الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إذا كان الشعر تناسبا وانسجاما وإيقاعا ؛ فإن فهما لهذا الإيقاع ، بحاجة إلى عون لغوي يكون هاديا، منيرا سبيله ؛ فلابد لسامع الشعر أن يكتل من مقاطعه، بحيث يسمعها موزونة منسجمة، وأن تكون له تلك الموهبة ؛ ليدرك كل ما في الكلام من موسيقى ونغم ؛ ومن هنا فنحن مطالبون بأن يكون بين ما نخرجه من أفكار، انسجام ؛ يربط عقل السامع بمنطوق المتكلم ؛ وهنا نتواصل. وهذا المنطوق ليس مقتصرا على الصوت فحسب، ولا الكلمة وإنما يشمل كل ما سبق في تركيب ذي دلالة، خادم للنص ؛ هذا ما صنعه القدماء ؛ أمثال سيبويه، ومن جاء بعده، ممن لم يفصل بين الصوت والصيغة والتركيب ؛ فكل يخدم المعنى ؛ فالصوت وهو جزء الكلمة ؛ والكلمة وهي ركن الجملة، لهما الأثر البالغ في اختيار التركيب المناسب ؛ فكل هذا يؤدي إلى (الانسجام)، الذي يتضح في تلك النظرة الكلية إلى النص وأقصد بظواهر الانسجام في هذه الدراسة : الانسجام بالتكرار، أو بالعدول، أو بالتضاد، أو بالترخص سبب اختياري موضوع (ظواهر الانسجام في زهديات أبي العتاهية) مجالا للدراسة : تميز الشاعر بين شعراء عصره بزهدياته ، التي بلغت أبياتها حوالي (4056) (أربعةِ آلافٍ وستةٍ وخمسين) بيتا. والرغبة في تتبع دلالات الصيغ بوجه خاص في شعره، وأثر ذلك في الجملة الشعرية لديه ؛ فالشعر لغته التكثيف، والشاعر مولع بذلك ؛ فلم يا تُرى ؟! ولماذا شاعت في جنبات ديوانه ؛ تلك الكلمات ذات الإيحاءات الدلالية ؟ فهذه فائدة الربط بين الصوت والبنية والتركيب والدلالة في هذه الدراسة0 وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي في وصف الصيغ الصرفية والتراكيب ، ومكوناتهما الداخلية ، التي وردت في زهديات أبي العتاهية ، معتمدة على أربع آليات : الاستقصاء، فالإحصاء ، فالانتقاء، ثم التحليل ؛ حتى وصلت إلى الأهداف التي رصدتها في النتائج. |