Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفكر العقائدى فى شعر شوقى /
المؤلف
الرشيدى، رحـاب فوزى.
هيئة الاعداد
باحث / رحاب فوزى الرشيدى
مشرف / محمد ابراهيم الطاووسي
مشرف / هدى عطية عبد الغفار
مناقش / هدى عطية عبد الغفار
الموضوع
اللغة العربية.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
268ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

عندما توجهت الدراسات الأدبية والنقدية إلى الجانب الدينى في شعر شوقى لم تخرج عن دائرة إسلامياته، وإذا ما خرجت خرجت مصوِّبة سهام النقد لكونه شاعرًا مسلماً مولعاً – مثلاً – بالمسيحية والمسيح.
لكن ما لفت نظر الباحثة في هذا الجانب هو نظرة شوقي الاجتماعية للدين، فما كان الدين عند شوقى إلا حاجة اجتماعية رافقت البشرية منذ النشأة الأولى، حرَّكتها الرهبة أو الرغبة؛ الرهبة من إله خفى متحكم في كل الظواهر الكونية من حوله، أو الرغبة في نيل رضاه وكسب عطاياه رغم جهلهم به، ومن هنا - من وجهة نظر شوقي- كانت العبادة، لذلك قال شوقى مبررًا سذاجة هذه العقول :
ربِّ، هذِى عقولُنا فى صِباها نالها الخــوف واســـتباها الرجاء( )
ومن خلال تركيز الضوء على ” الفكر العقائدى عند شوقى ” نجد أن شوقى يبحث دائمًا عن مواطن الالتقاء بين العقائد المختلفة سماويةً كانت أم غير سماوية، ولا يكف عن إيجاد قنوات اتصال إنسانية بين تلك العقائد، وكان الخُلُق عند أمير الشعراء هو جوهر الدين، وهو المنطلق الذى سعى من خلاله لإيجاد تلك القنوات لإقامة علاقات إنسانية بعيدة عن التعصب؛ ذلك التعصب الذى يفسد البشرية إلى جانب ما يحمله من خسائر مادية ومعنوية على المجتمع كله. لذلك كان شعر شوقى محاولةً لغلق باب المفاضلة بين العقائد، فالدين لله وما الرسل إلا دعوة لنشر هذا الدين ( دين الله ) بين البشر : فليس الأساس فقط الإيمان بهم جميعًا؛ بل هى دعوة للقبول والتعامل مع الآخر : فالدين عند شوقى :
ما الدينُ إِلا تراثُ الناس قبلكُمُ كلُّ امـــرىءٍ لأَبيــــه تابعٌ تالى( )
وبذلك لم تقتصر نظرة شوقى على قضية قبول الآخر دينيًا على أنها حاجة اجتماعية للاستمرارية والتعايش فقط. وإنما كانت هذا الفكر - الذى قام على الخلق الإنسانى- هو أساس الحكم والنهوض الحضارى بالمجتمع لأعلى درجات الرقى والتقدم فيقول :
المــــلكُ تحتَ لســـانٍ حولــه أَدبٌ وتحتَ عقلٍ على جَنْبَيْه عِرفـان
الملكُ أَن تتلاقَوْا في هوى وطنٍ تفــــرَّقت فيــه أَجنـاسٌ وأَديــــان( )
والتى وضع لها قواعد كانت ركيزتها :
لا تُماروا النــاسَ فيما اعتقـــدوا كلُّ نفـــــــــــسٍ بكتــــابٍ وســـبيل( )
وقوله :
قل إِذا خاطبتَ غير المســـلمينْ لكمـــوٍ دينٌ رضِـيتُــــم وَلْىَ دِيـنْ
خـــلِّ للدَّيَّــــانِ فيهـــــم شـــــأنَــــــــهُ إِنــــــه أَولـــــى بهــــــم سـبحانـه!( )
ومن هنا كان اختيار الباحثة ” الفكر العقائدى في شعر شوقى ” كى يكون عنواناً لهذا البحث، كما أن هناك دافعاً آخر لاختيار الموضوع ألا وهو شخصية شوقى نفسه التى جسدت استنارة عقلية ثقافية ودينية؛ فهو شخصية لم يمنعها حب الدنيا من الانشغال بالدين.
تزعم الباحثة أن لشوقي فلسفةً خاصة في الدين، وستحاول الباحثة إماطة اللثام عن تلك الفلسفة الخاصة بالفكر العقائدي في شعر شوقي من خلال هذه الدراسة، التى اعتمدت المنهج التحليلى الوصفي القائم على استقراء شخصية الشاعر وثقافته التى عكست ثقافة عصره وأثر ذلك في فلسفته الفكرية وخاصةً فيما يتعلق بالفكر العقائدي وذلك من خلال أشعار شوقي الدينية وكل ما يعكس فكراً عقائدياً لديه.
جاءت الدراسة في تمهيدٍ وثلاثة أبواب متمضنةً عدة فصول تفاوت عددها وحجمها في كل فصل وفقاً لطبيعة الدراسة وتوافر المادة العلمية لها من شعر شوقي، وهذا بدوره جعل الأبواب متفاوتة الحجم وفقاً لطبيعة الدراسة، وتفصيل ذلك كما يأتي :
- التمهيد ويوضح مفهوم العقيدة ومفهوم الدين وعمومية أحدهما على الآخر مع إلقاء الضوء على فلسفة الدين عند شوقى، والتى عكست أهم ما ميز فكر شوقى العقائدى، ثم إشارة إلى أهم أوضاع المجتمع الدينية والاجتماعية والتى كان لها تأثيرٌ واضحٌ على هذا الفكر، وذلك من خلال كتاب ” الإسلام وأصول الحكم ” للشيخ على عبد الرازق القاضى.
- الباب الأول: وعنوانه ” قضايا الفكر العقائدي عند شوقي” وجاء فى هذا الباب في خمسة فصول حيث يحمل كل فصل قضية من قضايا الفكر العقائدى عند شوقى كما يأتي:
الفصل الأول عن قضية ”التوحيد” وفيها يتتبع شوقى الدين منذ صبا العقول، مؤكدًا فكرة التوحيد داخل النفس البشرية ومحاولات الوصول للإله خالق الكون بصوره المختلفة والتى بدأت بعبادة مظاهر الطبيعة، وأتحدث فيها عن عبادة ” نهر النيل ”، ثم عبادة البشر، وكانت ” إيزيس ” نموذجًا لها، ثم عبادة الحيوان، وكان ” أبيس ” نموذجها.
أما الفصل الثانى فكان قضية ” الإيمان بالكتب والرسل ” وهى أهم ركائز الفكر العقائدى عند شوقى حيث آمن شوقى باليهودية ونبى الله موسى عليه السلام، ووجدنا إيمانه واضحًا في أبياته الشعرية، وإن كان يعمد - في أحيان كثيرة - إلى الإيجاز إلا أنه لم يغفل أهم جوانبها ( التوحيد – موسى – فرعون – مصر – هارون ). ثم المسيحية وعيسى ابن مريم عليه السلام، وكانت أكثر وضوحًا وتفصيلاً من اليهودية، كما أكثر شوقي بشكل واضح من الإشارة إلى الحروب الصليبية التى أساءت للدين المسيحي، وفى حديثه عن المسيحية لم يغفل من جوانبها شيئًا حيث تحدث عن ( المسيحية – مريم العذراء – عيسى (عليه السلام) – الصلب – الصليب – البعث )، ويختم الفصل بخاتمة الرسالات ( الإسلام ) وخاتم الأنبياء محمد  وقد تناول شوقي رسالة الإسلام بتفاصيل دقيقة حيث تحدث عن ( ميلاد الرسول – يتمه – نزول الوحى – غار حراء – القرآن الكريم – عالمية الإسلام ).
أما الفصل الثالث فتناول قضية ” الأخلاق ” وجاء في ثلاثة مباحث خرجت من خلالها عن نظرة النقاد والأدباء العامة عن الأخلاق في شعر شوقى وتناولت في المبحث الأول ( تقويم الخلق )، أما الثانى فهو ( التربية الأخلاقية عند النشء )، لأنه بالفعل جانب لم ينل حظه من البحث والدراسة، حيث حرص شوقى أن يكون لأطفال مصر ما لأطفال العالم من أدب، يشمل العلم والقصص والخُلق الذى يساهم في تكوينهم تكويناً راشداً سليماً، وإن لم يتسع البحث لأن يوفيه حقه من الاهتمام والدراسة فلأن الباحثة تأمل أن يكون ذلك بداية لآخرين يهتمون بهذا الجانب. وكان المبحث الثالث تحت عنوان ”خلق استخدام السيف في الدين” والتى كان خير من يمثلها عند شوقى أنبياء الله ثم تبعهم حملة الدين أو كما كان يراهم ” حماة الإسلام ” الخلفاء العثمانيين وكيف كانت نظرتهم للسيف، ماذا حمل من معانٍ في نفس شوقى وفى نفس الدين ؟
ويأتى الفصل الرابع بقضية لم تكن مألوفة في الكتابات عن شوقى وهى (ملامح للتصوف في شعر شوقى) وتزعم الباحثة أن الجميع يكاد يجزم أن شوقى لم يكن زاهدًا إلا أن الباحثة رأت أنه لايمكن التغافل عن بعض هذه الملامح والتى كان أولها : ” وحدة الدين ”، وكيف أن الاحترام والتقدير كان أساس التعامل بين الرسالات، وقارنت الباحثة بين فكر شوقى في وحدة الرسالات وفكر ابن عربى الذى اعتقد كل العقائد على وجه الأرض وآمن بها، ثم يأتى مبحث ” الإنشغال بالموت ” وما وراءه، والذى بدا ظاهرًا في كثرة الأسئلة الموجهة للموتى في مراثيه، ثم يأتى ” التوسل ” ويُختم الفصل بإيمان شوقى بالقضاء والقدر والدعوة له لكونه ركنًا من أركان الإيمان.
والفصل الخامس والأخير من الباب تناولت فيه الباحثة قضية ” قبول الآخر ” والتى حاولت من خلالها توضيح معنى قبول الآخر دينيًا وتقديم خير نموذج يمثل هذا القبول وهو المجتمع الذى نشأ به شوقى، وكيف جسدته مصر عبر عصورها المختلفة.
- الباب الثانى: وعنوانه ” بنية الظواهر الأسلوبية في بلاغة التراكيب في شعر شوقى العقائدى ” وجاء هذا الباب في فصلين الأول منهما: ” بنية التراكيب اللغوية ” والذى من خلاله يتضح كيف تعامل شوقى مع التركيب اللغوى لجمله وعباراته المعبرة عن فكره العقائدى. والثانى هو ” بنية الإيقاع ” وتمثلت فى إطارين إطار خارجى يمثله الوزن والقافية، وإطار داخلي متمثل في التجنيس والتصريع والتكرار وحسن التقسيم ليكون به الموسيقى الداخلية في البيت إلى جانب موسيقى القصيدة الخارجية.
وقد ظهر للباحثة جلياً أن هذا الباب عكس مدى حرص شوقى على الالتزام بقواعد القدماء في النظم والتى أساسها البحور الخليلية، فهو لم يسع إلى أى تجديد في تلك القواعد كصنيعة الشعراء المحدثين.
- الباب الثالث: عنوانه ” التناص الدينى في شعر شوقى ” ويبحث هذا الباب عن مدى تواصل شوقى مع النصوص المقدسة (القرآن– التوراة– الإنجيل)؛ وجاء هذا الباب في ثلاثة فصول؛ الفصل الأول: التناص القرآني، الفصل الثاني: التناص الإنجيلي، الفصل الثالث: التناص التوراتي، ونلاحظ هنا أن الحوار عن التناص القرآنى في شعر شوقى لم يكن أمرًا جديدًا، وإنما الجديد هو الدخول إلى أعماق الإنجيل والتوراة للاستعانة بنصوص منهما لتكوين نصوص إبداعية تحمل تلك القدسية، فمن النص الإنجيلى نلاحظ أن شوقى شديد التأثر بصورة الفداء، والعذاب، والصلب، ومريم، ويوسف النجار، وهي من أهم أحداث وشخصيات الرسالة المسيحية، وإن كانت هذه هى السهام التى وجهت لشوقى نقدًا فكانت - بالنسبة للباحثة - ركيزة خادمة لموضوع البحث، فضلاً عن أن الجديد هنا كذلك تمثل فى التناص التوراتي، وإيجاد نقاط تناصية مع التوراة في العهد فوجودها – ولاشك - توثيق لهذا الفكر العقائدى، حيث استدعى شخصيات مثل ”يشوع – شمشون”، واستدعى مضمون (الوصايا – المزامير) استدعى أسماء ( التوراة – الهيكل )، فكانت الاستدعاءات التوراتية دليلاً جديداً على ما ذهبت إليه الباحثة في فكر شوقى العقائدى.
- خاتمة وتضمنت أهم النتائج التى توصلت إليها الباحثة من خلال هذه الدراسة.
- ثبت للمراجع والمصادر العربية والأجنبية والالكترونية التى اعتمدت الباحثة عليها في الدراسة.