Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور المدارس الدينية اليهودية فى توجهات اليمين المتطرف في إسرائيل /
المؤلف
البشرى، وفاء محمد محمد أبو المكارم.
هيئة الاعداد
باحث / وفاء محمد محمد أبو المكارم البشرى
مشرف / منـى نـاظـم الدبوسـي
مشرف / هويدا عبد الحميد مصطفى
مناقش / محمد الهوارى
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
367ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
3/6/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العبرية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 367

from 367

المستخلص

ترجع بداية ظهور التعليم الديني اليهودي إلى ألفي عام في أواخر حكم الحشمونيين في القرن الأول ق.م؛ وذلك بإيجاد مدارس دينية تعرف بـ”يشيڤا” ”ישיבה” لتعليم مبادئ التوراة للصغار إلى جانب بعض التفاسير التي ظهرت آنذاك، وهي المدارس التي أصبحت فيما بعد تُشكل مؤسسات تشريعية مُخصصة لإصدار الفتاوى والقوانين، وبزغت من خلالها القيادات الدينية والروحانية.
ولقد أدى التعليم الديني في إسرائيل دورًا مركزيًا في تشكيل هوية المجتمع الإسرائيلي، وخاصة ذلك التعليم الديني الذى أسسه ما يُعرف بالتيار الديني الصهيوني في إسرائيل، وهو المقابل للتيارات والجماعات الدينية الأرثوذكسية المتطرفة التي لا تؤمن بالمبادئ الصهيونية، وذلك حينما أنشأ الحاخام ”إبراهام إسحاق هاكوهين كوك” (1865- 1935م) أول مدرسة دينية تتبع التيار الديني الصهيوني في إسرائيل عام 1924 وهي مدرسة ”ميركاز هاراف” ”מרכז הרב” ، حيث يعتقد الحاخام كوك أن مشروع الحركة الصهيونية المتمثل في إقامة الدولة اليهودية يمكن أن يشكل خطوة في تحقيق مفهوم ”الخلاص” الذي يعني في آخر مراحله - وذلك وفقًا لعناصر الإيمان باليهودية - تحقيق السيادة لبني إسرائيل على البشر جميعًا، وهذا يعني أن الحركة الصهيونية عند كوك ما هي إلا أداة في يد الرب، وأن فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين يُعدها كوك فكرة إلهية.
ومع انتشار المدارس الدينية في إسرائيل واستقطابها لعدد غير قليل من الدارسين عمدت الحكومة الإسرائيلية عام 1953 إلى وضع قانون منظم للتعليم عامة وللتعليم الديني الحكومي خاصة، وهو القانون الذي يلزم الدولة بإدارة التعليم في المؤسسات الرسمية كافة، والإشراف على المنهج الذي يقره وزير التعليم شريطة أن يخدم ترسيخ القيم التي نص عليها القانون. غير أن التيارات الدينية المتشددة في إسرائيل ابتعدت عن الإطار الموحد لقانون التعليم الحكومي واستمرت بالعمل في إطار ”التعليم المستقل”، الذي كانت مدرسة ”ميركاز هاراف” الرافد الرئيس له، والذي خرجت منه معظم المدارس الدينية غير الحكومية الأخرى وكان من أهمها ”المعاهد الدينية العسكرية” ”ישיבות הסדר” ”يشيڤوت هِسدير”.
تُشكل المدارس الدينية في إسرائيل رافدًا أساسيًا لتغذية التيار اليميني المتطرف، حيث خرج من عباءتها شخصيات يمينية متطرفة عديدة شغلت مناصب مهمة في إسرائيل، مثل: ”إبراهام شابيرا” ”אברהם שפירא” الحاخام الرئيس في إسرائيل ورئيس مدرسة ”ميركاز هاراف” السابق، و”حاييم دروكمان” ”חיים דרוקמן” رئيس مدرسة ”أور عتسيون” ”אור עציון” الدينية العسكرية، وكلاهما له باع فى إصدار العديد من الفتاوى المتطرفة والعنصرية. كما كان لهذه المدارس دور فى تأسيس الأحزاب والحركات التى تتبنى أيديولوجيتها نفسها مثل: حزب ”المفدال” ”מפד’’ל”، أو ”الحزب الدينى القومى” الذي تأسس عام 1956م، وكذلك حركة ”جوش إيمونيم” ”גוש אמונים” الاستيطانية التي أُسست عام 1974م، التي انبثقت من مدرسة ”ميركاز هاراف”، وهي من أكثر الحركات التي تدعم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة، ومن أشهر الحركات اليمينية التي أنتجتها هذه المدارس أيضًا حركة ”كهانا حى” כהנא חי” المتطرفة التي أنشئت عام 1990م، والتي خرجت من مدرسة ”الفكرة اليهودية” ”הרעיון היהודי”.
وقد عمدت هذه التيارات اليمينية بمختلف صورها إلى تطبيق تعاليم هذه المدارس، فعلى سبيل المثال أثرت حركة ”جوش إيمونيم” على حزب ”المفدال” فأصبح يتبع خطًا أكثر يمينًيا وتطرفًا.
لم يقتصر تأثير التعليم الديني في إسرائيل على الحياة السياسية فحسب فقد كان له تأثير كبير على مختلف مجالات الحياة، حيث كشفت لنا دراسة أعدها قسم العلوم الاجتماعية في جامعة ”بار إيلان” الإسرائيلية حول مدى انصياع المجندين التابعين للتيارات الدينية المختلفة في إسرائيل لأوامر الحاخامات، عن أن أكثر من 90% ممن يصفون أنفسهم بأنهم متدينون يرون أنه لو تعارضت الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية مع رأى الحاخامات فإن الأولى هو تطبيق رأي الحاخامات، وأكد أكثر من 95% من الجنود المتدينين أنه لا يمكنهم الانصياع لأوامر عسكرية تصدر لهم دون أن تكون متسقة مع الفتاوي الدينية التي يصدرها الحاخامات والسلطات الدينية. وهو الفكر الذي تعززه هذه المدارس من خلال المواد الدراسية التي تدرسها. فعلى سبيل المثال نجد مدرسة ”ميركاز هاراف” ترسخ لدى النشء الصغير ضرورة دخول الدين في كل مناحي الحياة.
لم يقتصر التعاليم والآراء المتطرفة التي قال بها رؤساء المدارس الدينية على تحريض تلاميذ هذه المدارس، وعلى فرض آرائهم على مناحي عديدة للحياة داخل إسرائيل بالقوة، ولكنها نجحت في كثير من الحالات أيضًا في الضغط على الحكومة للموافقة على قوانين بعينها.
وبناءً على كل ما سبق ذكره فقد وجدنا أنه من الضروري أن نولي أهمية لدراسة هذا النوع من التعليم داخل إسرائيل، من خلال رصد تطور التعليم الديني داخل المدارس الدينية ”اليشيڤوت” في إسرائيل في الفترة موضوع الدراسة وهى الفترة الواقعة ما بين عام 1967 وعام 2017؛ والوقوف على طبيعة التعليم الديني داخل هذه المدارس في إسرائيل ومعرفة المناهج الدراسية الدينية التي يقومون بتدريسها وما تحتويه هذه المناهج من أفكار عنصرية متطرفة من شأنها التأثير في الأجيال المختلفة التي تُخرجها هذه المدارس، ولاسيما أن هذه المدارس تعد المنبع الذي يتخرج منه معظم القادة اليمينيين في إسرائيل ممن يتدخلون في صياغة القوانين وإقرارها داخلها، وكذلك رجال الدين من الحاخامات الذين يقومون بإصدار الفتاوى المتطرفة التي تؤثر بدورها في قطاع عريض داخل المجتمع الإسرائيلي فتشكل طبيعة العلاقة بين عناصر المجتمع من علمانيين ومتدينين من جهة، وتؤثر في إصدار بعض القوانين من جهة أخرى.
ونظرًا لأهمية المدارس الدينية في إسرائيل وخطورتها في تغذية المجتمع الإسرائيلي بمزيد من المتطرفين، قمت باتباع المنهج الوصفي وذلك للبحث في جذور نشأة المدارس الدينية ثم تطورها في الفترة موضوع الدراسة، وكذلك المنهج التحليلي والذي نعني به تحليل الظاهرة والوقوف على معطيات عامة، وذلك من خلال تحليل التعاليم الدينية التي صدرت عن حاخامات هذه المدارس والبحث عن مرجعياتها الدينية إلى جانب ما ترتب عليها من إصدار قوانين عنصرية تؤدى بدورها إلى زيادة التطرف الديني في إسرائيل، وتداعيات هذا التطرف على منطقة الشرق الأوسط.
وفي محاولة منا لتحقيق منهج الدراسة والهدف منها، قمنا بتقسيمها إلى ثلاثة فصول وستة مباحث، ثم جاءت خاتمة الدراسة تتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها، وسرد بالمصادر والمراجع، جاء ذلك تفصيلاً على النحو الآتي:
الفصل الأول:
ويأتي تحت عنوان: ”نشأة التعليم الديني في إسرائيل وأنماطه”، ويحتوي على مبحثين:
المبحث الأول: ”نشأة التعليم الديني في إسرائيل”.
ويتضمن نبذة تاريخية عن نشأة التعليم الديني في إسرائيل وأنماطه ومراحله المختلفة.
المبحث الثاني: ”المدارس الدينية في إسرائيل”
ويتضمن عرضًا لأهم نماذج المدارس الدينية ومناهجها ورصد لما بينها من اتفاق واختلاف.
الفصل الثاني:
ويأتي تحت عنوان: ”أثر التعليم الديني في المجالين الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل”، وينقسم هذا الفصل إلى مبحثين:
المبحث الأول: ”أثر التعليم الديني في المجال الاجتماعي في إسرائيل”.
ويتناول التعاليم الدينية التي أصدرها معلمو هذه المدارس، والقوانين التي انبثقت عنها وأثرها في الحياة الاجتماعية في إسرائيل.
المبحث الثاني: ”أثر التعليم الديني في المجال الاقتصادي في إسرائيل”.
ويتضمن الفتاوى التي أصدرها معلمو هذه المدارس الدينية موضوع الدراسة، والمتعلقة بالمجالات الاقتصادية المختلفة كالزراعة والصناعة والتجارة.
الفصل الثالث:
ويأتي تحت عنوان: ”أثر التعليم الديني في المجالين السياسي والعسكري في إسرائيل”، وينقسم إلى مبحثين:
المبحث الأول: ”أثر التعليم الديني في المجال السياسي في إسرائيل”
ويتناول مدى تأثير تعاليم هذه المدارس في القوانين التي تبنتها القوى اليمينية المتطرفة والمتعلقة بمفهوم الدولة والمواطنة والاتفاقيات الدولية وغيرها.
المبحث الثاني: ”أثر التعليم الديني في المجال العسكري في إسرائيل”
ويتضمن التعاليم التي تتعلق بتجنيد الحريديم وكذلك موقفهم من تجنيد غير اليهود داخل الجيش الإسرائيلي، كما يتناول أيضًا التعاليم والفتاوى المتعلقة بالحرب.
وقد ذيلنا البحث بخاتمة تتضمن أهم النتائج، وقائمة بالمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها.