Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاتجاهات الحداثية في الفكر التربوي المصري المعاصر :
المؤلف
طه، سامح علي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / سامح علي محمد طه
مشرف / طلعت عبد الحميد فايق
مشرف / فاطمة الزهراء سالم
مشرف / جابر عصفور
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
263ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 263

from 263

المستخلص

مقدمة :
على الرغم من وجود الخلاف والصراع ما بين الاتجاهين الديني والعلماني إلا أن ثورة الخامس والعشرين من يناير كشفت عمق الخلاف والصراع ما بين هذين التيارين الفكريين . ولا سيما بعد انتقال السلطة إلى إحدى القوى المحسوبة لهذا التيار الديني بشكل أو بآخر وهي القوى الإسلامية المتمثلة في الإخوان المسلمين.
وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الآراء من قِبَل أصحاب الإسلام السياسي بأنه لا يوجد نموذج الدولة الدينية في الإسلام ، إلا أنه من وجهة نظر الباحث على الأقل ، أن الممارسات التي تمت من هذه الجماعة ، أي جماعة الإخوان المسلمين ، وسيطرتهم ورغبتهم العارمة في الإستحواذ على السلطة بشكل يدعو للإندهاش ؛ حيث إنهم قد تجاوزوا الكثير من معاني الديمقراطية ومفهوم الدولة الحديثة ، على الرغم من أنهم قد وصلوا للسلطة عن طريق الديمقراطية وآليات بناء الدولة الحديثة ، كما أن حماس وتدعيم باقي فصائل التيار الإسلامي السياسي لمثل هذه الممارسات تحت دعوى تحقيق المشروع الإسلامي ، وإقامة الشريعة ؛ مثل هذه الممارسات والرغبة في السيطرة والاستحواذ تدعو الكثير في إعادة النظر إلى مثل هذا التيار وإعادة النظر إلى أفكارهم وآرائهم وبرامجهم .
ومن المعلوم أن هناك ما يشبه إشكالية كبيرة وقديمة متمثلة في العلاقة ما بين التيارين الديني والعلماني ، هذه الإشكالية قد انعكست بشكل أو بآخر على الفكر التربوي المصري المعاصر ، وهو ما يدعو إلى البحث والدراسة في مثل هذا الصراع في الفكر التربوي المصري . وقد وجد الباحث مدخله في مثل هذا الأمر هو دراسة الحداثة في الفكر التربوي .
أما انعكاس هذا الصراع ما بين الفكرين الديني والعلماني على الفكر التربوي المصري فلا يحتاج إلى برهان . والسؤال الذي يطرح نفسه ، ألا يدل هذا الاستقطاب على أن المشكلة أيديولوجية في الأساس؟ وأنه طالما ظهرت في مثل هذا الشكل من الاختلاف والتباين فذلك يدل على أن هناك فكر تربوي ــ بالمعنى الشامل للتربية بصفتها هي المسئولة عن تكوين وبناء الإنسان ــ داعم لكل من وجهتي النظر بشكل أو بآخر حتى ولو كان غير مقصود أن تكون نتيجته مثل هذا الانقسام ؟.
مشكلة الدراسة :
إن حالة الاستقطاب الحادة ما بين المصريين فيما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 تدعو الجميع لإعادة التفكير من جديد في الفلسفات والتنظيرات والأفكار العامة بما فيها بالطبع الفكر التربوي ؛ فقد أوضحت هذه الحالة أن هناك أزمة بالفعل في الفكر المصري بصفة عامة والفكر التربوي على وجه الخصوص . فالتباين الشديد في وجهات النظر ، والتعصب الأعمى لوجهة نظر واحدة والدفاع عنها بأي شكل من الأشكال ، لا يلفتان النظر إلى نقص الثقافة الديمقراطية ولغة الحوار والمرونة في التفكير فحسب ، ولكن أيضاً يلفتان النظر إلى أن هناك أزمة فكر حقيقية في المجتمع المصري ؛ ولاسيما أن النخب الثقافية والفكرية تقع في مثل هذا التعصب والتباين ومحدودية البحث وعدم الإرتكان إلى أرضية فكرية مشتركة تجمع المجتمع المصري بكل فئاته ولا تنتاقض بالضرورة مع أي من أسس الأفكار المتناحرة والمتشاحنة .
والفكر التربوي هو الأولى بالبدء به ، والتباحث فيه ، وإعادة النظر فيه ؛ لذا كان اتجاه الباحث في البدء بالتحليل لمثل هذا الفكر من وجهة نظر مختلفة نسبياً . فقد رأى الباحث أن نقطة البداية تكون بتحليل مثل هذا الفكر التربوي المصري المعاصر وعلاقته بالحداثية بمراحلها المختلفة (ماقبل – والحداثة - وما بعد) . والنظر في الفكر التربوي على أنه هو الفكر المكون للإنسان المصري ، وعلى ذلك فالخلاف في وجهات النظر الفلسفية والأيديولوجية والفكرية بالطبع له ظهيره التربوي وإن لم يكن فيكون بذلك هذا الفكر موصوف وموسوم بالنقص أو عدم الملائمة لمفردات الواقع .
وفي هذا الصدد يمكن اتباع خطوات كالتالي :
أولاً : إلقاء الضوء ــ بصورة بسيطة ــ على تاريخ نشأة الاتجاه الحداثي وتطوراته وتأثر الفكريين العربي والمصري بصفة عامة به.
ثانياً : تحديد مفهوم واتجاهات الحداثة تحديداً دقيقاً بكل تطوراتها ، ماقبل الحداثة والحداثة ومابعد الحداثة.
ثالثاً : مدى انعكاس الاتجاهات الحداثية على الفكر التربوي المصري المعاصر .
أهداف الدراسة :
ــ الكشف ــ ولو بنبذة مختصرة ــ عن نشأة وتطور الحداثة ومابعد الحداثة عالمياً ومحلياً .
ــ الكشف عن الاتجاهات الحداثية في الفكر المصري بصفة عامة .
ــ الكشف عن أوجه انعكاس مثل هذه الاتجاهات الحداثية في الفكر التربوي المصري المعاصر .
أهمية الدراسة :
يمكن تبيان أهمية الدراسة في الآتي :
ــ توضيح جانب مهم من جوانب الفكر التربوي والتي لم يتم الإشارة إليه بشكل مباشر على حد علم الباحث في الرسائل العلمية ، على الرغم من أهميته ومدى انعكاسه في سلوكيات وأفكار المواطن المصري ، والعربي بصفة عامة .
ــ محاولة لتوضيح وتحليل أوجه ونقاط الحداثية في الفكر التربوي ــ والذي يُتوقع استمرار البحث عنه ــ في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة يمكن التفاهم بصددها ، لوقف التداعيات السلبية للصراع والتي ظهرت بوضوح عقب تولي ما يسمى تيار الإسلام السياسي لمقاليد السلطة .
ــ المساهمة ولو بالقليل في إيجاد فلسفة أو رؤية تربوية واحدة تكون بمثابة خارطة الطريق للتربية وبناء الإنسان المعاصر في مصر .
منهج الدراسة :
استخدم الباحث أسلوب التحليل الفلسفي في تحليل الفكر التربوي المصري المعاصر ؛ حيث أن الباحث قام بالبحث في كل ما يمثل وجه من أوجه الحداثة بغض النظر عن الانتماء الفكري أو الأيديولوجي لصاحب هذا الفكر أو ذاك ؛ بمعنى أن الباحث لم يعمل تصنيف أو تنميط للمفكرين التربويين ، كما أنه لم يشغل نفسه بتقسيم أدبيات هذا الفكر إلى حداثي وغير حداثي ؛ إنما قام بتحليل بعض مفردات هذا الفكر حتى ولو كانت مثل هذه المفردات موضوعة بدون قصد أن تكون ذات توجه حداثي أم لا .
واستخدم الباحث كذلك منهج التحليل النقدي .
حدود الدراسة :
سوف يقوم الباحث بتحليل بعض الدراسات والكتابات والأدبيات التربوية المختلفة والتي تحمل في طياتها ملامح للفكر التربوي بشكل عام وما ينبغي أن تكون عليه التربية في مصر ، على أن تكون هذه الدراسات والأبحاث والكتابات تعبر عن التربية المعاصرة وتكوين الإنسان في زمننا المعاصر .
أما عن الحدود الزمنية فيمكن الاقتصار على الفكر التربوي وأدبياته منذ الثمانينيات (فترة ما بعد الحرب والاستقرار والسلام والانتهاء النسبي من آثار الحرب وتولي رئاسة محمد حسني مبارك لمقاليد السلطة) ، وحتى ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تمخض عنها من عدم وضوح للرؤية والفلسفة وبدء حالة الاستقطاب الواضحة ما بين الاتجاهين العلماني والإسلامي كما سبقت الإشارة .
خطوات الدراسة :
- بدأت الدراسة بفصل تمهيدي تضمن المقدمة ، ومشكلة الدراسة وأهدافها وأهميتها ، والمنهج المستخدم وحدود الدراسة ، والدراسات السابقة .
- والفصل الثاني تضمن إطاراً مفاهيمياً للحداثة ومابعدها تضمن مفهومي النهضة والتنوير ومفهومي الحداثة وما بعدها (المفهوم والنشأة والخصائص).
- أما الفصل الثالث فقد تضمن الدين الإسلامي وعلاقته بالحداثة وما بعدها ، وقد تناول العديد من الموضوعات ذات الصلة .
- وتناول الفصل الرابع الحداثة وما بعدها ، نحو مقاربة مصرية تربوية ، تناول فيها العديد من الموضوعات ذات الصلة .
- أما الفصل الخامس فقد تناول مقاربة تربوية للحداثة وما بعدها في ضوء الاتجاهات الإقليمية والعالمية .
- وتناول الفصل السادس دراسة تحليلية نقدية للفكر التربوية المصري في ضوء الاتجاهات الحداثية مقسماً مثل هذه الاتجاهات إلى اتجاهات ماقبل الحداثة ، واتجاهات الحداثة ، واتجاهات ما بعد الحداثة .
- وأخيراً ، الخاتمة والتي تمت فيها محاولة عمل دليل إرشادي للقيم التربوية في زمن الحداثة وما بعد الحداثة .