنكيزخان من أفرادها، وكان والده ”يوسكاى” بهادر تاسع زعيم يتولى زعامة تلك القبيلة بالٳضافة ٳلى ثلاث عشرة قبيلة من حلفائها، وقد عرف يوسكاى بشجاعته وخاض كتيرًا من الحروب وقبائل التتار والخطا، وكان يتلقى الجزية من العديد من زعماء القبائل الأخرى، عاد يوسكاى ذات مرة من حروبه منتصراً على غريمه زعيم التتر ”تيموجين” ليجد زوجته قد أنجبت له ولداً فسماه تيموجين تيمناً بذاك النصر.
 صنعت عوامل البيئة الجغرافية التي نشأ فيها الفتى تيموجين ٳلى جانب الأحداث الأليمة التي مر بها رجلاً قوياً استطاع تكوين إمبراطورية ضخمة
 اهتم جنكيز خان بتنظيم الشئون الداخلية لدولته، بعد إصدار الياسا التي تعد بمنزلة دستور للأمة المغولية إن جاز هذا التعبير بعد أن أدرك جنكيزخان أهمية وجود قوانين يسير عليها المجتمع المغولي فأورد مجموعة كبيرة من الأحكام أطلق عليها ”الياسا الكبيرة”، وأصبحت لديهم محترمة للغاية لا يجرؤ أحد على مخالفتها حتى الحكام أنفسهم.
 قام تيموجين بتنظيم الشئون العسكرية للمغول بشك يضمن سرعة التعبئة وسهولة الحركة والانتقال وقد اعتمد جنكيزخان على جيشه وعمد ٳلى تنظيمه بشكل جيد أتاح له تحقيق الانتصارات في كل ماخاضه من معارك تقريباً، وقد ساعد الخان على ذلك طبيعة المغول أنفسهم فقد جبلوا على الطاعة العمياء، كما أنهم تعودوا الصبر، والاستغناء عن الطعام والشراب لفترات طويلة لا يقوى عليها سواهم، كما أن اعتمادهم على الصيد من أجل تأمين الطعام جعل منهم محاربين مهرة، ورماة لايخطئون هدفهم.
 استحدث جنكيزخان بعض التنظيمات الٳدارية لتسهيل مهمة الحكم وٳدارة البلاد وقد اعتمد على العديد من الأشخاص الأكفاء من أجل الحصول على ذلك.
 اعتمد المغول في إدارة الدولة نظراً إلى بداوتهم على رجال أجانب عنهم فهذا ”شيكى قوتوقو” من التتار عهد إليه بالنظر في المسائل القضائية كما استفاد جنكيزخان من نظام الأختام الذى كان موجوداً عند قبيلة النايمان المغولية، كما اعتمد على المسلمين بوصفهم سفراء إلى الدول المختلفة واتخذ منهم مستشارين مثل ”محمود يلواج”.
 نظم المغول البلدان التي سيطروا عليها، وقاموا بتقسيم تلك الولايات تبعاً لأهميتها إلى”كينك” أى ولاية عظيمة بها مقر الخان، و”دو” مملكة بها عرش الخان، و” فو ”وهي عاصمة الولاية، أما ”جو” تعنى مدينة من الدرجة الثانية، و”كون” ناحية حربية، أما ”هين” فهي مدينة من المرتبة الثالثة، و”جين” وتعنى قصبة، و”شون” وتعنى قرية.
 وقد فُرَّقَ في عهد المغول بين منصب حاكم الولاية والذى كان يسند عادة إلى قادة عسكريين، ووظيفة جامع الضرائب الذى كان عادة من أهالي البلاد المتعلمين.
 أثرت الصراعات السياسية في الأحوال الداخلية والتنظيمات الإدارية في عهد المغول، حيث طالت تلك الصراعات الوزراء والمستشارين وحكام الولايات واضطربت على إثرها أحوال الرعية، فأطيح بمحمود يلواج، والوزير جينقاى في تلك الاضطرابات التي أعقبت وفاة الخان أوكتاي، كما عُزل المستشار يوليوتشوتساى، وقتل كوركوز حاكم ولاية خراسان، كما فر الأمير مسعود بن محمود يلواج حاكم ولاية ما وراء النهر خوفاً من أن يبطش به، كما أعقب وفاة الخان كيوك فترة من الفوضى عجز خلالها الوزير الأعظم جينقاى من تسيير شئون البلاد، وانتهت تلك الفترة بتولية الخان كيوك عرش الخانية.