Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج معرفي سلوكي لتحسين مفهوم الذات لدى عينة من المراهقين السعوديين
المتعافين من الإدمان وأثره على توافقهم النفسي /
المؤلف
الأسمري، عبدالله بن محمد بن مبشر.
هيئة الاعداد
باحث / عبد الله بن محمد بن مبشر الأسمري
مشرف / نادر فتحي قاسم
مشرف / أحمد حفيظ الله حافظ
مناقش / أحمد حفيظ الله حافظ
الموضوع
الارشاد النفسي المراهقيين السعوديين.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
277ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التمريض - الصحة النفسية والارشاد النفسي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

تعتبر مشكلة الإدمان من أكبر المشكلات التي يعاني منها المجتمع الحالي سواء بالنسبة للمجتمعات المتقدمة أو النامية على حد سواء، حيث أنه من الثابت أن إدمان أي نوع من المخدرات له العديد من التأثيرات على معظم أجهزة الجسم، فهو يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب العديد من الاضطرابات الذهنية والنفسية والعصبية كما يؤثر على الوظائف الحيوية للجسم من خلال تأثيره على الجهاز المناعي ومكوناته كما يؤثر على الجهاز النفسي، وقد تفاقمت مشكلة المخدرات والكحول في العقد الأخير من القرن العشرين، ليس فقط بسبب المضاعفات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، إنما أيضاً بسبب التكلفة المرتفعة لبرامج الوقاية الأولية والوقاية الثانوية (منع الانتكاسة) وفشلها في الحد من خطورة الإدمان من خلال علاج المدمنين , وقد بين الكثير من العلماء خطورة هذه الآفة ومالها من آثار سلبية على المدمنين، ومن ذلك ما يعانونه من نقص واضح في القدرة على التوافق والتواصل مع الآخرين، وبما أن مفهوم الذات يتضمن القدرة على التعبير عن الآراء وعدم الموافقة على الآراء التي تتعارض مع الآراء الشخصية للفرد، والقدرة على بدء واستمرار التفاعلات الاجتماعية، والقدرة على اتخاذ القرارات في المواقف الصراعية وبالتالي فان عجز الشخص في هذه المواقف أو هذه السلوكيات يؤدي إلى نتائج سلبية نفسية واجتماعية.
إذن المشكلة ليست الإدمان الجسدي ولكن هناك أسباب قد تكون وراء الانتكاسة وفي هذه الحالة يصبح المدمن التائب في صراع شديد تتجاذبه قوتان: قوة الصمود والتصميم على التوبة مهما كان درب الآلام طويلاً. وقوة سحر المخدر الطاغية.. ويقف المدمن برهة قصيرة محتاراً أمام هاتين القوتين المتعاكستين، ويضيف وفي حالة الاستسلام يشعر المدمن أن المحـاولات في الامتناع عن تعاطي المخدر أصبحت غير مجدية وأنه مقضي عليه بأن يتحمـل الآثـار: آثـار الفشل، وآثار الإدمان ومع القنوط الذي ينتهي به إلى هذا الحال، يغدو وقد تمكن منه موقف نمطـي يغلب فيه الاكتئاب والانغلاق الذهني والسلبية الطاغية، هذا الحال يمكن أن يكون مقدمة لاضطراب نفسي قد يشتد.
وقد آثر الباحث دراسة الممتنعين عن المخدرات فترات طويلة أكثر من المنتكسين وذلك لأن أهمية معرفة عوامل النجاح المرتبطة بالامتناع لدى المنتكسين تفوق أهمية معرفتهم لعوامل الفشل والانتكاسة وكيفيه تجنبها، حيث ينظر المرء إلى قدراته في ضوء خبرات الآخرين وتتكون الخبرات البديلة من ملاحظة خبرات النجاح لدى الآخرين في مواقف مشابهة، فالناس لا يعتمدون على الإنجازات الأدائية الخاصة بهم على أنها المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بمستوى التوافق النفسي لديهم.
مشكلة الدراسة:
تعد مشكلة التعافي عن الإدمان والاستمرارية في التعافي من أكبر التحديات التي تواجه التخصصات ذات الصلة والإشراف على علاج المدمنين مثل تخصصات الطب النفسي وعلم النفس الإكلينيكي والخدمة الاجتماعية الطبية، ورغم التحسن الملحوظ في علاج كثير من حالات الإدمان على مستوى العالم في السنوات الأخيرة (تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والوقاية من الجريمة لعام 2000م) إلا أن أقل من النصف من المرضى هم الذين يتعافون ويستمرون في التعافي، ومـن هـذا المنطلـق تـأتي البـرامج الإرشادية لتشـكل التوجــه الفاعــل مــن المجتمــع نحــو الوقايــة واســتمرارية العــلاج فــي آن واحــد بهــدف غلــق الســبل للمتعافي في مواجهة الوقوع في انتكاسات العود للتعاطي (عبد المجيد نيازي، 1429هـ) وقـد بـرزت الكثيـر مـن الدراسـات التـي تناولـت دورهـا فـي مواجهـة عوامـل الانتكاسة المختلفة، وكذلك القضايا المرتبطة بها كالعود وعواملة ومن أمثلتها: توصـلت دراسـة أحمد خليفة الحمـادي (1993) إلـى أن إلحـاح الأصـدقاء ووجـود مشـكلات عائليـة كانـت السبب في العودة إلى الإدمان كما أوضـحت الدراسـة أن أسـباب العـودة إلـى الإدمـان أيضـا تتمثـل في عدم وجود وظيفة عن الخروج من المستشفى، ونظرة المجتمع إليه بعـد خروجـه مـن المستشـفى وجود مشكلات عائلة وأسرية وتوفر المادة المخدرة . ــ فـي حـين أوضـحت دراسـة عصام الدين ربيعة عبد العزيز الرندي (1998)، إلـى أن نسـب العـودة للإدمـان بعـد الثلاثـة أشـهر الأولـى بلغـت 5%والسـتة أشـهر بلغـت 12.8 %وبعـد عـام بلغـت نسـبة العائـدون إلـى الإدمـان 33.%
والسؤال المطروح هو إذا كان المتعافين يتلقون نفس البرامج العلاجية وبنفس المدة فلماذا تتعافى مجموعة مؤقتاً ولفترة بسيطة بعد العلاج بينما تظل مجموعة أخرى ممتنعة لفترات طويلة بعد العلاج؟ فهل لمفهوم الذات والتوافق النفسي علاقة بالتعافي لدي المدمنين؟
تساؤلات الدراسة:
تتحدد هذه الدراسة في السؤال الرئيس وهو:
ما مدى فاعلية برنامج معرفي سلوكي في تحسين مفهوم الذات لدى عينة من المراهقين السعوديين المتعافين من الإدمان وأثره على توافقهم النفسي؟
ويمكن أيضاً النظر في ضوء عدد من التساؤلات الفرعية:
1. هل توجد فروق في متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية علي مقياس مفهوم الذات للمراهقين المتعافين من الإدمان قبل وبعد تطبيق البرنامج ؟
2. هل توجد فروق في متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات أفراد المجموعة الضابطة علي مقياس مفهوم الذات للمراهقين المتعافين من الإدمان فــــــــي القياس البعدي؟
3. هل توجد فروق في متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية علي مقياس مفهوم الذات للمراهقين المتعافين من الإدمان في القياسين البعدي والتتبعي؟.
4. هل توجد فروق في متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية علي مقياس التوافق النفسي للمراهقين المتعافين من الإدمان قبل وبعد تطبيق البرنامج ؟.
5. هل توجد فروق في متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات أفراد المجموعة الضابطة علي مقياس التوافق النفسي للمراهقين المتعافين من الإدمان في القياس البعدي ؟
6. هل توجد فروق في درجات أفراد المجموعة التجريبية علي مقياس التوافق النفسي للمراهقين المتعافين من الإدمان في القياسين البعدي والتتبعي؟
أهمية الدراسة:
يعتبر إدمان وتعاطي المخدرات من المشكلات الخطيرة التي ظهرت في الآونة الأخيرة في المجمعات نظراً لعمليات الانفتاح الثقافي والاتصالي الذي ربط العالم وجعله بمثابة قرية واحدة ـ ولا شك أن التعافي من الإدمان من الأمور الحميدة، إلا أن نظرة المجتمع إلي شخصية المدمن تعتبر نظرة سلبية حيث أن معظم لأفراد يتخذون موقفاً سلبياً من المدمن انطلاقاً من المفهوم التقليدي للانحراف والجريمة، وإن استمرارية المتعافي من الإدمان لابد أن تهيئ له الظروف حتى لا يعود إلي الأمان مرة أخرى.
ومن هذا المنطلق جاءت فكرة الدراسة حول توظيف العلاج المعرفي السلوكي لتحسين مفهوم الذات لدي المراهقين السعوديين المدمنين المتعافين، وبيان أثره في تحسين توافقهم النفسي، حيث أن هذا النوع من العلاج قد يسهم في الحد من التعافي.
‌أ- الأهمية النظرية:
1. الدراسة ستضيف بعداً أكاديميا وعلمياً يمكن الاستفادة به من خلال ما ستوفره من معلومات وإحصاءات.
2. أن معظم الدراسات التي تناولت موضوع الإدمان وتعاطي المخدرات في الغالب كانت تقف على العوامل المؤدية إلي الإدمان أو حتى تصرفات المدمن والآثار المترتبة على عمليات الإدمان والمخدرات أو حتى عمليات الرعاية وتأهيل المدمنين، ولكن ما يميز هذه الدراسة عن مثيلاتها من الدراسات التي تم إجراؤها بالفعل أنها تحاول توظيف تقنيات العلاج المعرفي السلوكي لتحول دون عودة المتعافي من الإدمان إلي تعاطي المخدرات مرة أخرى، فستكون هذه الدراسة نقطة انطلاقة لعمل دراسات أخرى مماثلة، أي أنها ستفتح المجال للعديد من الباحثين لتناول هذا الموضوع.
3. أن ثمة بعداً فلسفياً واقتصادياً واجتماعياً هامـاً يكمـن وراء فكـرة البرنامج المعرفي السلوكي بمختلـف مدلولاته والمتمثل فـي ضـرورة التقليـل مـن إهـدار الطاقـات التـي يقـوم عليهـا المجتمـع مـع محاولة اسـتخدامها فـي اتجـاه خدمتـه، كمـا تعتبـر فكـرة منسـجمة مـن الناحيـة المنطقيـة مـع الجهود التي يحاول المجتمع بذلها قصد إصلاح المدمن استثمارا للموارد البشرية.إن انعـدام الرعايـة اللاحقـة يكـرس عمليـة الوصـم التـي يخضـع لهـا المـدمن ،خاصـة تلـك الصـادرة عـن المجتمـع الـذي يـرفض عـادة رجـوع المـدمن بـين أحضـانه، حيـث يصـبح مـن الصعوبة بمكان أن يستعيد مكانته الاجتماعية والمجتمع ينبذه ويرفض نسيان مـا فعلـة مـن ضرر، إن عملية الوصم تتم بلورتها من طرف كل مكونات المجتمع مثـل الأسـرة، والوسـط المهني عن طريق سلوك الحيطة والحذر، والناس برفضهم التعامل مع مدمن حتى ولو كان متعافياً.
ب. الأهمية التطبيقية:
نظراً لتفشي إدمان المخدرات ونبذ المجتمع للمدمنين والنفور منهم وتوجهات بعض الأسر للإبلاغ عنهم وعرضهم إلي المستشفيات للتعافي من الإدمان فإن مثل هذه الدراسة ستفيد قطاع عريض من المجتمع هم :
1. المتخصصين والممارسين في علاج إدمان المخدرات.
2. أسر المتعافين من الإدمان والمتعاطين.
3. عدة جهات رسمية كوزارة الداخلية وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم العالي والشئون الاجتماعية.
هدف الدراسة:
تحاول الدراسة الحالية من خلال ما تتوصل إليه من نتـائج واسـتنتاجات أن تبـين بوضوح مدى فاعلية برنامج معرفي سلوكي في تحسين مفهوم الذات لدي عينة من المراهقين السعوديين المتعافين وبيان أثره على توافقهم النفسي.
فروض الدراسة
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس تنسي المتعدد الأبعاد لمفهوم الذات في اتجاه القياس البعدي.
2. توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطى رتب أفراد المجموعة التجريبية وأفراد المجموعة الضابطة على مقياس تنسي المتعدد الابعاد لمفهوم الذات بعد تطبيق البرنامج وذلك في اتجاه المجموعة التجريبية
3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس تنسي المتعدد الأبعاد لمفهوم الذات
4. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس التوافق النفسي في اتجاه القياس البعدي.
5. توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطى رتب أفراد المجموعة التجريبية وأفراد المجموعة الضابطة على مقياس التوافق النفسي بعد تطبيق البرنامج وذلك في اتجاه المجموعة التجريبية .
6. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس التوافق النفسي.
حدود الدراسة:
• حدود موضوعية: برنامج معرفي سلوكي لتحسين مفهوم الذات لدى عينة من المراهقين السعوديين المتعافين من الإدمان وأثره على توافقهم النفسي
• حدود مكانية: طبقت الدراسة بالمملكة العربية السعودية مدينة جدة بمستشفيات الأمل لعلاج الإدمان .
• حدود زمانية: طبقت الدراسة خلال الفترة 2015 – 2017 وكانت على أكثر من مرحلة .
منهج الدراسة
تستخدم الدراسة الحالية المنهج التجريبي الذي يقوم على اختيار مجموعتين مجموعة تجريبية يتم تطبيق البرنامج الإرشادي عليها ومجموعة ضابطة لا يطبق البرنامج عليها.
عينة الدراسة:
تتكون عينة الدراسة الحالية من (30) مراهقاً متعافياً من المترددين على مستشفى الأمل للصحة النفسية بمدينة جدة – بالمملكة العربية السعودية، تراوحت أعمارهم الزمنية ما بين (16-17) عام.
أدوات الدراسة:
1) مقياس التوافق النفسي إعداد / أ.د نادر فتحي قاسم 1985
2) مقياس تنسي (2017) المتعدد الأبعاد لقياس مفهوم الذات
تعريب وأعداد الباحث، إشراف أ.د نادر فتحي قاسم
3) البرنامج المعرفي السلوكي إعداد الباحث
الأساليب الإحصائية
1) أسلوب الاتساق الداخلي للتحقق من صدق الأدوات المستخدمة في الدراسة.
2) طريقة ألفا كرونباخ وطريقة التجزئة النصفية لحساب ثبات الأدوات المستخدمة في الدراسة.
3) اختبار مان ويتني Mann Whitney- Test للمجموعات المستقلة للتحقق من دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة.
4) اختبار ويلكوكسن Wilcoxon- Test للمجموعات المرتبطة للتحقق من دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات القياسين القبلي والبعدي، والبعدي والتتبعي.
نتائج الدراسة:
أثبتت نتائج الدراسة صحة ما افترضه الباحث حول فاعلية المعرفي السلوكي في تحسين مفهوم الذات لدي عينة من المراهقين المتعافين بالسعودية وأثره على التوافق النفسي