Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
شعر عبد العزيز الأنصارى ت 662 هـ :
المؤلف
عاشور، فرج ميلاد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / فرج ميلاد محمد عاشور
مشرف / محمد يونس عبد العال
مشرف / ثناء أنس الوجود ربيع
مشرف / محمد يونس عبد العال
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
310 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العبرية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 310

from 310

المستخلص

الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وأتباعه الطيبين، الذين ساروا على طريقته وبيانه، وبعد ...
فإذا كانت دراسة الشعر، تثقّف الأفكار، وتربي الملكات، وتوسّع المدارك، وتنمي الذوق، فيصبح من الضروري دراسته، وفهمه، وتحليله؛ لمعرفة أسرار اللغة العربية، والتي يُدرَك بها سرّ الإعجاز في القرآن الكريم، ولأن الرسول الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ استمع إلى الشعر وأثنى على أصحابه، كما فعل مع كعب بن زهير في قصيدته المشهورة في بداية الدعوة، واستخدم الشعر سلاحاً ضد أعدائه من الكفار، وطلب من شاعر الدعوة حسان بن ثابت أن يهجو هؤلاء الأعداء، لما لهذا الشعر من تأثير في نفوسهم، فهو أشد عليهم من السهام في غلس الظلام، وكذلك الأمر من صحابته الكرام، فأحبوا الشعر، واستشهدوا به، وشجعوا عليه.
وعند تفكير الباحث في تسجيل موضوع لإطروحة الدكتوراه، لفت انتباهه ما أبداه كثير ممن كتبوا في تاريخ الأدب العربي، وغيرهم من أصحاب المؤلفات الأخرى، التي تهتم بالشعر والنقد والبلاغة، من الثناء والتقدير والإعجاب والإشادة، بشاعرية عبد العزيز الأنصاري المعروف بـ ( الصاحب شرف الدين الأنصاري ) حيث أفادوا بأنه نظم الشعر الكثير، وفي معظم الأغراض الشعرية، ونظم في اللزوميات، فيعتبر ثاني شعرائها بعد المعري، وقبل الصفدي، ونظم الكثير في مدح سلاطين وحكام عصره، ووصف الأحداث الكبرى في ذلك العصر، وسجّل فيها انتصارات المسلمين على أعدائهم، كما نظم في المديح النبوي والزهد، وكان شعره من حسنات الدهر ومحاسنه، وقد اشتهر بسلوك مذهب التصنع البديعي، إضافة إلى الجرس الموسيقي العذب، وحسن اختيار الألفاظ والمعاني، وسلامة اللغة، والبعد عن التعقيد والإغراب.
وبناء على ذلك فقد كانت الرغبة في دراسة شعره من ضمن المواضيع التي قُدِّمت خطةً بحث، وقد شجع الأستاذان المشرفان عليها، وكانت البداية بالبحث على ديوانه، وكانت الصعوبة الشديدة في الحصول عليه، وأخيراً وُجِد بمكتبة كلية الآداب بجامعة عين شمس، وأُخِذت نسخة مصوّرة منه.
وعند ولوج الباحث في بحثه، ومحاولة تتبع الدراسات السابقة عن هذا الشاعر، الذي أشيد به كثيراً، لم يقع تحت يده، ولا أمام بصره أيةُ دراسة مستقلة تتحدث عنه، وأغلب ما كُتِب هو داخل دراسات عامة، فمن القدامى الذين تحدثوا عن شاعريته وثقافته: محمد شاكر الكتبي في كتابه : ( فوات الوفيات )، واليونيني في كتابه : ( ذيل مرآة الزمان )، وابــن إيــاس في كتابـــه : ( بدائع الزهور في وقائع الدهور )، وابن حجة الحموي في خزانته، وابن تغري بردي في كتابه : ( النجوم الزاهرة )، والسبكي في طبقاته، وبعض كتب التراجم والأعلام الأخرى.
أما عن المحدثين، فلعل أكثر من تحدث عنه بشيء من الإسهاب الدكتور عمر موسى باشا في كتابيه: ( تاريخ الأدب العربي في العصر المملوكي )، و ( الأدب في بلاد الشام في عصور الزنكيين والأيوبيين والمماليك )، وتكلم عنه في بضع صفحات الدكتور محمد زغلول سلام في كتابيه: ( الأدب في العصر الأيوبي )، و ( الأدب في العصر المملوكي )، والدكتور شوقي ضيف في كتابه: ( تاريخ الأدب العربي عصر الدول والإمارات )، في معرض حديثه عن شعر الزهد والمدائح النبوية .
والغريب أن هناك من كتب عن عصر الشاعر، ولم يُشِر إليه لا من قريب، ولا من
بعيد، من أمثال: الدكتور بكري شيخ أمين في كتابــه: ( مطالعات في الشعـر المملوكي والعثماني )، والدكتور خالد إبراهيم يوسف، في كتابه: ( الشعر العربي أيام المماليك ومن عاصرهم من ذوي الجاه والسلطان )، والدكتور ياسين الأيوبي، في كتابه: ( آفاق الشعر في العصر المملوكي ) .
وعلى قلة هذه الدراسات، فقد استفاد الباحث منها استفادة سهلت الطريق أمامه؛ لإثراء جوانب هذا البحث .
وبعد درس تمهيدي يتطلبه البحث، تحدث الباحث فيه عن: اسم الشاعر ومولده، ونسبه ونشأته، ومشايخه وتلاميذه، ومكانته في عصره، وآثاره الأدبية، ثم تحدث عن عصره، والحياة السياسية، والاجتماعية، والدينية، والفكرية، والأدبية فيه، قُسِّمت الدراسة إلى بابين، يضم كل باب عدة فصول على النحو التالي:
الباب الأول ـ الدراسة الموضوعية: واشتمل على خمسة فصول، تناول الفصل الأول شعر المدائح النبوية والزهد، وتحدث الفصل الثاني عن شعر الفتوح والانتصارات، والفصل الثالث عن مدح السلاطين والأمراء، واحتوى الفصل الرابع عل شعر الغزل والنسيب، وخُصص الفصل الخامس والأخير لبعض الأغراض الأخرى، كشعر التهاني، والفخر، والشكوى والعتاب، والرثاء، والمكاتبات، والألغاز والأحاجي، والاستعطاف ...
الباب الثاني ـ الدراسة الفنية: وقد تم تقسيمه إلى خمسة فصول أيضاً، تناول الفصل الأول اللغة والألفاظ والتراكيب، وتحدث الفصل الثاني عن الصورة الفنية، واهتم الفصل الثالث بموسيقى شعره ومذهبه الفني، واشتمل الفصل الرابع على التناص في شعره، والفصل الخامس احتوى على تحليل ثلاث قصائد من شعره .
ثم ختم البحث بأهم النتائج والتوصيات المستخلصة من هذه الدراسة، ثم فهرس للمصادر
والمراجع، وآخر للموضوعات .
وقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة، على عدد من المصادر والمراجع، يأتي في مقدمتها ديوان الشاعر الموسوم بـ ( ديوان شرف الدين الأنصاري )، حققه الدكتور عمر موسى باشا، الأستاذ بكلية الآداب جامعة دمشق، ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1968، وهو المصدر الوحيد، وعُبِّر عنه في الهامش بلفظ ( ديوانه )، وقد اعتمد محقق الديوان على نسخة مخطوطة محفوظة في مكتبة ( بايازيد ) بإستنبول، وهي الوحيدة المتبقية من سائر نسخ ديوانه، حسب قول محققه، وتتألف هذه النسخة من إحدى وتسعين ورقة كُتبت بالخط الفارسي، وقد أورد جامعه العنوان في الورقة الأولى على النحو التالي: ( ديوان عبد العزيز الحموي ) .
وإضافة إلى المصدر الرئيس، وهو الديوان، استعان الباحث ببعض المؤلفات التي تؤرخ للأدب العربي، وكتب الدراسات الأدبية، والنقدية، والبلاغية، واللغوية، وبعض كتب التراجم والأعلام، ومعاجم اللغة .
هذا، وقد اتبع الباحث في هذه الدراسة على المناهج البحثية الآتية : المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، والمنهج الاستنباطي، وكل ما تتطلبه طبيعة هذا البحث.
وقد قامت هذه الدراسة على الاستشهاد بشعر الأنصاري، فنقل الباحث ما استشهد به من الديوان، والتزم بضبطه ضبطاً تامَّاً، وشرح بعض الألفاظ في الهامش من كتب المعاجم، وترجم لبعض الأعلام والأماكن.
وفي الوقت الذي يقدم فيه الباحث جهده المتواضع هذا، فهو لا يدعي بلوغ الكمال فيه، حيث الكمال لله وحده، ولكن حسبه أن لفت الانتباه، وشدّ الأنظار إلى شاعر مغمور، وانتشله من وهدة النسيان، ونفض غبار الدهر عنه، هذا الشاعر الذي ربما لا مبرر لإهماله إلا أنه عاش في حقبة زمنية، وُصِفت ظلماً بالجمود الفكري، والانحطاط والتخلف .
وأخيراً فإن صاحَبَ التوفيقُ هذا العملَ فهو بفضل الله وحده، وإن كان غير ذلك، فيكفي عدم ادخار الجهد، والله المستعان .