Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الوصية في الأدب العربي القديم :
المؤلف
الكو، محمد خليفة محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد خليفة محمد الكو
مشرف / سعيد الطواب محمد علي
مشرف / حسن إسماعيل عبد الغني
مناقش / شهير أحمد دكروري
مناقش / بهاء محمد محمد عثمان
الموضوع
الوصايا (فقه إسلامى). الأدب العربى - تاريخ.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
269 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الدراسات الأدبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 269

from 269

المستخلص

يتناول هذا الموضوع الوصية في الأدب العربي القديم دراسة موضوعية فنية، بين فيها الباحث أن الوصية في مفهومها العام المتسع ، جنسّ من أجناس الكلام الذي شهده الأدب العربي منذ زمن بعيد اقترن بحدث الموت وارتبط بمصير الإنسان وهو يودع الدنيا وداع اللا مشتاق إليها والوصية هي خطاب متنوع الموضوعات متعدد الغايات ، يكون تنبيهاً وتبصره ، وإرشاداً وموعظةً وتعليماً وتذكرة.
وتكمن أهمية هذا الموضوع وأسباب اختياره فيما يلي:
فكانت هناك دوافع عديدة منها ما تتجاوز دراسة الوصية مقصدها العام وآثارها ، بل كان الدافع الرئيس دراسة الجانب الفني والقول الجميل وما ينتج عنه من إقناع وتأثير في المتلقي كذلك أسلوب القائل وفصاحته وبلاغته الصريحة أو الضمنية وجمال استعاراته وتشبيهاته وكناياته ورقة النغم الموسيقي للوصية وسلامة إيقاعه وسهولة ألفاظه وتعبيره وصوره ومصادرها المتعددة وحسن اقتباساته وتضمينه ومدى إطالته في الوصية من عدمها وشكلها الفني وقوة النص، وحسن اختيار المسالك إلى عقل الموصى له ووجدانه، والتعرض لإظهار الباطن وتوضيح الغامض في الوصية ، وتدارك ما وقع التفويت فيه ولفت النظر إلى ما غُض الطرف عنه ، ومنها عملية التخاطب المنعقدة بين الموصي والموصى له والفروق التي تؤثر فيها من أساليب ومحتوى ومقاصد وهي موضوع مهم من موضوعات الدراسة سنسعى إلى استجلائها وتبيان خصائص الوصية من خلاله .
كما كان من دوافع اختياري لهذا الموضوع ، قلة ما حظيت به الوصية من بحوث ودراسات مقارنة بالأنواع النثرية الأدبية الأخرى – على حد علمي المتواضع – فقد بدت في صور مختلفة لا تخلو من الغموض والالتباس، ثم إن الجانب الذي يصلها بالأدب بما هو صياغة فنية جميلة مؤثرة لتجربة إنسانية مخصوصة مثيرة قد بدأ متفاوت الأهمية بين المقاربات السابقة، إذ منها ما تركز على المضامين معزولة عن أساليبها ومنها ما أشار إلى التعبير إشارات عفوية سطحية مختصرة .
وبعد هذا العرض لأهم ما جاء في المعجم من أبنية وقضايا صرفية توصل البحث إلى نتائج لعل من أهمها ما يلي:
1. تعد الوصية بمثابة الدستور الذي يسير عليه الموصى به كما أنها تمثل أدباً نثرياً رفيعاً لدى العربي في العصور القديمة .
2. تنوعت الوصايا العربية إلى وصايا سياسية وحربية وتربوية ودينية واجتماعية لم تختلف الوصايا الجاهلية عن الوصايا الإسلامية كثيراً من حيث البناء اللغوي والتراكيب والاختلاف الجوهري يكمن في توظيف القرآن الكريم والحديث الشريف وافتتاح الوصايا بالبسلمة وتميزها بطابع ديني إسلامي .
3. اشتملت الوصايا على عديد الصور البيانية التصويرية مثل التشبيه والاستعارة والكناية وقد وظفوا الموصوف بطريقة فنية خالية في معظم الأحيان من التكلف والغموض .
4. اشتمل أدب الوصايا على مجموعة من المحسنات المعنوية اللفظية المعنوية البديعية مثل الطباق والمقابلة والجناس والازدواج والسجع وغيرها من المحسنات الأخرى التي خدمت الوصية ولم تكن متكلفة وسطحية .
5. الوصية ليست حكراً على أي مؤلف أدبي أو مجال من مجالات التفكير لكونها صورة مصغرة لنمط الكتابة قديماً ومعبرة عن خاصية الأدب العربي وهو الإيجاز بوصفه أسمى المطالب البلاغية وأكثرها شهادة على مراتب البيان ، لذلك لا يكاد يخلو مؤلف من ذكر لبعض الوصايا أو انتقاء لمقتطفات تورد شاهداً .
6. قد نال أدب وفن الوصية شيئاً كثيراً من الاهتمام والعناية لما له من أهداف وقيم إنسانية سامية ، أسهمت في رفد قيمنا العربية الأصلية وشكل مجالاً رحباً لإظهار القدرة الفكرية للمجتمع العربي ، ولاسيما الجاهلي الذي يعد باكورة الأدب العربي والمنبع الصافي لمعظم أنواع الإبداع الفني والبلاغي . على الرغم من أن الأدب النثري بشكل عام لم ينل قدراً من الشهرة عند الدارسين والباحثين بسبب اهتمام العرب كثيراً بالشعر وموضوعاته .
7. لم يهتم أدب الوصايا في العصرين الجاهلي والإسلامي كثيراً بالتزويق اللفظي واعتمد كثيراً على الصور البلاغية وعلى بعض المحسنات البديعية مثل السجع والجناس والازدواج التي وظفت بشكل فني جيد في معظم الوصايا .
8. اتبعت الوصايا في العصر الإسلامي الطريق الديني ومحاكاة أساليب القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة ، إضافة إلى الشعر العربي ، ولكن بصورة قليلة مقارنة بالجاهلية الذي كان الشعر يمثل لهم كل شيء .
9. وردت الوصايا العربية في صور وقوالب مختلفة ومتنوعة منها ما هو على صورة مشافهة ومنها ما جاء في صورة خطبة ومنها ما جاء في صورة توقيع أو رسالة موجهة إلى شخص معين ومنها ما جاء في صورة وصية صريحة وجاءت الوصية في قوالب شعرية ونثرية أو مقامات وحكايات .
10. تأثرت الوصايا العربية في العصر العباسي خاصة بالأدب الفارسي واليوناني والحكمة الهندية وذلك بما جاءت به الآداب والأحكام السلطانية عند الأمم الأخرى وما جاءت به كتب التراجم على ألسنة ملوكهم وحكامهم وبعض ما جاء في أمهات ومصادر تلك الأمم عن طريق الترجمة.