Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أسس الأخلاق عند المحاسبي /
المؤلف
العباسي، شيرين محمد كمال محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / شيـرين محمد كمال محمد محمد العباسي
مشرف / سلوى محمد مصطفى نصره
مشرف / حسين عبده حسين
الموضوع
الأخلاق.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
302 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 302

from 302

المستخلص

يتبادر إلى الأذهان عدة تساؤلات: لماذا اتجه الذهن إلى دراسة موضوع أسس الأخلاق عند المحاسبي؟ وهل هناك أسس ومبادئ للأخلاق عند المحاسبي؟ وما مصدر الأخلاق، وأنواعها، وأهميتها؟ وهل هناك علاقة وثيقة بين دراسة الأخلاق والنفس الإنسانية؟ وهل نجح المحاسبي في تقديم نظرية أخلاقية؟ وهل يجب توفر إطار عملي لكل ما هو نظري منها؟ وما الفضائل العملية عند المحاسبي؟ وهل للقيم الأخلاقية دور في تهذيب سلوك المسلم؟ وما طرق معالجة النفس الإنسانية وآفاتها؟
قد حاولت الباحثة في هذه الرسالة الإجابة على هذه التساؤلات مستخدمة المنهج المقارن في المقارنة بين الأخلاق والنفس عند المحاسبي، وغيره من الصوفية؛ لتوضيح مدى الاتفاق والاختلاف عند كل منهما؛ لتكوين رؤية تكاملية نفسية إسلامية.
تناولت الباحثة في هذه الدراسة تحليل المحاسبي للنفس الإنسانية، حيث اهتم المحاسبي بدراسة النفس وتحليلها؛ لتطهيرها وتنقيتها من الشهوات، والآفات، فالأخلاق عند المحاسبي قائمة على معرفة النفس وتهذيبها، ومجاهدتها من أجل الوصول إلى النجاة، والأخلاق الفاضلة.
واستند المحاسبي إلى القرآن والسنة في تناوله للنفس والأخلاق، فالدين عنده المصدر الأول للإلزام الخلقي، يليه العقل المستند إلى الشرع الملتزم بأوامر الله تعالى، والبعد عن نواهيه. فالعقل عند المحاسبي غزيرة، وفهم وبصيرة، فالمحاسبي يدعو إلى إعمال العقل في فهم آيات الله تعالى؛ لبيان الأخلاق القرآنية مثل ضبط النفس، وكظم الغيظ، وغيرهما من الأخلاق للتحلي بتلك الفضائل الأخلاقية، وكذلك الضمير مصدر ثالث للإلزام الخلقي، المتمثل في مراجعة النفس دوماً، ثم النية الداخلية في الإقدام على الفعل، وهى الإرادة الصحيحة للعمل، فالأعمال تتوقف على نية العبد، فالإنسان مسئول عن كل ما يصدر عنه من أفعال، وأقوال، وبالتالي يجازي الإنسان حسب نيته، إما خيرًا أو شرًا.
ركز المحاسبي على معرفة النفس؛ لأنها أساس معرفة الله تعالى، فالنفس عند المحاسبي هي النفس الأمارة بالسوء، التي يجب تطهيرها، ومحاسبتها، ومعاتبتها عما قصرت فيه من محاسبتها، ولومها عما صدر عنها من أفعال وأقوال، وتأديبها بآداب القرآن والسنة، وبالرياضات العملية، من جوع، وصمت، وعزلة؛ لتهذيبها، وتخليصها، وعلاج آفاتها.
وبالتالي تكون نفسًا سوية قادرة على الوصول إلى معرفة الله عز وجل، وهذا هو الغاية التي يسعى إليها المحاسبي، وكذلك القدرة على التحلي بالقيم الأخلاقية من صدق، وإخلاص، وصبر، ورضا، وشكر لله تعالى، وغيرها من القيم والفضائل، فبإصلاح أخلاق الفرد تصلح أخلاق المجتمع كلية، حيث اتبع المحاسبي طريقة الصوفية في الخلية أولاً من الرذائل، والتحلي بالفضائل، فالمحاسبي معالج، وطبيب، ومحلل نفسي بارع، حيث كان يشخص الداء، ليستشف الدواء.
أهداف الدراسة
- تهدف الدراسة الحالية إلى الوقوف على أسس الأخلاق عند المحاسبي، ودورها في تكوين رؤية أخلاقية إسلامية، وربطها بفضائل عملية تطبق في الحياة.
- كذلك من أهداف البحث الوقوف على أهمية مجاهدة النفس الإنسانية، وتخليصها من آفاتها الباطنية من رياء، وعجب، وكبر، وغرة، وحسد؛ لكي تسمو النفس وترتقي إلى الكمال الأخلاقي، ونصل إلى أشخاص أسوياء في المجتمع.
- وأيضاً الدعوة إلى تأصيل علم نفس إسلامي قائم على القرآن والسنة.
نتائج الدراسة:
1- المحاسبي صاحب المدرسة السنية في التصوف الإسلامي، وهي مدرسة متميزة اهتمت بتحليل النفس الإنسانية ودراستها؛ لتنقيها من الآفات الباطنية، واهتمت أيضًا بدراسة الأخلاق التي يجب أن تتحلى بها النفوس.
2- شدة محاسبته لنفسه تدل على مدى ورعه، وزهده، وخوفه من الله عز وجل.
3- فكر المحاسبي كان موجهًا إلى الله عز وجل، فتأثر بما ورد في القرآن الكريم من أخلاق ومبادئ، واقتدى سنة نبيه محمد .
4- كان لعصر المحاسبي أثر واضح في تكوين فكره وشخصيته المستقلة حيث رفض التبعية لمذهب والده، فاتبع المحاسبي الاتجاه النقدي حيث نقد الفرق كالمعتزلة، والمرجئة، والرافضة، ونقد معاصريه لعدم اتباعهم القرآن، والسنة، ومغالاتهم في استخدام العقل، وجعله يفوق النص، كما نقد أهل السنة في بعض الشطحات، والوقوف على النص كما هو، وإغفال روحه.
5- هدف المحاسبي أخلاقي أراد أن ينشر حسن الخلق في نفسه، ومجتمعه للوصول إلى الرقي الأخلاقي، ومعرفة المولى عز وجل.
6- مؤلفاته جمة الفوائد، كانت تقوم على لغة الحوار فكان يكتب ما في حاجة النفس للسؤال عنه، ونجد معظم مؤلفاته عن النفس الإنسانية من حيث تأديبها، وكيفية مجاهداتها، ومحاسبتها، ومعاقبتها. حيث رأى أن الإصلاح يبدأ من النفس أولاً فبإصلاحها يصلح الفرد والمجتمع معًا؛ فيرتقي الإنسان إلى درجة عالية، فسما المحاسبي بالنفس وتحليلها إلى درجة المحلل النفسي فله السبق في ذلك. حيث اتبع القول بالعمل أو التوازن بين النظرية والتطبيق من خلال اهتمامه بدراسة النفس الإنسانية وما ينبغي أن تكون عليه من أخلاق.
7- اتبع المحاسبي أسلوب النصح، والإرشاد، والتوجيه فكان معلمًا تربويًا له أثر على من أتى بعده من المتصوفة كالغزالي، وأبي طالب المكي حيث تأثر الغزالي بكتابه ”الرعاية لحقوق الله”، وبدا التأثير واضحًا في مؤلفيه ”إحياء علوم الدين”، و”المنقذ من الضلال”، وعند المكي في مؤلفه ”قوت القلوب”.
8- الأخلاق عند المحاسبي هي أخلاق القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة حيث التزم بكل ما ورد في القرآن، والسنة.
9- الأخلاق عند المحاسبي لها شقان: نظري، وعملي. الشق النظري: يتمثل في مجموعة الأسس، والمبادئ، والشق العملي: يتمثل في مجموعة الآداب، والفضائل.
10- للمحاسبي نظرية أخلاقية أساسها الدين، النفس، الأخلاق، فهناك ارتباط وثيق بين الأخلاق، والنفس، والنفس والأخلاق وكلاهما ينبعان من الدين أي القرآن، والسنة. وبذلك نجح في إثبات نظرية أخلاقية بعكس ما كان يعتقده الفكر اليوناني من خلو الأخلاق إلى الجانب النظري.
11- اهتم المحاسبي بالعقل وله مكانة متميزة في منهجه حيث إنه أداة التمييز بين الخير، والشر، فهو مناط التكليف، بالعقل فهم المحاسبي آيات القرآن الكريم، وتدبر معانيه للكشف عما بها من مبادئ أخلاقية عامة، وفهم القرآن عند المحاسبي هو أساس التدبر الصحيح بفهم المراد من كلام الله عز وجل، وذلك الفهم بمعرفة الله تعالى، وعظيم قدره وقدر كلامه، يدعو المحاسبي إلى إعمال العقل في فهم القرآن لبيان الأخلاق القرآنية مثل ضبط النفس، وكظم الغيظ للتحلي بتلك الفضائل.
12- القرآن الكريم هو الشفاء التام للكثير من الأمراض الباطنة، والظاهرة، واهتم المحاسبي بمعرفة النفس، ومعرفة عيوبها، ووضع طرق العلاج القرآني، فالنفس عند المحاسبي هي النفس الأمارة بالسوء، وعلامتها سوء الظن بها.
13- اهتم المحاسبي بالطبيعة الإنسانية ومعرفتها وأنها جمعت بين العقل والشهوة؛ ولذلك لابد من مجاهدتها، وتزكيتها، وتطويعها بالعمل بما يرضي الله تعالى، فالنجاة عند المحاسبي تتمثل في محاسبة النفس الأمارة، وإرشادها إلى طريق التقوى، والإخلاص، وتقوى الله تعالى بأداء فرائضه، والورع في حلاله، وحرامه.