Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الخطاب الديني وثورة 25 يناير :
المؤلف
عبد الرحمن، هبه محمد ماجد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هبه محمد ماجد محمد عبد الرحمن
مشرف / أحمد عبد الله زايد
مشرف / سامية قدري ونيس
الموضوع
الخطاب الديني.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
374 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الإجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 374

from 374

المستخلص

مقدمة:
شهد المجتمع المصري تواجدًا وحضورًا هامًا ودائمًا ومميزًا للدين في شتي القضايا والمواقف سواء كانت على المستوي الديني أو الاجتماعي، أو حتى علي المستوي الاقتصادي والسياسي، وقد تعزز هذا الحضور خلال ثورة 25 يناير بشكل أكبر وأوضح على المستوي السياسي، وظهر من خلال مواقف وتصريحات رجال الدين حيال قضايا سياسية خلال أحداث الثورة، سواء الرسميين منهم والتابعين لمؤسسة الأزهر والكنيسة أو غير الرسميين أو المنتمين لجماعات وأيديولوجيات أخري مختلفة، وقد انعكس أثر هذه الآراء والفتاوى على الشارع المصري، كما انعكس أثر تضارب وتصارع هذه الآراء.
إشكالية الدراسة:
ومن هنا تبلورت إشكالية الدراسة الراهنة في محاولة رصد الخطاب الديني الذي لعب دورًا هامًا في مجريات الثورة منذ بدايتها وحتى انتهاء فاعلياتها واستمر في فترة ما بعد المد الثوري وحتى اعتلاء الرئيس السابق محمد مرسي لكرسي الحكم، من خلال التعرف على طبيعة قضاياه والآليات التي شكلته والسياق التاريخي الذي ظهر فيه.
أهمية الدراسة:
وتنبع أهمية الدراسة من تناولها لخطاب الشيخ مظهر شاهين كخطاب بكر لم تتعرض أي من الدراسات السابقة لتحليله رغم ما له من أهمية باعتباره الخطاب الديني الأبرز في ميدان التحرير والذي قدمه شيخ لقبه الميدان بلقب ”خطيب الثورة”.
أهداف الدراسة:
- التعرف على طبيعة الخطاب الديني الذي تشكل في سياق ثورة 25 يناير من خلال التعرف على قضياه وآلياته والأيديولوجيات الموجهة له وأثر السلطة فيه.
- الكشف عن حضور المؤسسة الدينية الرسمية وخطابها الرسمي خلال الثورة، وانعكاس أثر التنافس بين خطابها وبين الخطاب الديني غير الرسمي وخطاب الجماعات الدينية للسيطرة على تبعية جمهور أوسع من المواطنين تسهم في تعبئة المتظاهرين وتوجيه الأحداث من خلال التأثير على القناعات.
الإطار النظري للدراسة:
تنطلق الدراسة من أهم الأفكار التي طرحها ميشيل فوكو في تحليل الخطاب، لتساعدنا في معالجة الخطاب ونقد محتواه من حيث التعرف علي مدي وعيه بالقضايا الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى توضيح الآليات التي استخدمها لنقل هذا المحتوي إلى جمهوره، والتوصل إلى صور القوة داخل الخطاب، وفي نفس الوقت تأثره بالسلطة السياسية من خارجه، والعلاقة المتبادلة بينهما من حيث السيطرة والخضوع والتي تمارسها السلطة السياسية على الخطاب الديني، وحضور هذا الخطاب الديني في الميدان وأثره في توجيه الأحداث، والمشاركين فيها.
منهجية الدراسة:
تعد هذه الدراسة دراسة تحليلية/ وصفية حيث تعمد إلى رصد شتي صور الخطاب الديني التي تشكلت خلال ثورة 25 يناير، ومن ثم تقوم بتحليل الخطاب الديني الذي قدمه الشيخ مظهر شاهين كنموذج للخطاب الديني الأبرز أثناء ثورة يناير، اعتمادًا على أفكار فوكو حول الخطاب والسلطة.
عينة الدراسة:
تعتبر عينة الدراسة من نوعية العينة المُتاحة، وتتمثل في 10 خطب قدمها الشيخ مظهر شاهين داخل ميدان التحرير من إحدى المنصات الرئيسية به خلال الفترة ما بين 25/1/2011 وحتى 30/6/2012.
المجال الزمني للدراسة:
بدأت هذه الدراسة في2012 ويتحدد المجال الزمني لها بالفترة الممتدة ما بين توقيت بدء اشتعال ثورة 25 يناير مرورًا بمرحلة إسقاط نظام الرئيس الأسبق مبارك، ثم تسلُّم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد وانتهاءً بانتهاء تلك الفترة وتسليم السلطة للرئيس السابق محمد مرسي في يوم 30/6/2012
نتائج الدراسة:
▫ لقد عكست ثورة 25 يناير بشكل كبير هذه القوة التي اكتسبها الخطاب الديني الخاص بالمؤسستين الرسميتين الأكبر في مصر الأزهر والكنيسة، والتي امتدت لتشمل الخطاب الديني غير الرسمي أيضًا وخطاب الجماعات الدينية في مصر، وحتى خارجها من رجال الدين المصريين وغير المصريين من المهتمين والمتابعين للأحداث خلال ثورة يناير، فكان لكل منها تأثيره على الشارع المصري، وكان للفتاوى الصادرة عن كبار رجال الدين الموثوقين والذين يحظون بشعبية واسعة- خلال هذا التوقيت- تأثيره في التوجهات العامة والمواقف الشعبية حيال الثورة.
▫ على الرغم من أن وظيفة رجال الدين الرئيسية هي تعليم أمور الدين وعقائده للناس، إلا أنهم في كثير من الأحيان يخوضون في الجوانب السياسية من أجل تبرير مواقف الدولة بما يوائم السياسات الحكومية داخل بلادهم، الأمر الذي يثير استياء المواطنين في هذه البلاد حيال مواقفهم المختلفة تجاه القضايا محل جدل الرأي العام، بل وامتد الأمر في بعض الأحيان إلى القيام بدور المهدئ للرأي العام إذا ما أعلن اعتراضه على أحد القرارات أو السياسات التي انتهجتها الدولة أو الحكومة أو الحاكم.
▫ يجب أن يعتمد رجل الدين على تفعيل لغة الجسد في خطابه الديني، فالإشارات والإيماءات الجسدية المختلفة بالرأس والكتف والأيدي والعيون تسهم في نقل الأفكار وتمثيلها بوضوح أكبر، فللناس عيون ترقب وتقرأ وتحلل، وفاعلية هذه الإيماءات حين يؤديها الخطيب كبيرة فهي تشد الانتباه، وتمنع تشتته، وتعبر عن المتكلم وتنقل شعوره، وعدم استخدام الخطيب لهذه الآلية الهامة يجعل خطابه يخرج متخشبًا جامدًا غير محسوس من سامعيه.
▫ يجب أن يكون رجل الدين مثالًا للأخلاق الحميدة والقيم الرفيعة ونبذ العنف، وأن يتمتع بالوعي الكافي، وأن يراعي اختيار ألفاظه بعيدًا عن حالة عنف الخطاب التي ازدادت حدتها خلال ثورة 25 يناير بين الخطاب الديني الرسمي والخطاب الديني الثوري وخطاب الجماعات الإسلامية والذي امتد لما بعد فترة ثورة 25 يناير.
▫ لقد عمد الشيخ مظهر شاهين إلى توجيه خطابه لكل الفئات الحاضرة بالميدان سواء المسلمين أو المسيحيين، الأمر الذي يُكسِب خطابه اختلافًا واضحًا وأفضلية عن أي خطاب ديني تم تقديمه سابقًا، فحتي خلال ثورة 1919 والتي تم خلالها تقديم خطاب ديني على يد قساوسة للمسلمين وعلي يد شيوخ للمسيحيين، إلا أن خطاب الشيخ شاهين يعد سابقة في الجمع بين جمهور كلا الخطابين، غير أن خطاب الشيخ شاهين في النهاية لم يكن حقًا خطابًا ذا مضمون ديني بل كان خطابًا ذا مضمون سياسي يناقش أمور الثورة ومن ثم فهو يهم ويخص كل الحاضرين بالميدان باختلاف عقائدهم.
▫ تمتع الخطاب الذي قدمه الشيخ مظهر شاهين بخاصيتي الحضور المباشر داخل الميدان خلال الخطبة، والانتقال من حيز الميدان الضيق إلى حيز أكثر رحابة من خلال نقله عبر وسائل الإعلام التي قامت ببث الخُطَب من ميدان التحرير، وهو ما أتاح له التفرد عن سواه من الخطب التي قدمها أيٍ من الرموز الدينية الأخرى داخل الميدان.
▫ يميل الشيخ مظهر شاهين خلال خطابه الديني إلى إعلان رأيه الشخصي، فقد كان دومًا يصرح برأيه في قضايا سياسية لا دينية ومن منظور سياسي وليس ديني، برغم عدم تخصصه بهذا الشأن الأمر الذي لا يؤهله بإعلان رأيه في كل قضية سياسية تظهر على الساحة وهو الأمر الذي تكرر بشكل أكثر وضوحًا في البرامج التي قدمها فيما بعد على شاشات الفضائيات وفي تصريحاته عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
▫ تطرق خطاب الشيخ مظهر شاهين إلي العديد من القضايا المسكوت عنها دومًا في الخطاب الديني قبل ثورة يناير، فكونه خطيبًا دينيًا لمسجد من أحد أكبر مساجد الأوقاف، كان من الجديد أن يقف وسط المتظاهرين لينادي معهم بإسقاط النظام أو تغيير الحكومة، أو إيقاف العمل بقانون الطوارئ، فكان من بين أول من تطرَّق من رجال الدين إلى الحديث حول السياسة بشكل صريح وتوجيه النقد للنظام ولحكومته، وقد تمثلت القضايا الرئيسية التي تناولها خطاب الشيخ مظهر شاهين في: 1- الثورة 2- الشهداء 3- الوحدة ونبذ الفُرقة 4- الشئون الداخلية في مصر 5- العلاقات الخارجية.
▫ لقد كانت الآليات التي أسهمت في تشكيل خطاب الشيخ شاهين بمثابة تحول وتغير في الخطاب الديني، فقد برز غير التقليدي منها متمثلاً في اعتماده على توحيد الخطاب الموجه إلى عموم الحاضرين من مسلمين ومسيحيين، وهو أسلوب لم يكن موجوداً من قبل، بالإضافة إلى توجيهه النقد إلى السلطات العليا في البلاد أيضاً، ويعد هذا التجديد أحد إفرازات ثورة 25 يناير، حيث تحرر خلالها الخطاب الديني جزئياً من قبضة النظام التي كانت تحدد له القضايا التي يناقشها. وقد تمثلت آليات خطاب الشيخ شاهين في: 1- النقد 2- الاتهام 3- الدفاع 4- السخرية 5- التهديد والتحذير 6- اللوم والتقريع والمُعاتبة 7- الاستنكار والاستهجان 8- الأسلوب الحاد 9- النصح والتوجيه 10- الدعاء 11- الاستشهاد بالنصوص الدينية 12- توجيه الخطاب إلي المسلمين والمسيحيين معاً 13- المدح والتشجيع 14- الاعتماد على وسائل الإعلام كمصدر لمضمون الخطبة 15- التكرار 16- التمسرح.