الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص 1ـ إن التواصل بين البشر لا يتم من خلال الكلام المنطوق فحسب, بل يتعدى ذلك ليشمل صورًا أخرى, والتي من أهمها لغة الجسد, والتي تتمثل في الحركات الجسدية ذات الدلالات الخاصة, سواء كانت مستقلة أو مرافقة للغة المنطوقة. 2ـ إن لغة الجسد ليست قالبًا واحدًا, له شكل محدد يظهر فيه، وإنما تظهر على عدة أشكال ترتبط بأعضاء الجسم المختلفة, كالأطراف والأصابع والوجه والقامة وغيرها, وتتغير المعاني والدلالات بتغير العضو وشكل الحركة. 3ـ حرص النبي ﷺ في سيرته العطرة على تنويع طرق إيصال المعاني إلى السامعين، فتارة يستخدم لغة الكلام المنطوق، وتارة يستخدم لغة الصمت بما لها من دلالات، وتارة يستخدم لغة الحركات على حسب ما يقتضيه الموقف، وهذا يدل على عمق فهم النبي ﷺ لأساليب ووسائل التواصل مع الآخرين. 4ـ الاتصال بين البشر له شكلان يظهر فيهما، أحدهما: الاتصال اللفظي عبر الكلام المنطوق أو المكتوب وتتحكم فيهما قواعد اللغة المستخدمة، بما تحتوي عليه من رموز لها معان، والنوع الآخر من الاتصال: الاتصال غير اللفظي، أو الاتصال الصامت، وله صور ثلاثة يظهر فيها، الأول: لغة الإشارة على اختلاف تنوعها بالعين أو اليد أو الرأس، والثاني: لغة الحركة والأفعال. والثالث: لغة الأشياء التي يقوم بها الأشخاص ولها دلالات أخرى غير المظهر الخارجي الذي تبدو فيه، كالهدية ودلالتها على الحب. 5ـ اشتملت سنة النبي ﷺ على نماذج لكل نوع من هذه الأنواع للاتصال الإنساني، مما له دلالة واضحة على سبق الدين الإسلامي إلى القيم والأخلاق والمبادئ السامية التي ينادي بها خبراء التنمية البشرية، وأن قدرة الشخص على التأثير في الآخرين بما يمتلكه من أخلاق كريمة ليست مجرد مهارة شخصية تجعل صاحبها أكثر نجاحاً في توصله مع الآخرين، بل هي عبادة لله ـ عزَّ وجلَّ ـ يلقى ثوابها يوم القيامة، مما يجعل المسلمين أكثر نجاحاً في تواصلهم مع الآخرين وتأثيرهم في غيرهم يوم يمتثلون منهج النبي ﷺ وصحابته الكرام رضي الله عنهم. 6ـ للاتصال الناجح عوامل لابد من توافرها، وأركان يلزم تحققها، وهذه العوامل تنقسم إلى قسمين، الأول: عوامل معرفية نظرية، وأهمها الوضوح في الرؤية، والتناول للقضايا المعرفية التي تربط بين الناس، وكذلك الحالة الشعورية الجيدة بما لها من مكانة في تحقيق نجاح عملية التواصل مع الآخرين، والاستماع الجيد وما له من تأثير في نفوس الآخرين. والركن الثاني لنجاح عملية الاتصال: الخبرة العملية، ومن أبرز صورها الذكاء العاطفي، والإلقاء الفعال وما لهما من تأثير بالغ في نجاح عملية التواصل مع الآخرين. |