Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإبداع وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية لدى بعض المراهقين في دور الأيتام:
المؤلف
حسن, هويدا حسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هويدا حسن محمد حسن
مشرف / محمد ابراهيم عيد
مشرف / صابر فاروق محمد
الموضوع
صحة نفسية.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
280 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

يُعَدُّ الإبداعCreativity مِنِ المفاهيم المُهِمَّة الَّتِي يَجِبُ أَنْ تُدْعَم داخل المُجْتَمَع؛ فهو يُعَدُّ بمثابة طَوْق النَّجَاة مِنْ كثيرٍ مِنِ المشكلات الَّتِي تُحِيط بنا اليومَ ، فإذا كُنَّا نريد أَنْ نرفع مِنْ شأن أُمَّةٍ ؛فعلينا البحث عَنِ المُبْدِعينَ فيها، وإنْ كان الإبداع سِمَةً أسَاسيَّةً للإنسان مُنْذُ نَشْأَتهِ ، فهذا الإبداع هو الَّذِي يجعل الحياة أكثرَ رُقيًا وتَحَضُّرًا.
ومِنْ هنا نجد أَنَّ كُلَّ فَردٍ يمتلك إمكانيَّة الإبداع بصُورةٍ ما، وأَنَّ هذه الإمكانيَّة موجودة في جميع الأفراد بدَرَجاتٍ مُتَفَاوِتةٍ ، شأنها في ذلك شأن السِّمَات الشَّخْصيَّة الأخرى. وقد حَظِى الإبداع بمَكَانةٍ كبيرةٍ في العلوم الإنسانية الأخرى ، وفى عِلْم النَّفْس بشَكْلٍ خَاصٍ ؛حَيْثُ اتَّجَهتِ الدِّرَاسَات النَّفْسيَّة إلى دراسة الإبداع كظاهرة مِنْ مُنْطَلَقَاتٍ مُخْتَلِفةٍ ؛ تركتْ نتائجها العِلْميَّة على مفهوم الإبداع.
وتُعَدُّ المُرَاهَقَة مِنِ المراحل النَّمَائيَّة الهَامَّة في تشكيل شخصية الفرد في المُسْتَقْبَل؛ فالمُرَاهِق يُوَاجِهُ مجموعة مِنِ الحاجات والمشكلات والتَّحَدِّيات ، والمُرَاهَقَة هى المِيلَاد الوُجودِي، أي أَنَّ المُرَاهِق يدرك نفسه لأوَّل وَهْلَةٍ كذَاتٍ بين الذَّوَات الأخرى، والمُرَاهِق في طريق النُّمُو هذا إنَّمَا يدرك ماضيه كشيء غريب عليه ،يريد تخطيه لحاضرٍ يكون هو حَقًّا وجوده، لكنه مع ذلك لا يتبين له ما يمكن أَنْ تكون عليه مَعَالِم وجوده؛ فكُلُّ ما يعيبه أَنَّ هذا الوجود الَّذِي سوف يبلغه لا بُدَّ وأنْ يكون مُخْتلفًا عن ماضيه؛ فهو الآنَ ليس مجرد موجود تُحَدِّدهُ مُكَوِّنَات الطَّبِيعة وتُشَكِّلُها، بل أصبح وجود وهو موجود مِنْ أَجْل ذاته ،وليس لإرادة أخرى غير إرادته، وتُعْتَبَر المُرَاهَقَة أزمة ؛حَيْثُ أَنَّ هذه المرحلة تَمُرُّ بالعَدِيد مِنِ الصِّراعَات الَّتِي يَجِبُ أنْ يتخطاها المُرَاهِق حتَّى تَتَكَوَّن لَدَيهِ الهَوِيَّة الكَامِلَة، ففي البداية تَتَّخِذ الموقف المُنَاقِض، وهو ما يشعر به الوَالِدَانِ على أنَّهُ عِنَاد عكس المرحلة السابقة، والَّتِي كانتِ الهَوِيَّة مجرد نُسْخَةٍ مِنِ الكِبَار ؛حتَّى يصل في النِّهَاية لهَوِيَّةٍ فَرْديَّةٍ تَتَمَاثِل مع غيرها مِنِ الهَوِيَّات ،وإنْ تفردتْ عنها.
والمُرَاهَقَة إحدى المراحل النَّمَائيَّة الهَامَّة في حياة الأفراد ذُكُورًا وإنَاثًا، وتَمْتَدُّ تلك المرحلة كما يَتَّفِقُ مُعْظَم العُلَمَاء مِنْ (10- 19) سنة ، وتُعَدُّ فترة المَرَاهَقَة بمثابة مرحلة التَّأَهُب لمرحلة الرُّشْد، وتَمْتَدُّ في العِقْد الثَّانِي مِنْ حياة المُرَاهِق مِنِ الثَّالِثة عَشَرَ إلى التَّاسِعَة عَشَرَ تقريبًا، أو قد يكون قَبْلَ ذلك أو بعد ذلك بعَامِينَ ، وقد يَسْهُل علينا إلى حَدٍّ كَبيرٍ تحديد مرحلة المُرَاهَقَة مِنْ حَيْثُ بدايتها، بينما قد نحتار في أمر وضع نهاية لهذه المرحلة الهَامَّة ؛ حَيْثُ ترتبط دَائمًا بالنُّضْج بمُتَغَيِّرَاتهِ النَّوْعيَّة، وما يطرأ على المُرَاهِق مِنْ تَغَيُّرَات قد تتدخل فيها العَوَاطِف والغَرَائِز.
ومِنْ خلال استقراء البَاحِثَة واطلاعها على الدِّرَاسَات والبُحُوث المرتبطة بالإبداع خَاصَّةً في مرحلة المُرَاهَقَة ؛ وجدتْ أنَّ هناك عددًا مِنِ المُتَغَيِّرات المُهِمَّة ذات الصِّلَة به ،والَّتِي تَتَمَثَّل في القَلَق ، والأمن النَّفْسِيّ ، والشُّعُور بالدُّونيَّة .
وفيما يرتبط بالقلق ، تَتَمَيَّز مرحلة المُرَاهَقَة بانتشار مشاعر القلق والتَّوَتُّر؛ فالتَّوَتُّر القائم بين الذَّات والمُجْتَمَع هو القضية المِحْوَريَّة المُدْرَكَة في تلك المرحلة ، ففي مرحلة المُرَاهَقَة يَتَقَبَّل اليافعون تَقْيِيم المجتمع لهم كمُتَمَرِّدينَ وكمُتَسَيِبينَ؛ فالمُرَاهِق يحاول جَاهداً أنْ يُحَدِّد هويته، والشَّاب يبدأ بإدراك حدود شخصيته ليتمكن مِنْ تَمْيِيز احتمال الصِّراع والتباين القَائِمينِ بين ذاته المُتَنَامِية، وبين نِظَامهِ الاجتماعِي، وخلال تلك المرحلة قد يَمُرُّ المُرَاهِق ببعض المشاكل الَّتِي تُوَاجِهُهُ وتصل به إلى حالة مِنِ القَلَق والتَّوَتُّر، وقد يكون قَلَق المُسْتَقْبَل الَّذِي يُمَثِّل أحد أنواع القلق الَّذِي يُشَكِّل خطورة في حياة الفرد، ويَتَجَلَّى في خَوْفٍ مِنْ مَجْهُولٍ ، ويَنْجُمُ عن خِبْرَاتٍ مَاضيةٍ (وحاضرة أيضاً) يعيشها الفرد ،وتجعله يشعر بعدم الأمن وتَوَقُّع الخطر ،ويشعر بعدم الاستقرار ؛وتُسَبِّب لَدَيهِ هذه الحالة شيءٌ مِنِ التَّشَاؤُم واليَأْس الَّذِي قد يُؤَدِّي به في نهاية الأمر إلى اضطراب حقيقي وخطير كالاكتئاب أو اضطراب نَفْسِي عَصَبِي خطير، ونشير أيضًا إلى أَنَّ قَلَق المُسْتَقْبَل قد ينشأ عن أفكارٍ خَاطئةٍ ولا عقلانيَّة لَدَى الفرد ؛وتجعله يُؤَوِّل الوَاقِع مِنْ حوله، وكذلك المواقف والأحداث والتَّفَاعُلات بشَكْلٍ خَاطئ ؛مِمَّا يدفعه إلى حَالةٍ مِنِ الخوف والقَلَق الهَائِم الَّذِي يفقده السَّيْطَرَة على مَشَاعِرهِ وعلى أفكاره العقلانيَّة ، ومِنْ ثَمَّ عدم الأمن والاستقرار النَّفْسِي.
وفيما يَخْتَصُّ بالأمن النَّفْسِي ؛ نَالَ موضوع الأمن النَّفْسِي اهتمام العَدِيد مِنِ العُلَمَاء والمُتَخَصِّصينَ في المَجَالَات النَّفْسيَّة ، الطِّبيَّة ،الاجتماعيَّة ،التَّرْبَويَّة ،السِّيَاسيَّة ،والاقتصاديَّة ، وأصبح من الأُمُور الهَامَّة الَّتِي ينبغي أَنْ يُوَجِّهُ إليه الفرد والمجتمع الرِّعايَة اللَّائِقة به ؛كَوْنِهِ مُكَوِّن مِنِ مُكَوِّنَات الصِّحَة النَّفْسيَّة الَّتِي تُسْهِم بشَكْلٍ كَبيرٍ في تنمية شخصية الفرد بجوانبها المختلفة، فالشُّعُور بالأمن مِنْ أَهَمِّ الحاجات النَّفْسيَّة الَّتِي تُؤَثِّر في بناء الشَّخْصيَّة عند الفرد، هذا ويُعَدُّ الأمن النَّفْسِي (الطُّمَأْنِينة الانفعاليَّة) مِنْ أَهَمِّ جوانب الشَّخْصيَّة الَّتِي يبدأ تكوينها عند الفرد مِنْ بداية نَشْأَتِهِ الأُولَى، خلال خِبْرَات الطُّفُولَة الَّتِي يَمُرُّ بها، وهذا المُتَغَيِّر المُهِّم كَثيرًا ما يصير مُهَدَّدًا في أية مَرْحَلة مِنْ مراحل العُمْر، إذا ما تَعَرَّض لضُغُوط نَفْسيَّة ،أو اجتماعيَّة ،أو فِكْريَّة، لا طَاقةَ له بها ؛ مِمَّا قد يُؤَدِّي به للاضْطِرَاب النَّفْسِيّ.
وفيما يَتَعَلَّق بالشُّعُور بالدُّونيَّة ؛ أصبح مفهوم الدُّونيَّة أكثر انتشارًا واستخدامًا على نِطَاقٍ وَاسِعٍ لأهميتَّه في مَجَال عِلْم النَّفْس ؛ إِذْ أَنَّهُ يمكن التَّغَلُّب على مشاعر الدُّونيَّة مِنْ خلال السَّعْي النَّاجِح ، ويسعى الإحساس بالدُّونيَّة إلى الحُصُول على تعويضات سهلة ورضا خادع، وفي الوقت نفسه عَرْقَلة الطَّرِيق لتحقيق إنجازات ناجحة، مِنْ خلال تكبير العَقَبَات وتقليل العرض من الشَّجَاعَة ، والشُّعُور بالدُّونيَّة هو: الافتقار إلى القِيْمَة الذَّاتيَّة، والشَّك وعدم اليقين بشأن الذَّات، ومَشَاعِر عدم قِيَاس المَعَاِيير. وغالبًا ما يكون منبعها اللاوَعْي، ويُعْتَقَد أنَّها تدفع الأفراد المُصَابِينَ إلى الإفراط في التَّعْوِيض ؛مِمَّا يُؤَدِّي إمَّا إلى الإنجاز المُذْهِل، أو السُّلُوك الاجتماعِي الَّذِي يُوحِي بالتَّدَنِّي.
ونظرًا لأهميَّة الإبداع ؛ تحاول الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة إلقاء مزيدًا مِنِ الضَّوْء على علاقة الإبداع ببعض المُتَغَيِّرات، والَّتِي تشمل: القَلَق الاجتماعِي ،والشُّعُور بالدُّونيَّة ،والأمن النَّفْسِي لَدَى عَيِنَة مِنِ المُرَاهِقِينَ بدُوُر الأيتام .
مُشْكِلَة الدِّرَاسَة:
نشأتْ مشكلة الدِّرَاسَة الحَالية ،مِنْ خلال استقراء البَاحِثَة لعددٍ مِنِ الدِّرَاسَات والبُحُوث- في حُدُود عِلْم البَاحِثَة - الَّتِي ربطتْ بين الإبداع والمُرَاهِقِينَ داخل دُوُر الأيتام هذا مِنْ جانبٍ، ومِنْ جَانبٍ آخر قِلَّة الدِّرَاسَات الَّتِي ربطتْ بين الإبداع والمُتَغَيِّرات النَّفْسيَّة مثل :القَلَق ، والأمن النَّفْسِي ، والشُّعُور بالدُّونيَّة .
وتحاول الدِّرَاسَة الحَالية الإجابة عن التَّسَاؤُلات التَّالِية:
التساؤلات السيكومترية:
1- هل توجد عِلَاقة بين الإبداع والقَلَق الاجتماعِي لَدَى المُرَاهِقِينَ في دُوُر الأيتام؟
2- هل توجد علاقة بين الإبداع والشُّعُور بالدُّونيَّة لَدَى المُرَاهِقِينَ في دُوُر الأيتام ؟
3- هل توجد علاقة بين الإبداع والأمن النَّفْسِي لَدَى المُرَاهِقِينَ في دُوُر الأيتام ؟
4- هل يمكن التَّنَبُّؤ بمستوى الإبداع مِنْ خلال القَلَق الاجتماعِيّ والشُّعُور بالدُّونيَّة والأمن النَّفْسِيّ؟
التساؤل الكلينيكي:
5- هل توجد عِلَاقة سَبَبيَّة كَامِنَة بين الإبداع وبعض المُتَغَيِّرات النَّفْسيَّة ،وما يرتبط بها مِنْ ديناميات نَفْسيَّة لَدَى عَيِنَة الدِّرَاسَة ؟
أهْدَاف الدِّرَاسَة:
تهدف الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة إلى:
1- الكشف عن العِلَاقة بين الإبداع والقَلَق الاجتماعِيّ لَدَى المُرَاهِقِينَ في دُوُر الأيتام.
2- الكشف عن العِلَاقة بين الإبداع والشُّعُور بالدُّونيَّة لَدَى المُرّاهِقِينَ في دُوُر الأيتام.
3- الكشف عن العِلَاقة بين الإبداع والأمن النَّفْسِي لَدَى المُرَاهِقِينَ في دُوُر الأيتام.
4- بحث نِسْبَة إسْهَام كُلٌّ مِنِ القَلَق الاجتماعِيّ ،والشُّعُور بالدُّونيَّة، والأمن النَّفْسِيّ في التَّنَبُّؤ بالإبداع.
5- فَهْم شخصية المُرَاهِق اليتيم عن طريق الدِّرَاسَة الكلينيكية لحَالاتٍ فَرْديَّة بعينها ، والكشف عن ديناميكيات شخصيته وما يُعَانيهِ من صِرَاعَات نَفْسيَّة ،واجتماعيَّة ،وبِيئيَّة؛ بهدف التَّعَرُّف على الأسباب الخَاصَّة بالبِنَاء النَّفْسِيَ ،والظُّرُوف الاجتماعيَّة لتلك الحَالَات ،والَّتِي ساهمتْ في إحساس هذه الفِئَة بكُلٍّ مِنْ :(الأمن النَّفْسِيّ ، والقَلَق الاجتماعِيّ ، والشُّعُور بالدُّونيَّة).
أهميَّة الدِّرَاسَة:
الأهميَّة النَّظَريَّة:
1- تسهم الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة في إثراء التُّرَاث والفِقْه النَّفْسِيّ بإَطَارٍ نَظَرِي يتناول مُتَغَيِّرات ومَوْضُوعات مُهِمَّة في مَجَال عِلْم النَّفْس والصِّحَة النَّفْسيَّة، وتشمل: الإبداع ،القَلَق الاجتماعِيّ، والشُّعُور بالدُّونيَّة، والأمن النَّفْسِيّ .
2- إلقاء الضَّوْء على الأيتام المُرَاهِقِينَ ،مِنْ خلال مَنْظُور إيجابِيّ ،وهو البحث عن إبداعهم وارتباطه بمُتَغَيِّرات الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة .
الأهميَّة التَّطْبيقيَّة:
1- تَنَاوُل الدِّرَاسة وتركيزها على عَيِنَةٍ ذَات طَبيعةٍ خَاصَّةً وهُم: الأيتام المُرَاهِقُون.
3- إعداد وتطبيق مَقَايِيس جَديدة نِسْبيًا مثل :الشُّعُور بالدُّونيَّة والإبداع.
2- تقديم بعض التَّوْصِيات والمُقْتَرَحَات الخَاصَّة بعَيِنَة الدِّرَاسَة.
مُصْطَلَحَات الدِّرَاسَة (التحديد الإجرائي للمصطلحات)
1- الإبداع: Creativity
وتُعَرِّف البَاحِثَة الحَالية الإبداع على أنَّهُ :قدرة الفرد على الإبداع والابتكار في مَجَالاتٍ عَدِيدةٍ تشمل الإبداع الشَّخْصِي، والَّذِي يَتَمَثَّل في القدرة على التَّغَلُّب على المشكلات والمَوَاقِف الصَّعْبَة، والإبداع الدَّال على الاطِّلاع والمُتَمَثِّل في القدرة على اكتساب المعرفة ، والإبداع الأدائِي المُتَمَثِّل في القدرة على الغِنَاء والعَزْف وأداء الأدوار ، والإبداع العِلْمِيّ ، والإبداع المِيكَانيكِيّ ،والَّذِي ينعكس في القدرة على القيام بالأعمال المِيكَانيكيَّة وإجراء التَّجَارُب العِلْميَّة ، والإبداع الفَنِّيّ ويظهر في قدرة الفرد على القِيَام بالأعمال الفَنِّيَّة كالرَّسْم والنَّحْت والتَّصْوِير، وتعبر عنه الدَّرَجة الَّتِي يحصل عليها المَفْحُوص في المِقْيَاس المُسْتَخْدَم في الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة.
وتُعَرَّف أبعاده على النَّحْو التَّالِي :
أ- الإبْدَاع الشَّخْصي Personal creativity
ويُعَرَّف على أنَّهُ قدرة الفرد على التَّغَلُّب على المشكلات والمَوَاقِف الصَّعْبَة وإيجاد حُلُول جديدة، وخلق نوع مِنِ التَّوَازُن بين عَمَلهِ وحياتِهِ الشَّخْصيَّة، وتقديم المساعدة للآخرين والإصلاح بينهم، وإيجاد البَهْجَة والسَّعَادَة للنَّفْس.
ب- الإِبْدَاع الدَّال على الاطِّلاع والمَعْرِفَة Creativity and knowledge
وهو ينعكس ويَنْطَوِي في قدرة الفرد على الكِتَابَة العِلْميَّة والأَدَبيَّة، ومناقشة الموضوعات والقَضَايَا الوَاعِية، وإقناع الآخر، وتَقَبُّل وِجْهَات نظر الآخرينَ، وتَحْلِيل الموضوعات والقَضَايَا الجَدَليَّة والتَّفْكِير فيها، وتقديم تغذية رَاجِعة وبَنَّاءة لِمَا يُقْرَأ.
ج- الإِبْدَاع الأَدَائِي Performance creativity
وهو قدرة الفرد على القِيَام بأداءٍ نَاجحٍ ،مِنْ خلال بناء وأداء الأَغَانِي في تَنَاغُمٍ وإيقاعٍ
مُعَيَّنٍ ، والعَزْف على الآلات المُوسيقيَّة ، وأداء الأدوار على المَسْرَح .
د- الإِبْدَاع المِيكَانيكِي Mechanical creativity
وهو قدرة الفرد على القِيَام بالأعمال ،والمَهَام العِلْميَّة والمِيكَانيكيَّة المُتَمَثَّلة في إصلاح الأجهزة، وإعداد وبناء أَشْيَاء مَعْدَنيَّة وخَشَبيَّة.
ه- الإِبْدَاع العِلْمِّي Scientific creativity
وهو قدرة الفرد على إعداد بَرَامَج الكمبيوتر، وحَلِّ المُشْكِلَات والأَلْغَاز الرِّيَاضيَّة، وإجراء التَّجَارُب العِلْميّة، والتَّوَصُّل إلى البَرَاهِين الرِّياضيَّة.
و- الإِبْدَاع الفَنِّيّ Artistic creativity
وهو قدرة الفرد على القِيَام بالأعمال الفَنِّيَّة المختلفة مثل: الرَّسْم والنَّحْت، والتَّصْمِيم الهَنْدَسِي، والتقاط الصُّور، وتَقْيِيم الرُّسُوم وتَفْسِيرِها.
وتُعَرِّفُهُ البَاحِثَة إجرائيًا بالدَّرَجة الَّتِي يحصل عليها المَفْحُوص في المِقْيَاس المُسْتَخْدَم في الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة .
2- القَلَق الاجتماعِيّ anxiety Social :
يُعَرِّفُهُ (مُحَمَّد إبَرَاهِيم عِيْد، 2000: 357) بأنَّهُ : خَوْف مَرَضِيّ مُبَالَغ فيه وغير مَعْقُول، يَتَّصِفُ بأنُّهُ مُبَاغِت، هَائِم، طَلِيق ،ويصاحبه تَغَيُّرَات فِسْيُولُوجِيَّة تشير إلى النَّشَاط الزَّائِد للجِهَاز العَصَبِيّ اللاإراديّ.
وتُعَرِّفُهُ البَاحِثَة إجرائيًا بالدَّرَجة الَّتِي يحصل عليها المَفْحُوص في المِقْيَاس المُسْتَخْدَم في الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة.
3- الشُّعًور بالدُّونيَّة : Inferiority
تُعَرِّفُ البَاحِثَة الحَالية الشُّعُور بالدَّونيَّة على أَنَّهُ :حالة انفعاليَّة تَنْطَوِي على شُعُور الفرد بالدُّونيَّة أو النَّقْص ،والَّذِي يَتَمَثَّل في النَّظْرَة السَّلْبيَّة تجاه الذَّات وفَقْد الثِّقَة بالنَّفْس ، والمَيل إلى تجنَّب المَوَاقِف الاجتماعيَّة ،والخَجَل مِنِ الآخرينَ ،والرَّغْبَة في الاختفاء عن الآخرينَ ، وتَوَقُّع الفَشَل، وعدم القدرة على القِيَام بالمَهَام المختلفة ، وعدم القدرة على التَّحَكُّم في الانفعالات والتَّعْبِير عنها أمام الآخرينَ، والشُّعُور بعدم الكَفَاءة والقدرة مُقَارَنةً بالآخرينَ، والاعتماد على الآخرينَ في شتَّى الأُمُور وعدم القدرة على اتِّخَاذ القرارات، وتعبر عنه الدَّرَجة الَّتِي يحصل عليها المَفْحُوص في المِقْيَاس المُسْتَخْدَم في الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة.
وتُعَرِّف أبعاده على النَّحْو التَّالِي:
أ- فُقْدَان الثِّقَة بالنَّفْس Mistrust
وهو الشُّعُور بالنَّقْص وعدم الكفاءة ، وإدراك الفرد لبعض المشاعر السَّلْبيَّة تجاه ذاته ،والَّتِي تَتَمَثَّل في عدم رضاه عن ذاته ومظهره وحياته ، وعدم القدرة على وضع وتحقيق الأهداف ، وعدم القدرة على فَهْم واحترام الذَّات وتَقَبُّلها ، والشُّعُور بالإحباط ، وعدم الجَدَارَة والفَائِدة ، وعدم استحقاق الحَيَاة ، والبَشَاعَة والعِدْوَانيَّة .
ب- العُزْلَة الاجتماعيَّة Social isolation
ويُقْصَد به نقص القدرة على التَّفَاعُل مع الآخرينَ، وشُعُور الفرد بالتَّقْيِيم السَّلْبِي لسُلُوكهِ وتَصَرُّفاتِهِ مِنْ جانب الآخرينَ، ورفضهم له وعدم تَقَبُّلهِ، ومَيْلهِ للابتعاد عن الآخرينَ، وعدم القدرة على التَّوَاصُل مع الآخرينَ ومخالطتهم، وتَجَنُّب المُشَارَكة في المَوَاقِف والمناسبات الاجتماعيَّة المختلفة.
ج- القَلَق الاجتماعِيّ Social anxiety
ويُقْصَد به شُعُور الفرد بعدم القدرة على أداء واجباته وتَوَقُّعهِ الفشل في أدائها ، ونقص القدرة على مُوَاجَهِة الآخرينَ، واعتماده على الآخرينَ بشَكْلٍ وَاسِعٍ، وعدم القدرة على اتِّخَاذ القرارات، والخَوْف مِنْ مُوَاجَهِة المُشْكِلَات.
د- نَقْص القُدْرَة على التَّحَكُّم في الانفعالات والتَّعْبير عنها The inability to control and express emotion
ويُقْصَد به عدم قدرة الفرد على التَّحَكُّم في انفعالاته ومشاعره المختلفة الَّتِي تستثيره والتَّعْبِير عنها، وعدم القدرة على ضَبْط الذَّات، والشُّعُور بالاندِفَاع والتَّسَرُّع، وتَقَلُّب المَزَاج، والعَصَبيَّة.
وتُعَرِّفُهُ البَاحِثَة إجرائيًا بالدَّرَجة الَّتِي يحصل عليها المَفْحُوص في المِقْيَاس المُسْتَخْدَم في الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة.
4- الأَمْن النَّفْسِيّ: Emotional security
ويُعَرِّفُهُ (حَامِد زَهْرَان،2002: 28) بأنَّهُ : الطُّمَأْنِينة النَّفْسيَّة أو الانفعاليَّة، وهو الأمن الشَّخْصِيَ أو أمن كُلِّ فَردِ على حِدَةٍ، وهو حالة يكون فيها إشباع الحاجات مَضْمُونًا وغير مُعَرَّض للخطر، وهو مُحَرِّك الفرد لتحقيق أمنه ،وترتبط الحاجة إلى الأمن ارتباطًا وَثِـيقًا بغَرِيزة المُحَافَظَة على البقاء.
وتُعَرِّفُهُ البَاحِثَة إجرائيًا بالدَّرَجة الَّتِي يحصل عليها المَفْحُوص في المِقْيَاس المُسْتَخْدَم في الدِّرَاسَة الرَّاهِنَة.
5- المُرَاهَقَة: Adolescence
وتُعَرِّف (سُهِير كَامِل ،1994: 123) المُرَاهَقَة بأنَّهَا : مرحلة تبدأ مِنِ البُلُوغ الجِنْسِيّ وتكتمل عند بلوغ الهَوِيَّة، وتَتَمَيَّز بظُهُور أَزَمَاتٍ كَثيرةٍ ؛بسبب التَّغَيُّرَات الفِيزيُولُوجيَّة المُؤدِّية إلى النُّضْج الجِسْمِي والضُّغُوط الاجتماعيَّة.
6-المُؤَسَّسات الإيوائيَّة : Residential Institution
عبارة عن مبنى وَاحدٍ أو أكثر، ومُجَهَّزَة للإقامة الدَّاخِليَّة، وقد يُلْحَق بها مَلْعَب أو أكثر، ويُودَع بها الأطفال ذَوُو الظُّرُوف الأُسَريَّة الصَّعْبَة بعد خضوعهم لعمل بَحْث اجتماعِيّ، ويوجد بها جِهَاز إداريّ مُكَوَّن في بعض الأحيان مِنِ المُدِير، وعدد مِنِ الأخْصَائيينَ الاجتماعِيينَ والنَّفْسِيينَ ، والمُشْرِفينَ اللَّيلِيينَ، ومُدَرِسينَ مُتَخَصِّصينَ في الأنشطة المختلفة، ويُطْلَق عليها: (مُؤَسَّسة إيوائيَّة)؛ إذا كانتْ حُكُوميَّة أي تُدِيرُها وَزَارَة الشُئُون الاجتماعيَّة وتُنْفِق عليها، كما يُطْلَق عليها: (دَار أو مَلْجَأ أو جَمْعيَّة) ؛إذا كانتْ تَتْبَعُ إدارة أهليَّة أو خَيْريَّة، مع خُضُوعِها لإشراف وَزَارَة الشُئُون الاجتماعيَّة (جَمَال شَفِيق،1991 :299).
محددات الدِّرَاسَة :
أوَّلًا : مَنْهَج الدِّرَاسَة :
استخدمتِ الدِّرَاسَة المَنْهَج الوَصْفِيّ ؛للتَّحَقُّق مِنْ فُرُوض الدِّرَاسَة السَّيْكُومِتريَّة للعَيِنَة الكُلِّية للدِّرَاسَة ، والمَنْهَج الإكلينيكِيّ للتَّحَقُّق مِنِ الفُرُوض الكلينيكية للحَالَات المُخْتَارَة .
ثَانيًا :عَيِنَة الدِّرَاسَة
تَضَمَّنَتِ الدِّرَاسَة نَوْعَينِ مِنِ العَيِنَات هما:
أ- عَيِنَة تَقْنِين الأَدَوَات:
تَكَوَّنَتْ عَيِنَة تَقْنِين الأَدَوَات مِنْ (120) مُرَاهِق ومُرَاهِقِة (80 مِنِ الإنَاث، و40 مِنِ الذُّكُور) بعَددٍ مِنْ دُوُر الأيتام ،وشملتْ :( طَلَائِع الكَمَال، جَمْعيَّة مِصْر لحَمَايَة الأُسْرَة والبِيئَة، وإدارة جَمْعيَّة زُمْرَة أَهْل الجَنَّة ) التَّابِعَة لإدارتي مِصْر الجديدة والنزهة الاجتماعيَّة، بمُتَوَسِط عُمْر قَدْرُهُ ( 15.7 ) سنة، وانحراف معياري قَدْرُهُ( 0.76) .
ب- عَيِنَة الدِّرَاسَة الأسَاسيَّة:تَكَوَّنَتْ عَيِنَة الدِّرَاسَة الأسَاسيَّة مِنْ ( 200 ) مُرَاهِق ومُرَاهِقَة ( 120 مِنِ الإنَاث، و80 مِنِ الذُّكُور) بعَددٍ مِنْ دُوُر الأيتام، وشملتْ :( جَمْعيَّة التَّحْرِير للخَدَمَات الاجتماعيَّة ” دار زَمْزَم للأيتام ”، جَمْعيَّة أُنْشُودَة الخَيْر، جَمْعيَّة السُّويدِي، جَمْعيَّة جَنَّتِي ) التَّابِعَة لإدارتي مصر الجديدة والنزهة الاجتماعية، بمُتَوَسِط عُمْر قَدْرُهُ ( 15.4 ) سنة، وانحراف معياري قَدْرُهُ ( 0.72) .
ثَالثًا : أَدَوَات الدِّرَاسَة : وتَضَمَّنَتِ الدِّرَاسَة الأَدَوَات التَّالِية:
1- مِقْيَاس الشُّعُور بالقَلَق الاجتماعِي (إعداد : إبْرَاهِيم عِيْد ،2000) .
2- مِقْيَاس الإِبْدَاع (إعداد: البَاحِثَة).
3- مِقْيَاس الشُّعُور بالدُّونيَّة (إعداد: البَاحثِةَ).
4- مِقْيَاس الأمن النَّفْسِي (إعداد :محمد إبْرَاهِيم عِيْد 1997) .
أمَّا أَدَوَات الدِّرَاسَة الكلينيكيَّة فتشتمل على:
1- استمارة جمع بَيَانَات أوَّلية عن الحالة.
2- المُقَابَلَة الكلينيكيَّة.
3- اختبار ساكس لتكملة الجمل (إعداد : جوزيف ساكس، تعريب : إيمان فوزى سعيد شاهين ، 2009)
- اختبار تَفَهُّم المَوْضُوع T.A.T
رَابِعًا : الحُدُود الزَّمنيَّة :
أُجْرِيتِ الدِّرَاسَة خلال العام الدِّرَاسِي 2017 / 2018 م .
خَامِسًا : الحُدُود المَكَانيَّة :
أُجْرِيتِ الدِّرَاسَة بعَددٍ مِنْ دُوُر الأيتام، وشملتْ :( جَمْعيَّة التَّحْرِير للخَدَمَات الاجتماعيَّة ”دَار زَمْزَم للأيتام”، جَمْعيَّة أُنْشُودَة الخَيْر، جَمْعيَّة السُّوِيدِي، جَمْعيَّة جَنَّتِي) التَّابِعَة لإدارتي مصر الجديدة والنزهة الاجتماعيَّة .
سَادسًا : الأسَالِيب الإحْصَائيَّة وهي :
1- مُعَامِل الارتباط لبيرسون.
2- تَحْلِيل الانْحِدَار المُتَعَدِّد.