Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صورة الرجل في شعر المرأة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين/
المؤلف
حسن, نشوة أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / نشوة أحمد حسن
مشرف / إسلام حسن الشرقاوي
مشرف / محمد عبد المطلب
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
381 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 381

from 381

المستخلص

عبرهذه الأطروحة التي تناولت صورة الرجل في شعر المرأة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين,اعتنيت بتجربة المرأة الشاعرة ولكن في حيز علاقتها مع الرجل. قدمت عرضا لما حاق بالمرأة من القهر والاقصاء عبر ترسبات زمنية امتدت طولا في الوعي الثقافي,كما امتدت عرضا في الحضارات المختلفة , مما أصل في وعي المرأة ذاتها خضوعا وامتثالا لهذا الوعي وكأن صورالقهر حكرارهن بهيكلة جسدها الأنثوية. فحملت على عاتقها تأصيل هذا الحمل الثقافي,ولكنها كانت تصرخ داخليا من هول معاناتها ومن هذا الميراث الثقافي الجائر.وقد علت هذه الصيحات عبر ظهور التيارات النسوية المختلفة التي أعملت جل طاقاتها في الدفاع عن حقوق المرأة ,وقد ظهرت هذه الموجات في كل الميادين الثقافية و الاجتماعية والسياسية .وقد نال المنتج الثقافي الإبداعي الأدبي حظه من هذه الممارسات الفكرية عبر حرص الأديبات على تضمين منتجهن الإبداعي أسسا منهجية تعكس الهوية الأنثوية وتعلي من شأنها وتحد من دور (الآخر/الرجل).كما رصدت رؤية بعضًا من النقاد العرب البارزين في الوقت الحالي ممن اهتم بعلاقة المرأة بالأدب العربي وفاعلية حضورها بالإيجاب والسلب.كما أشرت إلى بعض من التهم الموجه للثقافة العربية بوصفها ذكورية الأدب واللغة والثقافة وكيف تناول نقادنا الأجلاء هذه الإشكاليات.كما عرضت بعضا من نماذج الإبداع النسوي التي تنبئ عن قدراتها الإبداعية الخلاقة في شتى ميادين الساحة الأدبية منذ أقدم العصور وبروز الهوية الأنثوية في إنتاجهن.
وقد كان موضوع هذه الأطروحة دليلا محكما على قدرتها على إستجلاء شريكها الرجل مما يوحي بشكل مواز على عمق رؤيتها لعالمها المحيط بها.وقد برزت هويتها الأنثوية عبر صورها الرقيقة وقوة مفرداتها الموحية بعمق شاعريتها وتمثلاتها للرجل في أنماط متعددة تدل على قدرات أدبية خلاقة ظهرت فيها محاولاتها اللاهثة لبناء واقع يحتوى قضاياها ويتعامل بمرونة معها ومع شريكها الرجل دون إقصاء لطرف على حساب الآخر.ويقبل وجهة نظرها ودورها الفاعل في إعادة هيكلة قيم مجتمعية وثقافية ظالمة وقد كان شعرها هو أداتنا لقراءة هذه المحاور المختلفة التي أخذت في الانبثاق بين الفينة والأخرى في شعرها.
وكان الجزء الخاص بالسمات العامة للرجل في بحثنا ينبئ بشكل مباشر عن وعي تام منها بعالم الرجل المغاير لها تكوينيا المتماثل معها إنسانيا ,مما يفرض تمايزه بينهما,ومما يحمل في الوقت ذاته وعيا عميقا بقضاياها ومشاكلها مع شريكها الرجل .
وقد جاء الصوت الشعري الأنثوي العربي في هذه الفترة الزمنية متزامنًا مع وقت اشتدت فيه المطالبات النسائية بإنصاف المرأة من سطوة الهيمنة الذكورية عليها.وراحت الشاعرة العربية تهاجم التقاليد والعادات النمطية التي تتعارض مع روح العصر ومتغيرات الواقع وتمنع المرأة من أن يكون لها حضورها الفاعل والمؤثر في مسيرة الحياة.وقد تركز هجومها على الرجل المتسلط وعلى النمطية التقليدية التي تحكم منطقه في علاقته بالأنثى .
ويعد الظهور اللافت للأعمال النسوية رد فعل أنثوي على سنوات التهميش والإقصاء, حيث وجدت في الامتداد الكمي في الساحة الثقافية إعلانا عن حضورها الأدبي والابداعي والثقافي, فكان المنتج الأدبي النسوي في بعض من صولاته يفتقد الحضورالشرعي القوي فظهرخائرا من ناحية البنية التركيبية والايقاعية غير مكترث بها,ولكنه منشغل بحب الظهور على الساحة الأدبية ونوعا من أنواع تحقيق ذاتها ,عبرمحو كل أشكال القيود وقد وجدت الشاعرة العربية من شعر التفعيلة وقصيدة النثر مخرجا لتحررها من قيد الوزن والقافية ,وقد شاركها الشاعر العربي أيضا هذا اللون الشعري الجديد مشدوها بأنوار الخلاص والانعتاق من القيود.
وقد مال المنتج الشعري الأنثوي للقرب من الطابع النثري التقريرى عند العديد من الشاعرات.ولفت انتباهنا إغراق بعض النصوص الأنثوية في غموض يجعلنا نتكبد العناء في الوصول إلى حقيقة ماترومه الشاعرة .وأرجع ذلك في بعض الحالات إلى طبيعة أنثوية تعشق حب الغموض وتميل إلى الإيماء من بعيد أكثر من التصريح,وقد يرجع من زاوية أخرى إلى خشيتها من هجوم ذكوري ومجتمعي وثقافي على ذاتها امتلك شرعية حضوره عبر مدد تاريخية متواصلة غاب فيها حضورها الأنثوي,فآثرت أن يحيا قلمها متسما بوشاح الغموض مفضلة القوة التأثيرية لتواتر الصوت الهادئ الرقيق على صخرية القيود المجتمعية المحيطة بها .لذافإن حضور الرجل في الشعرالنسوي الحديث خرج عن الإطار النمطي التقليدي ,الذي ساد فيه ذكر محاسن الرجل كمرثي وامتداح قيم البطولة ومكارم الأخلاق كممدوح,كما أن نقد سلبيات الرجل اتسع إلى نقد أدواره الاجتماعية بدلاعن الاكتفاء بنقد ملامح خُلقية أو شكلية كما أن بعض الشواعر كن أكثر جرأة عن أخريات في رسم ملامح صورة الرجل في أشعارهن , ولهذا لوحظ اتجاه الشعر النسوي إلي الغموض والتعقيد المتعمد خشية البوح عما يقر في مكنونهن من مشاعر. فالرجل العربي يحتل مكانة بارزة في الأسرة العربية جعلته في موقع القيادة ,حيث كانت المرأة في المجتمع التقليدي لا تحظى بفرص متساوية مع الرجل سواء في التعليم أو العمل أو المشاركة السياسية والاجتماعية بشكل عام.لكن أوضاع المرأة تغيرت كثيراخاصة مع حصولها على فرص متساوية في التعليم وفي سوق العمل,وتوجت المرأة حضورها بتوليها مناصب قيادية وعليا في الدولة ,بالإضافة إلى مشاركتها الكاملة في الترشيح والانتخاب في الانتخابات البرلمانية.
كما أن النسق القيمي للأسرة العربية قد تغير كثيرا بسبب عدة تأثيرات ثقافية متنوعة تعرضت لها الأسرة كالتأثير التقني والتكنولوجي والتحول القيمي في دور المرأة والتأثيرالاجتماعي والاتصال الثقافي الخارجي المباشر وغير المباشر,والتغيرفي نمط الإنتاج.
أما على الصعيد الأدبي فقد ظهر الصوت الشعري الأنثوي تجاه السلطة الذكورية بمختلف صورها ذو منحدرات مختلفة صعودا وهبوطا فكان صوتها(خاضعا ــ ثائراــ مستجديا ــ مترددا) ممايكشف عن حالة من الاحتقان الداخلي ومكابدة في مواجهة قيود تراثية ظالمة,كان الرجل في بعض صوره أداة تحقيقها ,لذلك أعمل أدواره الاجتماعية لوأدها وشحذ سيفه لصرع كل صوت أنثوي جامح قد يخرج معلنًا عن أي حالة من حالات الكينونة الأنثوية .
ولكنها لم تنكر في مواجهتها للسلطة الذكورية احترامها في شعرها لنماذج أخرى تحترمها وتقدرها رغم عبء الصورالاجتماعية الرجولية الشديدة الاقتراب من المرأة(الزوج ــ الأب ــ الابن ــ الأخ ــ الحبيب)بأدوار نمطية مرسومة لهم قدسها تراث ثقافي ظالم.
وقد لاحظنا عبر سطور هذه الأطروحة أن وعي المرأة بماهية الرجل ينبئ عن وعي عميق بذاتها وماترومه وماينطوي عليه عالمها من تجارب متمايزة من شأنها أن تصبغ كتاباتها بالخصوصية,ومما يجعل نصوصها الشعرية تحتفي بالأنا الأنثوية كرد فعل طبيعي على أفعال التهميش والإقصاء الخائضة في حقها أو توجه الأنظارإلى الطرف الآخر(الرجل)عبر ذكر محاسنه ومساويئه وبناء شكل مجتمعي تنشده بقوة, ترى فيه الوجود متحقق بكينونتهاوفاعلية دورها.
كما أن المرأة عبر علاقتها بالرجل يتضح في شعرها تحليلا للعلاقات الإنسانية المتداخلة.
وبرز لنا الشعر الأنثوي مرآة تعكس مشاعر وأحاسيس ورؤى تعتمل في ذاتها ,كما أعرب عن حضور شريكها الرجل في عالمها,وقد أشادت بسمات هامة في الرجل الزوج شكلت لها مطلبا هاما وأداة من أدوات فاعلية الدور الشراكي بينهما فاحتفت بسمات الأمان والحماية,وحسن العشرة والمشاركة بوصفها ركائز أساسية تؤصل الاستقرار والأمان في الحياة وتساعد المرأة والرجل معا على تحقيق طموحاتهم وأدوارهم المجتمعية المنوطة بهما.
كما أشارت الشاعرة العربية إلى سمات أخرى منفرة في الرجل الزوج كالاستبداد والقهر الذكوري وتشييءالمرأة والانشغال عنها بالإضافة إلى الخيانة الزوجية وتعدد العلاقات النسائية والشك بوصفها سمات تفرض القتل الصريح لمشاعرها العاطفية, وتكشف عن واقع مؤلم تحيا فيه المرأة يعطل آلية حضورها الفعال.
وقد ظهر الشعر النسوي ميدانا إنسانيا خصبا يفصح عن عمق العلاقة بين الفتاة وأبيها,فتغدو المرأة شديدة الدلال متصالحة مع نموذج الرجل/الأب حين يوليها بالرعاية والحنان والود ويكدح من أجل إسعادها وتوفير متطلباتها الحياتية كما أنه مثار عزتها وفخرها الدائم كما لاحظنا عند الشاعرة العربية. ويشاطر الحزن طفولتها حين تغفل الأبوة عنها أو عندما يصبح ترسا في معول القيد والتهميش لها ,وكأنه مازال يمارس شرعية الوأد رغم تجريم الوأد الفعلي لها دينيا ومجتمعيا وأخلاقيا,ولكنه يمارس في حقها وأدا معنويا حين يفجع الروح الأنثوية بتهميشها دون أن يمنحها حق البوح والتصريح عن شدة معاناتها.فالرجل الأب يملك كل الصلاحيات الشرعية لإعمال قيوده وقتل كل نزعة أنثوية داخلية قد تحاول الطفو على السطح متمردة على أعراف اجتماعية ظالمة.
ويظهر نموذج الرجل الابن في الشعر العربي بإقرار ثقافي واجتماعي نتاج مشترك بين الأب والأم يوليانه كل أدوات صلاحه وقوته,فقد أعربت المرأة عن هذا الحضورالذكوري الممتد معها عبر فترات زمنية طويلة تحياها مع الابن منذ الطفولة وحتى ريعان الشباب فهو في كنفها طفلا رضيعا تقدم له كل مقومات سعادته وتحيطه بالرعاية وتروي طفولته بقيم تهيئه للخوض في معترك الحياة, وتفصح في شعرها عن مشاعرها تجاه الابن بوضوح وفرحها به سندا وعونا لها وتجد فيه رسالتها والأداة الفاعلة لتحقيق بطولتها فبناؤها للرجل/الابن يحوي بناءً للذات الأنثوية ضمنا ,ويعد نموذج الرجل /الابن أكثر النماذج الاجتماعية للرجل المتصالحة مع المرأة رغم ماقد تتكبده من ألم ومعاناة وجهد متواصل في بنائه ,كما أن غياب الحضور الذكوري للابن عن واقعها يحمل قتلا روحيا لعاطفة الامومة لديها ولدورها البطولي في صناعة وإعداد الرجال, ممايحول دون تحقيق فاعلية حضورها الأنثوي عبر التحقيق الذكوري المتسم بشرعية أدواره المرسومة له عبر الامتداد الثقافي,فهو النافذة التي تعبر منها طموحاتها ورغباتها دون حجاب أو قيود, ممايجعل الأمومة أداة المرأة المجتمعية الشرعية لتحقيق تكاملها النفسي من جانب .ومن ناحية أخرى يعد نموذج الرجل/الابن المثال الذكوري الذي تعهدته المرأة بالرعاية والحنان منذ الصغر,وإذا استطاعت أن تتخلص في الوقت ذاته من ميراث ثقافي ظالم قدمته المرأة/الأم لبنات جنسها معلية فيه الذكورة على حساب الأنوثة بالإضافة إلى تمكنها أيضا من تقديم نمط تربوي متزن من شأنه أن يقدم رجلا ناضجا واعيا لايجد في غياب وتهميش دور الأنثى أداة لإعلائه.
وظهرت صورة الرجل الأخ في هيئة نموذج ذكوري مركب يجمع بين نموذج(الأب الحاني ــ الابن) حين تجد فيه صورة الأمان والحنان والتقدير بالاضافة إلى الطفولة التي تنشأ معها وتشعر منذ الصغر بغريزة الأمومة إزاءه حيث توليه أيضا رعايتها, كما يظهر نموذج الرجل الأخ عند بعض الشاعرات حاملا لها عظيم الأسى حين تراه قيدا أو أخا جاحدا لايحمل لها دلائل ومعطيات الحب الأخوي .ونموذج الرجل الأخ يعد من الصورالمجتمعية المتزامنة مع نشأتها داخل أسوار البيت, وهو الموكل إليه عرفيا تقديم الحنان والرعاية عند فقد الأب ومشاركتها همومها ,وهو الرجل الساعي دائما للتحقق من توافر سبل سعادتها في كل حين ,لذلك تغضب المرأة ويملؤها الحزن عند إنشغاله عنها وعن أحوالها, وفي حال تنصله من قيامه بهذا الدور الذي يشعرها باتصالها بأسرتها بعد خروجها لتكوين أسرة أخرى ,كما أنهاحين تجد في نموذج الرجل/الأخ امتدادا للحب الأبوي فإن فقده يجسد ألما شديدا غائرا في النفس.وقد كان شعر فدوى طوقان معظمه صوتا لسيمفونية بكائية تبكي فيها فقد حنان الأخ وحبه ورعايته ومساندته لها وكأنها تبكي فيه بصورة أخرى الرجل /الأب والأخ والابن معًا.ويظهر ذلك جليا رغم قلة المنتج الشعري الأنثوي المتحدث عن عالمها عبر علاقتها بالرجل/الأخ.وعبر صورة الرجل /الحبيب ظهرت فلسفة المرأة في الحب فمنهن من رفض التصريح به أو البوح بما في نفوسهن من الوجد والعشق لقداسة الحب لديهن فغدون يبثن أشواقهن ومشاعرهن إلى الحبيب بصور غير مباشرة , وقد يغدو الصوت الأنثوي الواحد متناقضا فيمتنع مرة عن البوح ويصرح في أخرى .
قد عبرت الشاعرات أيضا عن مكانة الحب والحبيب وأثره على نفوسهن.والمرأة في حالة الحب تتقبل التغاير النوعي بينها وبين حبيبها الرجل وأثره على التركيب السيكولوجي لكل منهما ولكنها ترى هذا الاختلاف مدعاة للتكامل بينهما كما ترصد حالة الرجل دون الحب ومايعتريه من شعور بالغربة والشرود في شعرها
تشدو الشاعرة بالسمات الايجابية للحبيب الذي اختاره قلبها المتمثلة في كونه مصدرا للسعادة والأمان والعطف والود الناشئ عن عمق التوافق والانسجام الروحي والمشاركة الفعلية في عالم الواقع, كما نجدها تحتفي بسمات الرجل الحبيب المتفاهم والمتدين والحسن خلقه وقوله,الداعم لها بسيادته وقوته ,وتبجل معايير التكافؤ الاجتماعي بين الرجل والمرأة وتجدها دعامة لحياة سعيدة , كما تجد الشاعرة في كلام الحبيب الطيب الرقيق وغيرته رموزا لصدق الحب واستحواذها على لواعج قلبه.ولم تغفل الشاعرة التحدث عن بقية أركان المشهد الغزلي من منظور أنثوي فتحدثت في شعرها عن أماكن اللقاء وتناغم وفرح الطبيعة معها بلقائه.عبرت المرأة عن مشاعر الحب والوله والهجر وقدمت صورا أنثوية خالصة عند استمالتها قلب الحبيب الجافي ورصدت أيضا صورا أخرى للمرأة ترضخ فيها لآلام الفراق ولوعة الهجر.
كما أن المرأة في حالة الحب لم تكن لتمنعها عن نقد سمات سلوكية أو خلقية في الحبيب تبتغي تلاشيها كالبخل العاطفي وتبعاته من إهمال قد يصل إلى حد الخيانة والغرور,وتنكر عليه تسلطه القامع لها وحالات الصمت العاطفي والكذب عليها.
لم تغفل المرأة كذلك عن تصوير الملامح الجسدية للرجل بوصفها ملمح جمالي يوحي بشباب وقوة الرجل وقدرته على النهوض بمتطلبات الحياة .
وقد جاء الحديث عن التمثيلات الذكورية في النص الشعري الأنثوي في أطروحتنا ليصوغ لنا بعضا من المعين الذي اغترفت منه الشاعرة ؛لتعرب به عن حضور الرجل في شعرها بصور متعددة, وقد صاغت لنا من هذه التمثيلات خواصا بشرية وأخرى تنتمي لخواص كونية .كما كانت هذه التمثيلات مفتاحا لنا يظهر رؤيتها الواعية للآخر, وتظهر منها سيكولوجيتها الرقيقة وتصالحها مع ذاتها ومع شريكها الرجل رغم ماعانته من إقصاء وتهميش حيث كانت تمثيلاتها في معظم الوقت تفصح عن احترامها للآخر وعظيم تأثيره في وجودها كما تبعث في الذات الأنثوية رغبة في الوصول إلى حالة من التكامل والانسجام مع الرجل لا دونه.كما ظهر ولاؤها في معظم تمثيلاتها للمعجم الثقافي العربي فنال تمثل الرجل/الضياء على سبيل المثال حضورا واسعا في شعرها في حالة الإيجاب والتصالح مع رجلها.
وبرزت هويتها الأنثوية الرقيقة في النص الشعري عندما نجدها تحتفي بالرجل فتتمثله في أدوات زينتهاعقدا وقلادة وسوارابراقا وهي أدوات ذات طابع أنثوي محض.
كما أفصحت عن قدرتها في استخدام مفردات القوة في شعرها باستخدام أدوات الحرب مثلا كتمثل بشري واستعمال قوى الطبيعة كالإعصار والريح للدلالة على نجاعة القوة الـتأثيرية لفعل الحب في ذاتها من قبل الحبيب.
واستطاعت التحايل على العمق المعنوي لبعض التمثيلات رغم دلالتها على القيد فجعلت مثلا من تمثل السِوار يحمل دلالة القيد ولكنها جعلته قيدا براقا تحرص عليه وتتغنى به لإلتزامها الخاص بمواثيق الحب.كما نقلت تمثيلات الرجل المائية والنباتية وتمثل الضياء في شعرها بشكل واسع صورة لقبولها للانفتاح على عالم الرجل وعمق طاقاتها الايجابية الخلاقة القادرة على الكشف والتبصر والبناء المنعكسة عن مفردات معجمها الشعري .
وأخيرا,فلا زال الشعر النسوي ميدانا خصبا من ميادين الدراسة,فهويمتاز بغزارة الانتاج والاضطلاع بقضايا وإشكاليات واجهت المرأة قديما وتعالج قضايا المرأة العصرية ,كما أنه يعد مورد هام يكشف عن رؤية المرأة للعالم حولها.
وأبتغي عبر هذا الطرح أن أكون قد وفقت في بحثي هذا, فماتوفيقي إلا بنعمة وفضل من الله بما منَ عليا من نصح وعطاء وصبر حباني به الله من قبل قامات علمية ,سعدتُ بكوني قد نلت جزءا من وقتهم وشرفت بتوجيهاته.