الفهرس 
مقدمة الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 161 |  |  |
| | | from | 161 | | |
المستخلص
عفيف الدين التلمسانى من الشخصيات الصوفية التى لم ينتبه إليها الكثير من الباحثين وخاصة حياته ومذهبه الصوفى الفلسفى.
يعد موضوع رسالتى (وحدة الوجود عند التلمسانى) من الموضوعات المهمة التى تكشف عن حياته الروحية والفكرية وإلقاء الضوء على أهمية كل منها فى مجال التصوف الإسلامى، وخاصة أن هذه الشخصية ظلت بعيدة عن الضوء ولم تحظ بالدراسة والتحليل، بل ظلت مجهولة لعدة قرون، وهذه الدراسة تعد الأولى التى تناولت عفيف الدين التلمسانى والوحدة عنده، ومن هنا تأتى أهميتها، بالنسبة للباحثين فى التصوف الإسلامى.
أوضح هنا مدى الصعوبات التى واجهتنى فى الحديث عن حياة التلمسانى ومصنفاته، فوجدت أن أغلب المصادر التى تناولت الحديث عن ذلك ينقل بعضها عن البعض الآخر، وبالتالى فهذه المصادر لا تمدنى بمعلومات كافية عن حياة العفيف.
لقد اعتمدت فى هذه الرسالة على الكثير من نصوص التلمسانى التى حاولت إبرازها لتوضيح أنه لا يمكن فهم مذهب التلمسانى إلا من خلالها، وقد كان أسلوبه الرمزى معقدا ويحتوى على الكثير من المعانى الباطنة التى لا يدركها القارئ بسهولة، فحاولت شرح ذلك.
ولم أغفل أيضا نقد آراء التلمسانى على ضوء الكتاب والسنة كلما أمكن ذلك.
والدراسات* عن التلمسانى شحيحة للغاية، وحتى الآن لم نصادف رسالة علمية تتناول بالتفصيل تجربته الصوفية، ولذلك فإننى أحاول فى دراستى هذه أن أدرس تجربة التلمسانى الصوفية من خلال التركيز على الإشكالية الرئيسية ألا وهى:
هل مفهوم الوحدة عند التلمسانى يتعلق بوحدة الوجود أم بوحدة الشهود أم بالوحدة المطلقة؟ ويترتب على هذا التساؤل تساؤلات أخرى منها:
ما هى أصول وجذور مذهب وحدة الوجود؟
من هو التلمسانى؟ وما هى مصنفاته؟
ما هى الخصائص التصوفية والأدبية لشعر التلمسانى؟
كيف تناول التلمسانى الحديث عن كل من البسطامى والحلاج والنفرى وابن الفارض وابن عربى؟ وقد قدم شروحا لكل هؤلاء. وهل يعتبر بذلك التلمسانى فيلسوف صوفى توفيقى أم أنه أتى بشئ جديد فى فلسفته الصوفية؟
ما هى الإنتقادات التى تعرض إليها مذهب الوحدة عند التلمسانى من قبل الفقهاء وعلى رأسهم ابن تيمية؟
ما هو موقف التلمسانى من القضايا الإنسانية (كالجبر والإختيار – التكليف – الوعد والوعيد)؟
ما هو موقف التلمسانى من النفس الإنسانية؟ هل هى قديمة أم حادثة؟
وما هى علاقتها بالبدن؟
منهج الدراسة:
أعتمدت فى هذه الدراسة على المنهج التحليلى النقدى المقارن، مع عدم إغفال المنهج التاريخى لمعرفة أصول وجذور مذهب وحدة الوجود فى التصوف الإسلامى.
تبويب الدراسة:
تنقسم هذه الدراسة إلى تمهيد وأربعة فصول بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة.
المقدمة:
أعرض من خلالها إشكالية الدراسة، وكذلك المنهج، وتبويب الفصول.
تمهيد: الأبعاد التاريخية لمذهب الوحدة:
أتناول فى هذا التمهيد تتبع مذهب الوحدة فى الفكر الشرقى القديم مثلا عند (بوذا – كونفوشيوس)، وأتلمس مفهوم الوحدة عند فلاسفة اليونان مثلا عند (طاليس – أرسطو – الرواقية – أفلوطين).
الفصل الأول: حياة التلمسانى ومصنفاته:
أعرض فى هذا الفصل كيف أن حياة التلمسانى أثرت على تجربته الصوفية، وكيف أن مصنفاته الصوفية تعبر عن مجهوداته التى كان أغلبها شروحا على نصوص صوفية سابقين عليه، وتناول هذا الفصل أيضا خصائص مصنفات التلمسانى الصوفية والأدبية.
الفصل الثانى: مذهب الوحدة عند التلمسانى:
أبين فى هذا الفصل معنى كل من وحدة الشهود ووحدة الوجود والحلول، وأقارن مذهب التلمسانى بغيره من المذاهب، وأبين أوجه الشبه والخلاف بين مذهبه ومذهب الذى يشرح له فى الوحدة الوجودية وغيرها من القضايا الفلسفية، واجتهدت فى أن أتلمس رؤيته فى الوحدة بين كل هذه الشروح.
الفصل الثالث: الحرية الإنسانية والمشيئة الإلهية عند التلمسانى:
أتحدث فى هذا الفصل عن رأى التلمسانى فى قضية الحرية الإنسانية والمشيئة الإلهية، فالحرية الكاملة للإنسان هى فى العبودية الكاملة لله، وأيضا كيف أن الفعل الإنسانى ينسب إلى الله لا إلى الإنسان، فإرادة الإنسان داخلة فى مشيئة الله.
الفصل الرابع: النفس الإنسانية عند التلمسانى:
أتناول فى هذا الفصل تعريف النفس عند التلمسانى، وأنها ذات أقسام وأنواع متعددة، كما يتضمن الفصل الحديث عن علاقة النفس بالبدن.
الخاتمة:
أعرض من خلالها أهم النتائج التى توصلت إليها، ومن بينها:
1-أبدع التلمسانى فى قراءة النفرى حيث أنه أضاف ثلاثة أسفار وهم (السفر فى الله تعالى- السفر بالله إلى خلقه- السفر بالموجود إلى الوجود) لم يذكرها النفرى وهذا يدل على سعة إطلاع التلمسانى.
2-يرى التلمسانى أن الحرية الإنسانية هى فى العبودية الكاملة لله.
3-يرى التلمسانى أن النفس جوهر بسيط قديم من نور الله عزوجل