Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التنشئة الاجتماعية للطفل الليبي في ظل التحولات الاجتماعية :
المؤلف
امطيرق، نجيه جبر محمد.
هيئة الاعداد
باحث / نجيه جبر محمد امطيرق
مشرف / سامية قدري ونيس
مشرف / أحمد علي بيلي
مناقش / محمد عمر
الموضوع
التنشئة الاجتماعية.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
244 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - علم اجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 244

from 244

المستخلص

تعد عملية التنشئة الاجتماعية Socializationعملية اجتماعية وقضية محورية تمس جوهر الحياة الإجتماعية سواء على المستوى العالمي أو المحلي، حيث تختص بعملية التطبيع والتشكيل الإجتماعي للإنسان، ويتم من خلالها عمليات التعليم والتعلم لاكتساب التراث الحضاري ونقل ثقافة المجتمع إلى الفرد، فهي العملية المسئولة عن تشكيل شخصية الأفراد، وتهيئتهم لأداء الأدوار المنوطة بهم اجتماعياً واقتصادياً وإنتاجياً كأعضاء فاعلين على مستوى الأسرة والمجتمع، فضلاً على أنها – التنشئة الاجتماعية – أحد ميكانيزمات البناء الاجتماعي من جانب، وتساعد على تماسكه وإستقراره وإستمراره من جانب آخر.
ومن هذا المنطلق، حاول الباحث التعرف على التحولات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع وانعكاس تأثيرها على أساليب التنشئة الاجتماعية في الأسرة.
أولاً : إشكالية الدراسة:
تبرز مشكلة الدراسة في كونها محاولة لرصد أوجه التحولات الاجتماعية في المجتمع الليبي وانعكاس تأثيرها على أساليب التنشئة الاجتماعية في الأسرة.
وقد تحددت أهداف الدراسة في:
1. الكشف عن ملامح التغير في شكل الأسرة ووظائفها.
2. التعرف على أهم ملامح التغير في أساليب التنشئة الاجتماعية التي تتبعها الأسرة الليبية خلال مراحل التغير التي شهدها المجتمع الليبي.
3. الكشف عن الدور الذي تلعبه مؤسسات التنشئة الاجتماعية خارج الأسرة في تغير أساليب التنشئة.
4. التعرف على أهم العوامل السياسية والاقتصادية والتعليمية المؤثرة في حدوث التغير في أساليب التنشئة الاجتماعية.
ثانياً : تساؤلات الدراسة:
استناداً إلى أهداف الدراسة تحدد التساؤل الرئيسي فيما يلي:
ما أهم أساليب التغير في أساليب التنشئة الإجتماعية داخل الأسرة الليبية وخارجها في مدينة ترهونة وعائد هذا التغير على الفرد والأسرة في المجتمع؟
ويرتبط بهذا التساؤل عدد من التساؤلات التالية:
1. إلى أي مدى أدى التحول الذي شهده المجتمع الليبي تغيراً في شكل الأسرة ووظائفها؟
2. إلى أي مدى أدى التحول الذي شهده المجتمع الليبي تغيراً في أساليب التنشئة الاجتماعية التي تتبعها الأسرة الليبية؟
3. إلى أي مدى لعبت المؤسسات المجتمع دوراً في تغير أساليب التنشئة الاجتماعية؟
4. إلى أي مدى لعبت العوامل السياسية والإقتصادية والتعليمية دوراً في تغير أساليب التنشئة الاجتماعية؟
ثالثاً : الإطار النظري:
سعياً لتحقيق هذه الأهداف فقد تم اعتماد هذه الدراسة على عدة نظريات منها النظرية البنائية الوظيفية ونظرية الدور ونظرية الغرس الثقافي، كأحد النظريات الرئيسية، لكونها اهتمت بدراسة الأسرة والأدوار التي تقوم بها تجاه الطفل وتنشئته، وذلك لكون الأسرة يقع عليها الجانب الأكبر في عملية التنشئة والتربية والتعليم، وهي التي تكون سبباً رئيسياً في تغير الملامح الرئيسية في التنشئة الاجتماعية فتلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأسرة هي التي تحدد تلك الأساليب المتبعة في التعامل مع الطفل وتنشئته باستخدام الأساليب المناسبة والوسائل المختلفة، وبالتالي كان الاعتماد على هذه النظريات ضرورياً لتفسير دور الأسرة في التنشئة والتربية.
رابعاً : الإستراتيجية المنهجية:
استخدمت الدراسة الحالية مجموعة من القواعد والإجراءات المنهجية لأجل الوصول إلى النتائج التي تحقق أهداف الدراسة، حيث اعتمدت الدراسة على منهج دراسة الحالة، وذلك بهدف التعمق في دراسة الحالات والوصول إلى نتائج أكثر دقة، من خلال استخدام أدوات جمع البيانات للغوص في أعماق ظاهرة موضوع البحث وهي الملاحظة والمقابلة المتعمقة، وكما قامت الباحثة بتصميم دليل العمل الميداني الذي طبقة في مقابلاتها وملاحظاتها التي كانت تقوم بها، وقد استخدمت الباحثة وفقاً لمراحل البحث الميداني.
خامساً أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة:
1. تبين من خلال تحليل دليل المقابلة أن الأسرة الليبية تقوم بتنشئة أبنائها وفق العادات والتقاليد التي نشأت هي عليها، كما تحرص على تربية أبنائها على طاعة الوالدين وتعلم أمور الدين والالتزام بها، وكما كشفت نتائج الدراسة بأن أساليب التنشئة الاجتماعية التي كانت تتبعها الأسرة في الماضي قد تمثلت في (أسلوب القسوة، والتسلط، والتشدد، والخوف، والحرمان، وأسلوب التفرقة، والعقاب بكافة أشكاله) وهي تمثل بعض أساليب التنشئة المتبعة في الماضي قبل التغير الإجتماعي والانفتاح على العالم الخارجي وما نتج عنه ما يسمى بالاختلاط الثقافي ظهرت بعض أساليب التنشئة التي أتبعتها الأسرة في تنشئة أبنائها وقد تمثلت هذه الأساليب في (أسلوب المناقشة، والحوار، والنصح والإرشاد، وأسلوب التدليل الزائد، وأسلوب المساواة بين الأبناء وأسلوب الثواب والعقاب).
2. أظهرت النتائج أن الوضع الاقتصادي للأسرة له دور فعال في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء، فقد أكدت حالات الدراسة أن الوضع المادي السيىء للأسرة قد تولدت عنه مشاعر التوتر والإحباط مما أدى إلى استخدام أساليب تنشئة جديدة تتمثل في التشدد مع الأبناء والحرمان والشدة والتسلط، وكذلك إلى استخدام أسلوب الإهمال الذي لاحظته الباحثة بين حالات الدراسة.
3. كشفت نتائج الدراسة بأن معظم حالات الدراسة تولي اهتمامها بتربية وتنشئة الفتاة بنفس درجة اهتمامها بتنشئة الفتى بينما ذكرت قلة من حالات الدراسة بأنها تولي الأبناء الذكور أهمية أكثر من الإناث وذلك من حيث التفريق بين الأبناء من الناحية التعليمية.
4. أكدت نتائج الدراسة أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى قد قامت بأدوار جديدة في مجتمع الدراسة غير تلك الأدوار التي كانت تقوم بها في السابق، فقد أكدت معظم حالات الدراسة بأن المساجد أصبحت لها توجهات سياسية وتقوم بتنشئة سياسية أكثر من التنشئة الدينية.
5. أوضحت نتائج الدراسة دور تأثير جماعة الرفاق في التنشئة الاجتماعية، حيث يؤثر سلوك الأصدقاء في بعضهم البعض ، ويظهر هذا التأثير في أفكارهم وطريقة حديثهم وعلى أنواع ملابسهم وعلى ألفاظهم التي ينتقونها.
6. أوضحت النتائج دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية، وأشارت إلى أن المدرسة في السابق كانت تقوم بدورها على الوجه الأكمل في تربية وتعليم الأبناء، كما تؤكد جميع حالات الدراسة على أن المدرسة كانت قديماً أهم من الأسرة في تربية وتعليم الأبناء، وإنما تراجع دورها كثيراً في الوقت الحاضر، وأصبح العبء الأكبر في التربية والتعليم على الوالدين والأسرة.
7. كشفت نتائج الدراسة عن أهمية الدور الذي تلعبه الأندية الترفيهية في التنشئة الاجتماعية حيث أجمعت حالات الدراسة على أهمية تلك الأندية بما تقوم به من دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية فهي تعمل على تنمية القدرة على الإبداع والابتكار لدى الطفل.
8. أظهرت نتائج الدراسة الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون في تربية وتنشئة الأبناء، وذلك من خلال ما يقدمه من برامج سواء محلية أو عالمية غربية أو أجنبية ، والتي تؤثر بشكل واضح في مجال القيم التي يبثها التلفزيون في عقول الأطفال.
9. أكدت نتائج الدراسة أن هناك استخداماً سيئاً للتكنولوجيا الحديثة بجميع أنواعها وخاصة وأن عددا من حالات الدراسة أكدت على أن الأبناء يستخدمون الكمبيوتر وشبكة الإنترنت بشكل خاطئ وليس للفائدة العلمية، مما انعكس سلباً على سلوكهم وتصرفاتهم بسبب سوء استخدامهم له.
10. كشفت نتائج الدراسة أن خروج المرأة إلى العمل كان له تأثير مباشر في عملية التنشئة الاجتماعية وتربية الأبناء، فهناك جانب إيجابي لعمل المرأة، وهو مشاركة الزوج في مصاريف الحياة التي أصبحت صعبة، وأيضاً يساعد المرأة على التحرر من سيطرة الرجل وتكوين شخصيتها المستقلة، وهناك تأثير سلبي لخروج المرأة إلى العمل في تنشئة الأبناء وغياب المرأة عن أبنائها فترة طويلة قد يؤدي إلى إهمال الأبناء، وتركهم فترة طويلة في المنزل، فضلاً عن أنه يؤدي إلى إهمال دروس الأبناء، وأيضاً إلى ضعف الحوار بينها وبين أبنائها.
11. أظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن علاقات الأسرة الليبية مع الأقارب كانت علاقات وثيقة ومتينة متبادلة بين الأقارب فيما بينهم، ولكن في الوقت الحالي لوحظ وجود ضعف في الروابط القرابية وعدم تماسكها كما في السابق، وذلك في ظل التغير الذي أحدث تغيراً في الروابط القرابية والعلاقات الاجتماعية نتيجة الميول والتطلعات الفردية الاستقلالية التي قلصت شبكات الترابط القرابي فأصبحت العلاقات الاجتماعية مرتكزة على المصالح الخاصة، واقتصرت الزيارات في المناسبات المهمة والاضطرارية، كما أدى الانقسام السياسي إلى تفكك الأسر، وحدوث مشاكل عائلية كبيرة وصلت إلى درجة العنف وإسالة الدماء فيما بينهم، وبالتالي أدى ذلك إلى ضعف الروابط والعلاقات الأولية بين الأسرة والأقارب والأصدقاء.
12. كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن العوامل السياسية قد لعبت دوراً كبيراً في تغير أساليب التنشئة الاجتماعية وذلك عبر المراحل المختلفة التي مرت بها البلاد ابتداء من سنة 1951، وتليها سنة 1969 ثم مرحلة التحول سنة 2011 وما شهدته البلاد في هذه الفترة من انقسام سياسي واقتتال أدى إلى ظهور أساليب تنشئة اجتماعية اتسمت بالتشدد والخوف والحرص الزائد من قبل الأسرة اتجاه أبنائها وذلك رغبة منهم في عدم انخراط الأبناء في الشئون السياسية.
13. أوضحت الدراسة الميدانية أن ارتفاع المستوى التعليمي للوالدين له آثار إيجابية على تنشئة الأبناء من خلال تقريب وجهات النظر والاطلاع على الأساليب العلمية الحديثة في عملية تنشئة الأبناء، فقد لاحظت الباحثة أن الأسر الأقل تعليماً تقوم باستخدام أساليب تنشئة تقليدية وأكثر تشدداً، بينما الأسر التي قد نالت قدراً من التعليم تقوم باستخدام أساليب تنشئة إيجابية تتسم بالمناقشة والحوار واستخدام الثواب والعقاب.
توصيات الدراسة:
1. العمل على توعية الأسر بأهمية المعاملة والتنشئة الوالدية للأبناء، والتأكيد على ضرورة معاملة أبنائهم من الجنسين معاملة تتسم بالقبول والاهتمام والتشجيع والمساواة والديموقراطية بعيداً عن أساليب الضغط والإكراه والتسلط والرفض.
2. على الآباء والأمهات أن يعوا ويتفهموا أن أولادهم يعيشون في ظل ظروف ومتغيرات تختلف من وجوه كثيرة عن تلك الظروف التي نشأوا فيها. وعليه فإن إدراك الوالدين ووعيهم لهذه المسألة يعد المنطق السليم لإقامة أفضل العلاقات مع أبنائهم والتعامل الإيجابي والسوي معهم.
3. أن يقوم الإعلام بدوره التربوي عن طريق تقديم برامج توعية تناسب وعي الفئات المستهدفة وترمي إلى توعية الآباء والأمهات بأهمية المرحلة المبكرة من عمر الطفل، وكيفية التفاعل والتعامل مع أبنائهم خلال هذه الفترة.
4. إنشاء مؤسسات أو مراكز إرشادية للأسرة تكون مهمتها مساعدة الأسرة على القيام بوظائفها تجاه أعضائها، وإطلاع الآباء والأمهات على المستجدات الحديثة في أساليب التنشئة الاجتماعية وتوجيههم إلى التنشئة الأسرية السليمة للأطفال وآثارها في شخصية الطفل وتوافقه بشكل عام.
5. يجب على الأسرة متابعة ومراقبة سلوك الأبناء خاصة فيما يتعلق بمشاهدتهم التلفزيون وكذلك الحرص على مشاركة أبنائهم أثناء استخدامهم للشبكة العنكبوتية، لأنها غالباً ما ثبت قيم وثقافة الدول المسيطرة على العالم.
6. ضرورة إجراء دراسات اجتماعية حول موضوع التغير الاجتماعي والثقافي، وذلك لوضع الخطط الملائمة للوقوف على أهم آثار هذا التغير على الأسرة والمجتمع.