Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تفعيل التربية من أجل السلام بمدارس التعليم الأساسي في مصر على ضوء خبرات بعض الدول /
المؤلف
الديب، مايسة خيري محمود محمد.
هيئة الاعداد
باحث / مايسة خيري محمود محمد الديب
مشرف / نادية يوسف كمال
مشرف / حنان إسماعيل أحمد
مناقش / ميادة محمد فوزي الباسل
الموضوع
اصول تربية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
317ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 317

from 317

المستخلص

مقدمة:
إن إحلال السلام ونبذ العنف لا يتوقف أو يرتبط فقط بعقد الاتفاقيات أو المعاهدات أو حتى باستصدار التشريعات والقوانين , ولكنه يرتبط في الأساس بنشر واعتناق ثقافة جديدة وهي ثقافة السلام , والتي تبنى على قيم التفاهم والتسامح وقبول الاختلاف واحترام كرامة الإنسانية وعدم الاعتماد على العنف كمخرج لحل أية مشكلة مهما يكن نوعها , فنشر ثقافة السلام يرتبط أساساً بالتنشئة على قيمها ومفاهيمها.
وللتعليم دور أساسي في جميع الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة السلام ومكافحة التعصب والعنف, وفي هذا السياق فإن تعزيز التعليم الجيد الذي لايركز على الفهم المعرفي وتنمية المعارف فحسب , بل أيضا على الأبعاد الاجتماعية وغيرها من أبعاد التعلم هو مسألة لها أهميتها البارزة , فاليونسكو ترى أن التعليم الجيد ينبغى أن يتضمن أبعادا من قبيل التعليم من أجل التنمية المستدامة , والتربية من أجل السلام , وحقوق الإنسان والديمقراطية , وذلك من أجل التصدى على نحو أفضل للتعقيد المتزايد الذي ينتاب المجتمعات ,كما يشير العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة الاهتمام بالتربية والتعليم لتعزيز ثقافة السلام , وهذا يدل على أن هناك إجماع دولى كبير على هذا الموضوع وأهميته.
ومن الجدير بالذكر أن مرحلة التعليم الأساسي تحظى بأهمية خاصة في السلم التعليمي لأنها أخطر مرحلة في حياة التلميذ , فهي المرحلة التي تتشكل فيها شخصيته ووعيه وفكره وتنمو فيها مهاراته, ولذا يعد تضمين التربية من أجل السلام بمرحلة التعليم الاساسي ضرورة بشرية وحتمية أخلاقية لتنشئة التلاميذ على تفعيل الممارسات السلمية في حياتهم اليومية منذ صغرهم , وتزويدهم بالمهارات اللازمة لحل الصراعات بأساليب فعالة متنوعة ,تحتل مقدمتها الأساليب السلمية في حين يحتل استخدام القوة ذيل القائمة.
وأخيرا يمكن القول بأنه إذا أريد التوصل إلى سلام حقيقي في هذا العالم فإن تعليم التلاميذ وتثقيفهم في مجال السلام يعتبرالخطوة الأولى في هذا الطريق , فالسلام الدائم يعتمد على تثقيف الأجيال القادمة على الكفاءات ووجهات النظر والمواقف والقيم والأنماط السلوكية التي تمكنهم من بناء وصيانة السلام , ومن هذا المنطلق كانت ضرورة قيام المدارس بدورها في تنمية ثقافة السلام في نفوس التلاميذ أي جعل التعليم بها وسيلة لنشر السلام ,فالمدارس تستطيع بل ويجب أن تكون مكان يشعر فيه كل شخص بالأمان والإحترام ويتم التعامل فيه مع المشكلات بشكل سلمي .
مشكلة الدراسة:
إن التعليم الأساسي في مصر والذي يعتبر المرحلة القاعدية في منظومة التعليم ينوء بكثير من الأثقال التي تقف حائلاً دون ان يتسق ذلك التعليم مع فلسفة وأهداف التربية من اجل السلام , ويتضح ذلك من خلال المؤشرات التالية :
1- أكدت إحدى الدراسات على أهمية إعطاء الأولوية للتعليم كأحد الآليات اللازمة لنشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب وذلك من خلال إدخال مفاهيم التربية من أجل السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية في المناهج الدراسية , كما أوصت هذه الدراسة بضرورة الاهتمام بما يسمي بمفهوم التعليم الفكري الإبداعي الذي يركز على الجودة أكثر من الكم التعليمي ويتبنى مبدأ المناقشات المفتوحة بين المعلم والتلميذ بما يساهم في تكوين الشخصية المستقيمة والسوية , كما أكدت الدراسة أيضاً على ضرورة إشراك التلاميذ في أنشطة تغرس فيهم قيم ثقافة السلام
2- كشفت نتائج إحدى الدراسات عن قصور دور المقررات الدراسية الحالية في تنمية قيم السلام, كما كشفت عن عدم وجود مقررات متخصصة لثقافة السلام في مرحلة التعليم الأساسي في مصر ومن ثم غياب عديد من المفاهيم والقيم الحياتية المرتبطة بها مثل التعاون , المسئولية , الديمقراطية , العمل التطوعي , التسامح , تقبل الآخر,الوحدة المجتمعية
3- أوضحت إحدى الدراسات أن حالات الإنطواء والانسحاب والعزلة واللامبالاة , والكف عن المشاركة بكل أشكالها ومستوياتها , والتشكيك والعنف والتطرف والعدوانية التي أصبحت سائدة داخل الجامعات المصرية هي نتاج سيادة ثقافة التلقين والتقليد والصمت , وتراجع ثقافة الحوار والمشاركة والنقد والسلبية والتهميش للدارسين في العملية التعليمية منذ المراحل الأولى من التعليم خاصة التعليم الأساسي
وفي ضوء ماسبق تطرح الدراسة الأسئلة التالية :
1- ما الأسس النظرية للتربية من أجل السلام ؟
2- ما أهم الخبرات العالمية في التربية من أجل السلام بمرحلة التعليم الأساسي ؟
3- ما دور التعليم الأساسي بمصر في التربية من أجل السلام ؟
4- ما واقع ممارسات التربية من أجل السلام بمدارس التعليم الاساسي في مصر ؟
5- -ما التصور المقترح لتفعيل التربية من اجل السلام بمدارس التعليم الاساسي في مصر؟
أهداف الدراسة :
تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيق الاهداف التالية :
1- عرض الأسس النظرية للتربية من أجل السلام .
2- تعرف أهم الخبرات العالمية في مجال التربية من أجل السلام مثل خبرة كل من ماليزيا وسنغافورة في التربية من أجل السلام بمرحلة التعليم الأساسي.
3- تحديد دور التعليم الأساسي بمصر في التربية من أجل السلام .
4- الكشف عن واقع ممارسات التربية من أجل السلام ببعض مدارس التعليم الأساسي في مصر.
5- تقديم تصور مقترح لتفعيل دور التعليم الأساسي بمصر في التربية من أجل السلام في ضوء النتائج النظرية والميدانية للدراسة وكذلك أهم الخبرات العالمية في مجال التربية من أجل السلام .
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة من المبررات التالية:
1- يعد موضوع الدراسة من الموضوعات المطلوبة في المجتمع المصري لما يعانيه في الآونة الاخيرة من تفشى بعض الظواهر الغريبة عليه مثل التطرف والعنف والارهاب والتي قد ينشأ عن استمرارها تراكم العديد من المشكلات المؤثرة سلباً في تحقيق الامن في البلاد واستنزاف اقتصادها.
2- قد تسهم هذه الدراسة في تقديم صورة لواقع التربية من أجل السلام في المدرسة المصرية من أجل أن تكون هذه الصورة في متناول أصحاب القرار والمعنيين بالإصلاح التربوي
3- توصلت الدراسة إلى وضع تصور مقترح يمكن أن يستفيد منه المعنيين وصانعى القرار في وضع بعض الخطط والإجراءات لتضمين التربية من أجل السلام في المراحل التعليمية والبرامج الدراسية.
حدود الدراسة:
تتلخص حدود الدراسة فيما يلي
1- الحدود الموضوعية , والتي تتحدد فيما يلي :
أ‌- لقد اختصت الدراسة الحالية الحلقة الأولى من التعليم الأساسي ” التعليم الابتدائي” بالدراسة كميدان لتعزيز التربية من أجل السلام .
ب‌- كما اقتصرت الدراسة على تناول خبرتى ماليزيا وسنغافورة كدول يمكن الاستفادة منها في مصر لتفعيل التربية من أجل السلام بمرحلة التعليم الأساسي .
2- الحدود المكانية والزمانية , وتتحدد فيما يلي
تم إجراء الدراسة الميدانية في الفصل الدراسي الأول من العام (2018/2019) , وتم إجراؤها على ثلاث مدارس ابتدائية بكل من محافظة الجيزة والقاهرة .
منهج الدراسة وأدواتها :
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى واستخدمت أحد مداخله وهو مدخل ” البحث الميداني الإثنوغرافي ” Ethnography كمنهج أو طريقة بحثية كيفية . ويعرف المنهج الإثنوغرافي على أن” منهج لوصف الواقع , واستنتاج الدلائل والبراهين من المشاهدة الفعلية للظاهرة المدروسة ويتطلب هذا المنهج من الباحث معايشة فعلية للميدان أو الحقل موضوع الدراسة.
خطوات الدراسة :
اتبعت الدراسة الخطوات التالية للإجابة عن أسئلة الدراسة وتحقيق أهدافها:
1- تحديد الإطار العام للدراسة والذي يشمل المقدمة والمشكلة والأهداف والحدود والمنهج والمصطلحات والدراسات السابقة , وذلك من خلال الإطلاع على الدراسات والبحوث والأدبيات التربوية العربية والأجنبية المرتبطة بالتربية من أجل السلام والتعليم الأساسي ومشكلاته .
2- عرض الأسس النظرية للتربية من أجل السلام , وقد تم ذلك من خلال الإطلاع على الدراسات العربية و الأجنبية , والأدبيات العربية والأجنبية
3- دراسة أهم الخبرات العالمية في مجال التربية من أجل السلام بمرحلة التعليم الأساسي مثل خبرة كل من ماليزيا وسنغافوره , واعتمدت الباحثة في هذا الفصل على الأدبيات الأجنبية , وتقارير وزارة التربية والتعليم في كل دولة , وتقارير منظمة اليونسكو عن التعليم في هاتين الدولتين.
4- عرض دور التعليم الأساسي بمصر في التربية من أجل السلام وقد تمت هذه الخطوة من خلال الإطلاع على الأدبيات الأجنبية والعربية , والدراسات السابقة والتقارير التي تناولت واقع التعليم الأساسي في مصر وتقارير وزارة التربية والتعليم .
5- عرض واقع التربية من أجل السلام في عينة من مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في مصر وذلك من خلال المنهج الإثنوغرافي , واستخدمت الباحثة بطاقات الملاحظة بالمعايشة لتدوين الملاحظات , كما استعانت الباحثة باستمارة مقابلة مفتوحة مع المعلمين وجلسات نقاش مع التلاميذ لمعرفة واقع تطبيق التربية من اجل السلام بمدارسهم .
6- تقديم تصور مقترح لتفعيل التربية من أجل السلام بمرحلة التعليم الأساسي وذلك في ضوء نتائج الدراسة النظرية , والدراسة الميدانية , وكذلك خبرات بعض الدول وذلك من أجل وضع الآليات التي يقوم عليها التصور .
نتائج الدراسة :
توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج كما يلي :
أ‌- النتائج النظرية :
- أن تحقيق السلام هو المطلب الأساسي للبشرية على مر العصور
- السلام مفهوم متعدد الأبعاد , فهناك السلام مع النفس , مع الأفراد ,مع المجموعات المختلفة داخل المجتمع الواحد ,وكذلك السلام العالمي ,و السلام مع البيئة.
- النظم التعليمية سلاح ذو حدين , فقد تكون قوة مؤثرة في صنع السلام , مثلما بإمكانها أن تغذي العنف وتحرض عليه.
- هناك تزايد في معدلات الحروب والصراعات والعنف بجميع أشكاله في جميع أنحاء العالم , وللتعليم دور في مواجهة هذه الحروب والصراعات من خلال تربية عقول الطلاب على حب السلام والتفاهم ,فالعنف والسلام هما على حد سواء نتيجة لعملية التعلم على مدار حياة الفرد
- هناك تنامي لمظاهر العنف المجتمعي في مصر والذي يظهر في صورة قتل , سرقة , تجارة أعضاء واغتصاب , في الوقت الذي لا يوجد فيه ما يسمى بثقافة السلام ., ومن هنا كان لابد من من التأكيد على دور المدرسة في تقليل الإرادة الإجرامية لدى افراد المجتمع من خلال دورها في التأكيد على القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس التلاميذ.
- تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية في المجتمع المصري , وبالتالي لابد من التأكيد على توفير التعليم الجيد الذي يساعد على خلق الظروف التي تزيد من مقاومة التلاميذ للأفكار والأيديولوجيات الإرهابية.
ب‌- نتائج الدراسة الميدانية :
 تعاني البيئة المؤسسية في المدارس من بعض المشكلات مثل المرافق الصحية غير النظيفة وغير المأمونة للتلاميذ
 البيئة المحيطة بالمدرسة تشكل عامل خطر يهدد حياة التلاميذ وأمانهم النفسي
 عدم وجود ملاعب ومساحات للترفيه والرياضة في بعض المدارس
 سوء حالة الملاعب وعدم توافر عوامل الأمان والسلامة فيها
 غياب الشعارات والعبارات التي تحض على قيم السلام و التعاون على جدران المدارس
 المدارس غير مهيئة لاستيعاب ذوى الاحتياجات الخاصة
 غياب النظام والانضباط والهدوء في بعض المدارس
 هناك عنف واضح بين تلاميذ المدارس ويظهر في صورة عنف جسدى وتنمر لفظى
 مازال استخدام العقاب البدني موجود في المدارس
 ضعف تضمين التربية من أجل السلام في رؤية ورسالة المدارس
 لايوجد حصة للريادة المدرسية في المدارس .
 لايوجد إتحادات طلابية في بعض المدارس .
 غياب دور البرلمان المدرسي في بعض المدارس .
 تعامل الأخصائي النفسي والاجتماعي مع مشكلات التلاميذ لايعزز مهارات التفاوض والحل السلمي للمشكلات لدى التلاميذ
 تعاني المدارس من كثافة طلابية عالية .
 أسلوب بعض المعلمين لاينمى لدى التلاميذ مهارات التفاهم والتفاوض والتعامل غير العنيف مع المشكلات .
 يعاني التلاميذ من تحيز بعض المعلمين ضدهم بسبب الدروس الخصوصية
 سيطرة أساليب الحفظ والتلقين على طرق التدريس.
 غياب أساليب التعلم النشط والتعلم التعاوني .
 غياب نظام التقويم الشامل الذي يؤكد على الجوانب الأكاديمية وغير الاكاديمية.
 تقييم التلاميذ لا يعكس المستوى الحقيقى لإنجازاتهم أو مستواهم الفعلي .
 أساليب التقويم المتبعة لاتركز على الجوانب المهارية والوجدانية لدى التلاميذ.
 إهمال الأنشطة المدرسية من خلال عدم توفير معلمين وضعف الإمكانيات .
 غياب دور التربية الرياضية في اكساب التلاميذ قيم العمل الجماعي وروح الفريق
 إغفال الاهتمام بالمناسبات الدينية الخاصة بالمسيحيين على الرغم من وجود تلاميذ ومعلمين مسيحيين بالمدارس.
 هناك قصور في الإهتمام بالمناسبات الدينية الاسلامية والمسيحية على حد سواء في بعض مدارس العينة .
 غياب دور جماعات النشاط في بعض المدارس.
 هناك قصور في الاهتمام بمشروعات خدمة المجتمع والبيئة في بعض المدارس.