Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صورة الحارة في الرواية المصرية من خلال نماذج مختارة/
المؤلف
حسين، أسماء علي.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء علي حسين
مشرف / محمد طاووس
مشرف / هدى عطية
الموضوع
الادب العربي.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
171 ص. ؛
اللغة
الإنجليزية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

Abstract

من يرصد الرواية المحلية يجد أن الحارة هي المكان الأجدر بعرض الشخصيات الروائية حيث الحياة الصاخبة الممتلئة بكل أطياف وشرائح المجتمع, وحيث يعيش الإنسان بين الحلم والواقع؛ الحلم في تغيير الوضع الراهن, والظلم الراسخ, والواقع المليء بالقهر والحرمان, ” فالمكان يقف دلالة على قيم محددة خاصة, كما يفصح عن عقلية الهيئة الاجتماعية وطرائق تفكيرها, ومن خلاله أيضًا يمكن الغوص في طبقات المجتمع ووعيها الطبقي”.( )
فمن الطبيعي أن يختلف سكان الحواري عن سكان المدن في طرق التفكير ونمط الحياة والميول والاتجاهات, حيث تتسم شخصيات الحارة بكل ماهو عشوائي وبسيط بعيدًا عن التعقيد, بينما تتصف شخصيات المدن بالتعقيد وطرائق التفكير والعادات والانفتاح على كل ما هو عصري متحضر.
ويتخذ المكان أهمية كبيرة في السرد؛ بوصفه مسرح الأحداث, وأحد العناصر الأساسية التي يعتمد عليها السرد في تشكيل فضائه, بحيث يصبح مقترنًا بالوعي بالزمن, لأنه لايمكن فصل الزمان عن المكان بأي حال من الأحوال, فهما متلازمان, إذ يرتبط الزمن بالإدراك الحسي.
وترتبط الحارة/ المكان بكل ما هو شعبي؛ من عادات وتقاليد, وقيم متوارثة, وكذلك الكلمات التي يتفوه بها من يقطنون الحواري والأزقة, فهي لها طابعها المميز وطبيعتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من الأماكن.
”وتكوين الإنسان ذهنيًا أو نفسيًا يتحدد بالمناخ و الطبيعة التضاريسية للمكان, فابن المناطق الباردةيختلف عن ابن المناطق الحارة”.( )
وتسعى هذه الدراسة إلى دراسة صور الحارة المختلفة من خلال رصد الكتاب لها, والوقوف على السمات الرئيسة التي تميز حارة عن أخرى, وطبيعة شخصيات تلك الحارة وطريقة كلامهم وحواراتهم, وأسلوب الحياة الذي يتمثل في كل نموذج حيث”لايوجد مدخل نقدي واحد ينطبق على جميع الأعمال, والمداخل النقدية تعتمد على تباين مواقف النقاد واختلاف تصوراتهم, وترتبط بما يمكن أن نصفه بالقيمة الكبرى في الشكل الروائي نفسه, أي قابليته للتحور الفني والتجدد, خاصة أن الشكل الروائي مرن ومتسع, وقائم على امتداد ما لا حصر له من الأشكال الأدبية”( ).
والحارة بوصفها مكانا شعبيا–كما سبق القول– تعيش غالبًا حياة ممتلئة بصخب وضجيج بكل ما هو بسيط وتلقائي؛ من باعة (سريحة) يتجولون طوال النهار ومعظم الليل ببضاعتهم التي لاتقل عنهم بساطة, في الشوارع والأزقة, قانعين بأقل القليل مما يحصلونه من قروش, باحثين عن سبل للعيش وسط مجتمع قائم على الطبقية ونبذ الضعيف والفقير, ومع ذلك تُطبع شخصيات الحارة بطابع له سمته الخاصة, وتكوين إنساني لا يوجد في مكان آخر, سواء أكان هذا التكوين الإنساني خيرًا أم شرًا, فمع خيره وشره له ميزته الخاصة.
”فالمكان ليس موصوفًا أو حتى مقدمًا, من خلال وجهة نظر الكاتب وحسب, وإنما تختلف صورة المكان من خلال الحركة فيه والحياة, ومن خلال التعامل معه بوصفه بدهيًة وحقيقة من حقائق الحياة, إن لم يكن هو حقيقة الحياة الأساسية”( ).
فالحارة نموذج للمكان الذي يزخر بكل ماهو شعبي بسيط ويعيش سكانه في حياة خارج الحياة الطبيعية التي يعيشها غيرهم من البشر, فلايشغل بالهم كثيرًا ما يحدث خارج مجتمعهم الخاص, فهم مشغولون بما هو أهم في وجهة نظرهم من كل الصراعات السياسية والأوضاع الاجتماعية الخارجية, مشغولون بالبحث عن لقمة العيش واصطناع الطرق من أجل مقاومة البقاء في تلك الحياة.
وتختلف وتتعدد صور الحارة عبر طبيعة عرض الكاتب لها, والشخصيات التي تسكنها, فهناك الحارة التي تمثل شريحة اجتماعية خاصة من شرائح المجتمع المصري ، كزقاق المدق الذي عرض لنوعية لها سماتها المميزة من طبقات المجتمع المصري, وهناك الحارة الرمز في ” أولاد حارتنا ” التي اتخذت من أحد أحياء القاهرة رمزًا واقعيًا للمجتمع كما هي معظم روايات نجيب محفوظ.
وتوجد الحارة التاريخية التي تمثلت في ” السائرون نيامًا ” وهي التي تدور أحداثها في الفترة التي تتجاوز الثلاثين عامًا من حكم المماليك, فتمتلئ الحارة بشخصيات كثيرة من المماليك, فتكاد تكون حارة مملوكية القوام, لانتشار كل ما هو مملوكي داخلها؛ من ألفاظ وعادات وحروب.ويوجد أيضًا نموذج الحارة الأسطورة في ”وقائع حارة الزعفراني ” فهي حارة عجيبة مملوءة بطلاسم الجن, وتتجاوز الواقع والعقل إلى اللاواقع واللاعقل, من خلال سمتا العجائبية والغرائبية التي يمتزج بهما السرد,وتعتمد على الشكل الروائي المفتوح الذي يمزج بين الواقع والخيال.