الفهرس 
الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
المستخلص
يعد التسويق السياسي من أحد المجالات التي لوحظ اهتم الباحثين بها فى السنوات القليلة الماضية، حيث إنه أصبح من المفاهيم الأساسية المعاصرة في الألفية الحالية، وخاصة بعد التحولات الجذرية التي يشهدها المجال السياسي في الوقت الحالي من أحداث تاريخية في الشارع المصري والعربي، وأيضاً من تداخل التسويق مع السياسة.
ولذا ظهرت أهمية التسويق السياسي بل ضرورة إعداد أجيال من المواطنين وخاصة الشباب لديهم القدرة والرغبة في المشاركة الفاعلة في حركة المجتمع المصري الراهنة نحو التغير ولديهم الوعي السياسي والإدراك لحقيقة هذه التحولات والمتغيرات والتعامل معها إيجابياً، ويأتي ذلك من خلال المؤسسات والجهات المعنية بالتوعية السياسية في المجتمع ، ويزداد الدور الذي تلعبه هذه المؤسسات أهمية بزيادة حركة المجتمع نحو التغيير والتحول الاجتماعي والسياسي والاقتصادي (زين العابدين، 2008).
كما أن التسويق السياسي هو مجموعة الطرق التي تستخدمها التنظيمات السياسية لتحديد الأهداف والبرامج للتأثير على سلوك الناخبين والجمهور السياسي بصفة عامة.(Marrek,2003)
كما يرتبط التسويق السياسي بالتنظيمات السياسية وعلى رأسها الأحزاب السياسية وتقوم هذه التنظيمات بعملية التسويق السياسي لإيصال خطابها ومبادئها وبرامجها إلى عموم المواطنين وتتركز عملية التسويق السياسي بشكل كبير أثناء الحملات الانتخابية التي تسبق يوم الاقتراع.(أبو عامود,2008)
وترى,2001) Marshement )أن التسويق السياسي هو استخدام المنظمات مثل الأحزاب والمرشحين لأساليب التسويق التجاري في تحقيق أهدافها السياسية الطموحة.
وقد لوحظ في السنوات الماضية إثراء في الأبحاث العربية والدراسات المتعلقة بالتسويق السياسي وبشرح نظرياته التي تتفق من حيث المبدأ مع علم التسويق بشكل عام لكنها تختلف من حيث مجالات التطبيق، كما لوحظ أن هناك ندرة في المكتبة العربية-على حد علم الباحث- في مجال دراسة استخدام الاتصال الشخصي المباشر كأحد دعائم التسويق السياسي وأيضاً كأحد أهم عناصر الترويج السياسي فى التأثير على المشاركة السياسية بأشكالها المختلفة وخاصة التأثير في سلوك الناخبين، وهو ما درسه الباحث من حيث التطبيق، ويرجع هذا إلى حداثة هذا المفهوم داخل جمهورية مصر العربية.
ويعرف (Marrek,2003 ) الاتصال السياسي بأنه اتصال هادف حول السياسة ويقول أن هذا التعريف يتضمن جميع أنواع الخطاب السياسي ، ويقول Marrek أنه يأخذ في الاعتبار عند تعريفه للاتصال السياسي ليس فقط الرسائل المكتوبة أو المنطوقة ولكن المظاهر المرئية والتي تعطى دلالة كالملبس والمكياج وطريقة قص الشعر فهذه الأشياء وغيرها من الاتصال قد تشكل وتكون الهوية السياسية.
ويعرف الاتصال السياسي بأنه مجموعـــــة الأنشطة الاتصالية التي يقــــوم بها مصـــدر(حزب – مرشح – إعلامي – ناشط سياسي) بهدف إمداد آخرين (جمهور– ناخبين سياسيين) بمعلومات وآراء عن موضوعات وبرامج سياسية ومحاولة التأثير فيهم باستخدام الوسائل والأساليب والإمكانيات المتوفرة من خلال قنوات وأشكال الاتصال المختلفة بهدف إقناعهم للحصول على تأييدهم أو أصواتهم وتحقيق الفوز في الانتخابات (العالم ،2005).
وأوضح (, 2005 Kolovos & Harris) أهمية الاتصال السياسي،وذلك لأن المعرفة السياسية لدى الأفراد تزداد مع زيادة معدلات الاتصال السياسي خلال عملية التسويق السياسي.
كما أشار (Iyengar, 2002) إلى أن الاتصال السياسي مهم في تخفيف أثر الحملات التسويقية السياسية أو الانتخابية السلبية التي قد يشنها الخصوم والتي تهدف إلى تحييد الناخبين المؤيدين للحزب وجذب الناخبين المحايدين.
وتعتبر الاتصالات المباشرة أكثر الطرق شيوعاً وانتشارا في الآونة الأخيرة، وخاصة بين الشباب وذلك لما لها من تأثير قوى وفعال ومباشر على سلوك الناخبين ومن ثم على المشاركة السياسية ودفع الناخبين إلى التصويت مع أو ضد مرشح معين (Wojciech& Falkowski &Newman, 2010).
ويرى (Gurâv & Ayadi, 2007) أن اللقاءات والمؤتمرات الجماهيرية تُعد من أهم أساليب الاتصال السياسي المباشر التي تؤثر على سلوك الناخبين بصورة جيدة.
بينما يرى (Prete,2007) أن اللقاءات الجماهيرية والندوات التي ينظمها المرشحين أو الأحزاب لها تاثير قوي في تدعيم الاتجاهات الموجودة مسبقاً لدي الناخبين، حيث أنها من أساليل الاتصال السياسي المباشر التي تستهدف شريحة الناخبين الذين لا يوجد لديهم اتجاهات تصويتية محددة مسبقاً للحد من ظاهرة تذبذب الناخبين.
أيضاً يرى (Jackson, 2003) إلي أن اللقاءات الجماهيرية والندوات والأنشطة الإجتماعية التي يقوم بها المرشحين تلعب دورا قويا في الاتصال والترويج السياسي لدي الناخبين حيث توفر التواصل المباشر مع الناخبين كما أنها تمكن من معرفة ردود الأفعال وتعليقات الناخبين بشكل لحظي.
والمجتمع المصري في السنوات الأخيرة تعرض لعدد من عوامل التغير التي أثرت على المفاهيم والقيم والاتجاهات السياسية مما يستوجب العمل على إكساب أبناء الوطن المفاهيم والقيم والاتجاهات السياسية المناسبة في ضوء المتغيرات الجديدة وذلك عن طريق المؤسسات السياسية وما تقدمه لأعضائها من ثقافة سياسية في المستويات المختلفة (وطفة، 2012).
ومما سبق يتضح أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتصال السياسي المباشر في جذب واستقطاب أكبر عدد من الجماهير لانتخاب مرشح معين يقدم برنامج انتخابي معين ويصل إلى الناخب مباشرة.
لذلك تحاول الدراسة الحالية كشف أسباب الخلل والقصور في عملية الاتصال السياسي المباشر التي يقوم بها المرشحين وذلك لدعم صورتهم الذهنية لديهم والتي تؤثر بدورها على عملية التصويت وقرار التصويت للناخبين.
وتهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على الدور الذي يمكن أن تلعبه الاتصالات السياسية المباشرة في التأثير على قرار الناخبين وخاصة التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2012.