Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بيهق منذ قيام الدولة السلجوقية حتى الغزو المغولي
429- 628هـ/1039-1231م :
المؤلف
محيسن، سماح محمد عواد.
هيئة الاعداد
باحث / سماح محمد عواد محيسن
مشرف / فتحي أبو سيف
مشرف / محاسن الوقاد
مناقش / عفيفي محمود
الموضوع
التاريخ الاسلامى. 429- 628هـ/1039-1231م.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
331ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 331

from 331

المستخلص

فقدْ تعدَّدَتْ مدن العالَم الإسلاميّ التي أسهمتْ في بناءِ صرحِ الحضارة الإسلامية؛ حيثُ أسهمتْ كلٌّ منها بقسطٍ وافرٍ في بناءِ ذلك الصرح الشامخِ، وسيتناولُ هذا البحثُ دراسةَ تاريخِ بيهقَ- وهي ناحيةٌ كبيرةٌ وكورةٌ واسعةٌ كثيرةُ البلدانِ والعمارةِ من أعمال نيسابور بخراسان – وحضارتَها منذُ قيامِ الدولة السلجوقية وحتّى الغزو المَغوليّ في الفترة (429-628هـ/ 1039- 1231م)، حيث يستهدفُ هذا البحثُ دراسةَ تاريخِها وحضارتِها في ظلِّ الإسلامِ بعد الفتحِ الإسلاميّ لها سنة 31هـ/651م على يد القائد الناسك الزاهد الأسود بن كلثوم العدوي البصري (ت31هـ/651م) المبعوث من قِبَلِ أمير البصرة عبدالله بن عامر بن كريز(4-59هـ/625-678م)حينما أرسلَ السرايا إلى نيسابور فيما بين عامي (30-31هـ/650-651م) في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان (23-35هـ/643-655م) --،وكان لانتشار الإسلام بها الأثرُ الكبيرُ في ظهور أهميتها ومكانتها في كلّ الجوانب ومنها الاقتصادية؛ إذ كانت تُعدُّ مدينةً زراعيةً من الدرجة الأولى،فقد قيل إنّها كانت تشتمل على ما يقرب من ثلاثمائة وإحدى وعشرين قريةً، ولا يعني ذلك أنها لم تكن بلداً صناعياً،وإنّما شهدت أيضاً ازدهاراً كبيرا في العديد من الصناعات؛مما جعل لها مكانة تجارية متميزة،كل هذا إلى جانب تاريخها العلمي والثقافي،حيث نبغ بها عددٌ لا يُحصى من الفقهاء والعلماء والأدباء الذين أثْرُوا الحضارة الإسلامية بإسهاماتهم العلمية في شتّى مناحي الحياة الثقافية،كل ذلك بدا جلياً - إذا ما نحينا جانباً فترات الضعف والاضطرابات التي كانت تتعرض لها سائر المدن آنذاك عقب انتهاء دولة وقيام أخرى- في عهد هؤلاء الأتراك السلاجقة، أولئك الذين كان يُعدُّ ظهورُهم بمنزلة نقطة تحول خطيرة ليستْ في تاريخ بيهق فحسب،وإنما في تاريخ الدولة الإسلامية والحضارة عامة؛لما كان يعانيه العالم الإسلامي آنذاك من مشاكلَ داخليةٍ وخارجيةٍ تتمثل في الصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية،بالإضافة إلى ضعف الخلفاء العباسيين وسيطرة البويهيين عليهم،إلى جانب توسُّع الإمبراطورية البيزنطية على حساب الدولة الإسلامية بالشام،فضلاً عن العديد من الأسباب الأخرى؛ لذا فقد كان الفتح التركي السلجوقي يُعدُّ علاجاً عاجلاً لمواجهة كل هذه الأحوال؛ فاستطاعوا بقواهم الفتية استعادة وحدة العالم الإسلامي السياسية، مما انعكس بدوره على سياستهم في سائر المدن الإسلامية آنذاك،ومنها بيهق التي ظلت تسير بعد ذلك على نفس الخُطى في عهد أتباعهم الخوارزميين – أولئك الذين يرجعون بأصولهم لآنوشتكين التركي الذي كان مملوكا لأميرٍ سلجوقي في البداية، ثم انتقل لخدمة السلطان السلجوقي ملكشاه؛ فعلت منزلته وأصبح من المقربين في بلاطه- إلى أن جاء الغزو المغولي على العالم الإسلاميّ،وما أعقب ذلك من وقوع انتكاسة حضارية في شتّى مناحي الحياة على أيدي أولئك الغزاة الذين صحبوا في غزوهم للبلاد الإسلامية خصائصَهم التي امتازوا بها من سفكٍ للدماء ،وتدميرٍ للبناء،وإهلاكٍ للحرث والنسل،وإشاعةٍ الذعر والرعب في كلِّ مكانٍ يستولون عليه،وكان نصيبُ بيهقَ كمثيلاتِها من مدن المشرق الإسلامي وقتئذ؛ إذ ملكوها عنوة واستباحوها، وارتكبوا فيها مذابح مروعة؛ حتى قيل إنَّهم لم يُبقوا على شيءٍ ظاهر فيها لهولِ ما أحدثوه فيها، وكأنّ هذه المدينة تأبى إلا أن تكون فريدةً في كل أحوالها؛فمنذ اللحظات الأولى لدخولها في كنف الإسلام ارتبط تاريخ فتحها بقائد ناسكٍ زاهدٍ ـ نعني الأسود بن كلثوم ـ،كان إذا مشى لا يُجاوز بصرُه قدميهِ،وأقصى ما كان يرجوه من ربه هو أن يحشره من بطون الطير والسباع؛فطالما ناجاه بذلك الدعاء الخفيّ كلما دعا داعي الجهاد؛فاستجاب له ربه وجعل من أرضها مثوًى له،ولكنها لم تلبث أن اتشحت بثياب الحزن،وكأنّ لسان حالها يقول:وأنَّى لي بمثل الأسود بن كلثوم وأترابه لينقذني مما ألاقيه على أيدي جند ذلك الطاغية؟نقصد طاغية التتار وسلطانهم الأعظم القائد المغولي جنكيزخان(549-624هـ/1155-1226م)وأحد دهاة الحكام في التاريخ وأفراد الدهر في الحدة والقسوة بل والوحشية؛حيثُ خرّب البلاد،وقتل العباد،وجيّش الجيوش،وخرج بهم من بادية الصين؛فدانت له المغول،وعقدوا له عليهم، وأطاعوه طاعة عمياء.
ونظراً لأهمية الدراسات الحضارية في التاريخ الإسلامي - إذ لم يعد التاريخ لصيقاً بالملوك والحكام متتبعاً حروبهم وانتصاراتهم وهزائمهم، بل امتدّ ليشملَ النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية - سأحاول في هذا البحث الجمع بين الدراسة التاريخية والحضارية؛ وذلك لأن موضوع البحث سيتناول مادة تاريخية حضارية؛ حيث أتناولُ إلى جانب التاريخ السياسي لبيهق خلال هذه الفترة مظاهر الحياة الإدارية فيها وما صاحبها من نظم مالية، وكذلك مظاهر الحياة الاقتصادية بها من زراعة وصناعة وتجارة مما يوضِّحُ أهميتها ومكانتها الاقتصادية إلى جانب مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية بها خلال تلك الفترة.
- أهداف الدراسة:-
- التعرف على موقع بيهق جغرافياً وأهميته من الناحية التاريخية وأهم أعمالها.
- التعرف على تاريخ بيهق خلال الفترة موضوع الدراسة.
- معرفة بعض مظاهر الحضارة في بيهق.
- التعرف على علماء بيهق وفقهائها وأدبائها الذين أسهموا في علو شأنها في تلك الفترة.
- المنهج المستخدم:-
يتناول موضوع البحث مادة تاريخية حضارية؛ ومن ثم سوف أتناول في هذا البحث المنهج التاريخي نسبة لتسلسل الأحداث التاريخية مع المنهج الوصفي، وذلك لوصف بعض مظاهر الحضارة في هذه المدينة وما نتج من تفاعل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أثر كلٌّ منها في الآخر؛ ومن ثم ظهرت بعض الجوانب الحضارية بهذه المدينة مع استخدام الموضوعية الكاملة في نقل ما جاء على لسان المؤرخين بشأن هذه المدينة.
- أهم الصعاب التي قابلت الباحثة:-
قلة المادة العلمية،عن موضوع البحث وخاصة في فترة الدراسة الخاصة به؛ فمعظم المصادر التاريخية والجغرافية تذكر المعلومة مختصرة جداً وبطريقة غير مباشرة مع تكرار نفس المعلومة في مصدر آخر دون جديد،كما أن معظم الدراسات المتوفرة عن مدن المشرق الإسلامي منصبة أساساً على المدن الكبرى بخراسان دون ذكر للمدن الصغرى؛ فنادراً ما نجد مادة بشكلٍ واضحٍ ومباشرٍ عن بيهق .
****
وقد اشتملت هذه الدراسة على خمسة فصول بخلاف المقدمة والتمهيد والخاتمة وهي كالآتي:- التمهيد: وعنوانه (الجغرافيا التاريخية لمدينة بيهق) وتحدَّثْتُ فيه بداية عن أسباب تسمية بيهق بهذا الاسم، وما ذكر في هذا الشأن، ثم تحدَّثْتُ بعد ذلك عن موقعها الجغرافي، وأهم أعمالها وقراها، ثم حاولتُ تتبُّعَ خُطى فتحها على يد القائد المسلم الأسود بن كلثوم العدوي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان ،ثم تحدَّثْتُ عن مكانتها التاريخية منذ الفتح الإسلامي لها 0
- أما الفصل الأول: وعنوانه (وضع بيهق السياسي خلال الفترة 429-628هـ/1039-1231م)؛ فتحدَّثْتُ فيه عن وضع بيهق في ظل الدولة السلجوقية ثم في ظلِّ الدولة الخوارزمية، وفي النهاية ختمْتُ هذا الفصل بالحديث عما عانته – بيهق – تحت وطأة الغزو المغولي.
- أما الفصل الثاني:وعنوانه(الحياة الإدارية والمالية في بيهق خلال الفترة 429-628هـ/1039-1231م) فقد عالجْتُ فيه علاقة بيهق بخراسان إدارياً،ثم تحدَّثْتُ عن أشهر الولاة في بيهق في العصر السلجوقي،ثم الخوارزمي،ثم المغولي،ثم تحدَّثْتُ عن النظام القضائي في بيهق؛ فذكرت فيه تشكيلات القضاء وثقافة القضاة ونزاهتهم ومجالسهم وملابسهم وأعوان القاضي، ثم ذكرتُ أشهر من تولَّى منصب القضاء من أهل بيهق في تلك الفترة، أما عن الجانب الإداري فقد تحدَّثْتُ فيه عن أهم الدواوين في تلك الفترة ،هذا إلى جانب أرباب الوظائف الإدارية الأخرى كالمستوفي ونائبه، والمشرف والمحتسب وأعوانه ثم صاحب الشرطة وعارض الجيش، أمَّا النظام المالي فقد تناولتُ فيه أهم أشكال العملة في بيهق كالدينار والدرهم إلى غير ذلك من وسائل المعاملات المالية الأخرى آنذاك، ثم تناولْتُ الموارد المالية بها في تلك الفترة سواء كانت الشرعية منها كالخراج أو الزكاة أو الجزية أو ما عُرف بالمواريث الحشرية، أو غير الشرعية منها كالضرائب والمكوس، ثم بيَّنْتُ أوجه الإنفاق التي كانت تُنفَقُ فيها هذه الأموال في بيهق إلى أن وصلنا في النهاية إلى شكل العملة أو النقود بها خلال تلك الفترة.
- أما الفصل الثالث:وعنوانه(الحياة الاقتصادية في بيهق)فقد تحدَّثْتُ فيه أولاً عن الزراعة ونظم الري وأشكال الملكيات الزراعية في بيهق،ثم ذكرْتُ أشهر المحاصيل الزراعية بها،ثم بيَّنْتُ الثروة الحيوانية أيضاً،أما الصناعة فذكرْتُ فيها توافر المادة الخام وأهم الصناعات المعروفة آنذاك كصناعة المنسوجات، وصناعة البسط والسجاد، وصناعة الصباغة،وصناعة التحف المعدنية والحليّ والخزف والزجاج، والصناعات المعمارية،وصناعة الطواحين،وكذلك الصناعات الغذائية إلى غير ذلك من أنواع الصناعات،مع ذكرٍ لأشهر قرى بيهق التي قامت بها هذه الصناعات،كما تحدَّثْتُ عن التجارة ومراكزها في بيهق سواء كانت الداخلية أو الخارجية؛ فوضَّحْتُ الطرق التجارية، ثم تناولْتُ الصادراتِ والوارداتِ بها في تلك الآونة.
- أما الفصل الرابع:وعنوانه(الحياة الاجتماعية في بيهق)فقد تحدَّثْتُ فيه عن عناصر السكان في بيهق من فرس وعرب وترك وشكل العلاقة بينهم،كما تناولْتُ طبقاتِ المجتمع في بيهق بكل أشكالها من حكام،وعلماء،وأدباء،وتجار،وصناع إلى غير ذلك من الطبقات،وكذلك تحدَّثْتُ عن أشكال الطوائف الدينية المختلفة بها من المسلمين أو أهل الذمة أو المجوس،كما تناولْتُ أيضاً مظاهر الحياة الاجتماعية العامة بها من ملابس أو مساكن أو أطعمة،ثم ختمْتُ هذا الفصل بالحديث عن عادات أهل بيهقَ في الاحتفال بأعيادهم سواء كانت الأعياد الدينية الإسلامية أو القومية الفارسية إلى غير ذلك من الأعياد.
- أما الفصل الخامس:وعنوانه(الحياة العلمية والثقافية في بيهق) فقد تناولْتُ فيه الحديث عن معاهد ومراكز التعليم في بيهقَ كالمساجد والرُبُطِ والمدارس والمكتبات،كما ذكرْتُ منزلة العلماء ومجالسهم،ثم تناولْتُ الفرق الدينية المختلفة بها كأهل السنة والشيعة والصوفية والمعتزلة، وأخيراً ختمْتُ هذا الفصل بالحديث عن العلوم النقلية كعلم القراءات،وعلم التفسير والحديث والفقه،وعلم الكلام،وعلم اللغة والنحو،ثم علوم الأدب كالشعر والنثر،وأمّا العلوم العقلية فقد تعرَّضْتُ فيها لدراسة علم الطب،وعلم الرياضيات،والفلك،والنجوم،والفلسفة،والتاريخ والموسيقى،مع ذكرٍ لأشهر الفقهاء والعلماء والأدباء في كل علمٍ من هذه العلوم من أبناء بيهق.
- أمّا الخاتمة: فقد تناولَتْ النتائج التي توصل إليها هذا البحث من خلال استعراض التاريخ السياسي والإداري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبيهق خلال فترة الدراسة، ثم ألحقتُ بها بعض الملاحق المختلفة التي أسهمت في إبراز معالم هذه الدراسة، وقد أتبعتُ ذلك بقائمة تحتوي على كل المصادر والمراجع التي تمّ الرجوع إليها من أجل إنجاز هذا البحث.
وأخيراً فلقد بذلتُ قُصارى جهدي بغيةَ إخراجِ هذا البحث في صورة مرضية، واللهَ أسألُ أن يجعل هذا الجهد خالصاً لوجهه الكريم، وإن كنت قد وُفِّقْتُ فَمِن الله، وإن قصَّرْتُ فَمِن نفسي؛ فَلا أدَّعِي الكمالَ، فإنَّ الكمالَ لله وحدَهُ، واللهُ وليُّ التوفيقِ.
عرض لأهم المصادر والمراجع
اعتمدتُ في إعداد هذه الرسالة على عدد وافر من المصادر المراجع، وسأقتصرُ على دراسة المصادر والمراجع الأساسية كما يلي:
أولا- المخطوطات:- فمن الكتب المخطوطة التي رجعتُ إليها مخطوط (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان) لمؤلفه بدر الدين محمود العيني المتوفى سنة 855هـ/1451م،وهو مخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم 1584 تاريخ،ميكروفيلم 6358،وقد استعنتُ به في الفصل الأول في دراسة بعض الأمور الخاصة بالوضع السياسي لبيهق في عهد الخوارزميين بالإضافة إلى بعض النقاط الأخرى ، أما مخطوط (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد)للحافظ عبد الله بن النجار وهو مخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم 296 تاريخ،ميكروفيلم 1706،فقد استعنتُ به في الفصل الخامس في الترجمة لبعض العلماء والفقهاء.
ثانياً- المصادر التاريخية:-
من أهم المصادر التاريخية التي استعنتُ بها في إعداد هذه الرسالة ما يأتي :- كتاب (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597هـ/1200م، ويُعدُّ هذا الكتاب من المصادر المهمة فيما يتعلق بدراسة أحوال المشرق الإسلامي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية خاصة في العصر السلجوقي وأوائل العصر الخوارزمي؛ مِمَّا أفادني في مختلف فصول هذه الدراسة ، كما يُعدُّ كتاب (أخبار الأمراء والملوك السلجوقية المعروف بزبدة التواريخ) لصدر الدين أبو الحسن علي بن ناصر الحسيني المتوفى بعد سنة 622هـ/1225م، وتحقيق محمد نور الدين من المصادر التاريخية المهمة التي تعرض تاريخ دولة السلاجقة منذ نشأتها حتى سقوطها؛ مِمَّا أفادني في الفصلين الأول والثاني من هذه الدراسة.
- كتاب (الكامل في التاريخ) لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري المتوفى سنة 630هـ/1232م، ولد بجزيرة ابن عمرو ثم انتقل بعد ذلك مع أسرته التي كانت على جانب كبير من الثراء إلى الموصل في سنة 579هـ/1183م، وقد تلقى تعليمه على أفضل مشايخ عصره؛ فبرع في العديد من العلوم وعلى رأسها علم التاريخ، ويُعدُّ كتاب الكامل هذا من أشهر مؤلفاته، وهو سفر قيم جمع أخبار العالم الإسلامي شرقه وغربه، وهو ما لم يسبقه إليه أحد، وقد بدأه من أول الزمان حتى سنة 628هـ/1230م، ويمتاز هذا المصدر عن غيره بكثرة وثائقيته وتوازنه في تناول الأحداث التاريخية بعبارات موجزة وبسيطة دون ذكر للتفاصيل التي لا داعي لها، هذا فضلاً عن حرص ابن الأثير على استقصاء معلوماته من مصادرها الأصلية؛ مِمَّا أعطى كتابه قيمة علمية كبيرة، وقد أمدَّني هذا المصدر بمعلومات مهمة في معظم فصول الرسالة تقريباً.
- كتاب (تاريخ دولة آل سلجوق) للفتح بن علي بن محمد البنداري المتوفى سنة 643هـ/1245م، وهذا الكتاب اختصار لكتاب نصرة الفترة وعصرة الفطرة الذي ألفه عماد الدين محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني المتوفى سنة 597هـ/1200م، ويتناول هذا الكتاب التاريخ السياسي للسلاجقة منذ بدء ظهورهم وقيام دولتهم؛ مِمَّا أفادني في الفصل الأول.
- أما كتاب(مرآة الزمان في تاريخ الأعيان)لشمس الدين أبو المظفر يوسف المعروف بسبط ابن الجوزي المتوفى سنة 654هـ/ 1256م فهو من المصادر التاريخية المهمة في دراسة أحوال المشرق الإسلامي خاصة الجزء الثامن،وقد استعنتُ به في بعض فصول الرسالة.
- ويُعدّ كتاب(الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية)لمحمد بن علي بن طباطبا أوابن الطقطقي المتوفى سنة 709هـ/1309م من الكتب التاريخية المهمة التي استعنتُ بها في معظم الفصول ،هذا فضلاً عن العديد من المصادر التاريخية الأخرى التي اعتمدتُ عليها مثل:(ذيل تاريخ دمشق) لابن القلانسي المتوفى سنة 555هـ/ 1160م، وكتاب (مختصر تاريخ الدول) لابن العبري المتوفى سنة 685هـ/ 1286م، وكتاب (المختصر في أخبار البشر) لأبي الفداء المتوفى سنة 732هـ، وكتاب (البداية والنهاية) لابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ/ 1372م، وكتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم) لابن خلدون المتوفى سنة 808هـ/ 1405م، وكتاب (تاريخ الدول الإسلامية بالجداول المرضية) لابن دحلان المتوفى سنة 1304هـ/1886م، بالإضافة إلى العديد من المصادر الأخرى التي استفاد منها هذا البحث 0
ثالثاً – المصادر الجغرافية:-
تُعدُّ كتب الرحالة والجغرافيين من المصادر المهمة التي توفر الكثير من التفاصيل والمعلومات التي تساعد في دراسة الحياة الاقتصادية والاجتماعية بمختلف الأقاليم والمدن ومن أهم هذه المصادر التي اعتمدت عليها: كتاب (المسالك والممالك) لابن خرداذبة المتوفى سنة 300هـ/912م، وقد تناول في كتابه جغرافية الأقاليم الإسلامية من جوانبها الاقتصادية والبشرية كافة ، كما تحدّث عن الخراج والمبادلات التجارية والمسالك والطرق، ولكن جاءت أوصافه مختصرة بشكل كبير، وتركَّزَ اهتمامه على وصف الطرق بين المدن والمسافات بينها، وقد استعنتُ به خاصة فيما يتعلق بالموقع الجغرافي لبيهق.
- كتاب (المسالك والممالك)لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري المتوفى سنة 309هـ/ 921م،وقد طاف ببلاد الإسلام وبعض بلاد الهند،فبحث في كتابه هذا الأقاليم التي قام بزيارتها،وهو ذو منهج يميزه عن غيره؛فمنهجه يقوم على ثلاثة أسس:أولاً المشاهدة والوصف، ثانياً تحرّي الدقة، ثالثاً سماع الأخبار والاختصار في روايتها، فهو مؤلف دقيق بالنسبة لعصره، ويُعدُّ كتابه من المصادر الجغرافية التي اعتمدتُ عليها في بعض فصول الرسالة.
- أمّا كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن بكر المقدسي المتوفى سنة 375هـ/ 985م، من المصادر الجغرافية المهمة التي أمدَّتني بمعلوماتٍ قيمة عن الموقع الجغرافي إلى جانب معلومات قيمة عن المنتجات الزراعية والصناعية وأنواع الصادرات والواردات بكل مدن خراسان لاسيما نيسابور وأعمالها ومنها بيهق، أمّا كتاب (معجم البلدان) لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت الحموي الرومي المتوفى سنة 626هـ/1228م، فقد امتاز بترتيبه تبعاَ لحروف الهجاء ودقته واتساعه، فهو يجمع بين الجغرافيا والتاريخ والأدب؛ مِمَّا أفادني كثيراً في معظم فصول الرسالة، هذا فضلاً عن بقية المصادر الجغرافية الأخرى مثل كتاب(أثار البلاد وأخبار العباد)لأبي عبدالله زكريا بن محمد بن محمود القزويني المتوفى سنة 681هـ/ 1282م،وكتاب (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) لصفي الدين عبد المؤمن بن عبدالحق البغدادي المتوفى سنة 739هـ/ 1338م،وكتاب (تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار المعروف برحلة ابن بطوطة) لمؤلفه أبوعبد الله محمد بن إبراهيم المعروف بابن بطوطة المتوفى سنة 779هـ/ 1377م، وغيره من المصادر الجغرافية الأخرى 0
رابعاً- الكتب الفقهية:-
- كتاب (الأموال) للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ/ 838م، ويتناول هذا الكتاب المسائل المالية المتعلقة بموارد الدولة العامة؛ لذا فقد أمدَّني بمعلومات عن الموارد المالية الشرعية لبيهق كالخراج والجزية والزكاة إلى غير ذلك من الأمور التي تناولتُها في الفصل الثاني من هذه الدارسة إلى جانب الفصل الرابع أيضاً فيما يتعلّق بأمور أهل الذمة.
- أما كتاب (الأحكام السلطانية والولايات الدينية) لأبي الحسن على بن محمد الماوردي المتوفى سنة 450هـ/ 1058م فهو أيضاً من المصادر المهمة التي تعالج بالدراسة والتحليل النظم الإدارية والمالية في الدولة الإسلامية، وقد أمدّني بمعلومات غاية في الأهمية في الفصل الثاني من هذه الدراسة عن القضاء والحسبة والنظام الإداري والمالي والدواوين إلى غير ذلك 0
- أما كتاب (الملل والنحل) لمحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر الشهرستاني المتوفى سنة 548هـ/ 1153م، فهو يتناول مسائل الأديان والمذاهب والفرق الدينية المختلفة، وقد أمدّني بمعلومات مهمة في الفصل الأول من هذه الدراسة.
- هذا فضلاً عن كتب الحسبة مثل كتاب (نهاية الرتبة في طلب الحسبة) لعبد الرحمن بن نصر الشيرزي المتوفى سنة 589هـ/ 1193م، وكتاب (الحسبة في الإسلام) لتقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية المتوفى سنة 728هـ/ 1327م، وكتاب (الرتبة في طلب الحسبة) لمحمد بن أحمد بن بسام المحتسب – عاش في القرن الثامن الهجري – تحقيق حسام الدين السامرائي، وغيرها من المصادر التي تمد الباحث بمعلومات قيمة عن المحتسب وشروط تعيينه واختصاصاته وعقوباته إلى غير ذلك من المعلومات التي استفدتُ منها في الفصلين الثاني والثالث من هذه الدراسة.
خامساً - كتب التراجم والطبقات:-
- كتاب (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب المعروف بمعجم الأدباء) لياقوت الحموي، تحقيق إحسان عباس، وكما ذكرنا من قبل في كتاب معجم البلدان السابق لياقوت فهذا الكتاب يمتاز أيضاً بأنه مرتب تبعاً للحروف الهجائية، كما يمتاز بدقته واتساعه؛ مِمَّا أفادني كثيراً خلال الفصل الخامس من هذه الدراسة في التعرف على أشهر العلماء، والأدباء ،والشعراء في بيهق.
-ويُعدّ كتاب(وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) لأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن خلكان المتوفى سنة 681هـ/1282م،من المصادر القيمة التي استعنتُ بها في معظم فصول الرسالة.
- أما كتاب (سير أعلام النبلاء) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 748هـ/ 1347م، فقد أمدّني بمعلومات مهمة عن سلاطين السلاجقة والخوارزميين.
- أما كتاب (طبقات الشافعية الكبرى) لتاج الدين نصر عبد الوهاب السبكي المتوفى سنة 771هـ/ 1369م، وكذلك كتاب (طبقات الشافعية) لعبد الرحيم الإسنوي المتوفى سنة 772هـ/1370م، فقد أمدّاني بمعلومات قيمة في الفصل الخامس من هذه الدراسة فيما يتعلق بالترجمة لأشهر الفقهاء في بيهق ، هذا فضلاً عن كتب التراجم والطبقات الأخرى التي اعتمدتُ عليها في هذا البحث خاصة خلال الفصل الخامس منه مثل كتاب (طبقات المفسرين) وكتاب (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)،وهما لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة911هـ/ 1505م،وكتاب (طبقات المفسرين) لشمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي المتوفى سنة 945هـ/ 1538م،وغيرها من المصادر الأخرى التي أفادت هذا البحث.
سادساً- المصادر الأدبية:-
من أهم المصادر الأدبية التي اعتمدتُ عليها في هذا البحث كتب شيخ الأدب أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى سنة 255هـ/ 868م، ومنها كتاب (البيان والتبيين) تحقيق د/ عبدالسلام هارون، والذي يتحدث فيه عن النساك والزهاد من أهل البيان، وقد أمدّني بمعلومات عن بعض النقاط الخاصة بالفصل التمهيدي، وكذلك كتاب (التبصر بالتجارة) الذي استعنت به في الفصل الثالث من هذه الدراسة إلى غير ذلك من مؤلفاته القيمة التي تمتاز بتطرقها إلى مختلف الموضوعات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية،ومن المصادر الأدبية الأخرى التي استعنتُ بها بعض مؤلفات أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي المتوفى سنة 430هـ/ 1038م،ومنها