Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موقف جامعة الدول العربية من قضايا المغرب العربي1945- 1979م /
المؤلف
العبيدي، سعد عبد خليفة.
هيئة الاعداد
باحث / سعد عبد خليفة العبيدي
مشرف / إبراهيم العدل المرسي
مشرف / خلف عبد العظيم السيد الميري
مناقش / نبيل عبد الحميد سيد احمد
الموضوع
تاريخ.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
274ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
19/11/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الاريخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 274

from 274

المستخلص

ملخص الرسالة باللغة العربية
تعرض الوطن العربي للغزو الاستعماري الأوربي منذ أواخر القرن الثامن عشر مع الحملة الفرنسية على مصر1798م, وما أن حل القرن التاسع عشر, حتى بدأت فرنسا وبريطانيا تتسابقان على احتلاله, فقامت فرنسا باحتلال الجزائر عام 1830م, واحتلت بريطانيا عدن عام 1839م, وفرضت فرنسا حمايتها على تونس عام 1881م, واحتلت بريطانيا مصر عام 1882م, ولما غزت ايطاليا ليبيا عام 1911م قامت فرنسا بفرض حمايتها على مراكش عام 1912م, وبعد الحرب العالمية الأولى تعرض أغلب أجزاء الوطن العربي للاستعمار الأوروبي تحت واجهات متعددة على رأسها الانتداب والحماية.
ولوقوع المغرب العربي (مراكش, الجزائر, تونس) على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط وعلى الساحل الشرقي للمحيط الأطلسي سعت الدول الأوربية لجعله مجال حيوي لها على أساس أنه جزء من حضارتها, وأن الوجود العربي الإسلامي دخيل عليه.
وظل المغرب مرتبطاً بالمشرق, ولقد أطلق المؤرخون العرب لفظ المغرب على المنطقة الواقعة غرب مصر ورسم الدخول العثماني للمنطقة معالم الحدود بين كياناتها( تونس, الجزائر, المغرب), وصبغ العهد الاستعماري على أقطار المغرب الرئيسية مصطلح شمال أفريقيا, الذي باركته الدوائر العلمية والاستشرافية واحتضنته النخب المغربية المتشبعة بالثقافة الفرانكفونية, كما ظهرت مصطلحات أخرى ضمن الثقافة الاستعمارية المحددة لمفهوم الشمال الإفريقي, منها مصطلح المغرب الذي شاع استعماله حديثاً, ويشمل أقطار المغرب الثلاث الرئيسية.
ويرى بعض المؤرخين أن المغرب العربي ذلك الإطار الجغرافي الذي يتكون من تونس والجزائر والمغرب الأقصى, أما ليبيا فهي من المغرب لكنها أقل خصوصية من مناطقه, لأنها منطقة انتقال بين المغرب العربي ومصر والمشرق العربي, ويتكون المغرب العربي من الأقطار التي استعمرتها فرنسا, وسجل الغياب الليبي بحكم خضوع البلاد للاحتلال الايطالي وتطرفها جغرافياً وعدم ارتباط نخبتها السياسية بالحركات الوطنية المغاربية, بينما ظل الكيان السياسي لموريتانيا مغيباً حتى عام 1957م, ولم تشملها الدراسة إلا في الفصل الثالث الذي تناول مشكلة الصحراء الغربية بصفتها مشكلة تخص الجزائر والمغرب أمنياً, كما يعود الأمر بالأساس إلى طبيعة البحث وإشكاليته من خلال موقف الجامعة العربية من قضايا المغرب العربي, والجامعة العربية فلم يكن لها دور مؤثر في تناول القضية الموريتانية حتى استقلالها عام 1960م من فرنسا.
وتناولت الدراسة موقف الجامعة العربية من قضايا المغرب العربي 1945 ـ 1979م, بداية من تأسيس الجامعة العربية في 1945م, حتى نقل مقر الجامعة العربية لتونس في 1979م .
تدور أسباب اختيار الموضوع حول.
توفرت جملة من الأسباب لاختيار الموضوع يأتي في مقدمتها:.
1ـ محاولة فهم واستقصاء وتحليل دور الجامعة العربية من قضايا المغرب العربي, وتقييم أثر ذلك الدور ونتائجه.
2- مدة الدراسة من الحقب المهمة في تاريخ الجامعة العربية وموقفها من قضايا المغرب العربي كونها مليئة بالأحداث السياسية المهمة مما أثر بشكل كبير في العلاقة بين الجامعة العربية والدول المغربية والاستعمار الفرنسي.
3- اهتمام الباحث بدراسة تاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر والتعرف على موقف الجامعة العربية من قضاياه.
4- رصد الدور الذي قامت به الجامعة العربية لتعريف الرأي العام العربي والعالمي بقضايا الدول المغاربية وما تعانيه من ظلم واستبداد من قبل الاستعمار الفرنسي والإسباني في المؤتمرات الدولية.
5- محاولة التعرف على أسباب حرب الرمال وغيرها من الأحداث المصيرية التي شغلت الجامعة قبل وبعد إستقلال الدول المغاربية وماهي أسبابها ونتائجها.
6- التعرف على مشكلات ما بعد الاستقلال خاصة الصحراء الغربية ( جبهة البوليساريو), ومسببات تلك المشكلة وكيف يمكن معالجتها.
أهمية الدراسة:
وتكمن أهمية الدراسة النظرية (الأكاديمية) لهذا البحث في فهم أليات وأدوات نظرية علمية متنوعة تسهم في إثراء منهج البحث التأريخي المتعلق موقف الجامعة العربية من قضايا المغرب العربي والعمل على دعم الحركة الوطنية المغاربية في مجابهة المستعمر الفرنسي والإسباني.
وتدور الأهمية التطبيقية حول محاولة رصد وتحليل واقع الحركة الوطنية المغاربية وكيف كان موقف الجامعة العربية منها على أرض الواقع.
أما الأهمية المستقبلية للدراسة فانطلاقاً من أن علم التاريخ لم يعد علماً يقتصر على دراسة الماضي واسترداد أحداثه أو دراسة الحاضر ورصد تطوراته وإنما أصبح يستشرف أفاق المستقبل من خلال الاستفادة من ماضي وحاضر المغرب العربي في صنع القرار السياسي لمستقبل دوله.
منهاج البحث:
اعتمد الباحث على منهج البحث التاريخي بألياته الوصف والتحليل والمقارنة .
تساؤلات الدراسة: تحاول الدراسة الإجابة على التساؤلات التالية.
1- ما هي الظروف الدولية والإقليمية والعربية والقطرية التي أدت إلى نشوء الجامعة العربية؟
2- هل نشأت الجامعة العربية بإرادة عربية بحتة أم بإرادة أجنبية؟ أم كلتا الإرادتين مجتمعتين؟
3- كيف تم استقبال تأسيس الجامعة العربية من قبل الحركات الوطنية المغاربية ؟
4- لماذ أيدت الجزائر جبهة البوليساريو ولم تعترف بالاتفاقية الثلاثية بين أسبانيا والمغرب وموريتانيا في 1975م؟
5- لماذا لم تكن مطالبة المغرب جدية بشأن سبته ومليلة والجزر الجعفرية؟ وما هو موقف
6- الجامعة العربية منها؟
محتويات الدراسة:
تنقسم الدراسة لمقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وملاحق وقائمة المصادر والمراجع. وجاء التمهيد بعنوان تأسيس الجامعة العربية وحركات التحرر المغربية و تناول نشأة جامعة الدول العربية وحركات التحرر المغربية وعلاقتها بنشأة الجامعة العربية وصولاً لتأسيس مكتب تحرير المغرب العربي بالقاهرة في 1947م.
وتناول الفصل الأول الذي جاء بعنوان الجامعة العربية والحركات الوطنية المغربية, تطور الحركة الوطنية التونسية بداية من اتصال الحركة الوطنية التونسية بالجامعة العربية ومتابعتها للقضية التونسية في الأمم المتحدة, كما تناول الحركة الوطنية المراكشية وموقف الجامعة من خلع السلطان محمد الخامس والحركة الوطنية الجزائرية انطلاقاً من مذبحة قسنطينة, وصولاً للثورة الجزائرية في أول نوفمبر 1954م.
عالج الفصل الثاني استمرار دعم الجامعة للكفاح المغاربي حتى الاستقلال, والكفاح المسلح التونسي والمفاوضات التونسية الفرنسية, ومتابعة القضية المراكشية, وتدويلها وإشراك الحركات الوطنية المغاربية في مؤتمر باندونج وصولاً إلى استقلال مراكش, كما تناول دعم الجامعة العربية للقضية الجزائرية ودور الجامعة في تدويل قضيتها وصولاً لمؤتمر طنجة, و تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة في سبتمبر 1958م وصولاً لاستقلال الجزائر.
وحمل الفصل الثالث عنوان الجامعة العربية ومشكلات ما بعد استقلال الدول المغاربية, وتطرق لاسباب تأخر تونس والمغرب في الانضمام للجامعة وانضمام الجزائر دون تأخير وموقف الجامعة العربية من مسألة بنزرت, وحرب الرمال (تندوف), كما عالج مشكلة الصحراء الغربية واستمرار احتلال سبته ومليلة والجزر الجعفرية, وتفجير فرنسا أربع قنابل ذرية في الصحراء الجزائرية وموقف الجامعة العربية.
مصادر الدراسة
اعتمدت الدراسة على مجموعة متنوعة من المصادر على رأسها وثائق مضابط جلسات مجلس الجامعة واجتماعات اللجنة السياسية, وتقارير الأمانة العامة والوثائق الوطنية العراقية ووثائق وزارة الخارجية المصرية علاوة على الوثائق العربية المنشورة والوثائق الأمريكية المنشورة
Foreign Relations of the United States (F.R.U.S): و المراجع الاجنبية والرسائل العلمية والمراجع العربية والمعربة, والصحف والدوريات العربية, وقد واجه الباحث مجموعة من التحديات لطول فترة الدراسة وصعوبة تصوير مضابط جلسات مجلس الجامعة العربية وما حاق بالباحث من أخطار أثناء تواجده بالعراق خلال جمعه المادة العلمية للظروف الأمنية المتردية في البلاد.
خرجت الدراسة بعدد من النتائج منها :.
- مضت بريطانيا لكسب ود الحكومات العربية خوفاً على مصالحها في المنطقة العربية من خلال تصريحين لوزير خارجيتها تضمنا تأييدها لوحدة تضم البلدان العربية من خلال مبادرة عربية, انطلاقاً من مبدأ اجمع وأحكم الشعوب التي تنضوي تحت نفوذها.
- لم تكن شعوب المغرب العربي الخاضعة للإستعمار الفرنسي بعيدة عن تأسيس الجامعة فأرسلت مندوبين عنها لمناشدة الزعماء العرب.
- تواصلت القوى الوطنية المغاربية مع المشاركين في مشاورات الوحدة العربية حتى ابرام الميثاق.
- وحد مؤتمر المغرب العربي بالقاهرة 1947م الاتجاهات السياسية في المغرب العربي، كما شكل مبدأ الاستقلال والتحرر البعد المركزي لقرارات المؤتمر عن طريق العمل السياسي دون ذكر للكفاح المسلح ولو تلميحاً.
- اهتمت الجامعة العربية بقضية تونس, بالتأكيد على صفتها العربية وإنهاء الاحتلال الفرنسي لها.
- طرحت الجامعة العربية القضية التونسية فى المحافل الدولية بالتعاون مع الدول الأسيوية الإفريقية .
- يعيب بورقيبة على الجامعة العربية تركيز اهتمامها بقضية فلسطين، وإهمال قضية تونس، وإن لم يعطي للاستقلال أولوية في برنامج عمله الوطني .
- عملت الجامعة لنصرة القضية المغربية وتكتيل كثير من الدول الأسيوية والأفريقية وأمريكا اللاتينية لصالح القضية المراكشية, واخترقت المنطقة الخليفية الخاضعة للحماية الأسبانية.
وإن تأخر إنضمام المغرب وتونس لأسباب مختلفة. - نبهت الجامعة فرنسا لخطورة عزل السلطان محمد الخامس واتخذت إجراءات تمس مصالح فرنسا في المنطقة العربية فأصبح للقضية المغربية غطاء سياسي .
- بادرت الجامعة العربية بدعم القضية الجزائرية في أعقاب مجزرة قسنطينة مايو 1945م مع حداثة نشأتها, مما يؤكد حرص الجامعة على شعوب الدول العربية التى لم تحصل على استقلالها.
- كانت قرارات الجامعة العربية سياسية ودبلوماسية تفتقر إلى الإجراءات العملية, ولم تنسى الجامعة دورها الثقافي في حماية اللغة العربية والتراث المغاربي في مواجهة محاولات الطمس الفرنسية , كما حاولت إدراج القضية الجزائرية على جدول أعمال الأمم المتحدة.
- حاولت الجامعة تقريب وجهات النظر بين الأحزاب الجزائرية المختلفة، لتوحيد الجهود السياسية الجزائرية بتشكيل لجنة تحرير المغرب العربي واعلان الثورة الشاملة في الفاتح من نوفمبر 1954م.
- انحازت الجامعة العربية للوسائل السلمية وعندما أعيتها تلك الوسائل لجأت إلى الأمم المتحدة, وتبنت القضية الجزائرية في مؤتمر باندونج, وطالبت حلف الأطلنطي بالتوقف عن مساندة فرنسا في حربها الغاشمة ضد الجزائريين.
- توجهت الجامعة بعرض القضية المراكشية في الجمعية العامة بدلاً من مجلس الأمن لهيمنة الدول الكبرى التي تساند فرنسا والتي لن تقبل أي قرار يدين فرنسا.
- سعت الجامعة العربية لحضور ممثلي أقطار المغرب العربي بصفتهم ممثلي أقطارهم في مؤتمر باندونج وعندما تعذر ذلك حضر هولاء ضمن وفود الدول العربية .
- حصل الشعب الجزائري على استقلاله بعد الدعم اللامحدود الذى قدمته الجامعة العربية في نصرة قضيته, وأيدت مواقف الجامعة العربية القضية الجزائرية ما بين 1954-1962م، من خلال الدعم المادي والمعنوي.
- انضمت الدول المغاربية الثلاث لعضوية الجامعة العربية وإن سبق ذلك إنضمامها للأمم المتحدة, ويلاحظ سرعة انضمام الجزائر للجامعة بمجرد استقلالها
- لم تتخلى الجامعة العربية عن تونس رغم أن بورقيبة كان يرى في الجامعة العربية مجرد ملاذ يتم الاستعانة به عندما يحصل خلاف مع فرنسا, فساندت الجامعة وأمينها العام تونس فيما يتعلق العدوان الفرنسي على بنزرت.
- فشلت الجامعة في قضية تندوف, فانتقلت إلى منظمة الوحدة الأفريقية, إلا أن جهد الجامعة العربية مهد لنجاح منظمة الوحدة الإفريقية في حسمها.
- اتسم دور الجامعة بعدم الفعالية لقصور الإطار القانونى لتسوية المنازعات العربية خاصة مشاكل الحدود في الميثاق الحالى أو الحساسية الشديدة التى تظهر عند معالجتها, مع عدم الحسم النهائى لمعظمها مما يؤدي إلى إنفجارها وتصاعدها إلى الدرجة التى تهدد بنشوب حروب بين الدول العربية، مما يستوجب إنشاء محكمة عدل عربية مع الوضع في الاعتبار صعوبة إعادة النظر في ميثاق الجامعة.
- عملت الجامعة فيما يتعلق بمشكلة الصحراء الغربية على احتواء هذا الصراع والاكتفاء برمي الكرة في ملعب الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية دونما محاولة تبني اقتراح أو التقدم بمبادرة, ولهذا لم تنضم الجمهورية الصحراوية ( البوليساريو) للجامعة العربية.
- لم تتوقف الجامعة العربية عن دعم المغرب بعد حصوله على الإستقلال فساندته في مطالبته بالمناطق التي استمرت اسبانيا في إحتلالها، ومازال الجميع عاجز عن إنصاف المغرب وإعادة أراضيه المغتصبة.
ـ رغم استنكار واحتجاج جامعة الدول العربية ضد إجراء فرنسا تجاربها النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية إلا أن فرنسا بقت مستمرة في ذلك ولا يهمها أحد, كما كان موقف الجامعة العربية ضعيفاً ومخجلاً فلم تتخذ موقف عملي وجاد ضد فرنسا وإنما كانت هناك خلافات بين الأعضاء من اتخاذ قرارات تدين فرنسا ولم تقوم سوى بالتنديد والشجب والاستنكار مما يدل على ضعف الجامعة العربية وعدم تلبيها طموح الدول العربية والشعب العربي الذى ينتظر منها الكثير.